السلام عليكم
أولاً: أنا أشعر أن الموت سوف يأتي في أي لحظة. أخاف من النوم، حتى أخاف دوماً من الحساب والعقاب.. أنا مثل أي بشر ارتكبت ذنوباً أتوب إلى الله وأستغفره عنها، ولكني أخاف منها عند السؤال والحساب. أحياناً لا أستطيع أن أتنفس عندما أفكر في هذا الأمر وأشعر باختناق خاصة وأني أعاني من الضغط، لا أستطيع النوم مثل أي شخص! أجلس ساعات أفكر في الموت والحساب، أحاول ألا أرتكب ذنباً حتى ولو بالكلام عن أي شخص، أقوم بالعبادات على قدر المستطاع.. أخاف من المستقبل كثيراً، لي نظرة سوداء عنه، أتخيل حدوث السوء لكل من حولي وأخاف عليهم جداً. أخاف من أحلامي؛ بمعنى أني إنسانة متشائمة، حتى إذا فرحت أخاف بما يمكن أن يحدث بعد ذلك.
هذه الحالة بدأت تزداد، كنت أشعر بها على فترات متباعدة ولكن بدأت تطبق على كل تفكيري.. جميع من حولي يطلق عليّ كلمة موسوسة؛ بمعنى أني شديدة الخوف من انتقال الأمراض، لا يمكنني استعمال أي شيء لمسه أي شخص، حتى أخاف أحياناً من مصافحة أي شخص مريض، وهذا الخوف أقوم بتطبيقه على نفسي وعلى طفلتي..
R03;حاولت أن أخرج من هذه الدائرة بأن أعمل ولكني مصدومة بالواقع الحالي للشباب وجدت أن من الأولى للرجل أن يعمل وأن أترك هذه الفرصة لشاب. ليست لي صديقات كثر، أغلب اليوم أقضيه أنا وابنتي في المنزل وحدنا لأن زوجي مسافر، لا أخرج إلا للضرورة.
أنا لا أعلم هل ما أعانيه ضعف إيمان أستغفر الله أم أنا بحاجة إلى العلاج النفسي؟!.
13/01/2008
رد المستشار
أهلا بالأخت الكريمة؛
وعليكم السلام والأمن والرحمة من الله الرحيم الكريم..
وأبدأ بما انتهت به رسالتك من التساؤل حول ((هل ما أعانية ضعف إيمان أستغفر الله أم أنا بحاجة إلى العلاج النفسي))، نعم إن ما تعانين منه هو اضطراب نفسي يحتاج العلاج النفسي وليس ضعفاً في إيمانك.. بل على العكس قد يكونون ما تعانين سبباً لإبعادك عن صلاتك وعباداتك.. فما شرحت من شكاوي من قلق وأرق وانشغال بال مرضي حول الصحة ورهاب للموت والمرض وحزن وحس ضيق التنفس ومشاعر الإثم والذنب هي من أعراض اضطراب القلق المتعمم general anxiety disorder المختلط مع أعراض اكتئاب.
ولهذه الحالة علاج في الطب النفسي وشفاء بإذن الله تعالى, وعلاجها ذو شقين:
علاج دوائي Medications: ويستمر لفترة لا تقل عن 6 أشهر وتصل عادة إلى السنة.
النوع الثاني من العلاج هو العلاج النفسي psychotherapy من قبيل العلاج المعرفي السلوكي CBT، ويكون على هيئة جلسات أسبوعية لمرة أو مرتين Sessions من 6-10 جلسات أسبوعية.
قال تعالى: ((وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنْ الأَمْوَالِ وَالأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرْ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ)) (البقرة 155،156)، فالمؤمن قد يُصاب بالخوف من شيءٍ ما، وليس الخوف من الأشياء التي تنفي الإيمان. وعلى المؤمن أن يصبر ويطلب العون من الله تعالى.
تابعينا بأخبارك.. أتمنى لك كل الخير..
واقرئي على مجانين:
خايفة من بكره
الخوف من المستقبل: هل هو القلق المتعمم؟
الخوف المتعمم: هل هو القلق المتعمم؟
القلق وانعدام الأمان متابعة
خلطة القلق والخوف من الموت
وليد ووسواس الموت
عشرون عاما مع وسواس المرض
الخوف من الموت: بين الطبيعي والمرض
وسواس المرض، والاكتئاب أيضًا