العنة... ومعاناة الزوجة العذراء
تابع لمشكلتي السابقة مشكلة أخرى:
أنا صاحبة المشكلة العنة... ومعاناة الزوجة العذراء وأشكركم على محاولتكم مساعدتي... ولكن يبدو أن مشكلتي حلها عسير وصعب جداً.... الآن الشيء الأساسي في حياتي الذي يؤلمني هو أني لا أستطيع الطلاق لسببين أولا طفلي والثاني أني أعيش بعيداً عن أهلي ولأسباب الإقامة وغيرها..
إقامتي عند أهلي مستحيلة في البلد الذي يعيشون فيه وأنا هنا أملك جنسية غير جنسيتهم أي اجتماعي معهم مستحيل إلا فقط للزيارات.... أنا منذ سنوات لم يمسك زوجي يدي أو أي شيء يشعرني أني فتاة... حتى أني اقتنعت في النهاية أني واحد صاحبه... ولكن قلبي الذي يحتاج لرجل ما في حياتي ماذا أفعل به...
أنا الآن لا أستطيع أن أقوم بعلاقات خيانة لأني لست ممكن تخون... ولا أستطيع أن أعيش مع رجل مفتول العضلات وسيم المظهر كأني غرض من أغراضه غير المهمة.... أنا أتعذب وحيدة... ماذا أفعل؟؟؟؟
أنتظر عندما يتزوج طفلي بعد عشرين سنة وبعدها سوف أتطلق.... بس هل ممكن بعدها أن أحب؟
أتمنى أن أسمع أيضاً رأي الدكتور وائل العزيز عليّ (حتى أني أتمنى أن أحبه أستغفر الله.. الله يسامحني).
14/04/2006
رد المستشار
الابنة العزيزة:
أهلا وسهلا بك وشكرا على ثقتك وإطرائك، قرأت نص مشكلتك الأصلية وأدركت كم المعاناة التي تعيشين وأوجعتني كلمات وعبارات في نص إفادتك وفي إجابة الزميلة المستشارة الدكتورة سحر طلعت عليك، ولا أجد في الحقيقة أن لدي ما يمكنُ أن يضاف على ما قالته لك، فإذا كنت تطلبين رأيي الشخصي فإنني أقول لك:
أننا -أقصد معظم الرجال الشرقيين المسلمين- بحاجة إلى إعادة مناقشة مفاهيم عديدة، منها القوامة وماذا تعني أي قوامة الرجل على المرأة مصداقا لقول الحق عز وجل: بسم الله الرحمن الرحيم {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ.........................} صدق الله العظيم (34) سورة النساء، وقوله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم {................. وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكُيمٌ} صدق الله العظيم (228) سورة البقرة.
ففهم القوامة والدرجة التي هي للرجال على النساء مشروط بأن يعدل الرجل والعدل كما هو معروف ومشتهر في فقهنا الإسلامي شرط مطلوب دائما في علاقة الرجل بالمرأة ولكن عدلُ من هو الأولى بالطلب؟ إنه عدل القوام الذي فضله الله ومن أهم مكونات العدل الأمانة، والأمانة التي يحملها الرجل لامرأته كبيرة ومتشعبة ولكن لبَّها هو أن عليه أن يعطيها كافة حقوقها كامرأة -إلا أن تتنازل قبل العقد أو بعده راضية حين تفاجأ بأن الحال غير الحال!- وبالشكل الذي يصونها من عذاب خيالات الرغبة في الخيانة، والخيانة كما نبهنا أحمد ابن عبد الله في مقاله (لماذا يخون الرجال) هي حسب المعجم العربي "الخيانة تقع إذا تولى أحدنا أمانة فلم ينصح"، هكذا نصا، فكيف يصبح الزوج غير أمينٍ على إشباع حاجات زوجته، بينما الزوجة تحارب شيطان الرغبة وتدفع عن نفسها التفكير في الخيانة لأنها لا يمكن أن تخون، ولأنها ملتزمة تجاه أطفالها!! أنها هي... هي الزوجة التي تحفظ الأسرة ولا يحفظُ لها القوام عليها حقوقها؟
إن الإسلام يطالب الرجل بوضوح أن يكون كل الرجال في رجل واحدٍ لكل امرأة يتزوجها لأنها لا تستطيع الزواج من غيره ما دامت على ذمته، ولكن العكس ليس مطلوبا من المرأة أو ليست ملزمة به بمعنى أنها غير مطالبة بأن تكون غير نفسها ليست مطالبة بأن تكون كل النساء في امرأة واحدة للرجل الذي تتزوجه، أو الأمر متروك لقدراتها هي، هذا هو الفهم الصحيح للعلاقة الزوجية في الإسلام فأين هذا مما تحمله الرؤوس التي تحملها الأعناق بيننا؟ إن العكس تماما يكاد يكون هو المطروح فكل شيء مطلوب من المرأة لتحفظ زوجها وأما حضرة الزوج فيكفي أنه ينفق! من قال أن المطلوب هو فقط الإنفاق؟
متى يفهم الرجل الذي لا يجد في نفسه قدرة على إعطاء الزوجة حقها أن عليه ألا يتزوج أو أن يتزوج من تقبل به عاجزا عن أداء كل حقوقها؟ متى يصبح من حق المرأة أن تطالب بحقها الجسدي؟ دون أن تصبح مطمعا للجميع؟
منك يا ابنتي نماذج ونماذج، ولا أذكر الآن أين كتبت عن شكوى النساء من هجر أزواجهن فراشهن وتقصيرهن ولو بكلمة حلوة أو حضن من أحضان زمان! وأما أنت فما تعطين حقا من أهم الحقوق لأنه حق جسدي نفسي معرفي غريزي يا ابنتي!
عليك جيدا أن توازني أمورك ولا أحسب لدي من الإضاءات أكثر مما أضاءت حواليك به الدكتورة سحر طلعت، وها أنت تسألين هنا على مجانين أأنتظر عشرين عاما؟ وتشكين في قدرتك أنت وقتها على الحب؟ أنا لا أستطيع أن أجيب، وأرى أن تواجهي خاصة وأطفالك ما زالوا صغارا... وطلب الطلاق إذا استحالت كل الخيارات التي طرحتها مجيبتك هو ما أنصح به لأنني أرى ألا تقفي كثيرا في منطقةٍ تتنازعك فيها وساوس شيطانية من هنا ووساوس شيطانية من هناك، وأنت تقاومين... ثبتك الله ولكن لا أمل لك إلا في الله لعله يصلح مجتمعا أفسده بئس ما أفسده عقله الغائب ويداه الضائعتان.
ولا تنسي أن أصلح الخيارات هو إصلاح علاقتك بزوجك هذا بحيث تلبي لك ما يعصمك، وحاولي في نفس الوقت أن تجعلي العلاقة منك إلى زوجك دائما تمرُّ عبر علاقتك بالله... تكشفين نفسك له وبكل وضوح وتقولين دبرني يا سيدي، فإن أبى إلا استمرار التقصير فلا تقصري أنت في حق نفسك لأي سبب، لأن نفسك هي أول ما ستسألين عنه يوم القيامة!
أتمنى أن يكون في رأيي إضافة، وأهلا وسهلا بك دائما أختا تحبنا في الله على موقعنا مجانين.
ويتبع >>>>>>>: متابعة للبكاء معاناة الزوجة العذراء مشاركة
ويتبع >>>>>>>: متابعة للبكاء معاناة الزوجة العذراء م1