السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
عندي ثلاث أسئلة وهم:
ما الفرق بين الخجل والحياء؟ وهل الشخص الذي يملك صفة الحياء غير جريء في الدفاع عن حقه، وغير جريء في علاقته الحميمة مع الزوجة، ولا يستطيع التعبير عن مشاعره الخاصة؟
وكيف أستطيع أن أعرف إذا كان شخص ما تعرفت عليه حييّاً أم خجولاً؟ وهل الحياء صالح في الزمن الحالي الذي يحتاج القوة والوقاحة حتى يستطيع الدفاع عن نفسه ودفع الظلم؟.
السؤال الثاني هو:
خطبت مرة وفسخت الخطوبة، وبعدها عقد قراني وتم طلاقي قبل الدخلة، فهل من الأفضل عندما يتقدم لي عريس ألا أصارحه بخطوبتي السابقة ويكفي معرفته بعقد القران فقط؟. وهل من الأفضل أن أخفي مسألة عقد القران حتى يتم التعارف المبدئي وحدوث القبول؟ أم من الأفضل في أول التعارف المبدئي وقبل أن نتحدث سوياً لمعرفة شخصية كل من الآخر أو حتى قبل مجيئه لرؤيتي أن يعلم بأمر عقد القران؟.
السؤال الثالث هو:
هل ما حدث لي ينقص من قدري ويجعلني غير مرغوبة؟ ويدفعني إلى التنازل والرضى بأي شخص يتقدم لي؟ أم أنه لا ينقص مني شيئاً ويجب أن أكون واثقة في نفسي وبما أنعم به الله عزّ وجلّ عليّ من جمال وخفة الروح والقبول من الناس؟.
أعتذر عن تثاقلي عليكم بالأسئلة، ولكني أتوسم الخير فيكم وفي الحصول على إجابات حكيمة على كل أسئلتي كما اعتدت عليكم في ردودكم على المشاكل.
15/11/2009
رد المستشار
الأخت الكريمة "كوثر"،
سؤالك الأول يدور حول الفرق بين الخجل والحياء:
معنى الحياء في اللغة مأخوذ من مادة (ح ي ي) التي تدل على الاستحياء الذي هو ضد الوقاحة.. وقال ابن منظور الحياء: التوبة والحشمة.
وروي عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنه قال: "الحياء شعبة من الإيمان"، قال بعضهم: كيف جعل الحياء وهو غريزة شعبة من الإيمان وهو اكتساب؟ والجواب في ذلك أن المستحيي ينقطع بالحياء عن المعاصي، فصار كالإيمان الذي يقطع عنها، ويحول بين المؤمن وبينها..
فالحياء هو انقباض النفس من شيء وتركه حذراً عن اللوم فيه، وهو خلق يبعث على ترك القبح ويمنع من التقصير في حق ذي الحق، والمعاصي فقط هي من تذهب بخلق الحياء.
فإذا كان الحياء خلق سويّ.. فالخجل صفة مرضية؛ الخجل يدفع صاحبه في المواقف الاجتماعية إلى التوتر والارتباك، والعجز عن نيل الحق أو الإدلاء بكلمة الحق، فالخجل مرض هدَّام يعجز أصحابه عن الاستمرار في المواقف التي تثير فيه دواعي الخجل.
أما الخجل: فهو حالة مرضية ضمن اضطراب الرهاب.. وستجدي كثير من الروابط والمقالات الجادة التي تشرح هذا الاضطراب.
وبالتالي فالحياء خلق وهو شعبة من الإيمان، وهو ما يجعل المؤمن يقاطع المعاصي ويستقبح كل قبيح، وهو لا يمنع الإنسان أن يدافع عن حقه أو أن يكون جريئاً في الحق أو علاقته بأهل بيته طبيعية، وكل ما ذكرته في سؤالك ليس من الحياء في شيء.
أما سؤالك الثاني والثالث وهما متصلان: فأنصحك بالثقة في نفسك، والصراحة التامة في ذكر المواضيع كعناوين فقط، ومن حقك أن تحتفظي بالتفاصيل، واعلمي أن الزواج رزق وهو مقسوم لك إن شاء الله، وهذه الأمور لن تعطل زواجك أو مسيرتك، ثقي في نفسك وقدراتك وقدر الله عزّ وجلّ، وعليك بالدعاء فهو سلاح المؤمن.
والله الموفق..