لم أفعال أشياء خطأ مع علمي أنها كذلك..!؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أنا فتاة عمري 20 سنة، مشكلتي أني أفعل أشياء خطأ مع علمي بأنها خطأ، أي أعلم عواقبها. فأنصح صديقاتي عن الابتعاد عن مصاحبة الأولاد، وأنا أصاحب أولاد، وأنا على علاقة مع شاب لمدة سنتين مع أنه ليس في نفسي شيء غير أن أتعلم منه أشياء جيدة فهو يتحدث عن الدين وأنا بدأت أبحدث وأتعلم أكثر، ويزيد رغبتي في التعلم عندما أتحدث معه.
أخبرت أختي عنه فرفضت الموضوع ونصحتني بعدم مكالمته. وما زلت أكلمه مع أني أرجع وأتوب وأرجع أكلمه، والمشكلة أني أنصح الناس وكثير منهم يستجيب لي. وأخاف ممن أهدي كثير، وبدأت أحاول أن أنصح نفسي وأعلمها التوازن قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (*) كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ}[سورة الصف:2-3].
سؤالي هل أسكت ولا أنصح؟ ماذا أفعل؟ جربت أصلح نفسي دائما لكن عندما أنصح وأرى الناس يستجيبون أفرح كثيرا وأتعلم منهم.
بارك الله فيكم مع علم أني درست كتبا نفسية، وأحب أن أدخل موقع كي أدرس مواضيع مختلفة مجرد حب تعلم. بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا، سامحوني على الإطالة.
25/11/2010
رد المستشار
الأخت العزيزة الآنسة "Lala" المحترمة، عليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أهلاً وسهلا بك في مجانين، وسوف يسعدني اليوم أن أجيب على طلب استشارتك.
لست أرى خطأ في أن يكون لديك زميل تتعلمين منه ويتعلم منك، وقد وضعت تحت كلمة زميل خطين من أجل التأكيد على مفهوم الزمالة التي تعلمين جيداً أين تتوقف حدوده، ومن المتوقع، وأنت طبيبة المستقبل، أن تتفاعلي وتختلطي مع زملاء المهنة في المستقبل، وفي مثل هذا السياق، قد تتطور علاقات الزمالة إلى علاقات صداقة، وهنا أيضاً، لست أرى خطأ في أن يكون لديك صديق، مع التشديد على مفهوم الصداقة والحدود التي تتوقف عندها. وقد تتطور علاقة الصداقة، فتصبح حب، والحب عاطفة نبيلة وليس هناك حدود يتوقف عنده، ولست أرى خطأ أيضاً في أن يكون لديك شريك تحبينه ويبادلك الحب.
إلا أنه لكل شكل من أشكال هذه العلاقات الإطار الاجتماعي الذي ينظمها والواجب مراعاته واحترامه، وأعتقد أنك فعلت صواباً عندما أخبرت أختك حول هذا الموضوع، وأعتقد أنه من الواجب مصارحة والدتك ووالدك أيضاً، ولست أشك في ثقتهم بتربيتك وثقافتك التي برزت بشكل ملحوظ في رسالتك، يضاف إليه المستوى التعليمي الذي بلغتيه، وقدرتك على التميز بين الصواب والخطأ وعلى اتخاذ القرارات الصائبة عندما يتطلب الموقف ذلك.
أما بالنسبة لقلقك حيال ما يمكن تقديمه لصديقاتك، فإنني أستطيع أن أقول أنك غير معنية بتقديم النصح لأحد، والإنسان بطبيعته أصل، يميل لعدم تقبل النصيحة عندما تتعارض مع رغباته، ويمكنك في هذا السياق، الإشارة بذكاء مثلاً إلى عواقب الوقوع في الأخطاء الناتجة عن عدم احترام حدود العلاقة أياً كانت، أو دفع من تريدين نصحها للاستنتاج بنفسها هذه العواقب، دون الحاجة للعب دور الناصح الذي قد ينفر منه معظم الناس.
وأخير، أود أن أشير هنا إلى أن الواحد منا قد يعتقد أن قواعد الحب (التي تتحكم بها العواطف) تتعارض مع قواعد المجتمع (الخاضعة لقوانين العقل)، فنفهم في مرحلة ما من حياتنا أن قواعد المجتمع ظالمة أو خاطئة، ونجنح لمقاومتها أو معارضته، وتعد هذه من الاستجابة، من وجهة النظر النفسية، استجابة غير تكيفيه وخاضعة لخصائص التفكير المطلق الذي يميز مرحلة المراهقة، وذلك أن يأخذ التفكير طابعاً نسبياً مع التقدم في مرحلة الرشد، أعتقد أنه من الضروري أن تدركي ذلك جيد، وأن تذكري ذلك أمام صديقاتك، مع إشارة بسيطة إلى عواقب قرارات يمكن أن نتخذها في مرحلة غير مستقرة نمائي، تحت شعارات بالغة في المثالية، كالزمالة، أو الصداقة، أو الحب.. بالتحديد.
إلى أن تتواصلي معنا كزميلة في المهنة، طبيبة نفسانية ربما... أو أن تنسينا بسبب الانشغال بجدول عمليات جراحية مطول.. أو أبحاث علمية طبية هامة.. تقبلي أطيب تمنياتن، مع شديد أسفي على التأخير في إرسال الرد.
اقرئي على مجانين:
سؤال وإجابة: عن الولد والبنت
كيف أتعامل؟؟ فطرة!، وعزلة!!، وانجذاب؟!!
هزار باليد ... أحبه وأكرهه!
الحب في الله: العام والخاص متابعة ومشاركات