أنا إيــــــــــــــــه؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أنا بنت من أسرة طيبة جداً، مؤهلي فوق المتوسط، كنت أعمل وتركت العمل لظروف مرض والدتي وهي أحب خلق الله إليّ، وهي عندي بعد الله.. لكن لما تفرغت لخدمتها لم أعد أخرج، وبدأ وزني يزداد ونفسي تضيق، وأحس بالقهر والظلم، وأني لست سعيدة، ونتيجة رؤيتي تلك لنفسي زادت أخطائي كثيراً، وأنا أدرك هذا تماماً ولا أدري كيف أتخلص من ضيقي.
أصلي وأحمد الله على كل حال، لكني أحس أني وحدي وليس هناك أحد من إخوتي يفكر بي، هم لن يشعروا بي لأنهم مرتاحين ومطمئنين على أمنا لوجودي معها، ويعيشون حياتهم وليس مهماً من تحت هذا الضغظ. حتى صديقاتي منهن من تزوجت أو خطبت وستتزوج، وأنا تعبة، يتقدم لي بعض الناس لكن لا يتم الأمر.
أعرف أنه نصيب وأنه خير لأجل والدتي، فمن غيري سيخدمها لو تزوجت، لكن صديقاني ينظرن إليّ بخوف من أن أحسدهن! أنا خائفة جداً، خائفة من أجد نفسي وحيدة، فأنا أرى كل الناس تمشي من حولي. وغلطت في حق إنسان بريء على الشات أنا أكبر منه وهو يعرف ذلك، لكني كذبت في اسمي وفي أشياء معينة عني وهو صدقني ويريد أن يتقدم لي ولا أدري كيف أنهي المسألة دون خسائر لي وله.
أفيدوني برأي سليم.. والله لست سيئة كما قد تظنون.. لكن هذه ظروفي.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
30/10/2008
رد المستشار
اللهم صلِّ على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،
عزيزتي، أنت لإنسانة رائعة تستحق التقدير والاحترام فعلاً. إن ما قمت وتقومين به تجاه والدتك أجره عظيم عند رب العالمين، فقد أوصى بهما سبحانه في قوله تعالى:{وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماًً*وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً} (الإسراء:23، 24)، فتضحيتك في سبيل راحة والدتك والعناية بها تستحق الإجلال والتقدير من باقي أفراد أسرتك، ولكن كما ذكرت فإن طبيعة الحياة وظروفها جعلت كل إنسان مشغول بنفسه ولا يكاد يفكر في غيره.
دعيني أعلّق أولاً على هذا الموضوع وهو اهتمامك بوالدتك وتخليك عن مستقبلك في سبيل رعايتها؛ كما قلت سابقاً نعم الابنة أنت وحسن ما فعلت، وهو قليل في حق الأم التي سهرت وربت وتعبت لأجلك، ولكن ألم يكن بالإمكان إمساك العصا من الوسط؟ فالموضوع ليس إهمال تام لولدتك كما فعل إخوتك، ولا الانغماس كليّاً وبالتالي إهمال لنفسك كما فعلت، أنت أيضاً لك حق. يمكنك أن تحمّلي إخوتك جزءاً من المسؤولية وتتقاسمي معهم المسؤوليات في رعاية والدتك، بحيث يكون هناك وقت لك لتهتمي بنفسك، عودي إلى وظيفتك أو ابحثي عن وظيفه جديدة قد تكون مرنة في مواعيدها أكثر بحيث يمكنك تكييف مواعيد عملك مع جدول إخوتك في رعاية والدتك، وكل منكم يأخذ وقتاً محدداً وبذلك تستعيدين إحساسك بذاتك.
الموضوع الثاني، بالنسبة للشاب الذي التقيته في الشات؛ لم تخطئي عزيزتي في حقه حين كذبت في بعض تفاصيل حياتك كاسمك، فما فعلته ما هو إلا نوع من الحذر والحماية المطلوبة ممن يتعاملون مع أشخاص مجهولين في عالم الانترنت، الآن وقد أصبح في الأكر ارتباط يمكنك إخباره بما يحتاج أن يعرف عنك من معلومات، وإن كان صادق النية فلن ترده مثل هذه التفاصيل عن التقدم إليك.
وبالتوفيق.