السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
كنت قد أرسلت لكم من حوالي أسبوعين مشكلة بعنوان "غير قادر على اختيار شريك الحياة" وكنت أتصفح موقعكم يوميا لأرى الرد، ولكن لم أكن أجده، في مشكلتي: كنت قد تحدثت عن عدم قدرتي على اختيار شريك الحياة من خلال الطريقة التقليدية المعروفة باسم الصالونات، وتحدثت عن مجموعة مخاوف من ضمنها أن يؤثر الارتباط على مساري المهني، والذي أمر فيه بصعوبات قد تنتهي خلال عام، وكنت قد تحدثت أني أبحث عن زوجة لوجود فراغ عاطفي كبير في حياتي، ورغبتي أن يكون هناك من يملأ حياتي بالمشاركة ويسد احتياجاتي النفسية والجسدية، وتساءلت إليكم هل هذا سبب كافي؟ أن يشعر الإنسان بالوحدة ويرغب فيمن يشاركها همه وفرحه، مع العلم بوجود الشقة والإمكانات المادية؟
أم أن الأمر لا يعدو أن يكون هربا من الحياة ومسؤولياتي تجاه عملي وتجاه نفسي؟ لا أعرف لماذا لدي اعتقاد أن الحب حالة من الضعف لا يصح للرجل أن يمر بها إلا و هو 100 100، ولكن أجده احتياجا مهما لكل إنسان سواء كان محققا لذاته كما يريد أم لا.
والآن أود متابعة المشكلة من خلال تجربة مررت بها الفترة الماضية: في الفترة السابقة تعرضت لتجربة من الزواج التقليدي، حيث التقيت بفتاة في حضور والدها، وبتوصية من أحد أصدقائي، في البداية لم يعجبني شكل الفتاة، رغم جمالها، ولكن أقصد أنه لم يكن الجمال الذي يجذبني أنا شخصيا، حيث أني أفضل الجمال الهادئ، ولكن ومع بدء الحديث معها وجدت أرضية مشتركة من الاستلطاف، أو بمعنى أصح المغازلة.
ومدى من التفهم لطموحات كلا منا، وفيها سمة من الود والحنان في التعامل والتلقائية كذلك، وعندما تحدث صديقي معي وسألني، قلت له أن شكلها مقبول بالنسبة لي ولكن شخصيتها تضيف كثيرا عليها، ولكني أشعر أني كنت أبحث عن انطباعات متلهفة، خصوصا ومع طول فترة العزوبية وعدم وجود دوائر اجتماعية للاحتكاك بالطرف الآخر، فبعد المقابلة قمت بتقييم الأمر، ووجدت أن الفتاة ليس لها اهتمامات مشتركة معي، سواء من حيث نوعية الخروجات، أو الاهتمامات الفنية من أي نوع، أو قراءات خارج سياق الدراسة والدين، كما لاحظت أن والدها متحكم لحد ما على نوعية احتكاك البنت بالعالم الخارجي، مع أهمية الإشارة لحبه الواضح لها.
أنا متفهم لأهمية ذلك في الزمن الحاضر، ولكن كنت أتمنى أن أكون مرتبطا بفتاة محتكة أكثر بالعالم، أو بمعنى آخر أن تكون هناك أرضية اهتمامات مشتركة من أي نوع وليس مجرد استلطاف المشكلة ليس في تلك الانطباعات أو تلك، وإنما في التسارع الزمني لعملية التعارف، حيث في المقابلة الثانية وكانت بهدف التعارف أيضا وكانت بصحبة والدي، لم أتحدث مع الفتاة سوى ربع ساعة من أصل ساعتين، حيث لم تجلس الفتاة معنا كثيرا الآن وجدت نفسي في وضع لاتخاذ قرار مصيري تجاه فتاة لا أعرف عنها الكثير، عندي تجاهها مجموعة من الانطباعات الإيجابية والشكوك السلبية، ووجدت أن طلب مقابلة ثالثة لن يضيف كثيرا، حيث شعرت أن الفتاة قد كونت انطباعا إيجابيا والمطلوب مني المثل،
فلم تكن تسألني كثيرا عن عملي أو عن أهدافي في المستقبل، وكان الحوار في أمور الحياة اليومية، وكنت أحاول نكشها في أمور الحياة الطويلة المدى ولكن كان الجواب على قد السؤال.. فشعرت أني في حالة سباق مع الزمن لتكوين ذات الانطباعات، وشعرت أني قد أكسر قلبها لو طلبت مقابلة ثالثة وهي في هذه الحالة، حيث لن تأخذها على أننا نفهم بعض ولكن ربما لكي نأخذ على بعض، فشعرت بعدم جدوى المقابلة الثالثة،
وأنها لن تضيف لي معلومات جديدة، ولكن مزيد من انطباعات الاستلطاف. ولا أستطيع أن أبني قرارا مصيريا على انطباعات الاستلطاف بدون وجود أرضية تفاهم ذهني واضحة. ووجدت كذلك أنه من الصعب على نفسيتي تماما أن أطلب مقابلة لقراءة الفاتحة والاتفاق على الشبكة في ظل مقابلتين، كنت أشعر أن الفرحة ستكون مصطنعة، ممكن أكون غير نافر من البنت، ولكن مستوى القبول أو الانجذاب غير واضح في ظل مقابلة تمت في حضور والدها على ذات الطاولة،
وربع ساعة حديث في حضور الأهل، ووجدت نفسي مطلوب مني الارتباط بشخص لا أكن له مشاعر، وإن لم أكن نافرا منه، ولكني مش حاسس بالموضوع، أو مش فاهم البنت لسه، لا أعرف لماذا لا يتبع أهل الفتيات نظام من المقابلات المتتابعة أكثر عددا، خمسة أو ستة قبل المطالبة باتخاذ القرار، يتحادث فيه الشاب والفتاة بمفردهما، يعني هو هايعلمها إيه وهما قاعدين في كافتريا النادي ووالدها في صالون النادي!!!!
طب ما الواحد لما يأخذ واحدة مش فاهمها وبعد شهر أو اثنين يكون عايز يفسخ الخطوبة لأنها -ببساطة- ليس الحب الذي يتمناه، ساعتها يكون موقف رخم تماما، ويتم اتهام الرجل عادة بأنه يلعب ببنات الناس، على عكس لما تكون البنت تريد أن تفسخ الخطوبة لذات السبب، فلا أحد يلومها وممكن كمان يعيبوا على الرجل ومن الآخر "طز فيه" ، فهو -في نظرهم- لا يطول ظفرها.
فعلا مجتمع "حرمجي" وليس ذكوري كما يدعي كثيرون. ولذلك وفي ظل عدم وجود حيثيات القرارين السابقين قررت عدم الإكمال، هل أنا مصيب أم مخطئ.. لأني أحيان أشعر أني كان ممكن أكمل، ولكن عندما أفكر هكذا أجد نفسي أفكر في مجموعة شكوك عدم التوافق، ومش فرحان وحاسس عادي،
وعندما أفكر في عدم الإكمال أفكر في الانطباعات الإيجابية.. لكن ما أستطيع إضافته أنه رغم عدم نفوري منها، ولكن شكل الحب اللي كان من الممكن أن أشعر به تجاهها لن يكون نفس الشكل الذي كنت أحلم به، وده كان سيتطلب تغييرا في شخصيتي. ولا أستطيع أن أجزم بذلك، ولكن كان صعب عليا أن أدخل موضوع وأشتري دبلة وشبكة وأنا من الداخل خمسين في المائة أكمل وخمسين في المائة لا.
ما توصلت إليه أن زواج الصالونات قد يكون مناسبا لكثيرين ولكن أعتقد أنه ليس مناسبا لي وإن مشيت فيه مرة أخرى لا أدخل فيه إلا بمستوى إعجاب وانجذاب عالي على المستوى الجسدي والنفسي والذهني، وليس مجرد عدم نفور، أو قبول، يعني مادام كده كده لن أعرف الفتاة المعرفة الكافية إذا فلا داعي لمساومة نفسي فيما أريده بالضبط وكذلك ألا أتضايق كثيرا لعدم ارتباطي حتى الآن، فسعادة الارتباط نابعة من طبيعة الشخص الذي أرتبط به،
وأني لن أسعد كثيرا لو أرتبط بإنسانة لا أحبها، وليست الحلم الذي أبحث عنه، فمادام تلك الإنسانة غير موجودة فلا بأس ولا حزن. فالسعادة لها منافذ عدة غير الارتباط، من خلال تحقيق الذات مهنيا وماديا، ومحاولة التقرب لله أكثر، وممكن التفكير ده يجعلني أدخل المواضيع المقبلة بصورة أكثر عقلانية، وهدوءا وبصورة لا أكون فيها باحثا عن انطباعات إيجابية متلهفة، ولكن أفهم فيها الشخص قدر الإمكان.
أو: أن أغير طريقة تفكيري في الزواج، وأن أكون متقبلا للتسارع الزمني، ولفكرة الارتباط بفتاة لا أعرفها وأحاول فهمها والتأقلم عليها.. هل أنا مصيب فيما توصلت إليه؟ أو فيما قررته؟ أحد زملائي كنت أحدثه بصورة عامة عن موضوع الزواج، فقال لي أن الأمر لا يخضع لمنطق عام، ولكن أنت نفسك مصدر هذا المنطق، والذي قد لا يتبناه كثيرون، ففي النهاية ما تشعر به هو ما تريده،... ولكن أحيانا أفقد الثقة فيما أشعر به وأشعر بالحيرة.
أرجو أن تكون الإجابة من أحد الدكاترة المصريين لفهمهم طبيعة المواقف التي شرحتها وطبيعة مجتمعنا، وأن تكون على قدر خصوصية التجربة التي شرحتها وما قدمته عن نفسي، وليس بصورة تعميمية. وأشكركم لإعطاء مشكلتي حيزا من وقتكم الثمين، وجزاكم الله كل خير.
25/05/2007
رد المستشار
ولدي؛
ليتني أعرف من الذي أطلق على الزواج الطبيعي زواج الصالونات حتى أقتلع لسانه من فمه وأعلقه عندي في الصالون.... فهذه التسمية جعلت الشباب والبنات تتصور أنه زواج على نظام الجدات المصري القديم... يا دوب يراها ثم مطلوب منه أن يتزوجها فورا حتى لو كانت نظارته مدغششة يوميها ولم يتحقق من ملامحها..
إن زواج الصالونات الذي تتحدث عنه هو الأقرب للطبيعة والأوقع للنجاح، هذا إذا كان من يريدون رضا المولى ويحاولوا اتباع شرعه.. أما غير هؤلاء فكلامي بالنسبة إليهم معقد أكتر من اللازم، ففي مجتمعنا الآن نوعان من الزواج... النوع الأول والمسمى عن حب.. وأنا لا أراه حبا ولا دياولو.. فالحب لا ينشأ إلا باحتكاك طويل مستمر.. لكن هذه هي التسمية.. حب يقابل فيه الشاب الفتاة في مكان عمل أو في الجامعة أو في النادي فتلفت نظره وليس شرطا أن يحدث ذلك من أول مرة.. بل ممكن بالعشرة والحوار والتحدث المستمر والمشاركة في أمور العمل أو الدراسة.. يشعر كلا الطرفين أنه يريد الارتباط بالآخر.... وتبدأ الخطوة الثانية: أهله وأهلها والاتفاق على المهر والشبكة والشقة والقائمة... قد يرفضه أهلها.. وقد لا يقبل أهله.. وقد تقع مشاكل بين الأسرتين.. وقد يكتشف أنها مادية أو مهملة... أو كسولة.. وقد تكتشف أنه يحكي لأمه وإخوته كل كبيرة وصغيرة ويستشيرهم.. أو أنه لا يحترم أهلها بالقدر الكافي.. ولا يشاركهم احتفالاتهم ومناسباتهم الاجتماعية... وقد.. وقد.. وقد تسير الأمور عادية ويتزوجا...
النوع الثاني المسمى زواج الصالونات... هو في الحقيقة زواج العائلات.. فحين يقوم شخص بترشيح عروسة لصديق أو قريب فمن المفترض أنه يختصر عدة نقاط هي الحصول على موافقة الأسرتين بداية والتأكد من التكافؤ الاجتماعي والمادي ثانيا.. يتبقى أهم نقطة في الزواج وهي انسجام الطرفين ....
أنت حين ترى إنسانة تحتاج إلى مرة أو مرتين بالكثير لتقرر تفسك تتعرف عليها أم هي شخصية في خانة المرفوض بالنسبة إليك؟؟؟
هذا هو المطلوب تقريره وليس الزواج. فلا أنت ولا هي تعرفون عن بعضكما أي شيء يجعلكما تتزوجان، إذن القرار الذي انتظره أهلها وخفت أنت منه هو هل تريد أن تتعرف عليها أكثر من ذلك أم إن ما رأيته يكفي لترفضها تماما؟؟؟
ما يحدث بعد ذلك هو دخول البيت وقراءة الفاتحة أو الاتفاق على مشروع تعرفكما على بعضكما البعض من أجل الزواج، وهذه مرحلة تحتاج من ثلاثة إلى ستة أشهر، وليس ذنب الدين أن الناس حين يتقدم شاب لابنتهم يعملون إعلانا في كل الجرائد ولكل الشعوب المحبة للسلام.. لأن المفروض ألا تكون هذه المرحلة معلنة إلا في أضيق الحدود تفاديا للحرج إذا لم يحدث قبول... فلا حفلة.. ولا هيصة ولا زيطة ولا شبكة حتى.. ممكن دبل.. فقط ليمتنع غيرك من التقدم إليها.. وممكن بدون.
تأخذ وقتك أن تراها في البيت مع أهلها كيف تتصرف.. كيف تفكر... هل هي عصبية.. هادئة..عاقلة.. متهورة... وهي كذلك... ثم تكون الستة أشهر كافية جدا لاتخاذ القرار وهو قرار الزواج ....
أنت تريد أن تسمح الأهل لابنتهم أن تلتقي برجل خمس أو ست مرات. ويتركوه يتحدث؟؟ لها وحده؟؟؟؟؟ وهل هذا يرضي الله؟؟
كل واحد يترشح لها.. تقابله لمدة شهرين؟؟؟؟؟ بدون أن يدخل البيت؟؟؟؟ ويلتزم أمام الأسرة أن هدفه من التعرف هو قرار الزواج.
طيب نفترض أنهم وافقوا.. وتركوك تقابلها في النادي وتتحدث إليها.. ولم تشأ أن تستمر... إلى من ستعتذر؟؟ إلى لا أحد.. فقط لن تطلب مقابلتها مرة أخرى وعليها أن تفهم.... ما هذه المهانة؟؟ هل ترضاها لابنتك.. يأخذها كل واحد لفة في النادي ثم يمشي؟؟؟ أرجو أن أكون أوضحت.
واقرأ من على مجانين:
حيرة الاختيار: في زواج الصالونات مشاركة مستشار
زواج الصالونات عقده في ال.... م
وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين فتابعنا بأخبارك.