سأموت لكن من المرح
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اسمي ندى، وأنا فعلا كقطرات الندى عندما تنثر الشمس أشعتها الحارقة أتبخر تماما وأصعد لأعالي السماء متناسية كل ما يربطني بالدنيا من قصص وحكايات، أطوي صفحات الماضي وأعيش حياتي لحظة بلحظة...
بدأت قصتي بزواج سريع سريع وانتهى بطلاق أسرع تماما كالوجبات السريعة، قرار الطلاق كان قراري، عدت لبيت أهلي الطلاق كان كارثة -بل جئت بأمر لم تسمع به العرب من قبل- لملمت حياتي واحتضنت طفلي الوحيد وبدأت من جديد.
أين تكمن مشكلة ندى؟ أنا مريضة بمرض المرح ومصابة بداء السعادة، ولا أعلم في قرارة نفسي إن كان هذا مرضا أو تقبلا لواقع مرير أو هروبا من الحياة، المرح أتقن المرح، لا أعلم من أين جاءتني روح الدعابة، لا أدري ما حصل، لكن قادرة على انتزاع الابتسامة وتخفيف ألمي حتى في أحلك الظروف وأقساها، قادرة على تبخير مشاكلي وإلقائها في سلة المهملات -حولت كل همومي لمادة مثيرة للضحك- حولت مسألة طلاقي لمسرحية هزلية أرسمها في خيالي كما مثلت الذكرى أمامي .
لا أعرف المزاج السيء ولا أعرف النكد والكشرة، أستيقظ والابتسامة تعلو وجهي وأنام وحالة المزاج الحسن لا تفارقني -كون لدي طفل، أنا الأم والأب له- أمضي وقتي كام مع طفلي وكأني أمارس طفولة متأخرة لربما -نبني القلاع ونرسم ونكتب حتى على وجوهنا- نتراقص ولا تسمع غير الموسيقى الصاخبة المفعمة بالحياة والنابضة بالأمل، أمارس الرياضة مع صغيري، أهتم بنفسي وبمظهري جدا، نومي خفيف جدا، بعد نوم صغيري أتسلل لأغرق الدراسة، قد يطلع الفجر وأنا منهمكة بالقراءة، ليس لدي أي علاقات اجتماعية، لا في عملي ولا في غيره باختصار، لكن يعتبرني الجميع خايبة فقط لأني مطلقة، وأضحك على خيبتي، لا يعيبني الطلاق وهذه حقيقة ومش عاوزه أبكي وأغرق في أحزان الدنيا الزائلة، ببساطة عايزه أعيش زي ما أنا عايزه، لا تلائمني الجدية المفرطة ولا أحب الظهور بمظهر لا يناسبني؟؟؟؟
هل أنا مريضة بالمرح؟ لا أدري؟ سيدي: السيدة التي تحدثك -أم عاملة- تجتهد في تربية طفلها، وهي أيضا طالبة دراسات عليا بتقدير امتياز فأين الخيابة في الموضوع؟ أخبرني أنت؟ وقد وضعت نفسي تحت مجهرك.
26/01/2012
رد المستشار
أهلا بك، تحت المجهر؛
أنا أتساءل معك تماما، وأبحث عن مشكلة لأصف لها الحل!! هل من المفترض أن تعيشي في الهم العميق، والنكد المقيم، وأوجاع الاكتئاب النفسية والجسمانية؟!!
هل نحن في نظرتنا لأنفسنا مطالبين بإقرار ما يرونه عنا، فإذا رأوك خائبة تصبحين خائبة، وإذا رأوك ناجحة تصبحين ناجحة؟!!
هل الزواج نجاح، والطلاق أو العنوسة فشل؟!
هل نحن مجرد مادة يمارس عليها هؤلاء الآخرون الانتهاك والعدوان، ونشارك نحن حين نستسلم لأحكامهم وأوضاعهم وتقديرهم؟!!
أنت حرة طبعا إذا كنت تربطين حياتك، وعلاقتك بنفسك، ونظرتك إليها، ومزاجك ونشاطك بنظرة الآخرين إليك، وعندئذ لا محل لسؤالك لأننا لا نملك تغيير أحكام الناس، ونظرتهم لك أو لغيرك!!!
في الطب النفسي هناك تصنيف للمرح الزائد بوصفه اعتلالا، لكن شروط اعتباره اعتلالا لا تبدو منطبقة على حالتك، كما وصلني من سطورك، والكلمة الفصل في التشخيص الطبي تبقى للطبيب المتخصص أو الطبيبة من خلال الفحص المباشر، فهل فعلت؟!!
الطلاق لا يعيبك، ولا نظرة الناس، ولست مطالبة بأن تكوني غير نفسك، وأن تعيشي تجارب حياتك، وتتعلمين مما قد بعتبره الناس فشلا، كما تتعلمين مما قد يعتبرونه نجاحا، سواءا بسواء، وهكذا الإنسان العاقل كما يريده الله، أما الكآبة، أو التعلق بأحكام الآخرين، أو العيش في الثوب أو القناع أو الأشكال التي يعتبرها الناس جواز المرور إلى القبول الاجتماعي، ورضاهم عنا، فلا قيمة لها، إلا ما نقرره نحن نختاره بمحض إرادتنا.
الأهم أن تكوني راضية عن نفسك، وعن ربك، تتعلمين من كل تجربة، ومن كل درس يمر بك، وتراعين طفلك، وتواصلين العمل والدراسة، والاهتمامات، وإذا تأكدنا من أن مرحك هذا هو من تجليات البهجة الداخلية والرضا والسلام النفسي، وليس تجليا لاعتلال نفسي، أو مقدمة له، أقول إذا تأكدنا من هذا فإنني أشجعك عل مواصلة البهجة والنشاط، وأدعو الله أن يمن عليك براحة البال، وبتجربة حب وزواج جديد يشبعك مرحا أو يعلمك درسا، وفي كل خير!!!
التعليق: طبعا بعد كلام الدكتو ر مفيش كلام
بس أنا عاوزه أقول لك بجد من غير حسد أنا نفسي أبقى زيك
نفسي أخلق من مشاكلي فرح بس مش عارفة
لو تعرفين أنا من كثر الاكتئاب أنام ليل ونهار ولما بقوم بحس بحرقة وقهرة من كثر الحزن
احمدي ربنا وعيشي حياتك ولا يهمك واعرفي إن الناس ما بيرضيهمش حاجة يعني لو عيطتِ واكتئبت هيقولولك ليه عاملة في نفسك كده ويقولوا يا حرام بتعيط من فشلها ولو فرحت هيعيبوا عليك برده يبقى اعملي اللي يرضيك ويفرحك وطز في الناس