السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
مشكلتي بدأت قبل سبعة شهور من الآن لقد كنت إنسان نظيف بما تحمله هذه الكلمة من معنى، قريب من ربي كافل ليتيم وكنت أتشوق إلى أن أكون نفسي وأتزوج مثل كل الناس، المهم في يوم وفي جلسة خطر على بالي أن أسافر لأحد الدول العربية وبالفعل سافرت أنا ومجموعه من الشباب لكن في هذه السفرية وقع المحظووور لقد وقعت في الحرام مع أحد بنات الليل. رجعت لبلدي وكلي قرف وتأنيب ضمير المهم مرضت بعد رجوعي للسعودية بثلاث أسابيع (التهاب رئوي) ولم أعرف أنه التهاب في الرئة حيث ظللت أسبوع كامل دون الذهاب للطبيب في هذا الأسبوع بدأت أربط بين مرضي وما فعلته في السفر مع بنت الهوى وبدأت أشك في مرض خطير وأن هذه مقدماته وبدأت أقرأ عن الإيدز في الانترنت حتى أيقنت أنه هو وبعد أسبوع تم تشخيص المرض على أنه التهاب رئوي والحمد لله تعافيت منه.
لكن من هنا بدأت المشكلة بدأت أقرأ كل شيء عن الإيدز وأنه مرض لا يكشف إلا عن طريق تحليل الدم وأنه بعد العدوى بأسابيع تكون هناك أعراض أنفلونزا وهو ما حصل لي (بمعنى أن الالتهاب الرئوي من مقدمات الإيدز) تأثرت وبدأت أتحدث مع نفسي هل أنا مريض طب لو أنا مريض ماذا راح يقولوا الناس طب راح أكون معزول عن الناس طب الفضيحة طب كيف عملي راح أفصل منه طب أمي ماذا تفعل أسئلة كثيرة في رأسي تعبت من الأسئلة نومي تغير كوابيس كثيرة تأتيني في منامي تعبت والله تعبت من التفكير متحطم نفسيا..
المهم بعد شهرين من لقائي مع بنت الهوى تمالكت نفسي وعملت تحليل للإيدز بواسطة جهاز الاليزا والحمد لله طلعت النتيجة سليمة لكن بدأت أقرأ من جديد عن الإيدز بعد الشهرين وأن الأضداد بالدم لا تتكون إلا بعد ثلاث شهور في تلك اللحظة بدأت الأوهام تأتي من جديد وكل ما قرأت عن عرض في النت وجدته فيني إلى أن اكتأبت وأصبح وسواس المرض يأتيني في كل وقت.
المهم ذهبت بعد خمس شهور وعملت تحليل ثاني عند نفس المكان وطلعته النتيجة سليمة. الآن بدأت الوسوسة تعود بأسئلة مثل ممكن المختبر غلط ممكن أعطوك نتيجة ثانية نسيت أقول بعد التحليل الأول فرحت كثير بالنتيجة ومن الفرح عاهدت الله ما أسير في الحرام ورحت خطبت بس للأسف رفضت وفي نفس الوقت خطب أخي الأصغر مني ووافق الناس إلى خطب منهم وتزوج بصراحة أثرت في نفسي. السؤال كيف أخرج من دوامة الوسوسة لاسيما أنه الذي عمل لي التحليل الأول والثاني في مختبر مستشفى حكومي هو ابن أخي وقال لي بالحرف الواحد أنا الذي عملت تحاليل بيدي وأنت سليم وبلاش وسوسة.
ملاحظة أنا أحيانا أعاني من خجل من الناس إضافة إلى أني أجلد ذاتي كثيرا في تصرفاتي
أخيرا أنا أحس أنه مافيني أي حاجة بس أحيانا أحاول أطرد الفكرة ما أقدر لاسيما أني بعيد عن أهلي.
أرشدووووووووووووووووووني هل أنسى الموضوع وكيف؟
19/01/2007
رد المستشار
أخي العزيز
واضح أن ضميرك في حالة جيدة حيث لم يتقبل الوقوع في الخطأ... وظل يؤلمك حتى الآن، وهذا من ناحية مفيد لك حيث سيصبح حاجزا بينك وبين مثل هذه الممارسات فيما بعد، ولكن من ناحية أخرى تحول الأمر إلى انشغالٍ وسواسي بموضوع الإيدز ربما يعوقك عن أداء عملك أو ممارسة حياتك بشكل طبيعي.
والإحساس بالذنب شيء مطلوب لأنه يكون عائقا أمام فعل ذنبٍ آخر، ولكن المبالغة في الإحساس بالذنب تحوله إلى حالة مرضية، ومن الناحية الشرعية في مثل هذه الأمور تلزم التوبة مع رجاء العفو من الله واليقين في رحمته ومغفرته، وهذا يحمينا من أن يتحول الإحساس بالذنب إلى عقدة ذنبٍ، وعقدة الذنب تظهر في صورة كراهية للذات وتوقع العقاب الشديد لها، وربما جلدها والمبالغة في كل ذلك، وأعتقد أن هذا ما يحدث معك طوال هذه الشهور، وقد أفرز وسواسا بأنك مصابٌ بالإيدز وكأن هذه الإصابة هي رمز لغضب الله الذي تتوقعه، جزاء لما حدث.
ومن عظمة الدين الإسلامي أنه لا توجد خطيئة تلتصق بالإنسان ولا يستطيع الخلاص منها، فالتوبة الخالصة تمحو الخطايا وأعتقد أنك تستوفي أركان التوبة فقد أقلعت عن الذنب وندمت ولديك العزم على عدم العودة إلى هذا الذنب الذي لم يتحمله ضميرك الحيُّ النظيف.
ينبغي أن تبادر بالأعمال الصالحة كوسيلة لتطهير النفس واستعادة تقديرك لذاتك، وهذا تطبيقا لقوله تعالى: "وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ" (هود:114)، وأنصحك بالتوقف عن إجراء التحاليل بعدما ثبت أكثر من مرة وعلى فترات مختلفة أنها سلبية النتائج، وتعامل مع مخاوفك من الإيدز على أنها مخاوف وسواسية تخرج منها بالاندماج في نشاطاتك الحياتية العادية وتبدأ صفحة جديدة مع نفسك، وربما يكون هذا الموقف الذي حدث نقطة تحول في حياتك تجعلك أفضل بكثير من ذي قبل، فقد جربت الخطيئة واشمأزت منها نفسك وتأذي بها ضميرك وجلدت نفسك بما فيه الكفاية.
واقرأ من على مجانين:
وسواس المرض : أشكال وأصناف
وسواس المرض: الاضطراب المراقي
مشاركة في وسواس المرض
ثق في رحمة الله وعفوه وبادر بالأعمال الصالحة واندمج في عجلة الحياة، والله ويوفقك ويبدل سيئاتك حسنات.