الاكتئاب الرديد : واصل مراجعة الطبيب م1
لم أجد حلا ولكن أحاول الصمود
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أكتب إليكم بعد سنين طوال لم يتغير الكثير إلا أن الأمور ذهبت للأسوء أحيانا وللأفضل أحيانا ولكن من الناحية النفسية الأمور سارت مسار سيء للأسف
في 2017 كنت قد استقريت على عقار توفرانيل كان أكثر العقارات استقرارا للحالة رغم عدم زوال جميع الأعراض، كنت أعرف أنه يجب علي إجراء علاج معرفي ولكن لايوجد في سوريا هكذا مختصين يمكن الوثوق بهم، استقريت على عقار توفرانيل لسنتين وبعد عقار اميتربتيلين 50 لمدة سنتين أيضا مع عقار انديرال للنوم.
بعدها فتحت محل نجارة بعد أن تعلمت المهنة ولكن ظهر لدي مشاكل لم أكن أعرف أنني أعاني منها، التعامل مع الآخرين والصبر على الزبائن وعدم الغضب عليهم أو الشعور بأنهم يحاولون خداعي أو الاستخفاف بذكائي لكي يقللوا من الأجر قليلا وهذا موجود عند جميع الناس تقريبا عند التعامل مع صاحب مهنة.
كنت أعاني كثيرا أيضا من رهاب كثرة الناس حولي وأنا أعمل أي أنني كنت أكره أن أجلس وأعمل خارج المحل كنت أحب العمل داخل المحل وبعد فترة انتقلت إلى محل ثاني كان هناك شارع مزدحم جدا أمام المحل فكنت أبقى متشنجا وأنا واقف وأعمل وأشعر أن جميع عضلاتي وأعصابي متشنجة ومتخشبة بسبب موقع المحل في النهاية سيطرت علي آلام القولون واكتئاب وإحباط شديد لأن دخل المحل لم يكن مثل ماكنت أتوقع . كان لدي أوهام أنه إذا كنت ماهر جدا ومتميز في المهنة سيكون الدخل عالي منذ البداية لم أكن أعرف أنه يجب أن أنتظر سنين لكي أبني سمعه... بعد سنتين أغلقت المحل بسبب دمار الاقتصاد السوري والإغلاق الخاص بكورونا وكثير من الأشياء أهمها الأعراض النفسية والإحباط وزوال الرغبة تماما بالعمل واللامبالاة التامة بأي شيء حتى أنني كنت أشعر بالضيق إذا أتاني زبون وعرض علي إنجاز عمل كنت قد كرهت العمل تماما وكرهت كل شيء وأغلقت المحل بسبب تكاثر المشاكل النفسية والخارجية والاقتصادية للبلد والكورونا ...إلخ.
بعد بدأت أجرب أدوية من عندي كنت أسأل بعض الأصدقاء من الأطباء غير الاختصاصيين بالطب النفساني عن تعارض بعض الأدوية لأنني مللت من الذهاب إلى الأطباء كل طبيب يصف لي عقار ويجب أن أجربه لمدة شهرين وبعد شهرين يعدل الجرعة بزيادة حبه أو إضافة جرعة بسيطة من دواء آخر ويجب أن أجرب شهرين وكأنني يجب أن أجرب 10 سنوات وأنا أتعذب لكي أصل إلى الدواء المناسب فكرهت الذهاب إلى الأطباء وبدأت تسجيل ملاحظات عن كل خليط دوائي آخذه وماهي محاسنه ومساوئه ... ولكن وقعت في مشكلة عويصة لم أستطع حلها. المشكلة أنني كنت آخذ خليط دوائي مثلا دولوكسيتين مع سيريترالين ... فكان الوساوس تذهب بنسبة 90 بالمئة ولكن الاكتئاب يزيد واضطراب النوم يزيد كنت أغير الخليط أو أزيد أو أضيف دواء آخر فيذهب الاكتئاب وتعود الوساوس بدرجة شديدة ويصبح النوم جيد ... بالمختصر إذا تخلصت من الاكتئاب عادت الوساوس وإذا تخلصت من الوساوس والاكتئاب عاد اضطراب النوم العنيف والتعب والارهاق طوال اليوم والقلق والتوتر ... لم أستطع أن أتخلص من جميع الأعراض المزعجة.
والوساوس لم تكن نوع واحد بل نوعين وساوس خاصة بالنساء ووساوس اجترارية مزعجة جدا خاصة بالمواقف السيئة القديمة من الآخرين، نسيت أمرا عندما وجدت خليط مناسب لحالتي لجميع الأعراض تقريبا ظهرت مشكلة أنه قام بآلام شديدة في المعدة، أو يعمل استطاله كيوتية في القلب مثل عقار اميتربتيلين كان جيد جدا ولكن ظهر بالتخطيط أنه عمل استطاله كيوتية بالقلب وذهبت الاستطالة بعد توقيف الاميتربتيلين ... والايفيكسر فينلافاكسين قال لي أحدهم أنه يعمل سمية قلبية وعائية إذا تم تعاطيه أكثر من سنتين فلم أعد أجرئ على تناوله مع أنه كان يعطي نتيجة جيدة فهل هذا صحيح؟ أو ما مدى دقة المعلومة إن الفينلافاكسين يسبب سمية قلبية وعائية؟
الآن تركت كل شيء آخر خليط كنت آخذه هو التوفرانيل مع دولوكسيتين مع سولبيريد كانت النتيجة مذهلة لهذا الخليط ولكن بعد شهر لم أعد أستطيع النوم أبدا لا أعلم السبب أوقفت الدولوكسيتين فلم أستفد شيء فأوقفت السولبيريد فعاد النوم ولكن لم يبقى الحال هكذا فبعد أسبوعين وأنا على التوفرانيل وحده مع بعض مضادات القولون العصبي مثل اوتيلينوم وميبفرين وأنتي سبا لم أعد أستطيع النوم أبدا حتى أنني ضفت سيرترالين للتوفرانيل فعاد اضطرب النوم ولم أعد قادر على النوم فصرت أشعر أن الأدوية كلها بدأت تخرب النوم وتسبب اضطراب النوم فتركت جميع الأدوية والآن آخذ سولبيريد وحده عيار 50 + ربع مل كلونازيبام (لأنني اكتشفت بعد وصفه طبيب أن ربع مل أو حتى أقل من كلونازيبام + مذاد زهان بجرعة بسيطة كانت أقل من ربع مل ريسبيردين تحسن النوم بشكل كبير ولكن طبعا أوقفت الريسبردين خوفا من متلازمة خلل الحركة المتأخر) وأفكر بإضافة سيرترالين بعد أن أتأكد أنه لايوجد تعارض بينه وبين السولبيريد.
أحيانا أشعر أنني شفيت ولم جسمي يحب الأدوية العصبية، أنا الآن بلا عمل إلا كورسات دراسية أقوم بدراستها لعل وعسى أن تفيدني إذا سافرت مثلا أو بدأت عمل جديد هنا في سوريا ... أنا الآن أريد تكتيكات علمية موثوقة من العلاج المعرفي السلوكي الذهني للنوم واضطراب النوم ولا يوجد لدي مختص في سوريا ألجأ إليه لعلاج اضطراب النوم معرفيا على الأقل اضطراب النوم لأنني قرأت أنه لا يوجد حل له دوائي طويل الأمد علاجه فقط معرفي ذهني سلوكي ... أعراضي الآن وأنا أكتب اكتئاب خفيف مستقر ثابت لامبالاة وعدم القدرة على الاستمتاع إلا بشيئين فقط . وساوس خاصة بالنساء ووساوس اجترارية لمواقف سيئة من أناس آخرين تصل إلى الغضب الشديد والرغبة بإهانتهم ورد الموقف لهم... تخيلات مستقبلية عن علاقات عاطفيه أكون أنا ضحيتها وأقوم بردود عنيفة في التخيلات وأشعر بالضيق ولا أستطيع وقف تلك التخيلات حتى لو رغبت بذلك أشعر أنني لا أريد إيقافها حتى أنني عندما أسمع بقصة تخص الخيانة والمرأة والأزواج أقوم بتخيل أن القصة بتفاصيلها حدثت معي وأتخيل ردودي وهكذا. أنا مشتت جدا أذكر أن العقار الوحيد الذي أخرجني من هذه الحالة تبع التشتت كان الاميتربتيلين ولكن أعراضه القلبية تمنعني من أخذه .
أشعر أنه لايوجد علاج لحالتي وأنني عاجز عن مساعدة نفسي وأعرف أنه يجب أن ألعب رياضة وأختلط بالآخرين ولكن الأمر صعب جدا لكي أبدأ به. لدي أيضا ثورات غضب شديدة أقوم بتكسير شيء كي أهدأ إن قام أحد في المنزل بإزعاجي... أيضا أمر مهم جدا جدا أريد حل له جزاكم الله خير: عندما أخلد إلى النوم وعند النقطة التي أبدأ بها بالدخول في مرحلة النوم يصبح السمع لدي قوي جدا بطريقة غريبة وأي صوت داخل المنزل وضع مقلاة على الغاز أو صوت الملاعق عند ارتطامها بالصحون أو الأحاديث بين أهل بيتي أسمعها طبعا لا أفهم مايتكلمون ولكن أسمع كل الأصوات وتجعلني أشعر بغضب وضيق في الصدر شديد جدا لدرجة أقوم وأنا في ثورة غضب عارمة وأقوم بكسر شيء في غرفتي على الأرض وأخبرهم بأنه لا أريد أن أسمع أي صوت مهما كان بسيطا وأعود وأحاول النوم ماهذا؟ هل مرتبط بالتوتر الشديد والقلق؟ وهل له حل؟
أمر آخر شديد الأهمية: لقد قال لي بعض الأطباء أن مرض الاكتئاب والقلق مثلا لايتغير بين يوم وآخر بسرعة، أي أنه مثلا إذا كان شخص يأخذ دواء 3 حبات وفي اليوم التالي خفض الجرعة إلى حبتين فقط فلن ينتكس خلال يوم واحد وبسرعة شديدة أنا الذي يحدث معي أنني عندما آخذ مضاد الاكتئاب أشعر بتحسن بعد ساعة وكأنه مهدء وكلما ابتعدنا عن موعد أخذ الجرعة أشعر بالتعب وفي اليوم التالي عندما يكون باقي 5 ساعات مثلا على الجرعة ومر 20 ساعة على أخذي الجرعة أكون في حالة سيئة ولكن قالوا لي هذا غير منطقي التغيرات لا تحصل بهذه السرعة فاعتقدت أنها أعراض القلق التي تتقلب بهذه السرعه فما هو رأيكم؟
سؤال أخير رأيت أن هناك دواء شقيق للفينلافاكسين اسمه ديسفينلافاكسين فهل لديه نفس الأعراض السمية القلبية الوعائية على القلب وأيهما أفضل برأيكم من حيث الأعراض الجانبية والمفعول؟ لدي أحيانا مخاوف من أن تتطور حالتي إذا لم أشفى وأصاب باكتئاب شديد يؤدي إلى الانتحار لا سمح الله كلما سمعت بشخص انتحر! ... طلب ورجاء أخير أرجو عدم الرد باختصار شديد لأنني كنت أشعر بالراحة كلما كانت الإجابة طويلة ومفصلة ومليئة بالمعلومات المفيدة
أرجو نصيحتي وإرشادي
وشكرا لكم وجزاكم الله خير
27/6/2022
رد المستشار
شكراً على متابعتك الموقع.
ما تعاني منه حالياً اكتئاب مزمن مع أعراض قلق وأفكار اجتراريه وكلاهما من أعراض الاكتئاب المزمن. الاكتئاب يتميز في الغالبية بنوبات انتكاسة وهدأة٬ ولكن الذي يحدث أحيانا تحول المسار إلى مزمن بسبب حواجز مانعة للشفاء بسبب ظروف بيئية قاهرة لا يقوى الإنسان على تجاوزها بسبب اضطرابه أولا وسماته الشخصية.
ينتقل الإنسان المصاب بالاكتئاب المزمن أحياناً إلى موقع جديد في الحياة يصبح الاضطراب نفسه وأعراضه وعلاجه محور حياته الأول والأخير. يتحرى الإنسان الذي يصل إلى هذا الموقع إلى حقل تجارب للعقاقير والدخول في جلسات علاج نفساني لا نهاية لها وينسى جميع شؤون الحياة والمتعة فيها. هذا ما حدث معك وأصبحت تبحث عن فعالية مختلف العقاقير ولديك موسوعة معلومات خاطئة.
ما عليك أن تفعله:
١- تستقر على عقار واحد مضاد للاكتئاب وتستعمله تحت إشراف طبيب.
٢- معلوماتك عن فينلافاكسن غير دقيقة والعقار سليم إن استعملته تحت إشراف طبيب وبجرعة علاجية.
٣- توقف عن استعمال خليط من مضادات الاكتئاب.
٤- عليك أن تقبل بأن هذا الاكتئاب لا يختفي بين ليلة وضحاها وقد لا تحدث استجابة للعلاج قبل ٣ – ٦ أشهر.
٥- لا حاجة للدخول في علاج نفساني الآن.
٦- ابحث عن عمل وتعامل مع الناس بأسلوب حضاري بعيد عن الشكوك.
٧- تراسل الموقع بعد ستة أشهر.
وفقك الله.