السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
في البداية أود أن أقدم شكري لموقع مجانين المتميز الذي تميز بمواضيعه المفيدة، التي استفدت منها أنا وغيري والحمد لله.. وتميز كذلك بالموجودين به من أساتذة وأطباء متميزين.. لا أريد الإطالة عليكم وسأدخل في صلب الموضوع مباشرة..
أنا إحدى الفتيات اللاتي ابتلين والحمد لله على كل حال بمرض الوسواس القهري منذ ما يقارب الست سنوات أو أكثر، وكان في أغلب الأمور كالصلاة وقراءة القرآن والنية والوضوء والطهارة وقضاء الحاجة –أكرمكم الله- والاستنجاء وتغيير الملابس والنظافة عموماً، بل لم يقتصر الموضوع على الأمور الدينية بل تعداها إلى بعض الأمور الأخرى إضافة إلى بعض الطقوس والأفعال التي تلحق بكل هذا والتي قد لا أكون مقتنعة بها أحياناً وقد أقتنع بها أحياناً أخرى، وهذا ما يزيد من تعبي لأني أرى أن ما أفعله صحيحاً وزيادة في التأكيد والنظافة!..
وقد دخلت على موقعكم منذ مدة وقرأت بعض المواضيع الخاصة بالوسواس ومن بينها برنامج العلاج الذاتي لمرضى الوسواس القهري للدكتور محمد شريف سالم، وقد حاولت أن ألتزم بذلك البرنامج الذي رغم صعوبته على أمثالي إلا أنه كان متميزاً ومتكاملاً، وأود شكر الدكتور محمد على ذلك لأنه بحق أعطى مرضى الوسواس أملاً بعد الله سبحانه وتعالى في الشفاء والتخلص من ذلك الكابوس.
قرأت كذلك مواضيع متفرقة للدكتور وائل أبو هندي جزاه الله خيراً على تلك المواضيع المفيدة، وحاولت ومازلت أحاول أن ألتزم بما يُكتب من نصائح وإرشادات لكن مازال في الأمر صعوبات كثيرة تقابلني...
أردت أن أسأل الأساتذة الكرام هل الأفضل أن أقاوم الفكرة الوسواسية التي تنتابني قبل أن تتحول إلى فعل قهري بمعنى أن أحاول إبعادها عن تفكيري؟ وكيف هي السبيل إلى ذلك إذا كان ذلك الحل الصحيح؟؟ أم أدعها دون مقاومة على إيقافها ودون اتباعها؟؟ لأني أشعر أنها ربما تزيد عندما أحاول المقاومة في إبعادها.. وكيف يكون كذلك أيضاً؟؟
ثم هناك أمرٌ أو بالأصح مشكلةٌ أخرى لم أقرأ لأحد من المرضى أن تطرق إليها.. وهي كثرة الوسواس في قضاء الحاجة –أكرمكم الله- أو بمعنى أصح الإحساس الدائم بالحاجة إلى قضاء الحاجة حتى بعد الانتهاء من قضائها مباشرة -أكرمكم الله وأعزكم-، ناهيكم عما يترتب على ذلك من الإحساس بضرورة تغيير الملابس والإحساس بالنجاسة.. بل إني لا أعرف كيف يشعر الإنسان أنه انتهى من قضاء حاجته وربما هذا أكثر أسباب طول بقائي في دورة المياه.. وعلى الرغم من تلك الأفكار التي تنتابني بعد خروجي مثل الإحساس بالنجاسة والإحساس بالحاجة لقضاء الحاجة أظل أعاني من ذلك كله ولا أدخل دورة المياه -أكرمكم الله- طيلة اليوم تقريباً بسبب الإطالة والتعب والمشقة التي تلحق بي أثناء ذلك فأفضّل البقاء دون قضاء الحاجة أطول فترة ممكنة.
أنا آسفة حقاً للإطالة والتجاوز في الشرح لكني حقاً تعبت كثيراً وعانيت ومازلت أعاني، بل والتطرق الأمر إلى أهلي وخاصة والدتي التي أشعر أنها ضاقت ذرعاً بأفعالي وتصرفاتي المبالغ فيها حتى أنني صرت أخاف من المستقبل وصرت أخاف من الزواج، حين أسمع بعريس يتقدم لي على خلاف الفتيات الأخريات اللاتي يحلمن وينتظرن تلك الحياة المستقرة.
أعرف أن غيري كثر تطرقوا إلى موضوع الوسواس وحضراتكم الكرام أجبتموهم وأنا أحاول إتباع ما تقولونه، لكن أحسست بأني أحتاج لأن أخبركم بمشكلتي التي أعاني منها وأتعبتني كثيراً لربما أحس ببعض الراحة، وكلي أمل أن أجد معكم بعد الله سبحانه وتعالى العلاج الدائم وأجد فيكم الصدر الرحب الذي يتحملني، وأنا جاهزة ومستعدة لأن أتابع معكم لأني أحتاج من يتابعني ويلازمني على العلاج، وجزاكم الله على ذلك خير الجزاء.
ملحوظة..
خلال حياتي المرضية قابلت عدداً من الشيوخ والأطباء النفسانيين وأخذت مجموعة من الأدوية التي كانت تتغير ما بين فترة وأخرى حتى استقرت على نوعين هما: سبرام وأنافرانيل اللذان استمريت عليهما فترة طويلة ولكني حالياً تركت الأدوية منذ عدة شهور..
30/12/2007
رد المستشار
الابنة العزيزة المعذبة طويلة رحلة معاناتك لكنني لا أفهم أشياء كثيرة مما ذكرت مثلا لماذا تركت العقاقير وهل كان ذلك بأمر الطبيب المعالج أم لا وهل تلقيت علاجا معرفيا سلوكيا مع العقاقير أم لا؟؟
إجابة على سؤالك الأول عن الفكرة التسلطية هل أقاومها... الرد لا بل عليك إهمالها فلا تستمرين في التفكير فيها ولا تقاومينها ولا تعطينها بالأصل أي اهتمام.... ولتتمكني من ذلك يجب أن تجتازي مراحل العلاج المعرفي... والتي يفيدك مجانين فيه لكنه لا يكفي لأن لكل بنية معرفية ما يناسبها من المناقشات والأدلة وهذا ما لابد من أجله من متابعة علاج مع طبيب نفسي له خبرة في هذا المجال ولكنه غير ممكن إليكترونيا أو أنا شخصيا لا أحسنه يا ابنتي إليكترونيا.
الوسوسة بقضاء الحاجة وعدم معرفة متى تنتهين منها مشكلة شائعة في مرضى ومريضات الوسواس القهري ويتكلم معنا فيها المرضى ويتم علاجهم بعد الفهم الصحيح وبعد تنفيذهم بعض التدريبات السلوكية الخاصة بهذه المشكلة، وأنبهك إلى ضرورة دخول الحمام لقضاء الحاجة قبل كل وضوء وأذكرك بأن صلاة الحاقن لا تجوز والحاقن هو من تكون لديه رغبة في قضاء الحاجة فيمسك نفسه توفيرا لمجهود الوضوء أو مجهود قضاء الحاجة كما في حالتك.....
إذا كان أهلك لم يمنعوك من العلاج وعرضت على أطباء نفسانيين فلماذا إذن عدم المتابعة معهم أو مع أحدهم؟؟
أتمنى ألا تكوني "معذبة نفسها" يا ابنتي وأذكرك أيضًا بأن الصبر على الم.ا.س يمحو الوسواس
وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين فتابعينا بالتطورات.