العنة ومعاناة الزوجة العذراء م
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أؤيد رأي الدكتور- وائل تماما فيما قاله، وأحب أن ألفت الانتباه إلى أمر واحد، وهو كيف يكون الحال إذا كبر طفلها ولم يجد المودة والاستقرار بين والديه كما ينبغي؟؟ وهل سيكون مستوى صبرك - من أجل الطفل- وهو طفل-هو نفس المستوى بعد عدة سنوات؟؟ -خاصة بعد أن يكبر وينشغل عنكِ بحياته-؟
إن أحد الأسباب المسوغة لفسخ عقد النكاح هي كل عيب يمنع الوطء، واسمحي لي فقد شعرت ببعض الغيظ لأن زوجك وعدك وأخلف وعده معك بشأن عرض نفسه على طبيب إذا حملتِ..
أسأل الله أن يثيبك على صبرك خيرا، قال تعالى:{قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ} (الزمر: 10).
فكري في الأمر واستخيري الله تعالى وادعيه بصدق وإخلاص،
والله الموفق لما فيه الخير.
1/5/2006
رد المستشار
الابنة العزيزة،
أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، قد يكونُ ما شعرت به من غيظ من ذلك الزوج الذي يعد ويخلف غير بعيد عما شعرته أنا، لكن ذلك ليس مبررا لأن نتحامل عليه لأنه بالتأكيد يعاني معاناة ما لا نعرفها، وأحسب أن للمجتمع والأفكار السائدة فيه أيضًا دورا في ذلك، فبين يدي الآن مريض جاء للعلاج من غياب الرغبة الجنسية، فهو حسب إفادته لا يشعر بأي ميل جنسي تجاه النساء، وطبعا كان السؤال الذي يلي هكذا شكوى هو: وهل تشعر بميل جنسي تجاه الذكور إلا أن الإجابة كانت لا أيضًا، فسألته وهل يثيرك جسدك أنت فكانت الإجابة بعد أن شرحت السؤال هي لا!
وطبعا ليست لديه أية مشكلات أخرى فهو قادر على الانتصاب والقذف ولا توجد مشكلة في كل ذلك ولكنه لا يشعر بالرغبة المبدئية في الجنس كذلك فإنه ينفي تماما وجود أي شكل من أشكال التخيلات الجنسية لا بمفردها ولا أثناء النوم وينفي حدوث الاحتلام نفيا قاطعا، ومصرٌ على أنه لا تحدث له أي تخيلات مصاحبة لممارسة الاستمناء الذي مارسه أيام مارسه فقط ليثبت لنفسه أنه يستطيع أن يفعل مثل زملائه.
فهل تدرين لماذا يزورني هذا المريض الآن؟ يزورني لأنه خطب إحداهن منذ سنة وأنه بصراحة يجد نفسه الآن في ورطة لأنها ستنهي دراستها بعد شهرين وعليه أن يتزوج! وحين سألته لماذا خطبت إذا كنت لا تشعر بالرغبة كانت الإجابة أنه أكبر الذكور في أسرتهم وأنه لابد أن يتزوج! وفي نفس الوقت هو يطلب العلاج منذ سنوات ثلاثة عند أطباء الذكورة والذين بعدما أجروا كل ما يلزم من فحوصات معملية ولم يجدوا أي مشكلات نصحوه بالخطبة، ولكنه لم يجد أن شيئا تغير رغم أنه يزور خطيبته في كل أسبوع مرتين ويشعر أنه يحبها!، وعندما وجد نفسه في ورطة تعاظم قلقه واستفحل حتى أصبح غير راغب في زيارة خطيبته، وتحول الأمر إلى اكتئاب فنصحه أحدهم بأن يزور الطبيب النفسي.
الغريب والمفاجئ أن أحدا غير من زارهم من الأطباء لا يعرف بمشكلته تلك، وأنه لا يدري كيف يواجه ضغوط أهله ليسرع بالزواج، وأكتفي بهذا القدر من السرد عن مشكلة هذا المسكين لأقول أن ضغوط المجتمع كثيرا ما تدفع من لا يرغب في الزواج لأن يقدم عليه، وليس هذا تبريرا ولا تقليلا من حجم ما يقع على عاتقه من المسئولية بقدر ما هو دعوة لأن نحاول الفهم والتدبر.
صحيح أن كثيراتٍ من الأمهات يضحين من أجل أطفالهن ولا يشعرن عندما يكبر هؤلاء الأطفال بأن تضحياتهن لم تقدر، ولكن حقيقة الأمر هي أن الأم لا تنتظر ثمنا لتضحياتها، ولذلك فهي الآن عندما تقررُ الاستمرار في هذه الزيجة من أجل أطفالها فليس معنى ذلك أن على الأطفال تعويضها عن تضحيتها عندما يكبرون لأنهم قد يفعلون وقد لا يفعلون، ولهذا السبب قلت لها: (ولا تنسي أن أصلح الخيارات هو إصلاح علاقتك بزوجك هذا بحيث تلبي لك ما يعصمك، وحاولي في نفس الوقت أن تجعلي العلاقة منك إلى زوجك دائما تمرُّ عبر علاقتك بالله...... تكشفين نفسك له وبكل وضوح وتقولين دبرني يا سيدي، فإن أبى إلا استمرار التقصير فلا تقصري أنت في حق نفسك لأي سبب، لأن نفسك هي أول ما ستسألين عنه يوم القيامة!)، وعليها إذن أن تتدبر أمرها وأمر أطفالها في ضوء نصائح مجيبتها الدكتورة سحر طلعت،
سعدت بك وبمشاركتك فأهلا بك دائما على مجانين.
ويتبع >>>>>>>: متابعة للبكاء معاناة الزوجة العذراء م1