وحدة واكتئاب ورهاب الموت
R03;الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف خلق الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أود أن أفتح قلبي لأسره الموقع وأود أن أتحدث إليكم وكأنما أحدث نفسي وأرجو منكم النظر والاهتمام بمشكلتي ولكم الأجر والثواب من الله عز وجل. في البداية أنا يتيم الأب والأم, توفيت أمي وأنا في عمر اقل من سنتين وتوفى أبى وأنا في الخامسة من عمري. تزوجت أختي الكبرى وسافرت للسعودية مع زوجها بعد وفاة أبى وبقيت معي أختي الأخرى وأخي. تزوجت أختي الثانية وأخذتني للعيش معها. عشت معها 10 سنوات وأكرمتني هي وزوجها الذي احمل له جميلا في عنقي مدى الحياة لأنه كفلني ورضي أن أعيش معهم.. وفجأة توفت أختي التي عشت معها وأنا عندي 16 سنه. توفت فجأة دون أي مرض، رحمها الله ورحم أبي وأمي وأسكنهم فسيح جناته.
وسافر أخي للعمل بالسعودية هو الآخر وبقيت هنا وحيدا في مصر، حاولت التأقلم على العيش بمفردي وقد كان، أحببت فتاه لمده 5 سنوات وكانت العلاقة بيننا قويه وظننت أنها هي التي تخفف من آلامي وفجأة دون أي مقدمات رأيتها في سيارة مع شاب آخر، وعلمت بعدها انه خطيبها وأنها مخطوبة منذ سنتين.. مع العلم أن علاقتي بها وهي مخطوبة تكاد تكون أفضل من الفترة قبل خطوبتها ولكنها اخفت علي أمر خطوبتها وظلت تخدعني وتخونني حتى رأيتها بعيني.
اعتقد أنها اكبر صدمه في حياتي. لقد صدمت أكثر مما صدمت في وفاة أختي التي ربتني، وذلك لأني كنت أحبها بشده وكنت مخلص لها لدرجه أني كنت أعاملها كأنها زوجتي، بعد ذلك بعدت عنها وقررت الالتزام. وفجأة بدأت أعراض الصدمة من وجهة نظري.. بدأت اشعر بدنو أجلى وبدأت أخاف وارهب الموت بطريقه مخيفه. وأشعر بضيق في النفس وآلام في الصدر وخوف جنوني من الموت وأفكر كثير في الموت أظن أنني أفكر في الموت مع كل نفس آخذه.
ذهبت لجميع الأطباء المتخصصين في الصدر والباطنية وقالوا لي أن الحمد لله ما فيش أي حاجه. ولكن أصابني اضطراب حميد في نبضات القلب. ذهبت إلى الطبيب النفسي وأعطاني Seroxat وأخذت علبه منه حتى تحسن موضوع نوبات الفزع والخوف الشديد من الموت إلى حد ما ولكن عندما انتهيت العلبة بدأت الأعراض تظهر من جديد. ومنذ حوالي شهرين بدأت في اخذ Cipralex وفى بداية الأمر حسن حالتي بعض الشيء، ولكن مع ذكر الموت أو وفاة أي شخص وخصوصا وفاه اللاعبين بالملاعب والموت الفجائي, يقشعر بدني وأخاف وافزع وأحس أن دوري قادم.
أنا ملتزم والحمد لله والفضل له وأنا عندي الآن 21 سنه. ولكن أنا اعلم أنها حاله نفسيه ولكن لا أقدر أسيطر على نفسي. ذهبت قريبا إلى طبيب نفساني آخر وحكيت له وقال لي أن Cipralex للاكتئاب وأنت الاكتئاب عندك قليل وليس بالمرض الأساسي وكتب لي على ثلاثة أنواع من الأدوية Faverin + Apexidone + Akineton وقال لي أبطل Cipralex وابدأ في اخذ الأدوية اللي كتبها وأنا اخذ الدواء منذ أسبوع ولكن أحس بدوخة وعدم تركيز بعد اخذ الدواء وأعتقد أنه لا يأتي بالنتيجة المرغوبة. الحمد لله على كل حال. الوحدة تقتلني أحس وكأني ليس لي أي فائدة في الحياة وليس لي أي نفس لعمل أي شيء. ابتعدت عن كل أصدقائي وصرت أكثر وحده وأتمنى من الله عز وجل أن يكون ونيساً لي في وحدتي
أرجو النظر في مشكلتي
وجزاكم الله خيرا.
15/09/2007
رد المستشار
ابني العزيز؛
تحية طيبة وأهلا ومرحبا بك على مجانين، لقد شخصت حالتك بنفسك فقلت: "بدأت اشعر بدنو أجلى وبدأت أخاف وارهب الموت بطريقه مخيف. واشعر بضيق في النفس وآلام في الصدر وخوف جنوني من الموت وأفكر كثيرا في الموت أظن أنني أفكر في الموت مع كل نفس آخذه وقولك: ولكن مع ذكر الموت أو وفاه أي شخص وخصوصا وفاه اللاعبين بالملاعب والموت الفجائي, يقشعر بدني وأخاف وأفزع وأحس أن دوري قادم. أنا ملتزم والحمد لله والفضل له وأنا عندي الآن 21 سنه"، أي أن أهم ما تعاني منه هو "رهاب الموت"، وذلك متوقع في حالتك نظرا لتعدد حالات الوفاة في حياتك، وأنت ما تزال في طفولتك المبكرة؛ بداية من الأم إلى الأب، ثم سفر أختك بعد زواجها إلى السعودية، وحتى أختك التي ربتك توفت وهي في ريعان الشباب.
إن هذا الخوف المستمر من الموت جعلك تشعر بالاكتئاب؛ وهذا واضح أيضا في رسالتك، كما في قولك: "الوحدة تقتلني أحس وكأني ليس لي أي فائدة في الحياة وليس لي أي نفس لعمل أي شيء ابتعدت عن كل أصدقائي وصرت أكثر وحدة"، وكان موضوع الخطيبة "المحيرة" تلك هو القشة التي قصمت ظهر البعير، وأخشى أن علاقتها بك كانت من ناحيتها مجرد علاقة أخوة، وإلا فكيف تكون هي مخطوبة لآخر لمدة سنتين وأنت لا تدري؟!، وخطيبها الآخر لا يدري أو يدري وصامت، والحال على هواه؟! بصراحة يصعب عليَّ تصور أن تكون فتاة مخطوبة لشخصين في وقت واحد، وإن كان في مصر كل شيء محتمل!!!،
المهم أحمد الله كثيرا أنك اكتشفت أنها على علاقة بآخر قبل أن تتزوج منها، وإلا لكانت الخسارة فادحة، وكما قيل الخسارة القريبة أفضل من الخسارة البعيدة الكبيرة، ولكن عليك حسن الاختيار والتدقيق في المرة القادمة حتى تظفر بزوجة صالحة، وأنا متأكد أنك ستجد فيمن حولك من الصالحات ما يناسبك كزوجة فاضلة في المستقبل، ويمكنك أن تستعين بخالتك أو عمتك أو أختك في اختيار من يؤنس وحدتك، واستحضر في نفسك نية طلب العفاف والإحصان ونية تكوين بيت مسلم صالح، وعلى الله التوفيق والسداد.
بالنسبة للأدوية النفسية التي ذكرتها أجد أن أي عقار من عقارات الماسا: Cipralex أو Faverin أو Seroxat أو Prozac أو Lustral مناسب جدا لحالتك ولكن المهم هو مدة العلاج، مع استخدام الجرعة المعتادة فتلك الأدوية لن تظهر لها نتيجة إيجابية في علاج رهاب الموت الذي تعاني منه، وكذلك الاكتئاب قبل شهرين تامين من العلاج، وعليك رغم تحسنك أن تستمر على الدواء لمدة عام على الأقل حتى لا تنتكس حالتك، ولا داعي في مراحل العلاج الأولى لاستخدام ، Apexidone + Akineton والشفاء من الله، ويتحسن "رهاب الموت" كثيرا مع حسن الاعتقاد في الله، وفعل الخيرات وترك المنكرات والاستمساك بحبل الله المتين، وطريقه القويم المستقيم، والدعاء الصالح من أهل الخير والصلاح، والدعاء من نفسك لنفسك، ونسمي هذا بالعلاج الديني أو الروحي.
أخي الفاضل
أتمنى شفاءك العاجل من الرهاب والاكتئاب، وأن يرزقك الله تعالى الزوجة الصالحة التي تقر بها عينك، وتملأ عليك حياتك، وتؤنس وحدتك، وتابعنا بأخبارك.