أختي حقيرة!!!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
جزاكم الله عنا كل خير وجعل جهودكم في ميزان حسناتكم..
لأن من فرج عن أخيه المسلم كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة
أما بعد... أنا فتاة أبلغ من العمر 20 عاما.. أعيش مع أمي وأخي الذي يكبرني بخمس سنوات وأختي التي تصغرني بعام وهي سبب مشكلتي.. أما والدي فقد توفاه الله منذ كنا صغارا..
بداية أرجو منكم أن تعذروني أذا أسأت الأدب في عنوان مشكلتي.. ولكنني غاضبة جدا ولا أستطيع السيطرة على ما أقوله.. سيدي.. لقد وهبنا الله جمالا باهرا.. هذا بالنسبة لكل الناس نعمة نحسد عليها أما بالنسبة لي فإنها نقمة بسبب أختي الصغيرة..
إنها يا سيدي سيئة الأخلاق.. ولم يعد يهمها أمر أهلها ولا سمعتهم.. كل ما يهمها هو أن تبقى جميلة في عيون الشباب وأن تأسر قلوبهم.. تصور يا سيدي لقد ربتنا أمي على الشرف والأخلاق وحب الستر منذ الصغر وعودتنا على الحجاب منذ سن البلوغ ولكن أختي (المحترمة) عندما تخرج من البيت تذهب عند صديقتها السيئة وتبقي عندها حجابها وملابسها لتستبدلها بملابس أخرى مخجلة.. ثم تخرج لتقابل أولئك الشباب الذين تبدلهم من فترة إلى أخرى...
وليس هذا فقط وإنما اعتادت أيضا على أن تسرق من أمي النقود حتى تخرج وتصرف على أصدقائها وصديقاتها ولا يؤنبها ضميرها عندما ترى أمي وهي تبكي ولا تنام الليل عند اكتشافها للسرقة,المهم فقط لديها هو الشباب والخروج مع صديقاتها بدون رقيب..ودائما يا سيدي أجد عندها أشياء جديدة غالية الثمن حتى لو سرقت من نقود أمي أو مني لن يكفيها لشراء هذه الملابس الغالية و العطور وأدوات التجميل والموبيلات ووو.. وآخر مرة وجدت لديها ثيابا تستحي المتزوجات من ارتدائها.. حسبي الله ونعم الوكيل..
سيدي. أعترف لك أن بداية المشكلة كانت بسبب قسوة أمي.. ولكني لا أجد أن هذا سبب كاف لتتحول أختي من فتاة خجولة مؤدبة إلى أخرى ساقطة!! فأنا عانيت من نفس القسوة ونشأت بنفس الظروف من حرمان الأب وغيره. ولكنني لا يمكن أن أسمح لشاب بأن يحاول الاقتراب مني وأحسب حساب المستقبل في كل خطوة أخطوها.. والآن أمي تغيرت كثيرا وأصبحت شديدة الحنان معنا.. ومع ذلك فأن أختي تعاملها بأسلوب جاف خال من أي نوع من أنواع الأدب مع الوالدين..
سيدي.. لقد ضاقت الدنيا في عيني..أقسم لك إنني عندما أتذكر أفعال أختي ينغص علي كل حياتي.. و كثيرا ما أجلس وحدي وأبكي وأدعو الله بأن يخلصنا من هذا البلاء.. ولكن أختي كل ما كبرت كلما أصبحت أسوأ من ذي قبل..وكلما أيضا تعرفت على صديقات أسوأ أخلاقا.
أحاول أن أتقرب منها وأتحدث معها بكل حنان.. فأجدها محتاجة إلى حناني وإلى نصحي.. وهي تخبرني عن كثير من الأمور التي تفعلها لأنها تثق في مثل أنها تعرفت على شاب مثلا أو أنها خرجت مع صديقتها من دون علم أمي أو أنها تحب شابا معينا وأنها لا تلبس الحجاب أو أنها تدخن.. ولكنها لا تخبرني عن الأمور المخزية مثل العلاقات الجنسية أو الصديقات سيئات السمعة أو الثياب الفاضحة.. وإنما هذه الأمور أعلمها بطرق عديدة مثل أن أجد لديها صورا لها مع شباب أو أن أضبطها تفعل شيئا وعندها يا سيدي لا أملك ألا الصراخ في وجهها لأنني أحس أن الدم يغلي في عروقي و أنني على وشك ارتكاب جريمة مع أنني شديدة الهدوء ومرحة جدا إلا أن هذه المصيبة تحولني إلى إنسانة أخرى..
وأريد أن أعلمك سيدي أنني لا أستطيع إخبار والدتي لأنها أصبحت كبيرة في العمر و كل يوم تكتشف لديها مرضا جديدا وقد تعبت من العمل لتصرف علينا ومسئوليات البيت..
وبصراحة أكثر أمي لا تستطيع التصرف بحكمة أبدا لأنني جربت ردة فعلها في كثير من المواقف..
في الفترة الأخيرة فكرت أن أتصل بأخي وأخبره أن يرى ما الذي تفعله أخته طبعا بدون أن أعلمه أنني أخته..
ولكن أخي عصبي جدا وقد يرتكب جريمة فيها.. بصراحة أختي لا تهمني أبدا وأتمنى دائما أن تموت, ولكن أخي هو الذي يهمني فلا أريد أن يضيع عمره في السجن بسبب هذه الحقيرة التي هي للأسف أختي...
أشعر أنني لم أذكر كل ما لدي..ولكنني أطلت عليكم كثيرا ..أنتم أملي ورجائي بعد الله تعالى. فدلوني على ما يجب علي فعله.. لا أريد لهذه الساقطة أن تشوه سمعتنا وتمرغها في التراب.
4/6/2005
رد المستشار
الابنة الكريمة:
بارك الله فيك لاهتمامك بأمر أختك وأعانك على أن تتماسكي وتحسني التصرف حتى يمكنك أن ترديها إلى جادة الصواب، وتعال نتفق في البداية على أن أختك هي أختك وستظل أختك ما دام فيك قلب ينبض ...تحبين لها الخير دوما لا تطيقين أن تصاب بأي مكروه في الدنيا أو في الآخرة؛ لك كل الحق في أن تكرهي تصرفاتها على ألا يدفعك هذا الكره لكرهها هي شخصيا، وتعال نتفق على تحويل طاقة الغضب بداخلك لقوة دافعة تعينك على حسن التصرف وعلى احتواء أختك، وحتى تتمكني من هذه عليك أن تضعي النقاط التالية نصب عينيك:
أولا: لقد خلقنا الله سبحانه مختلفين، ومعنى هذا أن الأشخاص المختلفين قد يتعرضون لنفس الظروف ولكن تأثير هذه الظروف والبيئة المحيطة يختلف من إنسان لآخر...فلا تتعجبي من كونك لم تتأثري بقسوة والدتك –بارك الله فيها - كما تأثرت أختك، ومهم أن تدركي أن الهداية بيد الله سبحانه فاستعيني دوما بالله ليهدي أختك ولا تعيني الشيطان عليها سواء بدعائك عليها أو بثورتك ضدها.
ثانيا: تقولين أن أختك تسر لك بالكثير من تصرفاتها مثل مصادقة الشباب ..إلى آخر ما ذكرت، ولكنها لا تخبرك عن علاقتها الجنسية...ورغم ذلك فأنت متأكدة من حدوث هذه الممارسات ودليلك على هذا صورها مع الشباب....فهل هذه صور ممارسات جنسية؟!!! وهل تحتفظ بصور كهذه في المنزل...بالطبع لا... الخلاصة أنه لا يوجد دليل على هذه الممارسات ..فلا هي اعترفت لك ولا أنت أطلعت على هذه الممارسات... وما هو مطلوب منك ألا تحملي الأمور أكثر مما تحتمل...وهذا لا يعني موافقتي على ممارسات أختك ولكن كل ما أردت أن ألفت نظرك إليه هو ألا تجزمي بحدوث شيء إلا إذا كنت متأكدة منه مائة بالمائة.
ثالثا: أختك لا تحتاج منك أن تمارسي معها دور المربية أو الأم القاسية ولكنها تريدك أن تكوني صديقة لها، صديقة تقترب منها بلطف ويتناقشان سويا في عواقب ما تفعله بهدوء وبدون انفعال أو صراخ.
رابعا: تحتاج أختك للرمز الأب الحنون الحازم في حياتها فابحثي عنه فيمن حولك (عم/خال/جد/....) بشرط أن يتسم بالحكمة والحرص عليها وألا يكون من الشخصيات العنترية، واجعليه يقترب منها برفق ولطف، حتى تثق فيه ويمكنه من خلال هذه الثقة توجيهها ومعاونتها على تجاوز الأزمة النفسية التي تمر بها.
خامسا: إذا لم تفلح محاولاتكم مع أختك فقد تكون محتاجة لمساعدة الأخصائي النفسي.
بنيتي الكريمة: أدعو الله سبحانه أن يصلح أحوال أختك وأن يرزقها جادة الصواب ونحن دوما معك فتابعينا بالتطورات.