من بغض الرجال إلى الاكتئاب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أستاذي الفاضل دكتور وائل أنا صاحبة مشكلة من بغض الرجال إلى الاكتئاب وأنا آنسة لم أتزوج بعد بداية أشكرك على ردك الكريم ولكن فقط أردت توضيح إنني لست صاحبة مشكلة خائفةٌ من الرجال التي اعتقدتكم أنها هي مشكلتي السابقة والحقيقة أنني الخطأ منى حيث أنني لم أذكر اسم مشكلتي السابقة ولكني لم أكن أريد إعادة طرحها للقراءة خجلا منها أو ضيقا من الماضي ككل وظننت أنكم ستتعرفون إليها من خلال عنوان بريدي الالكتروني الذي كان هو نفسه في استشارتي السابقة..كان هذا ظنا خاطئا مني وأعتذر لذلك..وأعتقد أن استشارتي السابقة ظهرت تحت عنوان الاعتداء في الطفولة والانتقام من الرجال وكانت باسم (....) وفي يوم 6-5-2004 وأرجو حذف اسمي عند النشر ووقتها أراحني الرد ولكن شعرت أن الرد كان مختصرا ولم يغطى كافة الجوانب أو لم يعطني خطوات للحل كما تمنيت
علما بأنه لم يكن يشغلني الانتقام في ذاته ولكن فقط الشعور بالانتصار ولذة الإذلال ولكن تقديرا مني واحتراما لمجهود المستشارة الفاضلة د.داليا مؤمن التي أجابتني والتي أحبها كثيرا لم أشأ الإثقال والمتابعة كما لم أستطع التوفيق في بدء العلاج النفسي وأنا أعلم مسئولياتكم ومجهوداتكم وجزاكم الله كل خير لذلك أتمنى أن يسمح وقتك بالاطلاع على رسالتي السابقة وهل هناك ما تضيفه أو ما تخبرني إياه بعد إطلاعك عليها وأنا يا دكتور متابعة يوميا ودائما لاستشارات مجانين فلمَ ظننتني غير ذلك....
كما أنني أشبه كثيرا في حالتي صاحبة مشكلة علاج الاكتئاب المعرفي : فتح الكلام :كما أنني أتمنى فعلا بدء العلاج المعرفى لكن تواجهني مشكلتان الأول الثقة فأنا لا أثق أنني سأجد طبيب يتفهم حالتي ويتعامل معي بطريقه صحيحة مثلكم كما أيضا أخشى فعلا كشف أسراري وخصوصا في المحافظة التي أقطنها وأبى طبيب معروف وبالتالي فإن أي طبيب سألجأ له ربما يكون صديق أبى أو على معرفة به وهذه طبعا مشكله كبرى ولا أعرف كيف وأين أجد مثلا أخصائيه نفسية تساعدني ولا أعتقد بوجود طبيبة نفسيه في محافظتي أو المحافظة التي أدرس بها وهما من محافظات الدلتا.
ثانيا أمي حنونة ومتفاهمة ولكن لا أعرف كيف سيكون رد فعلها عندما يتعلق الأمر بالعلاج النفسي وأفكار المجتمع الخاطئة عنه رغم أنها تخاف على جدا من أفكاري السلبية والسوداوية في الحياة وتدخل معي في حوارات طويلة وحكايات لتحاول تغيير أفكاري وطمأنتي وتوجيهي للصواب...وكلما اصطدمت بخوفي وتشاؤمي زاد قلقها على أكثر وهى دائمة الدعاء لي بأن يريح الله قلبي وأن يخرجني مما أنا فيه أريد أيضا إيضاح أن تلك الحالة ليست مستمرة معي ولكن الأوقات التي أكون فيها فرحة أو نشيطة أو منطلقه قليلة جدا قياسا إلى الأوقات الأخرى وهذه مشكلتي الرئيسية مع أسرتي كلها منذ سنوات مراهقتي لذلك لصق بي دائما اتهام بأني شخصية كئيبة وتكديه ومعقده وإلى ذلك بل كانوا يعرضون على الذهاب إلى طبيب نفسي كنوع من الاستهزاء أو كرد فعل للضيق الشديد منى كما أشرت عن كلام أمي في الرسالة السابقة
مشكلتي أنني أجزع بسرعة من أي شيء وكما قالت صاحبة مشكلة فتح الكلام أشعر أيضا بضعف الإرادة الشديد وتقريبا بانعدام ثقتي بنفسي ورغم ذلك لدى ميل كبير للتمرد والجدال وأتكلم كثيرا وأناقش ولكن عند التنفيذ أتحول إلى فأر هارب..فقط أبكى واستجدى رضا من حولي..دائما لدى أفكار جريئة ومتمردة ودائما لا ينفذ منها أي شيء أريد أن أبدأ حياه صحيحة وسعيدة ولا أريد تكرار أخطاء الماضي..أريد أن أرضى عن حياتي ليرضى الله عنى وألقاه وقلبي مطمئن فهل إلى سبيل من ذلك؟؟؟
سؤال أخير خارج موضوع الاستشارة..لقد قرأت مقالتكم عن السكر المكرر وحقيقته..فهل يعنى ذلك أن تناول المشروبات محلاه بالسكر (في حدود معلقتين صغيرتين) يؤدى حتما إلى زيادة الوزن والدهون المختزنة وإن كان كذلك فهل هناك من بديل غير بدائل السكريات المنتشرة التي أشرتم إلى مخاطرها أم أن البديل هو تناول المشروبات غير محلاة علما بأن هذا صعب على من تعود على العكس وخصوصا من يتناول المنبهات والعصائر بكثرة كحالتي.
25/03/2005
رد المستشار
لقد قرأت مرة أخرى مشكلتك السابقة التي نشرت بعنوان الاعتداء في الطفولة والانتقام من الرجال، وسأحاول أن أضيف إلى ردي السبق –كما طلبت- !! ولكنني أحب أن أقول أولاً أن ردي لكن يكون كافياً أيضاً هذه المرة، فكما أشار د.وائل أن "...علاج حالتك نفسيا يحتاج إلى وقت طويل وجلسات متعددة...".
على أي حال من المفيد والمهم أن تقومي بخطوتين أساسيتين ومتوازيتين وهما أن تعيدي التفكير مرة أخرى فيما حدث لك في طفولتك، فصديق والدك لديه اضطراب نفسي جعله يتصرف معك بتلك الطريقة، وما حدث في ذلك الوقت أنك كنت طفلة صغيرة غير قادرة على إبعاده عنك....
أما الآن فقد أصبحت آنسة كبيرة لديك القدرة على فهم الأمور ومنعها قبل أن تحدث....
والأمر الثاني هو أن تفكري أن إحساسك بلذة الانتصار هو إحساس وهمي.... نعم فمن ترغبين في الانتصار عليه هو صديق والدك وأيضاً عمك وليس الشباب الذين تتعرفين عليهم... فهذا الانتصار والإحساس بلذة إذلال الآخرين لن يكفيك أبداً لأنه غير موجه إلى محله... بالعكس عليك أن تفكري أن من تنتصرين عليه إنسان طيب أحبك ولا يستحق منك هذه المعاملة... من ناحية أخرى فأنت بالفعل تختارين الرجال الضعفاء فأين الانتصار على شخص ضعيف أصلاً ؟؟...
آنستي أنت مقدمة على فترة سيكثر فيها من يطلب يدك من أهلك فكيف ستفسرين سلوكك أمامهم؟ من المتوقع أن تدخلي في مزيد من المشكلات التي لست في حاجة إليها... فابحثي عن العلاج النفسي الآن... لقد اقترح عليك بالفعل الدكتور وائل أبو هندي أن تتوجهي إلى طبيبة نفسية حين طلبت منه أن يتابع حالتك.
الخدمة التي نقدمها هنا على الصفحة هي استشارت وليست علاج نفسي، لذا كفاك جدالاً ومناقشة وابدئي في الحلول العملية، وبقدر بسيط من البحث ستجدين الطبيبة أو الأخصائية النفسية المناسبة بإذن الله.
أخيراً لقد قرأت مشكلتك أ. منيرة عثمان وتشير عليك ببعض الحلول، فتقول لك "تقولين أن والدتك حنونة ومتفاهمة لذا يمكنك أن تقتربي منها أكثر وتحاولي مصاحبتها، حتى تعينك على ما أنت فيه فإن شعرت بمقدار ما أسميته اكتئاب، وصدق إرادتك في البحث ن العلاج والتغيير فستكون سند لك وستتقبل موضوع المعالجة النفسية. وعليك أيضاً الاستعانة بالله تعالى على أن يعينك فأنت في اختبار من المولى عز وجل وما دمت ترغبين في رضاه الجأي له واذكريه وادعيه، وزيدي على الصلوات الخمس وقت يومي بينك وبين الله لتناجيه وتحدثيه وتدعيه وتطلبي منه العون". وتابعينا بأخبار العلاج عما قريب
ويضيف دكتور وائل أبو هندي الأخت العزيزة أهلا وسهلا بك ، ما ذكرناه في مقالنا عن السكر المكرر، هو خطأ الاعتقاد بأن السكر المكرر غذاء كامل العناصر أو مفيد وحده دون إضافات، وأن السكر الموجود في مصادره الطبيعية كالقصب أو البنجر إذا أخذ كما خلقه الله يعتبر كامل العناصر بحيث يوجد في الثمرة نفسها ما يحتاجه السكر من مواد كيميائية وإنزيمات وفيتامينات وعوامل مساعدة لكي يكون مفيدا لإنتاج الطاقة، وأما السكر المكرر فيفتقر إلى كل ذلك وبالتالي يستغل ما في الجسد أو في الغذاء المصاحب له لكي يكون من الممكن أن يمنحنا الطاقة، أي أن سلوك الأمهات اللاتي يفرحن لأن أبناءهن يأكلن السكر المكرر سلوك خاطئ، والقصد من المقال هو بيان أن معرفة ذلك علميا منذ ما يزيد على ثلاثة أرباع قرن لم يمنع الشركات من التسويق للسكر ، ونفس الشيء يحدث في كل ما يتعلق بأمر الريجيم وبرامج التغذية الصناعية المختلفة ولكن أكثر الناس لا يعلمون، وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين..