التوبيخ الزائد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته المشكلة مشكلة أبي والبيانات بياناته وعفوا على الخلط ولكني مضطر فهو لا يسترشد إلى العلاج وخاصة النفسي.
ولكن البريد بريدي أبي يعاني من مشكلة اعتبرها اضطرابا نفسيا وعصبيا يعاني من آثاره كل من في بيتنا ويؤثر سلبا على علاجي الذاتي (CBT) , وهو كثرة التأنيب والتوبيخ واللوم على أمور أحيانا لا تستحق كل هذا التوبيخ وربما ليست أخطاء وربما مجرد فرض رأي ويتهمنا أننا (الإخوة و أنا وأمي وأحيانا غيرنا) أننا السبب في كثرة تأنيبه ويهددنا أحيانا بأنه سيفارقنا ويبيع البيت وغير ذلك مع أننا بحمد الله طيبين ولا نرتكب محرمات أو أخطاء كبيرة ولا أعرف ماذا سيفعل إذا دخن أحدنا مثلا ,لاشك أنه كثير القلق والوسوسة,
الأمور التي يؤنب عليها كثيرة وتختلف هذه الأمور من فترة إلى أخرى وبعضها يثبت لفترة طويلة ولا نستطيع أن نعرف بالتحديد ما هو يؤنب في كل فترة. تقول أمي أن كل ذلك بدأ معه منذ أن كان في التدريب العسكري,
أنا قدرت ذلك أن عمره آنذاك من 20 إلى 25 عاما (الأرجح 23) أي حوالي 27 سنة من المعاناة وتقول أنه اشتد ذلك عند ولادة أصغر إخوتي الذي عمره الآن 7 أو 8 سنوات وأنا كذلك أرى أنه يشتد كل بضع سنين.
وكأمثلة على التي يؤنب عليها حاليا: لماذا تمر على الغرفة وهي خالية وترى المصباح مشتعلا ولا تطفئه؟ مع أني لم أنتبه له وأن أقول له ذلك لا يوقف غضبه حاليا أرى عليه الأعراض التالية: النشاط الزائد وقلة النوم وزيادة الشهية وكثرة القلق والوسوسة والغضب حتى على الأمور التافهة.
مما يزيد الأمر تعقيدا أنه غير مستبصر بحالته جيدا ولا يريد أن يأخذ أقراصا ولا أن يذهب إلى طبيب نفسي ونحن لا نستطيع أن نطلب منه ذلك لأنه سيغضب. لذلك أطلب منكم طلبا واحدا من فضلكم وهذا أهم ما في الرسالة وهو: أريد شرحا مفصلا عن كيفية التعامل معه ومع أعراضه, ماذا نفعل؟ وعندما أنا أفهم ذلك الشرح كيف أقنع أهلي بهذه الكيفية؟ وإذا كان التعرض منا فهو عليه منع التأنيب وهو لن يفعل ذلك ولكن لا أريد أن نتجنب ما يوبخنا عليه أنا أتابع مع طبيب نفسي الذي يعلم أني مصاب بالوسواس القهري (OCD) وNight Terror ولم ينكر تشخيص سابق لي من طبيبين إصابتي بالمثانة العصبية.
لا أحد من إخوتي أو أمي يبدو عليه مرض نفسي واضح
والآن أنا مضطر للتوقف عن كتابة التفاصيل لأن الوقت 1:35 ليلا وبالتأكيد سيؤنبنا على التأخير مع السلامة
23/02/2005
رد المستشار
أخي العزيز السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هناك نمطان رئيسيان للأبوة هما: الأبوة الراعية (حيث يهتم الأب برعاية أبنائه والحنو عليهم وتلبية احتياجاتهم وتشجيعهم)، والأبوة الناقدة (حيث نجد الأب يركز طول الوقت على عيوب أبنائه وينتقدهم ويوبخهم ولا يرى فيهم أي حسنة)، ووالدك ينتمي إلى نمط الأبوة الناقدة، وهذا النمط أكثر انتشارا بين الشخصيات الوسواسية حيث تتسم هذه الشخصية بالتدقيق في كل شئ وبالبخل الشديد في المال وفى المشاعر وبالحرص على النظام والانضباط .
والشخص الوسواسي لا يعجبه شئ ولا يعجبه أحد ولديه تصور صارم للحياة يصعب أحيانا التكيف معه. ولم يرد في الرسالة ما يدل على أن الوالد مصاب بمرض الوسواس القهري ولكنه فقط لديه سمات وسواسية (التدقيق والحرص والعناد والقلق واللوم وعدم الرضا) وسمات بارانوية (الشك والنقد والعدوانية)، وهذه السمات موجودة معه منذ شبابه المبكر ولكنها زادت منذ سبع سنوات،
وربما يكون السبب وراء زيادتها عامل السن، وعملية التقاعد خاصة وأنه كان يعمل في وظيفة عسكرية وهذه الوظيفة تدعم سمات الصلابة والانضباط وإعطاء الأوامر وطلب الطاعة المطلقة من الآخرين والتوجس وأخذ جانب الحذر، وهذه الصفات التي يمكن أن يكتسبها من طبيعة وظيفته تلتقي مع تركيبته الشخصية فتكون هذه المنظومة من الصفات التي تزعجك وتزعج باقي أفراد الأسرة.
ومما يزيد من وقع المشكلة تواجد والدك في البيت بعد التقاعد لفترات طويلة وهذا يعطيه الفرصة للتدخل في كل صغيرة وكبيرة وبالتالي ينتقد ويعطى الأوامر والنواهي. ويبدو أنه غير سعيد في حياته لذلك تبدو أعراض القلق النفسي عليه كما وصفتها، وهو يرفض المساعدة الطبية (وهذا بسبب سماته البارنوية المصاحبة للسمات الوسواسية) وهذا يشكل لكم أزمة ، وهو يحتاج فعلا للعلاج من أعراض القلق النفسي وهذا يخفف إلى حد ما من سمات شخصيته الناقدة والقلقة، وفى حالة استمراره في الرفض يمكنكم عمل التالي:
• مساعدته وتشجيعه عل ممارسة نشاطات خارج البيت لكي تتحسن حالته النفسية وفى نفس الوقت يخفف الضغط على من في البيت وتتوجه طاقته أو أغلبها إلى الخارج
• تجنب التأثير السلبي لانتقاداته وذلك بتقليل فرص التعرض له أو مواجهته أو استفزازه
• التزام الصمت تجاه انتقاداته غير المنطقية فلا نوافقه فيها ولا نعارضه ، فقط نصمت
• إعطائه العذر بأن هذا نمط شخصية نشأ عليه وازدادت حدته مع الوظيفة العسكرية وازدادت حدته أكثر وأكثر مع التقاعد
• أن يدعم أفراد الأسرة بعضهم بعضا حتى لا ينهار أحد الأفراد تحت وطأة انتقاداته الشديدة
• أن نضع في الاعتبار أنه والد وأن له حق البر وحق المعاملة الحسنة برغم كل شئ
• أن ندعو الله له بالتغير للأفضل ونساعده على ذلك
وأخيرا أسأل الله أن يلهمكم الصبر والتوفيق