السلام عليكم ورحمة الله
أتوجه لكم جميعًا بجزيل الشكر على ما تقومون به من إصلاح بين الناس وهو من خير الأعمال عند الله عز وجل.
أرسل لكم رسالتي هذه رغبة مني في أن لا أظلم ولا أُظلم، لأني مؤمنة أن الظلم ظلمات في الدنيا والآخرة. ولأننا أطراف ثلاثة في المشكلة، أدعو الله أن يوفقكم لاستيعاب الموقف.
أنا فتاة أبلغ من العمر 33 عامًا وأحمد الله عز وجل أن حباني بالأسرة المحترمة الثرية، وبإخوة أتشرف بهم، وبشخصية أفخر بها، وأخيرًا بالعلم والمنصب.
عن شخصيتي فأنا إنسانة عصامية جدًا في حياتي، أعتمد على نفسي بالدرجة الأولى بعيدًا عن أموال أبي، كافحت كثيرًا حتى أجد لنفسي مكانًا في هذه الدنيا القاسية وبين الناس، كافحت علميًا وفي عملي وعلى جميع المستويات حتى أكون نفسي، ولست امتدادًا لاسم عائلتي أو مكانة والدي. وعندما أنظر لحياتي وأرى الطفلة الصغيرة أصبحت عضو هيئة تدريس وتتحمل مسؤولياتها كاملة بل وقد تحملت أيضا مسؤوليات والدي بعد أن تزوج إخوتي وكل منهم يعيش في دولة مع أسرته، أشعر بالفخر بنفسي وبلذة النجاح.
باختصار هناك جديد في حياتي يؤرقني كثيرًا رغم سعادتي الغامرة التي لم أشعر بها من قبل عندما خضت هذه التجربة.
أنا لم أتزوج ولم أخطب من قبل ليس لسبب سوى أني لم أوافق على أي شخص تقدم لي لأني لم أشعر أني سأكون سعيدة مع أحدهم، دائما كنت أجدني مضطرة لتحمل طباعه السيئة وإنه يجب علي أن أصبر، ولم أكن أقبل على مثل هذه الزيجات لأني أصلًا عشت حياتي أتحمل وأصبر ثم أتحمل ثم أصبر، أتحمل كل من حولي وأصبر على كل شيء، وحين جاء وقت الزواج صممت أن أتزوج من رجل أرتاح معه، صممت أن أتحمل وأصبر على المشاكل المعتادة في البيوت، وأن لا يكون الأساس أن أتزوج شخص بصفات سيئة وأعيش معه فقط لأن البنت في مصر يجب أن تتزوج.
وكان قراري عدم الزواج لأني لم أرغب في ترك حياتي المستقرة الآن من أجل حياة أقل استقرارًا وأكثر تعاسة، وعلى أي حال أنا إنسانة طموحة، وأستعد للسفر لخارج مصر عن طريق التجنس بجنسية أخرى، وأيضا أنوي استكمال أبحاث ما بعد الدكتوراه هناك.
تقابلت صدفة مع أحدهم هو شاب صيدلي ناجح عاقل ذكي وفي طريقه أيضا للتجنس بنفس جنسيتى الجديدة يصغرني بـ 3 أعوام ومتزوج وله ابن لم يكمل عامه الأول.
عندما التقيت به انتابني شعور جارف أنني أنظر في المرآة، فالرجل هو أنا بل ولعلني قطعة سقطت منه تحمل كل دلالته. ورغم صغر سنة (30 سنة) يمتلك كل مقومات النجاح من طموح وذكاء وعلم وتفكير وكل شيء، ويمتلك أيضًا شخصية ملؤها الحب والحنان والعقل ملؤها التفاهم والحوار ملؤها الرجولة. كل ذلك جذبني إليه بشدة.
في البداية لم أكن أعلم أنه متزوج وأغرمت به في نفسي دون أن أتحدث معه وبعدها علمت أنه متزوج، فقررت التنحي حفاظًا على سعادته لا أعلم؟! لكنني عندما علمت قلت لنفسي: (بارك الله له في حياته، والحمد لله أني علمت الآن)، وتمنيت له السعادة لأني كنت في هذه الفترة أحببته أكثر من حبي له، وكان منتهى أملي أن يكون سعيدًا مستقرًا ومتقدمًا في حياته، وأن أسمع أخباره لتفرح قلبي. وآلمني كثيرًا أني أخيرًا عندما وجدت الشخص الذي لطالما تمنيه أن أجده مرتبط بالفعل من غيري وأب أيضًا!!!
بعد فترة قليلة شاء الله أن أتحدث معه بخصوص أوراق وأمور أخرى، وقتها لمست أنه يحمل بداخله شيء تجاهي، ورغم تحفظي النفسي من (عفريت الحب) الذي بداخلي تجاه هذا الرجل إلا أنني وجدته يملأ حياتي، وشعرت أنه بحاجة ماسة لوجودي في حياته، وأني بحاجة ماسة له أيضًا، وما أجمل شعورك بأن حلمك البعيد شبه المستحيل قد تحقق، ويقف بين يديك.
كان الأمر غريبا فالرجل متزوج وأب؟! علمت بعدها أنه تعيس في حياته بسبب زواجه.
وهنا ننتقل للطرف الثاني في الموضوع (الزوجة): فالرجل يعمل خارج مصر اختارت له والدته زوجه بعد ارتباطه مرتين وعدم اكتمال الارتباط، وبعد الزواج أخذها معه لدولة عمله وهناك اكتشف طباعها: كثيرة النوم – قليلة الجهد – لا تهتم بشؤون المنزل، وإن قامت بعمل عايرته به –حتى ابنها لا تهتم به – تغيير حفاضات الولد لو قامت به مره تكون كارثة وأرض خصبة للمعايرة والمرة التالية على الزوج أن يقوم بها، لو طبخت في يوم لا تقوم بأي عمل أخر لأنها طبخت، تنظيف البيت ليس مسؤوليتها بل مسؤولية مشتركة، ويظل البيت حتى يوم إجازة الزوج لينظفوه سويا.
باختصار سيدة كسولة جدًا لا تهتم بحياة زوجها، ولا ابنها الرضيع، ولا تهتم سوى بالتلفاز والموبيل ومسلسل ونيس، والنوم لساعات طويلة، وشراء الهدايا من على الإنترنت، وأصبح الأمر بمقابل، فكل شيء يريده زوجها لابد من مقابل له حتى لو قرر يذاكر قليلا لابد من مقابل (اطعم الولد، اطبخ الرز وهكذا...)، وصلت الأمور أنه حتى يشتري فترة من الهدوء في البيت عليه أن يشتري هدية لها أولا.
ننتقل لحياتهم الخاصة لا توجد تقريبا حياة جنسية خاصة بينهما بالشهور الطويلة وذلك لعدم معرفتها بأي شيء بخصوص كيفية إرضاء زوجها وعدم رغبتها أساسًا في التعلم، أضف إلى ذلك كونها تشعر أنها على حق، وأنها تمسك الدين في يدها فالفتاة التي لا تطهو ولا تهتم لزوجها وبيتها وابنها تصلي كثيرًا، ومن الممكن أن تستغرق صلاة العشاء منها ساعة كاملة، وتحفظ القرآن، وتحرم كل شيء، ودائما تردد هذا حلال وهذا حرام حتى تشعرك معها أنك كافر.
ومع الوقت أصبحت حياتهم جحيم، وانعكس ذلك على حياته، وانعكس طبعًا على طموحه، وانعكس أيضًا على ثقته بنفسه، وأصبح وحيدًا، حتى أصدقاؤه والجيم ممنوع ولو تحداها حولت حياته جحيم بالشجار والعنف والسب ووصل الأمر لمد اليد أيضًا عليه.
أصدقاؤه ظلوا يزورونه فترة ثم توقفوا عن زيارته، وزوجات أصدقائه ولا واحدة منهن تصاحب زوجته، وهكذا أصبح منعزلًا تماما عن الناس، وفقد ثقته بنفسه، وفقد الضحك، وفقد كل شيء، وتحول من رجل نموذج إلى خادم في البيت، كل همه يحافظ على ابنه. أوضح لكم أنه متزوج منذ عام ونصف تقريبا، وكل هذه الأحداث وقعت في هذه الفترة القصيرة.
ننتقل إلى الجانب الثالث في الموضوع وهو ما بيني وبين هذا الرجل: الرجل طلب مني الزواج، ومصمم أن نتزوج بشكل قوي، ووضع كل ما يملك بين يدي، ومستعد لأي طلبات، ويدعمني في كل أمور حياتي، ويذاكر ويجتهد حتى يكون أفضل مني وأفتخر به، رغم أني بالفعل أفتخر به لكنه لا يريد لأي شيء أن يحول دون زواجنا. والوضع كالتالي:
- هو حاول إصلاحها بكل الطرق، ولا تغيير أبدًا.
- هي ترى نفسها صح، وكل من حولها غلط.
- أنا لا أريد له أن يتعذب في حياته بين امرأتين لأني بالفعل أحبه أكثر من نفسي أحبه لدرجة الاستغناء عنه لأراه سعيدًا، أشعر أنني وصلت لمنتهى الحب، ولا أعتقد أن هناك على الأرض أو في السماء من أحب شخص مثل حبي لهذا الرجل.
لا أعلم ماذا أفعل لحل كل هذا الوضع برمته كيف أتزوج منه وأعيش سعيدة دون الشعور بالذنب تجاه ابنه الذي سينشأ دون أمه رغم حبي له، وأنا أحبه لأنه ابن أبوه، وأراه كالملاك الصغير. كيف أتركه وأرحل؟ وكيف أكمل حياتي وأنا لا أتصور حياتي بدونه ولا أتصور أني سأجد من يمتلك روحي وكياني كما فعل هو؟ بل كيف أتركة يعيش في كل هذا الكم من الظلم والمعاناة وهو الشاب ذات الـ 30 عامًا مع سيدة لا تريد أن تتغير؟
وأخيرا أود وبصدق ومن كل أعماق قلبي أن أجرب إصلاح ذات البين بينهما فهل من سبيل؟ هل من طريقة نجعلها تتغير وتحسن لبيتها وزوجها؟ أشعر أن من واجبي أن أصلح بينهما أولا وأحاول في هذا الاتجاه قبل اتخاذ أي قرار، فهل من طريق للإصلاح؟ على سبيل المثال لو أحضر خادمة في المنزل تتولى إدارة شؤون البيت من تنظيف وخلافه سيكون حل للمشكلة؟ وأعود وأقول لنفسي طيب وحياتهم الخاصة؟ وتربية الولد حتى يخرج للمجتمع رجل صالح وليس نموذج مصغر من أمه.
وأخيرا أدخل ووالدته وحماته في مشاكله مع زوجته لأول مرة منذ زواجهما، والدته تأثرت جدا لما يعانيه ابنها وأنه أخفى عنها كل ذلك، وحماته وبخت ابنتها لأنها فقط لا تريد أن تطلق ابنتها!! ولكن في النهاية البنت نسخه من أمها في كل شيء، ولجأ أخيرًا إلى إحضار ورقة وقلم وكتب عيوبها، واتفق أمام أمه وحماته على أن تغير هذه النقاط في تصرفاتها وإلا ستكون هذه نهاية زواجهما، وكانت النتيجة أنها قامت على مضض بتنفيذ جزء من الطلب وهو القيام بالأعباء المنزلية، وبدأت تقوم بها بخيبة كبيرة لأنها ليست على دراية بكيفية إدارة شؤون المنزل، ولا ترغب في التعلم كما أنها لا تكف عن السباب والإهانات وأنها خادمة في البيت وخلافه...
ولا جدوى من الورقة ولا الملاحظات ولا أي شيء تغير مضى الآن حوالي شهر ولا تغيير فيها، وضربت بكل شيء عرض الحائط، هو يرى أنها حتى لو أنصلح حالها لن يحبها لأن به شرخ قاتل تجاهها، لكني أنا التي أصمم على محاولة الإصلاح من أجل ابنهما.
لا أعلم ربما لو أنصلحت أمورهما وزالت المشاكل بينهما يقل حبه لي، وينشغل بزوجته، وأشعر وقتها أن لا مكان لي فأرحل؟! أشعر أنني مشوشة لا أعلم ولأني لا أعلم جئتكم،
R03;وأرجو أن لا تردوني.
14/04/2011
رد المستشار
حضرة الأخت "فاطمة" حفظك الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أتقدّم منكِ بالاعتذار على التأخير في الرّد، وذلك لأسباب قاهرة. لقد قدّمتِ لنا القصّة بشكل طريف، كنتِ أنتِ "فاتن حمامة" وهو "كمال الشناوي"، ولربما وجد المخرج عندهما حلاً قد يكون أفضل من حل الطبيب النفساني الذي يكتب. فعلى بركة الله!...
أنتِ: فتاة عصاميّة تمتلك الكثير من المعطيات ولكِ الحق طبعاً بالحياة مع مَن تحبين وتختارين.
هو: اختار مَن اختار ولم يكن موفقاً. والآن هو يختار من جديد.
الطفل: لم يكن له الخيار، أتى بالرغم عن أنفه، عند والدين لا انسجام بينهما.
هي: فتاة مؤمنة عندها الكثير من عقد النقص وعدم الدراية بالأمور الدينية إلا من قشورها، وذات شخصية أنانية إلى حدٍّ ما وكئيبة إلى حدٍّ أكبر.
لربما يكون المخرج لم يُظهر الفتاة على حالتها الحقيقية، بل بعيون سينمائية مختلفة.
بقي أمامنا كمتفرّجين نحب الأفلام المصرية والهندية أن نندفع عاطفياً وتلقائياً لأن يلتئم شمل الحبيبين وتنتهي القصة بزواج سعيد، لربما يكون الإنصاف فيه أن يتخذ هذا الرجل بيتين: في واحد منهما لا يحرم الصبي من أمه، وفي الثاني يعيش حياته بسعادة مع مَن أحبّ، ويعدل ما بين الزوجات إلا إن تمرّدت الزوجة الأولى، فعندها يكون أبغض الحلال عند الله الطلاق.
ما نخاف هو أن الفيلم يمضي بعد بضعة سنوات ويكتشف "كمال الشناوي" أنه سيحب صديقة أخرى أكثر جمالاً من زوجته الثانية، وأكثر لطفا، وأكثر مالاً، وأكثر علماً، يجد فيها تحقيقاً لذاته الجديدة، وتكون "فاتن حمامة" قد كبُرت بعض الشيء، وزاد اهتمامها بالعلم والمعرفة، ولربما صارت أماً ولم تعد حبيبة، فهذا المشهد لم ينظر له المخرج، وعندها سيطلب من الجمهور الاستعانة كي يعطيه حلاً جديداً.
التساؤلات كثيرة، ولكن ما يبدو واضحاً يا أخت "فاطمة" أنك إن تزوجتِ به فسوف لن يلومكِ أحد، ولا تتأخري إذا أردتِ أن تفعلي لأن واقع اليوم ليس بحقيقة الغد. أما إن أردتِ أن أخبركِ؟ فأطمئنك بأن الدنيا مليئة بالشباب الجميل والمهذّب واللطيف والمتديّن، وهو ليس آخرهم، وأن "المكتوب على الجبين لازم تشوفو العين".
لا نستطيع أن نأخذ قراراً بدلاً عنكِ، كل ما نستطيع أن نقوله: هو أن تراعي دائماً التعامل الأخلاقي والديني مع الآخرين، وأن لا تنسي نصيبك من الدنيا. كما أن تبتغي في ما آتاكِ الله الدار الآخرة....... أفضل تمنياتنا لكِ بتحقيق أمنياتك في الدنيا والآخرة، إنه سميع مجيب
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
التعليق: أعتقد هناك سؤالان يجب الإجابة عنهم منفصلين ...
السؤال الأول.. هل يجب أن ينفصل عنها أم لا.. (بغض النظر عن الارتباط بيك)... وفي حالة الإجابة بنعم فالسؤال الثاني .. هل تتزواج أم لا.. القرار في السؤال الأول قراره هو فقط وليس لكي علاقة بالموضوع...
أما في حالة اتخاذه القرار بطلاقها, وعرضه للزواج منك ففكري في العرض لكن لا تتدخلي في موضوع الانفصال عنها لأنه لا يخصك بشيء . ولا يكون سبب الانفصال عنها هو الارتباط بك. ولكن سبب الانفصال عنها هو استحالة الحياة بينهما (فقط)...
ثانيا .. (وفي حالة طلاقه منك).. فكري هل هو الشخصية المناسبة لك لكي يجعلك تعيشين في دور الزوجة التي تتخيليه !! وهل أنت النمط المناسب له ..
ليس شرطا أن الأستاذ الجامعي يتزوج أستاذة جامعية .. ولكن المهم التفاهم في اهداف الحياة المشتركة و الايمان بنفس القيم, ووجود قدر عالي من المرونة والتفاهم بين الطرفين