لا عزاء للمصريات؟؟؟
لفت انتباهي مقال الزوجة المغتاظة ومن خلاله ولأعرف سبب غيظها.. قرأت الموضوع الأصلي الذي ردت عليه.. وكم كانت طيبة ومسالمة ورقيقة وهي تكتب..
قرأت ما كتبه الدكتور المفكر الكبير: أحمد عبد الله في يومياته قوله: ((النقاش امتد لأكثر من نصف ساعة، وانعقدت المقارنات بين نساء العرب. السوريات حصلن على تقدير امتياز، والمغربيات احتفظن بالمكانة الخاصة المتميزة في الذكاء الزواجي، ولا عزاء للمصريات!!!)) وحقيقة لا أعرف كيف أبدأ بالكلام.. وهل يكون الخطاب لسعادتك.. أم لكل الرجال؟؟ أم للقارئات من جميع الجنسيات.. لو كان الدكتور أحمد مغربيا لقال ولا عزاء للمغربيات.. ولو كان سوريًا لقال لا عزاء للسوريات.. وهكذا أي رجل..
لن أدخل في عصبية جاهلية.. وإنما كلنا أخوة.. ولن أذكر سلبيات أي شعب.. لكني فقط سأبين لك أن (عزاءك للمصريات) لم يكن في محله الصحيح (عفوًا) فإن كان هناك من يستحق العزاء في مصر فهم الرجال.. والغالبية الساحقة منهم (أشباه رجال )..
أقول هذا وأنا لم أعش في مصر.. ولكني عرفت وتلمست من قرب.. المصريات.. العظيمات.. كما عاشرت جيدًا المغربيات والشاميات وكل الجنسيات العربية والأفريقية التي تتخيلها... أول شيء ملحوظ.. في المدرسة.. المصريات هن الأوائل.. المصريات هن الأكثر أدبًا وعلمًا وتألقًا.. وكنا جميعنا ننظر لهن وكأنهن من كوكب آخر..
وراء كل عظيم امرأة عظيمة... فأين عظماء المغرب والشام مقارنة بعظماء مصر؟؟ المرأة المصرية التي صمدت في كل ظروف الحياة.. المصرية التي ربما اضطرتها الظروف لأن تعمل أشق الأعمال حتى تحضر لولدها ثمن (الكتاب).. العلم.. الحضارة.. الرجولة..
ونهاية.. أقولها لك صرخة.. المصرية.. المصرية التي هي والدتك أيها المفكر العظيم.. أهذا هو الجزاء؟؟ اللهم إليك الشكوى من كل الرجال في العالم يا رب
يا كلَّ بنتٍ في الحياة تعلَّمي ألا أمانَ لفارسٍ إطلاقا
مهما يكون وما يقول ويدََّعي ويرتل الآهات والأشواقا
هم هكذا صنف الرجال فشمري عن ساعدٍ ولتبدئي الإطلاقا
هي نار حربٍ لا تكون نهايةً فحذارِ من سمٍ يُرى ترياقا
لا تقبلي عرض السلام فسلمهم أن تذبل الأوراق والأحداقا
ومن الدكتورة رحاب صاحبة يوميات رحاب على مجانين جاءتنا المشاركة التالية:
الغالي دكتور أحمد.. إياك من النساء والاقتراب لهن ولو بكلمات مداعبة!!!!!!!!!!!!! فالنساء الآن بلمس... ما تصدق وتهبش في اللي قدامها.
وإحنا عايزينك يا فاضل.. هي تريد طول النهار أن تقول لها إنت مظلومة وغلبانة ومش عارف إيه.. وتحسس عليها!! بالكلام طبعا.. لذا.. أنصحك.. لا تقترب من عش الدبابير.. أقصد عش بنات حواء.. هذا لا ينفي عن الرجال التهمة.. بحاجات كثيرة.. مع ملاحظة خلو حديثي دوما من التعميم.. شكرا لاستماعك
مودتي
رحاب
ثم استطردت تقول:
........................... آه لو خسر مجانين نساء مثل أولئك ممن يعتقدن في إقبال بركة وهدى شعراوي نساء ترفع لهن القبعات فالأمر مكسب إذا.. وباين عليهم متفقين مع بعض!!؟؟
الله أعلم
سلام
رحاب..
رد المستشار
ربما تأتي لي الفرصة لأكتب عن استراتيجيات تعامل أخي د . وائل معي في الإجابة على المشاكل والمشاركات، فكثيرا ما أرى أن بعضا من هذه أو تلك لا يستدعي الرد، أو أنني رددت عليه فعلا في إشارات أو مداخلات سابقة، ثم أجده طابعا لنفس النصوص التي أتغاضى عنها ليضعها لي ضمن ما ينبغي التعليق عليه، ربما من باب التحدي والاستفزاز بالمعنى الإيجابي للكلمة!!!
طيب........ أشكر الأختين المشاركتين الحانقة والمغتاظة، وسبق أن رددت في يومياتي على معظم ما جاء في هاتين الرسالتين.
وتحية خاصة للدكتورة "رحاب" التي تجتهد بدأب أن تكون شيئا نادر الحصول في أيامنا، ألا وهو قول الحق – ولو كان مرا – وهو من وصايا الله سبحانه وتعالى والرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.
تبقى ملاحظتان:
الأولى: شكرا على تذكيري بأن أمي مصرية، وأيضا فإن مصر هي أمي، نيلها هو دمي... الخ كلمات الأغنية الوطنية المعروفة، والسؤال هنا هل كون والدتي الكريمة مصرية يعني ضمنا ألا أنتقد المصريات؟!! لأن أمي إحداهن؟! وهل كون أمي سيدة عظيمة– وهي كذلك بالفعل والله... ينفي أن لها أخطاءً تتمنى هي لو لم تكن فعلتها؟!!
وهل معنى أن نهيم حبا ونغرق عشقا، وننتقض احتراما لكل ما يتعلق بالأم، وبمصر، هل معنى هذا أن نخرس عن المراجعة والملاحظة والتسديد ومحاولة التصحيح والتطوير والعلاج ما أمكن؟!! ما لكم كيف تحكمون؟!
وهل النقد المؤدب الساعي للبناء وسد الثغرات هو فعل فاضح مشين يستدعي الهياج والبكاء على مهزلة الزمان، ونعي الرجال؟! أنا شخصيا أرى أن النقد شرط من شروط النهضة إن كنا نريدها !!!
هل إذا قلنا أن المرأة المصرية في حركة نضالها المتقدمة لنيل حقوقها، وتحقيق ذاتها، وأداء واجباتها تتخبط أحيانا، وقد تنسى أنوثتها أو تفرط في الإعلاء منها، وقد تنسى إنسانيتها، أو تحاول الحصول على كل شيء في نفس الوقت فتفقد الكثير، هل إذا قلنا هذا على المصرية فنحن نلغي كل ما تقوم به أم نحاول تسديده؟!!
الملاحظة الثانية: إن الذي ينقصنا ليس هو النقد، ونقد النقد فقط، ولكن ما ينبغي أن نقوم به من حوار دائم، وفعل مستمر لتحويل أنفسنا ومن حولنا من مجرد أفواه تلوك الكلام، أو أقلام ترطن وتكتب، أو عقول تفكر بينها وبين نفسها إلى "إشاعة فاحشة" التفكير والنقد ثم التدرب على الفعل ومهاراته، الفعل الذي قد يكون تعليما لجاهل، أو توعية لغافل بوسائل علمية ولو بسيطة.
إن الجهاد بالريموت كنترول مثل النضال بالكي بورد، كلاهما لوحة مفاتيح تبحران بنا في عالم الديجيتال، وآن الأوان لإقامة الجسور بين الإليكتروني والفعلي، فماذا نحن فاعلون؟!!.