اختصارات يومياتي السابقة والحاضرة التي أثرت فيني!!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أختي أ.إيناس مشعل، الأب الحنون دكتور وائل أبو هندي تحية خاصة من أعماق قلبي.. تملأها باقات ورد بلونيها الأبيض والأخضر.. لأن الأبيض: رمز النقاء والطهر والضوء والصدق والإخلاص, والأخضر:رمز الخير والأمل والمستقبل والتفاؤل واستعادة القوى والطاقة...
كيف يعيش الإنسان روحا بلا جسد!
هذه ليست فلسفه خيالية بل هي حقيقة ملموسة وواقعية كثير من الناس تعيش بلا روح! كيف! حين تنطفئ شموع الأمل.. فحينها يفقد معنى الفرح معنى الاستمتاع ويجامل، ويجامل الناس وهو يتقطع من الداخل ويبتسم ابتسامة صفراء وهو يملك أسنانًا كحبات اللؤلؤ ناصعة البياض!!
لا أعلم كيف أبدأ.. ولكن تحملوا طريقة كتابتي.. وأسلوب عرضي.. ورجاء عدم وضع موضوعي في العام أو ليحذف! (علما أني طلبت الخصوصية في المرة السابقة ولم تتم)! أرجو عدم النشر في العامة.. أو الحذف مجددا... بداية سأبدأ بطفولتي باختصار..
كنت طفلة هادئة جدا، لدرجة أن لا أحد يسمع صوتي.. كنت مطيعة لمن هو أكبر مني ومن هم في سني.. باختصار لدي أخ أكبر مني حينما كنت في السابعة والنصف من العمر تحرش بي جنسيا.. لم أستوعب الأمر إلا منذ سنوات قريبة.. حينما بدأت أتذكر طفولتي.. والمشكلة أنه لم يعبث بطفولتي أنا فقط بل بإخوتي الأصغر مني كلهم!! لم أستطع أن أفعل شيء فقد كنت صغيرةً حين تحرش بهم وقتها كنت في التاسعة، كنت أخاف منه.. لأنه كان يضربنا.. كنت أكرهه جدا.. في يوم من الأيام علم أبي بأفعاله لم يفعل شيء! سوى الحديث معه بكل بساطة!
لا أعلم ما دار بينهما.. ولكن الذي أعرفه أنه ظل يعبث بطفولة إخوتي... ولم يكتفي كبر وظل يعبث مع خادماتنا.. وحين يعلمون بفعلته يسفرون الخادمة تلو الخادمة.. وهو لا يأبه!، عموما هو متزوج الآن.. وحين نراه نضحك معه ونحبه.. وكأن شيئا لم يكن.. فهو طيب.. ولكن ذلك الماضي حين أذكره وأذكر ما فعله بنا يجعلني أكره الرجال.. أثر فيَّ بشكل مؤلم.. مع أني في الحقيقة لا أكرههم إلا إذا أخطأ أحد من الرجال علينا من أبي أو إخواني أو أي مقالة فيها تجريح للمرأة وتصغير مكانتها...
مرت الأيام وكبرت, وكبرت أحلامي وآمالي.. لم أتعرف على أي شاب مثل صديقاتي.. لم أعش أي تجربة حب.. كنت أخاف من أبي.. وفي داخلي أتمنى أن أجرب صداقة الرجل.. كي أحِب وأُحَب.. مثل الأخريات.. أقنعت نفسي بتميزي بأني طاهرة عفيفة لا علاقات لي بالرجال الأغراب.. والحب سيأتي حين أنضج وذلك بالزواج... وصلت للثانوية العامة.. وخططت أنا وأختي بعمل أكبر حفل تخرج.. وبعدها سيكون زواج أخينا الأكبر.. وكنا قد انتقلنا لبيتنا الجديد.. والآمال والأحلام جميلة...
وبعد ملكة أخي على زوجته.. أصابه حادث فقد الذاكرة والوعي وكل شيء..... تألمنا عشنا كابوسا مريعا.. سقط مغمًا علي حين رأيته أخذت أصرخ وأصرخ من الخوف والارتياع.. كان الزجاج على جسده.. أنادي اسمه لا يتكلم.. أهزه لا يتحرك.. كان كالميت.. لم أعد آكل طعاما إلا أشياء تحيني نحفت كثيرا.. وحين أرى أحد يأكل كنت أصرخ فيهم لا تأكلوا.. وحين أريد أن لا أفكر كنت أقوم بالرياضة والرياضة لدرجة اللهاث والتعب.. تخرجت دخلنا الجامعة.. ونحن حزينتان على أخينا, وحال والدينا بسبب الكابوس..
بعدها بترم فقط.. مرضت أختي وأصبحت تبكي دائما من الألم.. وتبكي عيوننا وقلوبنا وأجسادنا من ألمها.. مرضها نادر.. وكانوا يتصورون بها حاله نفسية في البداية.. أصبحت غير قادرة على المشي.. وبين الحين والآخر تتحسن نسبيا... ومرت الأيام والسنوات وأنا أعتذر من الجامعة أنا وأختي, وأصبحنا نحمل المواد.. مما يؤخر تخرجنا.. ولدي طاقة كبيرة أريد أن أتعلم كل شيء ولكن كيف لي ولا يوجد دبلومات ومعاهد متخصصة في بلدي لهواياتي... شيء محبط شيء مؤلم أن تموت أحلامك..
وها أنا الآن أنتظر لبس الفستان الأبيض.. من أجل الحب.. من أجل أن أنجب طفلا طاهرا جميلا.. وذلك بعد ما تزوجت صديقتاي أحسست بأن الزوج استقرار وحب وحنان حقيقي.. وأخاف أن لا يأتي ذلك الشخص الذي رسمته في مخيلتي وأحلامي.. وأخاف أن أتزوج شخصا ليس مناسبا لي لأنه رجل (ضل راجل ولا ضل حيطه)!، كم يؤلمني المثل المصري هذا! وكأن المشاعر كالورقة نستطيع مسح ما عليها من كلمات بالممحاة بكل سهولة!.
أخاف يمر الوقت ولا يأتي ويتزوجن إخوتي الأصغر مني.. وستقول أمي والناس من حولي.. مسكينة لم تتزوج! أو مغرورة كانت ترفض! أو معقدة!! أو أو أو أو أو وبالمناسبة أخي الأصغر مني تملك وزواجه قريبا: صحيح أني سعيدة من أجله لكني تمنيت أن يزفني وهو أعزب وأزفه وأنا متزوجة... ولكن لم أنجرح كثيرا لأنه ذكر لن يقول الناس تزوج قبلهن.. ولكن لو تزوجت إحدى أخواتي الأصغر مني سأبكي بقلبي وليس بدمعي وحينها ستقف نبضات قلبي من حزني على نفسي..
أعرف أني كتبت كثيرا وقد لا يكون أسلوبي مرتبا ومتسلسلا.. ولكن مشكلتي الأساسية طيبتي.. وأني حساسة من الدرجة الأولى.. حالمة.. أكره الواقع.. أبحث عن الكمال في الإنسان.. مع أني لست كاملة أو ربما أكون كاملة في نظر أحد ما في مكان ما...... أمر هذه الأيام بحالة اكتئاب تجعلني أنام طوال اليوم لا أريد أن أستيقظ.. أو العكس لا أستطيع النوم مع أن عيناي تؤلمانني من تعب السهر ولكن لا أستطيع أن أغمضهما... ينتابني شعور دائم أود فيه أن أصررررررررررررررخ وأحيانا أريد أن أكسر وأضرب مع أني لم أفعلها.. لدرجة أني أفكر أنا وإحدى إخوتي أن نشتري قفازي ملاكمة والقطعة الثقيلة المعلقة كي نخرج كبتنا وغضبنا فيها... لربما تضحكون على هذه النقطة.. ولكن ما حيلة المكبوت.. إلا البحث عن أسهل طريقة ليخرج شحنات غضبه وكبته ولو عن طريق ضرب الأشياء لطالما ليس ضرب الناس هههه.
هناك أشياء كثيرة لم أذكرها... ولكن اختصرت والاختصار مؤلم.. لأنه لا يوفي ما في قلبي أو بمعنى آخر لا يشرح الوضع الحقيقي بالتفصيل... أريد نصيحتكم.. أعرف أني أحتاج لطبيب أو طبيبة نفسية.. لكني لا أريد.. فقط لا أريد.. [الرجاء ثم الرجاء عدم النشر لأن الموضوع صريح وحساس ولا أريد أن يعرفني أحد.. الرجاء احترام طلبي.. أو حذف موضوعي وإذا نشر فحسبي الله ونعم الوكيل-سامحوني على الدعوة ولكن هذا طلبي لأني سوف أعرف.. فإذا أردتم أن تردوا علي أتمنى أن يكون بالإيميل أو احذفوا موضوعي ودمتم لنا، ومبارك عليكم الشهر الكريم مقدما، رمضان كريم ملاحظه:هل لي بإيميل الأستاذة إيناس مشعل والدكتور وائل أبو هندي ؟
21/10/2003
رد المستشار
الأخت السائلة العزيزة، أهلا وسهلا بك وشكرًا على ثقتك في صفحتنا استشارات مجانين، عندما يصرخ الإنسان "آه" فمعنى هذا أن به ألما، ليس بالضرورة ألم الجسد ولكنه قد يكون ألم النفس ونحن لا نملك إلا أن نصدق قائل هذه الآه، نحن نتألم بأسباب ولأسباب لذا فإن الإحساس بالألم يتباين من إنسان لإنسان، هناك من يتعذب بآلامه، وهناك من يتلذذ بها وما يؤلمني قد لا يؤلم غيري لذا فنحن لا نستطيع أن نشعر بآلام الآخرين، كل ما نملكه هو أن نهون عليهم آلامهم ونعاونهم عليها... ولكن من منا بلا ألم؟؟!!!
وكما أننا نتألم بسبب فنحن نتألم لسبب هذه الآه التي نصرخ بها، وقد نعني بها العون, النجدة, الاهتمام, الحب, المشاركة هذه الاحتياجات نطلقها مع صرخة واحدة ومع نطقنا بهذه الآه نكون قد نطقنا بكل ذلك.
هناك أسباب كثيرة سببت لك آلاما عميقة بصدق، فما مررت به كان مؤلما، وإن كنت أفضل لو كنت ذكرت لنا كم كان عمرك عندما كان يفعل أخيك بك أنت وإخوتك ذلك ربما كان طفلا وفي هذه الحالة قد يكون ما فعله نوعا من أنواع اللعب الطفولي كما نسميه في علم النفس يكون بدافع الفضول لاكتشاف الصفات التشريحية الأخرى للجنس الآخر أو ربما كان مراهقا أو شابا ولكنه وبلا شك ما فعله ترك أبعد الآثار السيئة في نفسك ونفس إخوتك، وعزز من عمق التأثير والألم موقف والديك السلبي أو هكذا شعرت ربما يكون هناك جانب آخر خفي لم تعلميه ولكن ما حدث حدث وجرت الأيام وأصبح هذا الأخ شيئا آخر،
فقد أصبح إنسانا ملتزما وطيبَ القلب فلم يترك لك مجالا لكرهه على ما فعله بك ولكنك لا تستطيعين منع إحساسك الخانق تجاهه فوّلد لديك ذلك نوع من الصراع وعندما أصيب في الحادث كنت أكثر من بكاه إحساسا بالذنب من جانبك وكأنك أنت السبب في إصابته..
تحسين بالذنب لكرهك له لأنه لا يستحق لأنه أصبح شخصا لطيفا طيبا، وشعرت بأن كرهك "ربما اللا شعوري" هو السبب وراء إصابته ربما تكون هذه الكلمة ثقيلة عليك فمن الصعب على الإنسان أن يكره وأول شيء يدمره الكره هو القلب الذي يحمله لذا سوف أستبدلها بحنقك عليه.
نضيف إلى قائمة الأسباب هو فشلك الدراسي والفشل تجربة مريرة آثارها سيئة على أي إنسان وأحب أن أوضح أن فشلك هذا أنت المسؤولة عنه وأنت من سببته فأنت يا عزيزتي تتفننين في صنع آلامك ولكنك تتلذذين بها؟؟؟!! من المريض أنت أم أختك إن كان لها عذرها في تأجيل الدراسة فما عذرك أنت؟
وبدلا من أن تشجعيها على مواصله الدراسة والنجاح جلست تتألمين لآلامها وجلست تبكين حالك وتعيشين أسيرة لآلامك وجعلتها هي كل اهتمام لك في الحياة لو كل إنسان فعل مثلك وجعل آلامه تتسيد عليه كما في حالتك فلن نرى غير أناس متشحين بالسواد، وعيون دامعة فكلنا نتألم وكلنا يحمل بين جنباته آلام هي في نظره أعظم آلام البشر ولكن طريقة تعاملنا مع آلامنا تختلف من شخص لآخر.
نضيف لقائمة الأسباب التي صنعتها بنفسك عدم زواجك بعد وعدم تعرفك على شاب ثم أي شاب هذا الذي يمكن أن تتعرفي عليه وتبادلينه حبا بحب في بلدك!! وأنت أدرى الناس بها أم أنك فقط تريدين أن تتألمي لأي شيء حتى وإن كان خارجا عن إرادتك، نحن جميعا محكومون بنظام وقانون اجتماعي لو خالفناه أصبحنا مذنبين وعقوبتنا هي الذم والتقريع واللوم من الآخرين نحن لا نصنع هذا القانون الاجتماعي كل ما علينا هو أن نسلم بهذا القانون الاجتماعي ونتقبله إن الفرصة في بلدك ضعيفة لكي يكون لك تجربة عاطفية وكونك لم تتزوجي بعد شيء ليس بيديك أو ربما على الأقل جزء كبير منه ولعلك الآن تتساءلين ما هو الجزء الذي بيديك؟
ما بيديك هو أن تتركي الفرصة للجانب الآخر من شخصيتك أن يظهر للناس أخرجي مشاعرك الجميلة استبدلي الحزن بالسعادة والكآبة المرسومة على وجهك بالابتسام إني أكاد أتخيل من كلامك هيئتك إن البشاشة والابتسام هما مفتاح القلوب المغلقة فمن يرغب في أن يشاركه حياته شخص كئيب؟ ولتنظري لما فعلته بنفسك ونتيجة تسخير طاقاتك وتسخيرك لكل خلية من خلاياك لآلامك وأحزانك فقد ظهرت النتيجة في قولك "إذا تزوج أحد من إخوتي الأصغر مني سوف أبكي وتتوقف نبضات قلبي من حزني" نهايةً بقولك حسبي الله ونعم الوكيل فيكم إن نشرتم رسالتي.
لقد جعلت منك شخصا حاقدا أنانيا لا يهمك إلا نفسك وأصبح كل تفكيرك منصبًا على ذاتك لقد أردت من كلامي هذا أن أواجهك بنفسك التي أصبحت عليها وأن أضع مرآة أمام عينيك تنظرين منها على ما بداخلك، وكما أحملك جزءًا مما أنت فيه الآن فإن الجزء الأكبر يقع على عاتق الجو الأسري غير السوي الذي نشأت فيه، أنت لم تقولي لنا كل ظروفك ولكن هذا ما شعرت به والآن ماذا تفعلين؟
بدايةً، لماذا قلت أننا سوف نضحك من فكرة شرائك لأدوات الملاكمة بالعكس إني أراها فكرة جيدة ولا بأس بها فأنت بحاجة لتفريغ ما بداخلك من عدوانية.
وثانيا، عودي لدراستك استذكري دروسك واجتهدي والنجاح كفيل بأن يغير مما أنت فيه الآن وشجعي أختك على مواصله الدراسة وعندما تري نتيجة وثمرة مساعدتك لأختك سوف يكون له تأثير شديد الأهمية.
وثالثا، اجعلي لك صديقة تشاركك مشاعرك وأفكارك ولا تجعلي كل همك هو الزواج ومسابقة إخوتك عليه اسمي بنفسك بتفضيل الآخرين عليك تمني السعادة والراحة لهم قبل أن تتمنيها لنفسك.
رابعا، أريدك أن تتعالي على جروحك وآلامك جربي أن تتسامي عليها بمسامحتك لها ومسامحة كل من كان سبب لها سامحي أخاك والتمسي له عذرا لما فعله قد يكون طيشه أو مراهقته ربما يكون هو نفسه يلوم نفسه ويستغفر الله له فاغفري له أنت واعذريه بطيبة قلبه وخفة روحه اعذري والديك وخذي عهدا على نفسك أن لا تفعلي مثلهم مع أولادك حاولي أن ترحمي آلامك واتركيها ترحل في هدوء وتبقى نقطة هامة وهي أن تقوي ارتباطك بالله الجئي له فهو خير معين توجهي له بقلب صاف ونية صادقه بهدف التخلص من كل ما يشوبك ويؤلمك اعلمي أن الله موجود أي أن الرحمة موجودة والطمائنينة موجودة.
أنت بحاجه لتقوية رباطك بالله عز وجل ومن طلب عون الله أعانه ومن طلب السكينة أعطاه إياها أتمنى أن تستوعبي كلامي جيدا وحاولي أن تنظري لنفسك ولحالك ولمستقبلك من زاوية أخرى أتمنى أن أسمع منك دائما وبخصوص البريد الالكتروني يمكنك مراسلتنا على عنوان الموقع وثقي أن صوتك سوف يصل لنا.
* ويضيف الدكتور وائل أبو هندي: الأخت العزيزة أهلا وسهلا بك، الحقيقة أن الأخت الزميلة أ.إيناس مشعل، قد أحاطت في ردها عليك بكل جوانب مشكلتك التي تشعرين بها ضخمةً ومتعذرة الحل بسبب اكتئابك وفكرتك المشوهة عن نفسك، لكنها تركت لنا قرار النشر من عدمه، وحقيقةً لم نستطع مقاومة أسلوبك الرائع، وفي ضوء ما رأيناه في مشكلتك من أنها مشكلة عادية عرضنا على صفحتنا ما أكثر صراحةً وحساسيةً منها بمراحل ومراحل.
في ضوء ذلك كله قـررنا عرض الأسلوب الأدبي الرائع الذي استخدمته مع تجهيل البيانات تماما حتى لا يعرفك أحد، رغم أننا متأكدين أصلا من أن خوفك لا مبرر له، ولكننا حاولنا أن نتقي دعوتك علينا مقدما، ولنا الله يحاسبنا على نوايانا وأهلا وسهلا بك دائما.