السلام عليكم
R03;
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على رسولنا الكريم سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين...... أما بعد.
أود أن أحكي قصة..... أو بمعنى أصح مشكلة لم أتخيل يوماً أن أتعرض لها أو أواجه مثلها في حياتي قط، ظننتها كابوس من الكوابيس المزعجة يمكن أن تنتهي بمجرد أن أصحو من النوم ولكن للأسف هيهات لي ذلك..... لن أطيل في مقدمات أدبية وسأسرد لكم الحكاية بعد أن ضاقت بي الدنيا وذبلت أيامي واجتمع الحزن والألم في قلبي فقررت أن ألجأ إليكم رغم أنني كنت مترددة وخائفة من ذلك وأعلم السبب لأنني أخشى أن تقولوا لي ما لا أتمناه أو أرجوه .
أنا فتاة فلسطينية أتممت التسعة عشر عاماً، أعيش في إحدى دول الخليج، سافرت لأدرس في فلسطين بعد أن تم بحمد الله قبولي في الجامعة، كنت من النوعية التي كل شغلها الشاغل بالدراسة وحسب وكنت متفوقة جداً طموحة جداً لا أقبل بأقل من الأول أو الأفضل..... حتى بالنسبة لموضوع الزواج كنت أقول للجميع أنني لن أتزوج حتى أحصل على دكتوراه في الطب!! ولم يكن يهمني أو أفكر أو حتى أتمنى أن أتعرف على شباب أو أحب شخصاً ما في هذه السن، كل تركيزي على التفوق والدراسة وحسب وأن أكون متميزة في كل شيء خصوصاً في الطاعة ونفع الأمة بعملي والنجاح في الحياة والعمل والأسرة ووو...الخ.
المهم ذات مرة كنت أتحث مع عائلة عمتي التي تعيش في إحدى دول شمال إفريقيا (العربية طبعا) على تشات الإنترنت، تكلمت لأول مرة في حياتي معه، لم أكن أعرفه ولا هو يعرفني ولكن كنت شاهدت له صورة عندنا وعرفت أنه ابن عمتي وحسب، ومن هنا بدأت الحكاية.... أردت التحدث معه كأي أقارب يتعارفون لأول مرة ولم يكن في نيتي ولا نيته أي مقصد غير هذا وربنا يشهد على هذا....شعرت بشيء غريب يحيك في صدري وأنا أتحدث معه وأقرأ كلماته، لا أنكر أن طريقة تفكيره وآراؤه أعجبتني....
تكلمنا ووجدت نفسي أتكلم وأخبره بأشياء لم أخبرها لأحد من قبل من مكنونات نفسي، انتهى الحوار رغم أنني شعرت أنني لا أريده أن ينتهي..... شعرت بسعادة كبيرة دون أن أحدد سببها، لن أطيل في هذا المشهد.......المهم بعدها أحسست بأنني أغضبت الله وتكلمت مع شاب في خلوة وقد كنت على درجة عالية من إيمانياتي بعد انتهاء رمضان الماضي وقررت أن أثبت على طاعته وأحرص على جعل إرضائه أعلى أهدافي، أرسلت له بعدها رسالة أخبرته فيها بهذا وأن غرضي الجنة وحب الرسول ووو.. ولذلك فإنني لن أقبل أن أكلمه أو أتحدث معه وأعربت عن استغرابي من طلبه مني أنه إذا تعرضت لموقف أو مشكلة وأنه سيقف بجانبي ويقدم لي النصح ويساعدني......
خفت ووجهت له تساؤلي بسبب اهتمامه وماذا يريد مني وقلت له لن أتكلم مع شاب غريب وأنني بذلك أخون أهلي وأغضب ربي ووو.... وقلت له أنني لن أتكلم معه أبداً بعد هذا وعاهدت الله على ذلك.....وجدته منبهراً أنني أفكر بهذه الطريقة وعلى هذه الدرجة من التدين والإيمان والوعي رغم صغر سني وأنه أول مرة في حياته ينصدم هكذا ويشعر أنه صغير ولا يفهم شيء في الحياة........ هو يكبرني ب7 سنوات، بعدها لما قرأت هذه الرسالة لم أصدق أن يقول أحد عني ذلك ويمتدحني بهذه الصفات العظيمة...... وأقول في نفسي أنا؟؟ من أنا؟؟ من أنا حتى ينبهر بي أحد أو يعجب بي لدرجة أنه لم ير في حياته قط مثلي !! بكيت وضحكت في الوقت ذاته من شدة فرحي ، المهم بعدها بدأت المراسلات بيننا وتدريجياً بدأ قلبي يدق لأول مرة بما يسمونه "الحب"......
هذه الكلمة التي كنت بقدر حبي لها أخشاها جداً.... لقد قرأت من القصص والمشكلات على موقعكم وموقع إسلام أون لاين الكثير الكثير عنه ومنه وبسببه ووو.... ورغم أنني أحببت قبل ذلك (رغم أنني لا أود تسميته حب بل مجرد إعجاب أو بمعنى أصح ميل فطري للجنس الأخر) عدة أشخاص، أخرهم صدمني بإهماله لي بعد أن كنت أشعر باهتمامه ولو بشكل غير مباشر.....
المهم كلهم كنت رغم ميلي القلبي أرفضهم عقلياً ولم أكن مقتنعة بأي منهم، لكن ماذا عن هذا؟؟ أعلم أنه انترنت وقرأت تجارب عديدة على الموقع بخصوص حب الإنترنت والتشات ومدى التدليس والكذب فيه، لكن كنت أخبر نفسي ولكنه ابن عمتي!! لا يمكن أن يكذب أو يؤذيني وإلا سأفضحه مثلاً كمان أنني أعرف أخته (تعيش في فلسطين) وهم على قدر عال من الأخلاق، أضف إلا ذلك حب عمتي الشديد لوالدي رحمه الله (توفي منذ 5 سنوات) وبالتالي حبها الكبير لنا.
استمرت المراسلات بيننا قرابة 3 شهور أو 4، كنت خلالها أذكر نفسي وأشعر بغصة أنني أفعل شي يغضب الله ومن دون إخبار أهلي وكنت أبكي حرقة أحياناً كثيرة، وأنه رغم نشوة وسعادة الحب والذي لم أحلم به كنت أحس بألم وكأن شيء ينقصني يزيل كل تلك البهجة، لذلك كنت أحياناً كثيرة أقول له أن نتوقف وننتظر حتى يستطيع أن يخطبني وفعلاً كنت أنقطع فترة لكنني كنت أعود مرة أخرى وبقوة أكبر وتدفق أكبر في المشاعر فأجدها تزداد قوة ويزداد تعلقي به، كلمني عن حياته وظروفه، لم يتخرج بعد رغم أنه أكمل الجامعة ولم يبق له إلا عدة مواد ليحصل على الشهادة لكن حبه للعمل ورغبته في تكوين نفسه وتحقيق طموحه المهني جعله يترك الدراسة وينخرط في العمل أكثر وأكثر...
كنا منذ البداية ننوي الحلال وهو أخبرني أنه يريدني زوجة لا غير وأنه سيتقدم لي وأنه يحبني وأنه متى خرج تصريح الزيارة له ليدخل فلسطين سيسافر ويخطبني (هم نازحون ولا يدخلون فلسطين إلا بتصريح)، رغم صعوبة حدوث هذا الأمر لكنني وهو تشبثنا بهذا الأمل عل لقاءنا يتم ويصبح الحلم حقيقة، صحيح أنه رآني ورأيته من خلال الصور لكنني كنت على يقين أن هذا لا يكفي وأن هذا التعارف هش ويجب خلال الخطبة أن نتعرف ومن خلالها سنقرر هل نكمل أم لا وهو وافقني على هذا لأنني من خلال قراءتي عرفت أنه تعارف غير حقيقي، دون تعرف على سلوك وتواصل....
أنا كنت مدركة ذلك جيداً واتفقت أنا وهو على ذلك، أردنا أن نتقابل وحسب ونكون مخطوبين ومن ثم نفعل كل اللازم لكن الصدمة الكبرى هو طلب أهلي أن أعود إلى البلد الذي نعيش فيها لقبول منحة من الجامعة بالدراسة مجاناً هناك وبالطبع لم أجد بداً من الموافقة من باب التوفير ومن باب أن أعود للعيش وسط عائلتي فيجتمع شملنا، رغم أن الكلية كان مستواها أقل من كليتي التي كنت أدرس بها لكن استخرت وتوكلت على الله.
قبل سفري أخبرت أمي بقصتي مع هذا الشاب فصدمت جداً وقالت لي انسي الموضوع الآن واقطعي اتصالك به تماماً حتى نرى ماذا سنفعل لذلك اضطررت أن أنقطع عن حبيبي لفترة، وقاومت وحاولت الصمود لكنني لم أستطع الاستمرار فكلمته من جديد وأخبرته أنه يجب أن يخبر أمي ويفاتحها في موضوعي، ولله الحمد الشاب لم يكن يلهو بي وكان صادقاً فعلاً واحترم حبه لي فكان يبغي الحلال، كلم والديه وفعلاً اتصلا بوالدتي وطلباني رسمياً منها (رغم أنني لم أتوقع أن يكون ذلك بهذه السرعة).. طرت من الفرح وأنا أجده رجلاً كما حسبته كذلك وأنه إذا وعد صدق في وعده.. لكن أمي للأسف رفضت وصدمتني وصدمته كذلك وقالت لي إياك أن تفتحي الموضوع أو تحاولي الاتصال به، لقد انتهى كل شيء وعليك أن تنسي.
الآن ها هي القصة وإليكم لأوضح لكم الأمور:
- لقد أحببت فيه فكره، شعرت أنه متفتح ولديه من الثقافة والخبرة في الحياة ما يفوقني بكثير، أعجبني تدينه وأنا أجده يحثني على القيام والمداومة على تلاوة القرآن والدعاء في الصلاة ووو...... أعلم أن هذا ليس مقياس تدين لأنني لمست في كلامه حرصه على الطاعة وأنني وإياه متقاربان في التدين ويمكن أن نتعاون على طاعة الله إن يسر الله زواجنا، أنا أعينه حين يسهو وهو يعينني حين أسهو.
- أيضاً رأيته يحترمني ويستمع لي دوماً وماذا أريد أنا غير رجل يقدر زوجته ويحترم قدسية الحياة الزوجية، لا يراني مجرد امرأة تسهر على راحته وتلبي طلباته، يتزوجها لتريحه!! شعرت أنه يحترم مشاعري ويقدر رأيي ويستشيرني، يرى في الحوار الهادئ خير وسيلة للتفاهم .
- شعرت أنه واثق من نفسه وقوي، عصامي يريد أن يبني نفسه بنفسه لذلك كان يعمل ويدرس معاً حتى وضع تركيزه في العمل، شعرت أيضاً أن إحساسه عالي، فهو حنون جداً جدا ًورقيق المشاعر مرهف الحس ومن خلال كلامه عرفت أنه خيالي ويحب أن يتخيل الأشياء، وبصراحة استغربت أن يجمع رجل بين قوة الشخصية والثقة والصلابة وبين الحنان والحب والدفء في العواطف بهذا الشكل!!
- أيضاً شعرت أنه قادر على حمايتي ومستعد أن يتحمل مسؤوليتي كاملة ويعتني بي ويكون نعم القوام والسند لي، ولا يخفى عليكم يا سادة أن أهم شيء أن تشعر المرأة بالأمان والاطمئنان بمن تريد الارتباط به أليس كذلك؟؟
أعلم ما ستقولونه أيها الأساتذة الكرام....... هذا ما أخبرك هو عن نفسه فما دليلك على صحة ما قال وما فهمت وأحسست وأنه فعلاً بهذه الصفات يا ابنتي؟؟ سأرد: لا دليل عندي، لكن ردي هو، إذن فلماذا نريد أن نخطب، أليس لأتأكد من كل هذا وأكثر وأفهم طباعه ويعرفني وأعرفه......لكن لا يوجد أحد قبل الخطوبة يعرف الأخر تماماً، تكفي أمور مبدئية تدفعه للتقدم ليخطب فلانة أو لتقبل بخطوبة فلان وأنا أجد هذا الشرط متوافر هنا!! وأنا أخبرته لو لم نتوافق أو اكتشفنا عدم تقاربنا يمكننا أن نفسخ الخطوبة وكل منا في طريق!!
الأمر الآخر وهو أسباب أمي للرفض وهي كثيرة جداُ:
أول سبب هو أنها لا تريد أن أبتعد عنها وأنا ابنتها الوحيدة ولي 4 أخوة (أحدهم مصاب بالتوحد) خاصة وأنني إذا سافرت لن أستطيع السفر إليهم وهو يصعب عليهم جداً السفر إلي ولا يمكن أن نلتقي إلا في فلسطين وهذا لن يكون ممكناً دوماً لصعوبة سفر زوجي معي إلا لو سافرت وحدي إلا هناك وأيضاً سيكون بصعوبة أيضاً (أي ربما لن أستطيع رؤية أهلي ثانية)، فتقول لي وكيف أتركك تواجهين مصيرك وحدك وماذا لو احتجت شيئاً أو حصلت مشكلة مع زوجك ونحن لسنا معك، وأنا أريد أن أسعد بك وأرى أبناءك!!
ثاني سبب هو دراستي، أنت لا زلت سنة أولى جامعة ويلزمك 5 سنوات لتنهي الدراسة فهل ستظلون مخطوبين 5 سنوات؟؟ وهل سيقبل أهله بذلك حتى لو قبل هو (إن أبواه يريدان أن يتزوج مبكراً لحبهما الشديد له فهو أصغر إخوته وله أخ و3 أخوات)، وأنا لن أقبل بأي حال أن تتزوجي وأنت تدرسين؟؟ لأني واثقة أنك لن تكملي مع أعباء الزواج، لو كنت بقربي لكنت ساعدتك لكن وأنت وحدك من سيساعدك!!
الثالث هو كيف سنسأل عنه ونتأكد من أخلاقه وهو في بلد ونحن في بلد ولا نعرف أحداً في تلك البلد التي يعيشون فيها!! الرابع هو صلة القرابة بيني وبينه فوالده يكون ابن عم والدتي، أي قرابتنا من الأب والأم وأمي تقول إن في فرع والده ظهرت أمراض في العائلة فتقول لي وماذا لو تسبب زواجكما في إنجاب أباء معاقين لا سمح الله بسبب القرابة!!
الخامس هو سكنه فنحن سنسكن في شقة فوق شقة عمتي وأخوه وزوجته يسكنون أمامنا في نفس الطابق فأمي تقول لي، يعني سيكون عليك أمه وأخواته الاثنتين(غير متزوجات) وزوجة أخيه!! وأنت أصغرهم وسيضايقونك ويتعبونك ومهما كانت استقلاليته وحرصه عليها (كما أخبرني) فلن يستطيع منع إيذائهن لك ولو بالكلام أو التدخل في حياتك!!
السادس تقول كيف سيراك يا ابنتي، إذا كان لا يستطيع السفر إلى فلسطين ولا القدوم إلينا هنا، هل ستخطبان على الورق!! وعلى فرض أنه استطاع هل تريا بعضكما شهر كل سنة من سنوات الخطوبة، وماذا عن ظروف عمله هل ستسنح له الفرصة أن يسافر كل عام وهل امكاناته المادية تسمح بذلك!!
السابع أمي تقول أن مشاعري هذه ليست حقيقية وإن هذا مجرد تعلق باعتباره أول شخص يعبر عن حبه لي وأنه لا يلبث أن يزول عندما أكبر وأنضج!! بالإضافة إلى أن أمي تقول أنني لم أعرفه وأن الإنترنت ليس تعارف رغم انني وهو اتفقنا على صفة الصدق كأساس في تعاملنا فترد أمي وما يدريك أو يجعلك واثقة هكذا؟؟
الثامن على فرض أنه وافق وأهله على انتظار 4 سنوات، هل تضمنين أن شيئاً لن يحصل ماذا لو صارت ظروف فلم تستطيعا أن تتزوجا فتكونين بذلك ظلمتيه بانتظارك وبدون فائدة!!
التاسع وكيف أتركك تسافرين لبلد لا نعلم عنها شيئاً ولا نعرف فيها أحداً ونحن أيضاً لا نعرف عن مستواهم المعيشي شيئاً!! أليس من حقي على الأقل أن أطمئن كيف ستعيشين!! أعلم أن كلام أمي مقنع ولكنني أحبه جداً وهو كذا، ونبغي الحلال..... ألم يقل الرسول الكريم (لا أرى للمتحابين غير النكاح) وكانت ردودي على أمي من خلال بعض تفاهماتي معه عن بعض الأمور كالتالي:
بالنسبة لموضوع السفر أخبرني أنه يستطيع أن يحضرني إلا بلده بحكم معارفه الكثر وأيضاً أمي معي لحل مشكلة مكان اللقاء، أما بالنسبة لموضوع الدراسة فقد اقترح علي أن أدرس عامين عن أهلي وعامان آخران بعد الزواج وبهذا نقلل فترة الخطبة قليلاً وأكون مهيأة للزواج وكذلك يكون قد أرضى أهله ولو نسبياً لكنني أخشى أنني لن أستطيع التوفيق بين دراستي ومسؤولياتي كزوجة خاصة لو كانت الكلية علمية كالهندسة أو الطب فهي كليات تحتاج لتفرغ!! أما بالنسبة لأهله فهم يحبونني جداً ولا أعرف لماذا أمي تصر على أن أخواته سيضايقنني، تقول لي: النفوس تتغير والغيرة منك - لأنك متزوجة وسعيدة وهن لا- تعمي القلوب!! فهل هذا صحيح؟؟ وتقول لي أيضا حتى لو أمه تحبك سوف تغار عليه فهو ابنها الأصغر وسوف تضايقك وتتدخل في حياتك!!
أما بالنسبة لزوجة أخيه فهو يخبرني أنها لن تتجرأ على أن تضايقني لأنها تخشاه جداً وأنني يمكن أن أقطع عليها ذلك بسد منافذ الحوار بيننا أو الحديث المطول، أما بالنسبة لموضوع القرابة ففكرت ماذا لو قمت أنا وهو بفحوص قبل الزواج.... ألن يحل هذه المشكلة؟؟ أفيدوني رعاكم الله في أمر هذه الفحوصات بالنسبة لمشاعري فأنا أشعر أنها حقيقية، لأنها تختلف تماماً عما كنت أشعر به تجاه من أعجبت بهم من قبل فما رأيكم أنتم؟؟
أنا في حيرة لا يعلم بها إلا الله، أأصدق أن مشاعري وهم وأنسى كل ما دار بيننا وأطوي هذه الصفحة هل أترك إنسان يحبني بصدق ويريد أن يسعدني بكل ما يستطيع؟؟ وهل أضمن أنا أنا أجد غيره يحبني بهذا القدر؟؟ وأنتم تعلمون العنوسة في ازدياد والبنات كما يقول المصريون (على قفا من يشيل!!) هل أترك من شعرت أنه "رجل" أحلامي ولن أقول "فتى" لأن ما أعجبني فيه هو رجولته وقدرته على تحمل المسؤولية ولا أجد أقوى دليلاً من مسؤوليته تجاه حبه بطلبه الزواج بي!!
هل ما أشعر به حقاً وهم وليس حب حقيقي؟؟ هل بزواجي به أكون جنيت على نفسي بتضحيتي بكل شيء وقبولي بالزواج في ظل هذه الظروف "الغير طبيعية" !! أحياناً أقول في نفسي "الطموحة زيادة" وماذا لو وجدت أكثر منه تديناً ولديه شهادة عالية وعنده رقي أكبر وفي نفس بلد الإقامة؟؟ ولكنني أعاود وأقول ولماذا أنتظر أن يأتي من هو أفضل منه وأنا لست على درجة عالية من التدين أو لدي من الصفات الرائعة الكثير حتى أطلب من هو عالي التدين!! فلأختر ما يقاربني وليس من هو أعلى!! هل فعلاً سبب حبي له هو ضعف ثقتي بنفسي، أو حبه هو لي؟؟ هل أكون بموافقتي على الخطبة وإصراري على إنهاء الدراسة قبل الزواج (رغم أنني أميل إلى إنهاء الدراسة قبل الزواج لكنني لا أنكر عدم قدرتي على الصبر على انتظار كل هذه المدة بعيدة عنه!!) ظلمته وحرمت أهله أن يروا أولاده مبكراً؟؟ هل أكون بموافقتي قد تسببت في أذية نفسي وأندم عمري كله لو أنجبت أبناً معاق (وأنا من خلال معايشة أخي أعرف جيداً ما معنى وجود معاق في البيت!!).
وماذا لو تعبت أمي في آخر عمرها وهي مريضة بالسكر، من سيرعاها غيري وقد ذهب كل واحد من أخوتي ليعيش حياته وله بيت وأولاد، وأنا ابنتها الوحيدة!! أليس من باب البر أن أكون معها وبجوارها بعد أن ضحت منذ وفاة والدي رحمه الله من أجلي، وماذا سيحدث لأخي المعاق لو حدث شيء لأمي(حفظها الله) لا سمح الله وأنا بعيدة عنهما!! كيف سأكون معها؟؟ أليس من حقها أن تفرح بأولادي وأشعرها بالسعادة بعد همها كل هذه السنين!! هل أضحي بمن أحب من أجلها كي أكون بقربها؟؟ هل لو تزوجنا حقاً سيكون الله راض عنا ونحن بدأنا الأمر بمعصية؟؟ هل بركة الله ورضاه ستزول من بيتي وأنا التي أريد أن أبني بيتي معه على طاعة الله وأن ننجب أبناء يحبون الله ورسوله!!
هل التوبة كافية لتزيل هذه المعصية أم هو صحيح كما يقال (ما بني على باطل فهو باطل) هل سأكون ممن قال الله تعالى فيهم (أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوانٍ خيرُ أم من أسس بنيانه على شفا جرفٍ هارٍ فانهار به في نار جهنم والله لا يهدي القوم الظالمين([109] التوبة) هل سأبعث يوم القيامة وقد كتب على جبيني وجبينه "خانت أهلها أو أبوها"!!
وأنا التي أتمنى أن نشرب من حوض النبي معاً يدانا بأيدي بعض ونخبره نحن يا رسول الله حرصنا على إحياء سنتك في بيتنا؟؟ هل هو متدين حقاً ما ظننت؟؟ وكيف للمتدين أن يكلم فتاة خلوة هكذا ويعبر لها عن حبه صراحة؟؟ ثم أعود وأقول ولماذا لا تقولين هذا لنفسك وأنت تصفين نفسك بالمتدينة؟؟ فهل هذه من صفات النفاق؟؟ فأقول كل ما يتعلق بالتدين وأنا مقتنعة به وبصحته وأنا لا أطبق منه إلا القليل؟؟ أشيروا علي، يكاد رأسي ينفجر...... هل وهل وهل وهل، ماذا أفعل وأجد لأول مرة صراع محتدم بين عقلي وقلبي اللذان لم أعهد عليهما الاختلاف والتصارع؟؟
ولا أستطيع حتى إرضاءهما معا وكيف أختار بين أمي وحبيبي وكلاهما أحبه وأرجو قربه؟؟ الحيرة تنهش قلبي وتدمر تفكيري وأنا كلما قررت شيئاً أخاف وأتراجع خشية أن أندم بعدها وكما تعلمون هذا مصير حياة أبدية سأختارها.... هل أنتظر وأترك الأمر للظروف طالما لازال مبكراً!! لكن ماذا عنه وهو الذي ينتظر مني رداً عليه، أأتركه ينتظر وإحساسي بالذنب تجاهه يعذبني.. تركته يحبني ثم أقول له عفواً أنا مخطئة في مشاعري.. لا أحبك!!
على فرض لو كانت مشاعري مشاعر مراهقة كما تقول أمي وأخي أو أنا آسفة لا أستطيع أن أتزوج بك فأمي غير موافقة!!..... ماذا أفعل؟؟ حين أفكر أنني سأبتعد عنه أحس أن قلبي يتمزق، لا أكاد أتوقف عن البكاء، وحين أتخيل أنني سأعيش بوضع مأساوي (كما صورته أمي لي) أقول كيف أقبل؟؟ أشعر بالحيرة........ وأخشى كل الخشية أن تأيدوا رأي أمي فتضيع أحلامي أنا وهذا الشاب ونحن نعاني لوعة الفراق.... هل تعلمون أنني لا أتخيل أن يمسني أحد غيره؟؟ أنظر في وجوه شباب الجامعة فأجده فيهم، هل هو تعلق مرضي بسبب وفاة والدي؟؟ أم لأنني وجدت فيه حضناً أبث له همي وأفضي إليه بسري؟؟ أمي تقول أنني لازلت صغيرة ولا قدرة لي على الاختيار فهل هذا صحيح؟؟ هل المشكلة لا تزيد عن فراغ عاطفي لدي وضعف ثقة بالنفس؟؟ أم هو انعدام الهدف والرؤية الذي جعل من هذا الموضوع يأخذ كل تفكيري؟؟
هل أقاوم وأدافع عن حبي طالما أنني وهو متفقان؟؟ أو أرضخ إرادة أمي وقرارها....... صدقوني لا أستطيع الابتعاد عنه حاولت وحاولت لكنني لا أستطيع وهو يتعذب وأنا كذلك فما الحل؟؟ لا تقسوا علي أرجوكم فكل أهلي حتى أخوتي يرفضون، ويقولون لي عن حبي هذا كلام فارغ و"لعب أطفال"... أريد أن أستخدم كل الطرق الممكنة حتى أجعل أمي توافق فكيف أقنعها؟؟ وكيف أواجه كل هذه العقبات الصعبة!! هل هي صعبة حقاً أم نحن من نجعلها كذلك؟؟ أرجو أن أكون وفقت في إيضاح مشكلتي وأتمنى أن تردوا علي في أسرع وقت لأنني لا أستطيع المذاكرة وطوال الوقت أفكر حتى لا يكاد يغيب عن ذهني لحظة.
ملاحظة (أمي تقول إنها مرتاحة بقرارها هذا وتقول قمت بالاستخارة ودرست كل الجوانب وإن قرارها هذا هو قدر الله وأنه أراد أن نبتعد فهل هذا صحيح؟؟ هل أرضى وأقول هذا قضاء الله وأصبر وأستسلم!! أنا كذلك صليت استخارة ولكن لم أشعر بشيء يرشدني للقرار، كل ما كنت أشعر به بعد لحظات أو بضع ساعة منها هو أنني أحبه وأحس ذلك في قلبي!!) .
مع العلم أنني بين فترة وأخرى أتصل به بعد أن يغلبني قلبي وأضعف بسبب اشتياقي له فلا أطيق بعده إلا أن أسمع صوته حتى بدون أن أكلمه بسبب عهدي لأمي ولكن أحياناً أكلمه دقائق معدودة عبر الهاتف لأطمئن عليه أو أبكي له على الهاتف وأسأله ماذا سنفعل؟؟ ولكن كلما أتذكر أن هذا حرام أخاف واستغفر على أمل ألا أعاود ذلك لكن والله أنا لا أريد ذلك، أريد أن أكلمه أمام الجميع وعلناً وأن أفجر بهذا وأحس بسعادتي ورضا كل من حولي بذلك لأني لا أخشى من حبي له فهذا حقي وحقه وليس حراماً طالما نيتنا خير ونهايته زواج... أليس كذلك؟؟ أخبروني؟؟
أليس من حقي أن أحب وأحَبّ مثل كل الفتيات؟؟ أليس لي قلب ومشاعر؟؟ أين أذهب بها؟؟ أنا لا أبرر خطأي فأنا أعلم أنني أخطأت لكن كان هدفنا من التشات هو أن نعرف بعضنا قليلاً ونتأكد من مشاعرنا.. والله كانت نيتي ذلك لما أخبرني أنه يريدني زوجة... صدقوني، أمي حين تراني أسرح به أو أفكر فيه حزينة تنظر إلي نظرة ضيق وتقول لي وكأنها لا تحس بي: إلى متى ستظلين هكذا؟؟ وحين أخبرها أنني مكتئبة أو متألمة ترد علي: أنت وضعت نفسك في هذا الإطار ولا تريدين الخروج منه وتبحثين عن الحزن وتغلقين أذنيك ولا تريدين أن تريحي نفسك !! هل هذا صحيح؟؟
أشكر لكم رحابة صدركم وأعلم أنني أطلت جداً جداً جداً لكنني كنت أحاول أن أخبركم بكل شيء علكم تفيدونني فيما ضاق به صدري وأنهك حياتي. جزاكم الله عني وعن الأمة خير الجزاء
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
05/05/2006
رد المستشار
صديقتي
ليس في حديثك عبر الإنترنت مع قريبك من معصية طالما أن الكلام لا يتعدى حدود الأدب واللياقة والاحترام.. المؤسف في الموضوع أنك قد بنيت مشاعر كبيرة على القليل من المعلومات... الكلمات في أي تواصل بين البشر تحوى 7% فقط من المعنى... ونبرة الصوت وخصائصه حين التخاطب تحوى 38% من المعنى... و55% من المعنى تكمن في الأفعال والنظرات والإيماءات ولغة الجسد معك ومع الآخرين... هذا معناه أنك بالكاد تعرفين هذا الشاب.... طرحت بعض الأسئلة المهمة مثل "أليس من حقي أن أحب وأحَبّ مثل كل الفتيات؟؟ أليس لي قلب ومشاعر؟؟ أين أذهب بها؟؟"... الحب الصادق هو مبنى على المعرفة والاهتمام والاحترام والمسئولية (الأربعة كلها مجتمعة) وهذا يتطلب تعاملا شخصيا وجها لوجه وعلى المدى الطويل.. الحب من حقك ولكن ليس من حقك أن تسمى ما يحدث حبا لمجرد أنك لا تدرين أين تذهبين بمشاعرك.
تقولين "فلأختر ما يقاربني وليس من هو أعلى"... وأسألك لماذا لا تختارين ممن يقاربونك في المسافة والظروف والسن؟؟ ولماذا لم يختر هذا الشاب أخرى وهو يكبرك بسبع سنوات؟؟ ألا يثير هذا فيك تساؤلات؟؟ هل تقدرين على التواصل والحب الحقيقي مع فتى في الثانية عشرة أو من يصغرك بسبع سنوات؟؟ وما بالك بأنه على الإنترنت... يجب علينا جميعا رؤية الأمر من كلا الجانبين.. قد يحبك وتحبينه ولكن هذا أقرب للإعجاب والتمني منه للحب الحقيقي لأن ليست هناك علاقة حقيقية.... من ناحية أخرى يجب الاعتراف بأن هناك احتمال أن والدتك على حق على الأقل في بعض الأشياء وإن لم يكن في كلها لعدم وجود إثبات على أن ما تتنبأ به في المستقبل سوف يتحقق بالضرورة... المشكلة أنك ووالدتك تستندان كثيرا وتعتمدان على المشاعر أو إحساسكما نحو الموضوع ولكن ليس هناك إثبات يؤكد صحة رأي أي منكما... إن قرار الزواج ليس بالقرار البسيط حتى يحدث بهذه الطريقة ولو نجح زواج كهذا بدون معرفة حقيقية وتعامل حقيقي فهي معجزة.
وتتساءلين: "هل هو تعلق مرضي بسبب وفاة والدي؟؟ أم لأنني وجدت فيه حضناً أبث له همي وأفضي إليه بسري؟؟"... هناك احتمال أن يكون هذان هما اثنين من العوامل الرئيسية التي تجعلك تتعلقين به وتسمين ما يحدث حبا.
وتقولين: "أمي تقول أنني لازلت صغيرة ولا قدرة لي على الاختيار فهل هذا صحيح؟؟ هل المشكلة لا تزيد عن فراغ عاطفي لدي وضعف ثقة بالنفس؟؟ أم هو انعدام الهدف والرؤية الذي جعل من هذا الموضوع يأخذ كل تفكيري؟؟" أنت كبيرة بما فيه الكفاية لأن تختاري ولكن يجب عليك الاختيار وأنت على بينة من أمرك ولديك إثباتات منطقية على صحة الخطوة التي تختارينها... واحتمال الفراغ العاطفي وضعف الثقة بالنفس احتمال قوى بسبب ما هو معتاد و مدون ومعروف ومدروس على مر تاريخ البشرية وفي مختلف الحضارات والمجتمعات عن سن المراهقة... وبالتالي دعيني أسألك ما هو هدفك الحقيقي؟؟ أتريدين الزواج؟ لماذا؟ أتريدين الأطفال؟ لماذا؟ أتدرين ما هي متطلبات رعاية الزوج والأولاد؟ و لماذا تريدين ذلك (أو ضمان ذلك) الآن وفي الحال؟ أليس لك قيمة منفصلة عن دور الزوجة والأم؟؟ ماذا لو لم ترزقا بأطفال؟ وماذا ستكون أهمية هذا؟ ولماذا؟
هناك الكثير الذي يحتاج إلى تفكير قبل الاختيار.. لا أشجعك على الاستمرار في أية علاقة بدون معرفة موقفك من هذه المواضيع ومعرفة موقف الآخر ولكن ليس فقط عن طريق رأيه في نفسه والذي يقوله هو لك. وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب.