قلبي يريد وعقلي لا يريد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أنا يا أساتذتي فتاة جامعية ملتزمة بتعاليم الله ورسوله والحمد للرحمن وأقوم على قدر المستطاع بما يرضي الله.....
المشكلة وللأسف هي أن قلبي مثلما يقولوا (دَق) وأصبحت أشعر بمشاعر غريبة قوية لم أشعر بها من قبل, لقد التقيت بشاب وهو يكبرني في السن ويقوم بالدراسات العليا،...... وهو على ما يبدو ملتزم ومحترم جدا، فلم ألحظه من قبل ينظر إلى فتاة، ومن الممكن أن هذا أول ما لفت نظري إليه في وقت لا يوجد مثله الكثيرون....
وأنا خوفاً من الله لم أحاول أن أتكلم معه علماً أن ليس لدينا أصدقاء مشتركين ولكن في يوم كنت أنا وصديقتي نتحدث مع السكرتير وهو رجل كبير وصديق الجميع، وأخذ الرجل يمدح بي وبصديقتي أمامه كثيراً وأنا لم أكن أنظر له ولكن صديقتي تقول لي إنه نظر إلي نظرة لي وقتها نظرة (كلها معاني) مثلما قالت لي ثم أشاح بوجهه بعيداً قبل أن ألمحه وتكررت مثل هذه النظرات البريئة ولكن عندما لا أنظر إليه فقط
وهذا بالطبع يفرحني لأني أشعر أنه محترم،......... ولكن أيضا الشيطان يتدخل ويحزنني ويقول لي إن هذا غير صحيح.... أنا أبتعد عنه في جميع الأوقات ولا أقف في المكان الذي يتواجد به حتى لا أنسى غض بصري، ولكن هذا يؤلمني فأنا صليت صلاة استخارة ورأيت في المنام ثاني يوم أني ألبس دبلة في خنصري الأيسر، ولا أعلم هل هذا جيد أم لا.... كل الذي أريد معرفته هل ما أنا به حرام؟؟؟
هل هي أوهام؟؟؟
هل أنسى وأمري إلى الله؟؟؟
وشكراً
والسلام عليكم
13/4/2007
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته يا نون
من يومين كانت لي محاضرة في الجامعة عن العلاقات العاطفية في البيئة الجامعية وقلت للحلوين والوحشين سواء بسواء أن مشاعر الحب قد تأخذ شكل الانشغال بشخص المحبوب، وقد تأخذ الانشغال بموضوع الحب على العموم وكل ما حولنا ينادي ويتغنى بالحب وللحب وأنا عن نفسي قلبي وجعني من كثرة القلوب الموجوعة حولي- أنا قلبي بيوجعني بس مش من الحب- ورسالتك ذكرتني بأغنية لأم كلثوم "وكان كلامي مع صحابي عن المحبة والأحباب" وهي شكل لفرض الإعلان لموضوع الحب على وعينا ولا وعينا.
مشاعرك عزيزتي موجهة نحو الحب أكثر منها نحو الشخص، وما تسمعينه هو صوت العقل لا الشيطان يحاول ردعك عن غيك وظلم نفسك بالانشغال بمجرد نظرة رغبة منك في الاستقرار. أنت لا تعرفينه بالفعل كي تعجبي به بل جعلت منه موضوعا تسقطين عليه رغبتك في عيش مشاعر الحب التي تشبع بها وعيك من الإعلام والناس والجيران على شخص رائع تعرفينه فور ملاقاته.
لا نستطيع أن نركن للأحلام وما تذهب إليه من خير أو شر فهي قد تكون صورة من التفكير المنحاز فهي نابعة من نفس العقل المشغول بموضوع الارتباط.
أقترح عليك أن تشغلي نفسك بأمر أكثر إثارة من قصة حب لا تملك أي مقومات غير رغبتك في حدوثها فالعقل يقول أن هذا الشخص صاحب الطموح والتوجهات الأكاديمية أمامه سنوات طوال قبل أن يفكر في الاستقرار فلا تشغليه عن هدفه ولا تشغلي نفسك أيضا فترهقيها فوق صعوبات الحياة.
فكري في هدف مختلف وأشركيني معك فأم كلثوم تغني الآن "كفاية بقى تعذيب وشقى ودموع في فراق ودموع في لقا" لنعش الحياة عزيزتي ما استطعنا من غير دموع وعلى الأقل لا داعي لنختارها بإرادتنا ولنحفظ الدموع لتلك الآلام التي تباغتنا ونحتسبها عند الله.
انشغال ذهنك به ليست حراما بالمعنى الشرعي كشرب الخمر مثلا ولكنها حرام بالمعنى الاجتماعي فهي تشغل عقلك وترهق نفسك وتفتح عليك وعليه أبواب غواية أرجو الله أن يعفكم عنها ويغنيكم بحلاله عن حرامه، ادعي بنية اللهم اجعل خيرنا فيما نحب دون أن تقصري ما تحبينه عليه فقط فأنت فعلا لا تعرفينه، وفقك الله وتابعينا بأخبارك.
ويتبع >>>>>>: نون: ملتزمة وقلبها يدق! م. مستشار