أريد حلاً لكن ليس الطلاق ..!؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، مشكلتي كالتالي وأرجو مساعدتي في حلها: أنا امرأة متزوجة من أربع سنوات ولدي أطفال، زوجي من عمري لا يكبرني إلا بثمانية أشهر فقط. المشكلة أنه يخونني مع البنات عبر الهاتف منذ عرفته، وحين أواجهه يجادل رغم أني متأكدة من خيانته. يترك واحدة ليتعرف على أخرى، هذه هي حياتي طوال الأربع سنوات.
ومؤخراً تعرف للانترنت -بعدما كان جاهلاً تماماً به- وهنا المشكلة؛ نتشاجر دوماً لأنه يقضي وقتاً على النت أكثر مما يقضي معي ومع الأطفال، زادت المشاكل فقرر ألا يعود للنت نهائياً فلم أصدقه، وصرت أراسله على بريده الإلكتروني على أني امرأة أخرى وليتني لم أفعل، صار يطلب أشياء وأشياء على الكاميرا- لم يكن عندي كاميرا في البيت فقد كان يدخل النت خارج المنزل حيث تتوفر الكاميرا وحين يرجع للبيت يدعي أنه كان مع أصحابه.
ليس هناك من أحد يمكنني أن أشكو له من أهلي وأهله؛ فأهلي يريدون أن "تستر" ابنتهم، رغم كل ما يعرفونه عنه لكنهم يتغاضون، وأهله لا يهتمون نهائياً فكل واحد منهم يحيا كما يريد. ماذا أفعل؟ أأنتحر؟ أهرب؟ حياتي صارت كلها مشاكل، كابوس البنات يلاحقني، حين نجلس إلى بعضنا بانبساط يتحدث عنهن، حين نتشاجر يتحدث عنهن... يقول لي أنه يحبني ويقسم أنه مخلص لي، لكنه ليس كذلك!.
أرجوكم، هذا جزء فقط من مشاكلي، أريد حلاً لكن ليس الطلاق لأنه مستحيل فلن أترك أولادي، كما أن الطلاق ليس حلاً يرضي أهلي، أي لن أجني سوى الفضيحة.
أرجو إرسال الحل على البريد الإلكتروني خاصتي، وشكراً.
30/11/2008
رد المستشار
لقد وفرت عليّ الكثير من الحديث حول البدائل المطروحة حين قلت أنك لن تختاري الطلاق أو الفضفضة مع أحد، لذا سأقترح عليك أمراً لم تفكري فيه بعد وهو خطة لاستعادته من جديد، لكن هذه الخطة لها شروط إن لم تحققيها بها فلن تفلح، وشروطها هي:
أولاً: أن تغلقي تماماً التواصل معه على أنك فتاة لا يعرفها، لأن تفاصيل علاقته بها سيجعلك محبطة ومتأثرة، غير أنه من الحمق أن نذهب بأرجلنا لما نعرف منه باليقين أنه سيؤذينا.
ثانياً: أن تعرفي أنك ستبذلين وقتاً وجهداً وتحتاجين لإرادة وصبر.
ثالثاً: تفهمي طبيعة ما يمر به زوجك.
رابعاً: تحمله لجزء من مسؤولية أطفالكما.
وسأمسك معك شرطاً شرطاً أوضحه وأطلب منك في المقابل تنفيذ بعض الأمور:
الأول، وجودك في حياته عن طريق النت يساعده أكثر على الاستمرار فيما هو عليه بالإضافة إلى أنه يؤذيك نفسياً، ولكن أرجو أن تستفيدي من تلك النقطة بأن تفكري ماذا كنت تفعلين أو كيف كنت تتحدثين إليه ويجعله يطلب منك تلك الطلبات؟ فهل كنت ألطف؟ أرق؟ أكثر حيوية؟ أم أكثر أنوثة؟ ولتعممي هذا السؤال على من تعرفي أنه يتحدث لها لتكتشفي من خلال حديثه ما يجعله يفعل هذا لتكتسبيه مرة بعد مرة في تعاملك الفعلي معه، وكفي تماماً عن ملاحقته والتحقيق معه والإشارة للموضوع، وإذا تحدث هو عنهن فلتوضحي له بحزم أنك لا تحبين أن يحدثك عن أخريات وهو معك.
الثاني، لا تتعجلي النتيجة وتتصوري أنه سيستجيب من أول مرة أو حتى عاشر مرة، ولكنه سيأخذ وقتاً حتى يلمس تغيرك في التعامل معه، وسيأخذ وقتاً حتى يستطيع أن يقدر تصرفاتك معه، وكلما وجد اختلافاً وأصالة لمعدنك كلما انتبه أسرع.
الثالث، أنت متزوجة منذ أربع سنوات أي تزوجتما وأنتما في الواحد والعشرين من عمركما، ونضوج الرجل يتأخر عن نضوج المرأة خاصة نفسياً أو وجدانياً، وكذلك لسبب طبيعة الرجل وطبيعة المرأة حيث أن المرأة طبيعتها أن تستقر مع زوجها وتشعر بأولادها عاطفياً ونفسياً أكثر من الرجل، على عكس من الرجل الذي يفهم معنى المسؤولية والاحتواء والمتابعة لتفاصيل الحياة بعد وقت غير قصير، وفي تلك المساحة أنصحك أن تقرئي مقالة الدكتور محمد مهدي حينما تحدث عن إدمان الفتوحات العاطفية لعلك تجدين فيها سبباً يخص زوجك ومن خلالها تستطيعين القيام بما يتناسب معه.
الرابع، أن تجعليه يشاركك مسؤولية الأبناء وهنا أطلب منك الدبلوماسية واللباقة الشديدة في تحمل تلك المسؤولية، كأن تشاركيه حين يعود لكم أحلام أطفالك -مثلاً- وتأخذي رأيه فيها أو أن تقصي عليه تفاصيل تصرفاتهم التي تعجبك أو التي لا تعجبك فيهم لتناقشي معه كيف ستتعاملون معهم في تلك الأمور، وأن تجعليهم يطلبون منه أموراً ليقوم هو بها معهم وليس عن طريقك وهكذا.
وأخيراً، على الرغم من الوقت والجهد والحكمة التي أطلبها منك لتستعيديه إلا أني أبشرك أن من قامت بمثل ما قلته لك بهدوء ونضوج وحكمة جنت الكثير من السعادة والراحة التي افتقدتها لسنوات مع زوجها، فهيا ولا تتأخري وكوني إحداهن.
ويتبع>>>>>: خطة استعادة مشاركة