مع علمي أني عذراء أريد التأكد!
يا دكتور وائل،
لم ردك قاسٍ على الفتاة ذات ال17 عاماً؟ رويدك سيدي.. أعلم أن جميع فتيات العرب لديهن هذا الهاجس، وأنا منهن، لكن لمن نلجأ إلا لأصحاب المعرفة أمثالك؟. ليس لنا غيرك وغير أطباء هذا الموقع.
أرجوك، رويداً رويداً يا صاحب القلب الكبير.
هل لي بمراسلتك على بريدك الإلكتروني الخاص. شكراً
22/10/2008
رد المستشار
الابنة العزيزة "عاشقة"، أهلاً وسهلاً بك....
وشكراً على لومك النبيل واستغاثتك. ليست المسألة قسوة مني بقدر ما هي استغراب لأننا أصبحنا مع بناتنا نقوم ونبيت على سؤال أو سؤالين متكررين الغشاء والعادة والعادة والغشاء بشكل لا يمكن تحمله لا مني ولا من المستشارين الآخرين! أصبحت شخصياً أخجل من تخصيص تساؤل كهذا لأي من المستشارين اللهم إلا المستشارين الجدد. كم تعتقدين من المنتظر أن يقبل المستشار تكرار نفسه على موقع واحد فيقول نفس الكلام وينصح نفس النصائح؟ لا يمكن من البنات -حتى لو كن كل العربيات- وهن قاعدات غالباً لساعتين على الأقل يومياً على الإنترنت ألا يقرأن قبل إرسال مشكلتهن لمجانين خاصة، ونحن نؤكد على ذلك بشتى الطرق، قبل أن يتمكن المستخدم لخدمة الاستشارات من إرسال مشكلته وبالتالي يفترض في من يحترم الموقع الذي يتصفحه أن يقرأ المشكلات المعروضة سابقاً والتي لم ننشرها لأجل التسلية وإنما لتعم المنفعة!.
الهاجس موجود لدى معظم الفتيات العربيات، جميل، وأيضًا معروف ومفهوم ولكن التعامل المنطقي السليم مع أي هاجس إنما يكون أولاً، بطلب المعرفة العلمية عن الأمر الذي يتعلق به الهاجس، وثانياً، إذا اكتملت المعرفة ولم يعد هناك وجاهة للهاجس- بالإعراض عنه وإهماله، فإذا تخطت شدة الهاجس كل ذلك أصبحت المسألة وسوسة قهرية يا "عاشقة"، فنقول ثالثاً، طلب العلاج من الوسوسة القهرية بهذا الهاجس.
أما ما يحدث من البنات العربيات فهو أنهن لا يقرأن مشكلات عن العادة والغشاء وردوداً عليها بقدر ما يكتبن مشكلات عن العادة أو الغشاء أو الغشاء والعادة فهل لذلك مبرر؟.
بقيت نقطة واحدة تتعلق بذات الـ17 ربيعاً، فقد اتبعت أسلوب تفكير يفضي غالباً إلى الوسوسة وهو أسلوب التعمق، مغالاة في طلب الدليل على أنها عذراء.. فرغم أنه لم يحدث شيء، أو هي لا تتذكر شيئاً من طفولتها، يمكن أن يكون أثّر على الغشاء بأي شكل فإن استجابتها للمعرفة- بأن من الطبيعي أن يوجد عند البنات غشاء- دفعتها إلى الرغبة في رؤية ذلك الغشاء والتأكد من وجوده! ثم وصلت بعد ذلك إلى مرحلة "رغم أنني أعلم أني عذراء ورغم أنني رأيت الغشاء فإنني أريد التأكد"، هذا تعمق بامتياز وقد نهينا عنه شرعاً يا "عاشقة"، ولأنني أعرف أن التعمق طريق حريري للوسوسة القهرية فقد كان ردي مثلما رأيت..
شكراً على مشاركتك وأهلاً بك.