السلام عليكم
كيف يمكنك تقديم مثل هذه النصيحة دون أن تتأكد ما إذا كانت فعلا من الناحية البيولوجية مناسبة لتغيير الجنس (لديها أعضاء من الجنسين)؟؟ لقد افترضت النصيحة التي قدمتها لها ذلك فقط لقولها أنها تظن بأن لديها أعضاء ذكرية غير واضحة.
وبانقباض أرغب في انتقاد حقيقة عدم توضيحك لوجهة النظر الإسلامية القانونية حول عمليات تحويل الجنس خاصة في حالات عدم وجود أعضاء من الجنس المغاير.
وأود الإشارة هنا إلى أمر آخر وهو أن بعض الأطباء المسيحيين -النصارى- في الولايات المتحدة يعرضون تقديم المساعدة لمعالجة أولئك الذين يعانون من مشاعر الجنسية المثلية, كما شاهدت على التلفاز أطباء يقولون أن هؤلاء يمكنهم الشفاء خلال شهور, والله أعلم والسلام عليكم .
10/9/2005
تفضلت بالترجمة د.حنان طقش
وأجاب الدكتور السيد صالح: رد على مشاركة رجل أم امرأة
رد المستشار
أخي الفاضل..... بعد التحية
أشكرك كثيرا على مشاركتك التي تفضلت بها كما أشكر دائما موقعي مجانين نقطة كوم للسماح ولإتاحة المجال لنا لمساعدة ولتقديم يد العون لإخواننا في الإنسانية عامة وإخواننا في الدين خاصة وكما استشهدت في استشارات سابقة بحديث رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم "ليهدى الله بي رجلا خير لي من الدنيا وما فيها".
ويجب أن نتفق سويا على بعض المسائل:
أولا: فأنا استشاري في الطب النفسي أي تخصصي الأساسي طب ولكنى طبيب مسلم ذو خلفية دينية وليس من العيب أن يكون عملي الدنيوي طريق من طرق الطاعة لله العلي القدير "كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر".
ثانيا: الموضوع الذي تعرضنا له موضوع غاية فى الصعوبة فهو بمثابة غابة مزدحمة بالوحوش الضارية فيجب عليك التسلح جيدا وإلا انزلقت فى شباك الصيادين أو بين أنياب تلك الوحوش.
ثالثا: أظن أنك يا أخي قرأت الموضوع جيدا وبطريقة متأنية وعميقة.
والآن أريد أن أسالك ما هي النصيحة التي قدمتها للأخت التي لم أقابلها ولكني قرأت شكواها فقد قلت "ومشكلتك أيتها الأخت الفاضلة ستحتاج إلى فريق عمل من أطباء نفسيين وعضويين مع الأخذ في الاعتبار رأي الدين في حالة اتفاق الأطباء على القيام بعملية التحول والله من وراء القصد. وفي حالة الموافقة على إتمام مثل هذه الجراحة من جميع الأطراف الطبية والنفسية والاجتماعية والدينية فيوصى بضرورة وضعك تحت برامج علاجية متخصصة إعدادية قبل إجراء العملية، ثم برامج تأهيلية بعد العملية لمساعدتك على الانخراط السوي في البيئة المحيطة بك".
وأنت تعلم أن فى مثل هذه الحالات عندما تعرض عليك قضية مبهمة عديدة الاحتمالات فالتفكير العلمي أن تحلل الشكوى وتضع لها جميع الاحتمالات المنطقية ثم لا تأخذ قرار ولكن تضع القرار أمام الطبيب أو الأطباء الذين سيناظرون الحالة سريريا ففعلا يجب عليها عرض نفسها على أطباء متخصصين قبل وضع تشخيص نهائي لحالتها وتقرير ما إذا كانت مثل هذه العملية صالحة لها أم لا وعلى هذا فأنا لم أنصحها أو أقر لها القيام بعمل هذه العملية إلا في حالة اتفاق الأطباء المتخصصين مع اعتبار للجانب الديني والاجتماعي والنفسي.
أما بخصوص المحور الثاني الذي تفضلتم به "وبانقباض أرغب في انتقاد حقيقة عدم توضيحك لوجهة النظر الإسلامية القانونية حول عمليات تحويل الجنس خاصة في حالات عدم وجود أعضاء من الجنس المغاير".
فأنا لا أريدك أن تنقبض فلا داعي له حيث أنني أوضحت الجانب الديني فقلت "
رابعا من الجهة الدينية:
يرى أهل الدين والفقه أن الخنثي ينقسم إلى قسمين: خنثي مُشْكِلْ.. وخنثي غير مُشْكِلْ. فالخنثي المُشْكِلْ هو من كانت خنوثته حقيقية، أي له أعضاء الذكورة وأعضاء الأنوثة، وكل منهما ظاهر، وقد تتساوى الأعضاء من حيث الخلقة ولا يتغلب أحدها على الآخر، وقد لا تتساوى، وقد يفيد معها العلاج، وقد لا يفيد. والخنثى غير المُشْكِلْ هو من كانت خنوثته كاذبة أي مرضية، وهو ما تتغلب فيه إحدى الناحيتين على الأخرى سواء كانت أعضاء الذكورة أو أعضاء الأنوثة كل منهما ظاهر خارج الجسم أو بعضها ظاهر والآخر مطمور مختفي داخل الجسم، وهذه يفيد معها العلاج والتحويل إلى أحد الجنسين عادة، وغالباً عند البلوغ أو في سن معينة يقررها الطبيب.
والخنثى محل اهتمام الفقهاء من حيث الأحكام الشرعية التي تتعلق به من مثل ميراثه، وختانه، وزواجه، وإمامته، وجنايته على غيره، وجناية غيره عليه، ونحو ذلك.. وقد روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم لما سألوه عن ميراث الخنثى كيف نورثه يا رسول الله ؟ فقال صلى الله عليه وسلم:"وّرِّثُوه من حيث يَبُول". والشرع قد قرر شرعية التداوي والعلاج لقوله صلى الله عليه وسلم:"تداووا عباد الله، فإنما خلق الله لكل داء دواء" لأن ذلك مرجعه إلى تحقيق المصالح الشرعية وليس مجرد العبث بأجساد الناس وتعريضها للتلف، ولا شك أن الكشف عن حقيقة جنس الخنثي وتحديد صفته من حيث الذكورة أو الأنوثة، ومعرفة طبيعة الأحكام الشرعية التي تطبق عليه، لهو من أعظم المصالح الشرعية التي يعمل الطب على تحقيقها، فالطب كالشرع كلاهما موضوع لمصالح العباد، ولأن الإسلام يعتبر طلب العلاج من قدر الله كما أن المرض من قدر الله، وليس هذا تغييراً لخلق الله، لأن هذه ضرورة والضرورات تبيح المحظورات، قال تعالى:"وقد فصل لكم ما حرم عليكم إلا ما اضطررتم إليه"، وقال صلى الله عليه وسلم:"لا ضرر ولا ضرار"، ومن المقرر شرعاً أن الضرر يزال، وأنه إذا تعارضت مفسدتان روعي أعظمهما ضرراً بارتكاب أخفهما، وفي دفع أعظم المفسدتين أو الضرر الأشد مصلحة، والحكم الشرعي يتبع المصلحة. ومن القواعد الكلية في الفقه الإسلامي أنه "إذا ضاق الأمر اتسع" وأيضاً "المشقة تجلب التيسير"، ولكل حكم شرعي سبب شرعي.
هذا بالطبع بخلاف الخنوثة المفتعلة أو المزعومة أي غير المرضية، فهذه لا يجوز شرعاً بأي حال من الأحوال اللجوء فيها إلى أي عمل علاجي لتغييرها جراحياً كان أو غير جراحي، لأن هذا افتراء على الله في خلقته، وذلك عمل شيطاني داخل في مفهوم قوله تعالى نقلاً عن إبليس اللعين "ولأمرنهم فليغيرن خلق الله".
وعلى الرغم من أرجو منكم أن كان لدى سيادتكم معلومات أخرى فلا تبخل بها علينا وجزاكم الله عنا كل خير.
وأما بخصوص المحور الثالث الذي عرضته "وأود الإشارة هنا إلى أمر آخر وهو أن بعض الأطباء المسيحيين -النصارى- في الولايات المتحدة يعرضون تقديم المساعدة لمعالجة أولئك الذين يعانون من مشاعر الجنسية المثلية, كما شاهدت على التلفاز أطباء يقولون أن هؤلاء يمكنهم الشفاء خلال شهور".
فردي عليه بداية بالشكر الجزيل لسيادتكم على معلومة جديدة نرجو أنا وإخواني الاستفادة من خبرة السادة الزملاء الأطباء في الولايات المتحدة في علاج حالات الجنسية المثلية (Homosexuality) –رغم أنها تختلف تماما عن موضوع الخنوثة الجنسية (Transsexualism)- فالذي يعاني من الخنوثة لا يشترط فيه الجنسية المثلية أو ممارسة اللواط وقد شاهدت مثل هذه الحالات في ممارستي الطبية.
أما أن السادة الزملاء مسيحيين أو نصارى فهذا لا يفرق شيئا فنحن نحترم أهل الكتاب من النصارى واليهود يا أخي الفاضل فالدين عند الله الإسلام ففي سورة آل عمران (52) الآية 18 و19 "إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ* فَإنْ حَآجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُل لِّلَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُواْ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَاد* صدق الله العظيمِ.
وأخيرا وليس بآخر أشكرك كثيرا لذلك العصف الذهني (brain storming) الذي شجعتني عليه ولنا لقاءات أخرى وإن كان لديكم ما تفيدونا به فعلى الرحب والسعة ابتغاء رحمة الله ومرضاته.