حواراتٌٌ في الخيال (فمازا) أفعل؟

رد المستشار

"حواراتٌٌ في الخيال" الابنة العزيزة هذا بالضبط ما ألح على خاطري وأنا أقرأ السطور الأخيرة في مشكلتك فأنت فعلا لا رومانسية فقط وإنما تعيشين في الخيال!، الرومانسية الحقيقية يا ميسان تسبغ جمالا على الواقع فتجعله أجمل مما هو... أما الرومانسية الخيالية فهي التي تنعزل بصاحبتها بعيدا عن الواقع ثم تبني قصورا في الخيال وتعيش صراعات في الخيال وتنشغل بها حتى تتدهور حالتها في الحياة الواقعية.

مهم جدا أن تعرفي أن الحب الناجح يجب أن يكون فيه العناصر الأربعة الآتية مجتمعة وكلها وبالتبادل بين الطرفين، ويكون فيها نمو مستمر وإلا سميناه شيئا آخر غير الحب، وهذه العناصر هي: المعرفة، الاهتمام، الاحترام، المسئولية فلكي يحبك يجب أن يعرف من أنت حقيقة، وما هي مشاعرك تجاهه، ولكي يحبك لا بد من أن يكون مهتما بك وبمشاعرك وبرغباتك وأحلامك ومهتما بأن يعرف ما هي هذه الأشياء، ولكي يحبك يجب أن يحترمك خصوصا عند الاختلاف في الرأي. ولكي يحبك يجب أن يكون مسئولا تجاهك وليس عنك.. مسئولا تجاهك بأن يقول لك ما هو صادق وما يدور بداخله وأن يلتزم بما يعد به.

طبعا لا علاقة -في موضوعك أنت- للطرف الآخر بالأمر، لأن حضرتك كنت تحبين على نفسك وهو غير مسئول عن الموضوع برمته، وأرجو أن لا يفهم من قولي هذا أنك كان يجب أن تلوحي له بحبك فهذه كانت ستعد خيبة كبيرة لو فعلت -والحمد لله أنك لم تفعلي- وإنما أقصد بنفي المسئولية عنه تنبيهك إلى مسئوليتك أنت من خلال استرسالك في حوارات الخيال.

أنت تحتاجين لبرنامج إنضاج وتكوين لتغيير مفاهيمك عن الحب والحياة والعلاقات بين الناس وهذا ما تستطيعين من خلال الانشغال به أن تتناسي ما حدث لك من تجربة حب متخيلة (فكلها كانت حوارات في الخيال) وأن تثبتي ذاتك وأن تتفوقي وتصلي لما تؤهلك له قدراتك.... وبالمناسبة أنت بحاجة إلى مدرس لغة عربية لتحسني إملاءك واعتبري ردي هذا ضربة بالعصا علك تفيقين من "حوارات الخيال".

أنا طبعا صححت كثيرا من الأخطاء اللغوية لكنني تركت الجزء الأخير بأخطائه بعد أن وضعت الأخطاء الفادحة بين قوسين لتنبيهك يا ميسان ربنا يا بنتي يهديك ويقويك وتابعينا بأخبارك.

المستشار: أ.د وائل أبو هندي