حياتي انقلبت على عقب بسبب أعراض جسدية لا يراها الأطباء
السلام عليكم،
أنا شاب في ال 22 من عمري أكبر إخوتي أعيش مع أمي وأخواتي معا منذ انفصال أبي وأمي مع العلم أني متعايش جدا مع حالتي الاجتماعية، أعمل كمبرمج حر راتبي حلم لأي شاب في عمري ولأني لا أستطيع العمل جيدا بسبب الأسباب التي سأذكرها لاحقا.
منذ 5 أسابيع بالضبط كنت طبيعي جدا استيقظت بعد ساعتين من النوم على ضيق في النفس وعدم قدرة على التنفس أو بلع الريق هلعت جدا وذهبت إلى المستشفى قال لي الطبيب أني سليم وأنه برد وسيزول وأعطاني بعض الأدوية التي لم تؤثر علي، من يومها وأنا أعاني هذه الأعراض الجسدية:
- ضيق تنفس
- صعوبة في البلع
- ضعف وهذيان
- عدم القدرة على التركيز وعلى الانتباه،
- عدم الرؤية جيدا كما كنت سابقا،
- وجع في البطن، وتقلصات وأصوات من المعدة، أحيانا الوجع أعلى البطن وأحيانا أسفلها وأحيانا في الجانبين،
- إسهال ولكنه ليس مستمرا يأتي ويذهب
- أوجاع في الصدر متنقلة
- وجع في الحلق
- وجع الأذنين، وصداع متنقل أيضا ولكن الأغلب وراء الرأس
- أصعب مشكلة الدوخة وكأني أمشي على الماء في الأشياء والحوائط تتموج حولي وهذا العرض لا يتوقف أبدا حتى أنني أحس بنفس الإحساس وأنا جالس أو نائم لا أستطيع الراحة في الجلوس إلا عندما أسند رأسي على شيء
- عند سماع أي صوت عالي ومفاجئ أحس بأن أحدا ضربني على رأسي بفأس
الأعراض ليست مستمرة متنقلة أحيانا في الصدر أو البطن أو الحلق أو الأذن ولكن الدوخة مستمرة
ذهبت ل 5 أطباء باطني وصدر وأنف وأذن وكلهم قالوا أني سليم عملت تحليل cbc وتحاليل غدة درقية وكانت مطمئنة. عملت أشعة على المعدة والمريء وكانت سليمة وأشعة على الصدر عند دكتور الصدر وأيضا كنت سليمة... منذ أن بدأت معاناتي بدأت في الاكتئاب لا أخرج مع الأصدقاء كما كنت أفعل في الماضي حاولت الخروج مرة ولكن أحسست بدوخة كبيرة وضيق في التنفس.
أصبحت عصبي جدا ولا أبالي، لأني أشك بأن عندي مرض خطير إيدز (مع أني لم أقم بأي علاقة) أو سرطان أو تصلب عصبي أو مرض في الكلى أو في الكبد وبحثت مرارا وتكرارا عن هذه الأمراض في الإنترنت أصبحت خبيرا في تلك الأمراض وأعراضها ولكن كل الكآبة والحزن والعصبية جاءت لي بعد بداية هذه الأعراض.
أخذت أدوية كثيرة ولم أشعر بأي تحسن قال لي أحد أطبائي أنها حالة نفسية وبدأ في سؤالي إذا كنت أعاني من مشاكل في الحياة؟ قلت من المشاكل العادية في وطننا العربي وأيضا كان يوجد مشكلة عائلية لست أنا طرفا مباشرا فيها كانت أمي هي الطرف المباشر فكنت متوترا قليلا ولكن هذا من قبل الأعراض بأسبوع تقريبا.
لا يوجد عندي مشكلة أن يكون مرض سيكوماتي أنا فقط أريد العلاج أريد أن أرجع كما كنت أحس الآن كأني حلم أريد يوقظني أحد من هذا الكابوس المزعج كأني عائم على ماء الحياة بلا معنى أشك الآن أنه ربما مرض في الكلى أو الكبد والمخ أو العين هل هذا مرض نفسي؟ هل يوجد له علاج؟
أعرف أني أطلت عليكم
وشكرا مقدما
23/11/2012
رد المستشار
استشارة أولية Initial Consultation
تعريف المستخدم Identification : مبرمج حر يبلغ من العمر 22 عاما يسأل عن مجموعة أعراض تنتمي في مجموعها لمتلازمة أعراض القلق ويصفها بأنها أعراض جسدية لا يراها الأطباء.
التاريخ الطب النفسي Psychiatric History : بدأت المعاناة بنوبة أيقظت المستشير بعد ساعتين من النوم على ضيق في النفس وعدم قدرة على التنفس أو بلع الريق،... وصاحب ذلك خوف شديد وبالعرض على طبيب بالمستشفى تمت طمأنة المريض، إلا أن المعاناة استمرت في صورة أعراض قلق جسدية (آلام مختلفة، صعوبة في البلع، واضطراب في القولون، ودوخة مستمرة) لمدة 5 أسابيع يصاحبها أعراض معرفية متمثلة في (الخوف من المرض، وضعف في التركيز)، وبعض الخوف من الخروج.
التاريخ الطب النفسي السابق Past Psychiatric History :لا يوجد.
التاريخ الطبي Medical History :عرض المريض نفسه على أكثر من مختص بالأمراض الباطنية، والأنف والأذن إضافة لطبيب الطوارئ وتم عمل العديد من الفحوص الطبية وكانت جميعا طبيعية.
التاريخ العائلي Family History :لا يوجد تفصيل عن التاريخ العائلي.
الظروف الاجتماعية الحاضرة Current Social Circumstances :يعيش مع أخته ووالدته بعد انفصالها عن والده ويعمل "مبرمج حر" ومن الواضح أن للأعراض الحالية أثرا سلبيا على أدائه الوظيفي.
التاريخ الشخصي Personal History :
٠ الولادة – بداية التعليم Birth – Schooling :لا يوجد.
٠ سنوات التعليم School Years :لا توجد إشارة لاضطرابات نفسية سابقة.
٠ تجارب مهنية Occupational Experiences :لا توجد أي تفاصيل.
٠ علاقات اجتماعية Social Relations :من الصعب الاستنتاج عن وجود علاقات اجتماعية.
٠ استعمال المواد الكيمائية المحظورة والكحول Illicit Drug Abuse and Alcohol : لا يوجد
٠ مشاكل مع القانون Forensic History :لا يوجد.
٠ الشخصية Personality : بما هناك ما يدعو إلى الشك بأن شخصية المستخدم كانت تميل إلى القلق في السابق، حيث أن استجابته الوسواسية لتهديد المرض بأن بحث وقرأ حتى أصبح خبيرا كما يصف نفسه هي عادة استجابة الشخصيات الميالة للقلق.
الحالة الذهنية Mental State : يصف المستشير أعراض قلق (جسدية، ومعرفية).. ويصاحب أعراض القلق مزاج اكتئابي.
التشخيص Diagnosis
اضطراب قلق غير معرف Anxiety Disorder NOS
إذا استمرت - دون علاج- هذه الأعراض فبقيت بنفس شكلها الحالي فلم تتكرر النوبة، ولم تتطور الأعراض باتجاه معين مثل قلق الصحة الوسواسي أو الامتناع التام عن الخروج أو اشتراط وجود مرافق...إلخ فإن تشخيص اضطراب القلق المتعمم Generalized Anxiety Disorder GAD سيكون ممكنا بعد حوالي خمسة أشهر، أما إذا تكررت النوبة وزاد خوفه من الخروج فربما أمكن تشخيص اضطراب هلع.
الصياغة Formulation : ذكر في بداية العقد الثالث من عمره يعاني منذ خمسة أسابيع من أعراض قلق جسدية ومعرفية وسلوكية (متمثلة في تكرار العرض على الأطباء طلبا للطمأنة) وكل هذا بدأ بعد نوبة ليلية ربما تكون نوبة هلع، لا يدرك المستشير طبيعة هذه الأعراض ويسأل هل يمكن أن تكون نفسية وهل لها علاج؟.
المخاطر Risks : لا يوجد .
التوصيات Recommendations
٠ شكراً على استعمالك الموقع وأتمنى لك الشفاء العاجل.
٠ تنضوي معظم الأعراض الواردة في إفادتك إلى متلازمة أعراض القلق، فأما البداية فربما كانت نوبة هلع أيقظتك من نومك إلا أنك لم تذكر من الأعراض ما يكفي لتشخيص مؤكد لتك النوبة، كذلك لم تشر إلى وجود خوف واضح من تكرار النوبة، وهو ما يجعل تشخيص اضطراب الهلع غير ممكن في حدود المعلومات المتاحة.
٠ تفين إفادتك استمرار تفكير أغلب الأطباء بنفس طريقة العامة وعدم فهمهم لوجود أسباب مادية في كثير من الأحيان للقلق، فضلا عن انخفاض مستوى الوعي النفسي لدى أغلبهم بما يجعلنا نتساءل في دوامة الهلع: أين حقوق المريض العربي؟؟!
٠ أنصحك بالبحث عن طبيب ومعالج نفساني يحسن العلاج المعرفي السلوكي إضافة إلى العقاري وأقترح عليك قراءة ما يلي من ارتباطات ستفيدك إن شاء الله:
الهلع والجهل وانتهازية الأطباء مع الشكر
القلق المتعمم وتغيير الإيقاع
القلق المتعمم: مزمنٌ تؤججهُ الكروب
الأعراض الجسدية للقلق المتعمم
القلق المتعمم في الخلفية: خذ عندك!
نوبات الهلع: عرضٌ أم تشخيص!؟! مشاركة1
مريض نوبات الهلع: كم طبيب ما نفع؟
من نوبات الهلع إلى رهاب الساحة مشاركة
الطريق من نوبات الهلع إلى الاكتئاب
الخوف المرضى من المرض
التعليق: لماذا أنت مكتئب؟ ولماذا تبحث عن أعراض هذه الأمراض التي ذكرتها؟
كم أنت صبور في الذهاب إلي كل هؤلاء الأطباء وعمل كل هذه الفحوصات!
هل تعلم أنه توجد أعراض أخرى للقلق لم تصبك فاحمد الله تعالي، ولم الخوف؟ فلن يصيبك إلا ما كتب الله تعالي لك، فقط كن شفافا واسمح لهذه الأعراض أن تمر بسهولة، ولا تنزعج منها أو تقاومها أو تعترض علي حدوثها.
بالمناسبة، أود أنا أشكر نوبات الهلع، فهل تتخيل أن أول نوبة هلع كانت السبب في يقظة قلبي والتفاته للآخرة، وإدراك حقيقة الدنيا، ومعرفة المطلب الأول منا فيها، فقد قال تعالي:"وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون".
أعلم أعراض القلق جيدا فنحن أصدقاء من عشرات السنين، دوخة القلق مزعجة، وأحيانا تكون معيقة، ولكنني لا أستسلم لها ولا أوهم نفسي بأنني مريضة، بل أرتاح بعض الوقت ثم أقوم وأنا عندي عدم اتزان وقد أقع على الأرض، لأتعامل وأتحدث وأضحك، وأخرج فأتحسن ولو لبعض الوقت. و أؤكد لك من تجربتي القديمة أن أعراضك هذه ستزيد حدوثا و إزعاجا كلما فكرت فيها أو ركزت عليها أو راقبتها أو توقعت أو ترقبت أو خفت حدوثها "مثل قبل خروجك من البيت"، لأن الخوف من حدوثها سيزيدك قلقا و هكذا