عايزة اتجوز..! نفسيَّة جنسيَّة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا فتاة في الثانية والثلاثين من عمري - ملتزمة دينياً ولله الحمد - لم يأذن لي الله في الزواج حتى الآن. مشكلتي هي في احتياجاتي الجنسية الطبيعية التي لا أعرف كيف أعبر عنها أو أتصرف فيها - حاولت بشتى الطرق - وعندما التزمت أكثر بعدت كثيراً عن معظم المثيرات من حولنا - من أغاني إباحية إلى الكلام مع الأصدقاء في هذا الموضوع - إلا في بعض حالات نادرة ويكون على سبيل المزاح الذي لا يتعدى مداعبة إحدى الصديقات عند قرب زواجها بمزحة أو ما شابه.
أنا حتى لا أتفرج على محلات ملابس العرائس و"اللانجيريهات" حتى لا تثير في أي رغبة في ارتدائها وتخيل نفسي مع زوجي وفي بيتي وخلافه. أحياناً أمارس رياضة المشي ولكن بشكل غير منتظم ولا أقدر على ممارسة رياضة أخرى لإصابتي بانزلاق غضروفي حاد يمنعني من الكثير من الألعاب الرياضية والتمرينات لما تسببه لي من آلام شديدة في ظهري. هذا الأسلوب أفادني في بعض الأحيان في صرف ذهني عن التفكير في هذا الأمر ولكن ليس بشكل كافي.
ألاحظ بالطبع أن احتياجاتي هذه تتزايد قرب الدورة الشهرية وبعدها - وأنا أتفهم هذا تماماً لدراستي التي تشمل الكثير من النواحي البيولوجية. عند شعوري بهذه الرغبة الشديدة تجتاحني أشعر باختناق شديد وزهق ورغبة في عمل أي شيء حتى أخرج من هذا الإحساس - ويظهر عليا وقتها إني متضايقة ومخنوقة ومش طايقة حد يكلمني - وطبعاً من حولي ليس فيهم فاهم ولا مقدر - واللي فاهمين عاملين نفسهم مش واخدين بالهم ويقولوا مالك على طول زهقانة ولا تتكلمي ليه؟؟؟ مع إني والله شخصية اجتماعية وحبوبة جداً في وسط أهلي وأصدقائي - هي بس الخنقة اللي تحصل لي تلك. حقيقي أنا مش عارفة أعمل إيه؟؟
المشكلة كمان قلة الزواج - وإحنا في مجتمع البنت لسه ليس لها حول ولا قوة إلا في انتقاء المناسب ممن يتقدمون لها. ومن يتقدموا لي الآن غير مناسبين - لمجرد وصولي إلى هذا السن بدون زواج - صار من المفروض عليا أن اقبل بمن هو أكبر مني بالعديد والعديد من السنوات ومن يتقدمون لي الآن تصل أعمارهم أحياناً إلى 48 سنة.
أرجو الإفادة؟ أعمل إيه؟؟؟ - ونعمل إيه كمان في قلة الزواج اللي خنقت الكل؟؟
جزاكم الله خيراً
27/07/2007
رد المستشار
الأخت الكيميائية العزيزة أهلا ومرحبا بك على مجانين.
لقد أثرت أيتها الأخت الفاضلة حديثا ذا شجون، وأظن أن معظم المجتمعات العربية تعاني من نفس المشكلة، ولا أقول المجتمعات الفقيرة ماديا فقط مثل المجتمع المصري، ولكن المجتمعات الغنية ماديا أيضا مثل المجتمعات الخليجية أيضا، وأهم الأسباب في نظري هو مبالغات أهالي العروسين في المطالب الوهمية المختلفة، والتي هي بعيدة كل البعد عن الكتاب والسنة!!، فالعروس تريد "أمام الناس"، وهاتان الكلمتان "أمام الناس" هما أصل كل الموبقات والمشاكل، مهرا كبيرا، وجهازا عظيما، وفرحا لم يكن "لقطر الندى" ابنة الخليفة الطولوني في مصر!!، كما تريد عريسا شابا في مقتبل العمر وسيما ذا خلق ودين بصحته وشبابه ومقتدر ماديا، والعريس في المقابل يريد عروسا آية في الجمال، مطيعة ومهذبة ومتدينة وماهرة في التدبير المنزلي، وهذا هو زواج الأحلام الذي قليلا ما يتحقق على أرض الواقع!، لأن الشاب والشابة يتخرجان من الجامعة في معظم الأحوال وهما على الكفاف، وأمامهما مشوارا طويلا صعبا كي يحققا بعضا من أمالهما فقط ولا أقول كلها!، يكفي مشكلة السكن في شقة مستقلة، والتي هي العدو اللدود لمعظم الشبان والشابات على السواء، أضيفي لذلك عوامل الإثارة الم، إلى انحلال وبُعد عن تعاليم العقائد والأديان، والشباب من الجنسين في مرحلة فوران وطاقة، وبحاجة إلى تنفيس مستمر وفي الحلال وإلا وقع السقف وانهار بناء المجتمع كله، وهذا ما نراه، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
والآن ما هي الحلول لتلك المشاكل الصعبة:
الشبان والفتيات الجامعيات الآن في كثير من الأحيان ينتهجن طريق الزواج العرفي، وأسميه "الزنا العرفي" بالنسبة لهم، وهو أيضا دعارة مقننة، لأن الفتى يطلق الفتاة مثلا في نفس الرحلة الجامعية التي تم فيها الزواج العرفي وتقوم هي بالزواج من آخر والعياذ بالله، قبل أن تستبريء لرحمها من أي حمل من الزوج الأول – والذي لا يصح أن نسميه زواجا – وكذلك يقوم هو بالزواج من أخرى، وهذا هو العبث والانهيار بعينه!.
البعض من الفتيان والفتيات ينتظرن الانتهاء من الدراسة الجامعية للزواج في حجرة ببيت أسرة الفتى أو في بيت أسرة الفتاة، إلى أن يفرج الله أزمة الإسكان من عنده!، وهو حل لا بأس به لمن خشي العنت.
البعض يسافر خارج البلاد بعد الزواج – إن استطاع، وليس هذا بالأمر اليسير - أو يذهبا للسكن في أماكن نائية بنفس البلد كي يجدا سكنا ومأوى.
البعض يحضر لابنته - قبل ابنه - سكنا قبل التخرج من الجامعة ليتيسر لابنته الزواج ممن تحب، ولكن لا يستطيع كل الآباء فعل ذلك!.
قد تتنازل العروس رغم جمالها عن شرط صغر عمر زوجها أو كونه أرملا أو مطلقا في سبيل الستر، بشرط أن يكون رجلا ذا خلق ودين، كما هو الوضع في حالتك يا أختي العزيزة، فلا ندري أين الخير؟!، قد يكون العريس في مقتبل عمره ووسيما ومن عائلة ولكنه سيء الخلق لا تُطاق عشرته، ولو وضع عليه أهله مالا وعسلاً!ّ، والعكس صحيح أيضاً.
نأتي لنقطة هامة أخرى، وهي أن البنات الآن يربين هذه الأيام على التفوق الدراسي فقط والحصول على مجاميع عالية في الثانوية العامة لدخول جامعة محترمة وكفى، أما المهارات المنزلية من طبخ وتنظيف وغسيل وتربية أطفال وتدبير منزلي فهي لا تدري عن ذلك شيئا!، ثم تصطدم العروس الجامعية بعد الزواج بكل هذه المشاكل، وتتصور أن كرامتها وتأكيد ذاتها في ألا تقوم بعمل شيء من واجباتها المنزلية!، فهي تعمل وزوجها يعمل وتساوت الرؤوس، وكل كلمة عتاب من زوجها ترد عليها بعشرة!، بحجة كرامتها، ولا مانع إن امتدت يده دون أذى وهو غضبان من تصرفاتها أن تكسر رأسه بحديد منشر الغسيل!، وبالطبع تنتهي هذه الزيجة بالطلاق ولو كان الزوجان من أبناء المليونيرات!.
أختي الفاضلة
لو تقدم إليك من هو أكبر منك بما لا يتجاوز الخمسة عشر عاما وبصحة جيدة وعلى خلق ودين، والأخيرين هما أهم مواصفات الزوج الصالح، فاقبلي به، ولا تضعي لنفسك فارس أحلام في الأوهام لأن العنوسة مُرة، والأمر منها ألا تسعدي بالإنجاب، وسوق الزواج كاسد تماما في تلك الأيام الصعبة، وحتى يتيسر لك ما تحلمين به عليك بمداومة صيام النوافل كالاثنين والخميس، وثلاثة أيام من منتصف كل شهر، وصلاة الفرائض والنوافل وقراءة القرآن والدعاء المستمر ليل نهار بما ترغبين فيه من خير، مع تجديد التوبة والاستغفار يومياً، وذلك كله يؤدي إلى تقوى الله وتجنب المثيرات من فيديو كليب وغناء خليع وقنوات فضائية إباحية وكذلك المواقع المشبوهة على الإنترنت وغيرهم مما يصرف العباد عن طاعة الله عز وجل.
في النهاية أدعو لك بكل خير وأن يحقق الله لك ما يسعدك في الدنيا والآخرة، وتابعينا بأخبارك.