من الاسترجاز إلى السحاق: كله ماشي
استحلفكم بالله ساعدوني
أنا فتاة اسمي منى، أنا أصغر أخواتي مع العلم أن عدد أفراد أسرتي كبير جدا... أبي منذ أن خلقت وهو بعيد يشتغل وينام في شغله ويأتي مرة واحدة كل شهر.... أمي أيضا تعمل منذ أن خلقت ودائمًا كانت تنشغل عني كثيرا... ومع مرور الأيام كبرت أخواتي وتزوجن مع العلم أن الفارق بيني وبينهم بالعمر كبير، كنت صغيرة جدًا لدرجة أن أختي الكبيرة تزوجت قبل أن تلدني أمي.
أصبحت جدتي تعتني بي منذ ولادتي حتى بلغت من العمر 10 سنوات، ثم انتقلتُ مع أسرتي إلى مدينة أخرى فابتعدت عن جدتي وهنا أصبحت أشعر بالوحدة... أمي لا تفهمني، وأبي من الصعب التحدث معه لأنه رجل صعب بصراحة أخاف من أن أطلب منه وإن كان الطلب بسيط، أصبحت أخواتي يكبرن ويتزوجن، وأصبح البيت يفرغ سنة بعد سنة، وأنا أحس بالفراغ في داخلي...
لجأت إلى ممارسة هوايات كثيرة حتى أخفف من وحدتي، لكن أهلي رفضوا تلك الهوايات؛ لأنني بنت وفي مجتمعنا لا يسمح للفتاة أن تمارس مثل تلك الهوايات، فبكيت كثيرا لأنني أحببتها لدرجة كبيرة لكن لا حياة لمن تنادي. لجأت إلى أن أصادق فتيات في المدرسة لكنني انطعنت وانغدرت من الكثير من البنات مع أنني كنت وفيّة لهم كثيرا... لكن الحمد لله تعرفت على فتاة من نفس أفكاري وهي طيبة جدا وقريبة مني أيضا...
عندما انتقلت بالصف الحادي عشر إلى مدرسة جديدة وكانت أمي تعمل معلمة فيها، لم يعجبني ذلك الأمر لأنني بدأت أشعر أن كل صديقاتي وزميلاتي لا يعاملنني بشكل جيد يعتقدن بأنني أخبر والدتي عن كل شيء فابتعدو عني، لكن صديقتي التي أخبرتكم عنها وقفت إلى جانبي وأصبحت أواجه المشاكل، كنت لطيفة جدا معهم لدرجة أنني كنت أساعدهم وأعرض نفسي لمواقف محرجة، لكن كل ذلك لم يأت بنتيجة حتى المعلمات كانوا قاسيات جدا معي لأن أمي كانت على علاقة وطيدة بالمديرة ولم يكونوا يحبون تلك المديرة مع أنها طيبة جدا.
المهــــــــم: أنه بينما كان شعوري بالواحدة يكبر أكثر فأكثر...
كنت أستغرب من معلمة كثيرا لأنها هي الوحيدة التي كانت تهتم لأمري ودائما تسألني (ما لذي يحزنك؟ لماذا دائما حزينة؟ أنت من أفضل الفتيات... لا تخافي أنا معك... لن أنساك لقد أحببتك كثيرا...). كانت دائما تقول لي هكذا ودائما تحدثني وتتصل بي على المنزل بحجة أنها تريد أن تكلم أمي، لكن كانت حتى عندما أصل للمنزل تتحدث معي على التلفون...
وفي يوم من الأيام جاءت فتاة تشتم أمي وهي غاضبة لأن أمي عاقبتها على وضع المكياج، لكنني لم أستطع أن أحتمل، فقلت لها الزمي حدودك ولا تغلطي حتى لا تندمي، وكانت تلك الفتاة بنت معلمة هي صديقة المعلمة التي كانت تحبني كثيرا... وطبعا انتهت المشكلة لكن أصبحت أرى معلمتي التي كانت تحبني تغيرت معي لأجل صديقتها المعلمة وذلك بسبب مشكلتي مع ابنتها، مع أن الحق معي ولم أشتم ولم أعتدي عليها وهي التي اعتدت عليّ حتى وصل الأمر إلى الضرب من الفتاة لكني سامحتها مع أني شعرت بالظلم بشكل كبير جدا.
أصبحت أرى المعلمة تتغير من ناحيتي وكان ذلك صعب جدا علي لأنه لم يكن غيرها يحبني كنت أرى الحنان بعينيها وأرى الصدق وكانت تشجعني كثيرا أصبح هناك فراغ كبير في حياتي وكنت أبكي كثيرا، طلبت من أمي أن أنتقل من المدرسة إلى مدرسة أخرى لكنها عارضتني بشدة.
وفي يوم من الأيام جاءني خبر من صديقتي التي في الشعبة الثانية بأن المعلمة التي كانت تحبني تكلمت على أمي بطريقة الشتم لكنني لم أصدق فسألت بعض الطالبات وأكدوا لي ذلك. ذهبت صديقتي لإخبار أمي، وأمي طبعا حزنت كثيرا لأنها كانت تحبها جدا جدا، وتحترمها، ولها سنين كثيرة معها بالمدرسة.
واجهت أمي تلك المعلمة التي اسمها ميس -أي المعلمة التي كانت تحبني- فقالت لها المعلمة: أنا أحبك كثيرا وأحترمك مثل أختي الكبيرة والله إنني لم أتكلم عنك بسوء. وقبَّلت رأس أمي وهي تبكي... وفي نفس اليوم اتصلت المعلمة على البيت تقول لأمي أن صديقة ابنتك هي التي كانت تتكلم عنك ولست أنا! - مع أن أمي لم تقل لهذه المعلمة من التي أخبرتها- لكن لماذا تتهم صديقتي هل لـأنها استنتجت بأنها هي التي قالت لأمي؟!
في اليوم الثاني جاءت صديقتي بالمصحف، وحلفت بأنها لم تقل وبأن المعلمة هي التي قالت وجاءت بعض الفتيات يشهدن بذلك، في تلك الفترة أصبحت المعلمة تتقرب مني مع أنني كنت منزعجة جدا منها، لكنني أحبها كثيرا لم أستطع أن أكرهها وأصبحت علاقتنا مبنية على الصداقة كثيرا، وأمي كانت تقول لي: هي معلمتك ويجب أن تحترميها المشكلة بيني وبينها، وليس بينك وبينها.
فقلت لأمي: حاضر، لأنني كنت أعلم بأنني لا أستطيع أن أكرهها، طلبت المعلمة من أمي أن أذهب إلى المدرسة في عطلة الثانوية العامة لكي تساعدني على المذاكرة لمادة الرياضيات أي قبل امتحانات الوزارة، أسعدني كثيرا ذلك الخبر لأنني كنت أبكي دم لأنها آخر سنة لي بهذه المدرسة مع أنني ذقت بها أشد أنواع الظلم من المعلمات والطالبات، أصبحت أذهب على المدرسة بعطلة الشهر لكي تدرِّسني، كنا نجلس لوحدنا في الغرفة العليا ونتكلم كثيرا، كنت أشعر بأنني أمتلك ثروة طائلة لمجرد أنني كنت أتكلم معها...
كنت عندما أراها تتكلم معي أشعر بالخوف وأصبح أرجف كثيرا، ولكنني كنت أتمالك نفسي وكانت هي دائما تقول لي أرجوك قولي لي ما يبكيك أنا مثل أمك لماذا أشعر بأنني عندما أكلمك تكونين خائفة؟ كنت أقول لها بالعكس أنا أحبك كثيرا وأحترمك لأبعد الحدود ليس بي من شيء لا تخافي فقط إنني مرتبكة قبل الامتحانات وخصوصا أنني لم أدرس في تلك السنة بسبب مرض أمي لأنها مرضت أيضا والمشاكل التي كانت تحصل معي...
كانت تدرِّسني وفي أغلب الأوقات نتحدث عن أمور الحياة كنت عندما أرى عينيها أذوب عشقا كانت حنونة بمعنى الكلمة، فلم أعتاد على أن يهتم بي أحد مثل الاهتمام الذي حظيت به من قبلها. انتهت الثانوية العامة ومعجزة أنني نجحت وانتهت أيام المعلمة ميس...
كيف سأتقبل الحياة بعدها هل توقفت حياتي؟ ما الذي حصل لي أصبحت كالفتاة الصغيرة التي اعتادت أن ترى واحدة مثل أمها تبادلها الحنان والتفاهم... أين المعلمة ميس أصبحت أبكي كثيرا وأقسمت على أن أنساها لكنني لم أستطع حاولت العديد من المرات أن أتصل بها... وفي مرة من المرات اتصلت عليها وأخبرتها بمن أكون فأحسست بأنها انزعجت من اتصالي سألتها هل اتصلت في وقت غير مناسب؟ قالت لي: لا أبدا. لكنها لم تسألني كثيرا وشعرت بأنها لا تريد التحدث معي فقفلتُ الخط وعاهدت نفسي على أن أنساها ولا أتصل بها حتى هي تتصل بي...
مرت الشهور وأنا أفكر بها وهي لا تتصل ولا حتى تسأل، مرت تقريبا سنة وأنا في حالة من الحزن والاكتئاب رجعت واتصلت عليها فاستقبلتني بنفس الاستقبال القديم سألتها هل نسيتيني ما بك لماذا أشعر وكأنك لا تريدين التحدث معي، قالت لي: لا بالعكس كيف حالك؟ فقط. ولم تحدثني كثيرا...
قلت في نفسي هي لم تحبني لقد كانت تضحك علي لأنها تتصل على فتيات غيري وتسألهن عن حالهن لأنني سألت وعرفت. أصبحت أحاول أن أنساها لكن ليس بيدي.
تحجبت وأصبحت أصلي وتقربت من الله لكن لم يتغير حالي أشعر وكأنني في حالة من الضياع لا دراسة لا صحة ولا حتى اهتمام بنفسي، قمت بإرسال بعض الرسائل على رقم المحمول الخاص بها لكنني لم أقل لها من أكون، وهي لا تعرف رقمي الذي اتصلت منه عليها، لكنها لم تجبني ولم تتصل فقد أخبرتها بما حصل لي وأنني فتاة من ضمن الفتيات اللواتي علَّمتهن، لكنني لم أخبرها من أكون. أخبرت صديقتي وطلبت منها أن تقوم هي بالاتصال على أساس أنها أنا لأنها ستعرف صوتي إن تكلمت أنا.
اتصلتْ فسألتْها المعلمة من أنت؟ أنا لا أستطيع أن أتحدث معك. وأنا لا أعرفك حتى لو كنت طالبة عندي يجب أن أعرف من تكونين. فقالت لها: لا أستطيع إخبارك لأنني منحرجة جدا منك وخائفة أن تقولي لأهلي.
قالت لها: أنا لا أستطيع أن أتحدث إليك وأساعدك ولا بأي وسيلة ولا حتى عبر الإيميل ولا عن طريق التلفون لأنني يجب أنا أعرف من تكونين.
قلت لها: صعب
كنت خائفة من أن تخبر أمي لأنني بدأت أشعر بأنني أحبها ليس فقط مثل أمي بل كحبيب لي، كنت أريد أن تساعدني وتعالجني وتخفف عني لأنني لا أريد أن تتطور حالتي إلى شيء حرام، فأنا فتاة أخاف الله، كنت أريدها أن تساعدني عبر الإيميل، لكنها رفضت، أو عبر أي شيء بالعالم، المهم أن تخف حالتي. رفضت تلك المعلمة بحزم.
بكيت كثيرا وأنا الآن أعاني من الاكتئاب والحزن وصحتي قليلة جدا.
ماذا أفعل أستحلفكم بالله ساعدوني، أنا أحبها لدرجة كبيرة لدرجة، ولو أن أراها كل شهر مرة هذا يكفيني عن بعد أو عن قرب المهم أن أراها. أرجوكم لا تقولوا لي الحل هو النسيان أنا فعلت المستحيل لكي أنساها بشتى أنواع الطرق... تقربت إلى الله كثيرا، حاولت أن أحب بالجامعة وظلمت معي الكثيرين لأنهم أحببوني بصدق لكنني لم أحب أحدا مثل ما أحببتها ولا حتى بدرجة قليلة. أريدها هي أن تساعدني، أنا أعرف علاجي، علاجي هو أن تقبل الحديث معي وصدقوني سوف أنساها أريد أن أتحدث معها ولو قليلا، نسيانها صعب لكن مساعدتها لي ستجعلني أنساها.
النسيان شيء صعب صعب صعب حاولت لكن مستحيل أرجوكم ساعدوني أنا أتمنى الرد بأسرع وقت ممكن. أرجوكم أستحلفكم بالله لا تقولوا لي النسيان لأنني حاولت بشتى الطرق أنا أحبها لدرجة أنني سأسمع أي شيء سوف تأمرني هي به أحبها لدرجة غير معقولة
آسفة على الإطالة لكن أحببت أن أخبركم عن مجمل حياتي لكي تفهموني وتستطيعون حل مشكلتي
وشكرا لاستماعكم.
23/10/2010
رد المستشار
أهلا ومرحبا بك معنا في مجانين؛
من خلال رسالتك لنا أرى أنك وجهت مشاعرك وعواطفك خطأ وانحرفت بها عن مسارها الصحيح والطبيعي، فحبك لمعلمتك تحول من مجرد حب واحترام لأستاذة تدينين إليها بالفضل إلى حب حبيب لحبيبه وأصبحتِ كمن يلعب بالنار فكل شيء في هذه الدنيا إذا ما أسرفنا في استخدامه عاد علينا بالضرر... والاقتصاد في كل شيء مطلوب حتى في الحب والعواطف وكان حريا بك أن توجهي مشاعر الحب الأموي إلى أمك فهي أولى به وأولى بصداقتك من غيرها.
لقد أسأتِ فهم عطف وحب معلمتك وأخرجته من إطاره الطبيعي، ووظيفته التوظيف الخطأ.
أنت بالنسبة لها تلميذة وكم من تلميذات مررن عليها وهي بخبرتها شعرت بتطور مشاعرك وجنوحها سلبا فكان منها أن ابتعدت عنك ولم تتصل بك. واتصلت بغيرك من الزميلات اللاتي يعتبرونها أم وصديقه ليس إلا، لقد تصرفت معلمتك تصرف صحيحا، أما أنت فحكايتك حكاية. أشعلتِ نارا احترقت بها أنت وحدك.
أنصحك بعدم التفكير في معلمتك وركزي على مذاكرتك ووظيفي مشاعرك صح تقربي من أمك واستشعري حنانها... تقولين النسيان صعب نعم صعب ولكنه يحدث إذا ما توقفنا عن التفكير، لا تفكري في معلمتك كثيرا فلن تستجيب لك فهي أعقل منك وأكثر منك خبرة وأعتقد أنك لقنتها درسا في حدود التعامل مع تلميذاتها.
مع الوقت سوف تعرفي أنك على خطأ. والحب الحقيقي ليس هذا وسوف تستشعرينه مع الحبيب الذي يستحق مشاعرك فما أجمل أن نضع الأشياء والمشاعر في مكانها الصحيح ونوظفها التوظيف الأمثل، وفقك الله وهداك.