علاج الكراهية وعدم التقبل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
مشكلتي هي القرب من سلفتي (زوجة أخي زوجي) في السكن فهي تسكن في الطابق الذي يعلو بيتي ولأن مشكلة التقارب في المعيشة لن يحل أبدا وهو شيء لن يتغير أبدا فأريد منكم مساعدتي على التأقلم والتعايش معها لأن عدم ذلك يشعرني بقلق في حياتي اليومية وعدم استقرار وبحزن وكآبة هي تقاربني بالعمر اتخذتها صديقة وأخت في بداية تقارب سكننا وفرحت كثيرا لقربها.
مع أول مشكلة بيننا بدأ حبي لها ينقص وتتضح معالم نفسيتها المريضة أكثر فكانت تتهمني دائما بأني أقلدها بكل شيء مع أنها في واقع الحال تقلدني كثيرا وهذا لم يكن يشكل عندي أي إزعاج وكانت وما زالت تعبر عن عدم رضاها عن تقليدي لها... ولكني صدقا لا أقلدها أبدا بل هي تتخيل ذلك فمثلا كمثال صغير إذا أنا اشتريت قطعة ملابس موجودة بأغلب محلات المدينة وكان لديها واحدة تشبهها فقط شبها... تغضب وتتهمني بالتقليد... فأجد نفسي محتارة فيها كيف تتهمني بشيء يشتريه كل الناس... أي أنها لم تفعل أو تقتني شيء مميزا لدرجة أن لا أحد يشتريه أو يفعله!!
هل أحرم نفسي من الأشياء الجديدة التي تأتي إلى الأسواق خوفا من اتهاماتها وقولها المشهور "أنا لا أحب أن يرتدي أحد مثلي" ومع ذلك فقد أصبحت أتجنب أن أذهب إلى الأسواق ذاتها التي تذهب هي إليها وأتجنب أن أفعل أي شيء تقوم هي به بل وأحرم نفسي منه أو أؤجله ومع ذلك ما زالت الاتهامات تتوجه إلي منها لأتفه الأسباب تعاتبني وتتهمني وبعد ساعات تأتي وتعتذر وتعترف بخطئها... أتبسم لها وفي قلبي غصة من تصرفاتها المعتادة وأقول لا بأس! وأشرح لها أن هذه الاتهامات غير واقعية فتنتهي عن أفعالها وبعد فترة تعود لها وأنا بكل مشكلة تفعلها لي أبغضها أكثر وأتألم منها أكثر والمشكلة أنني لا أستطيع مقاطعتها لأننا نجتمع أغلب الأيام عند أم زوجي ويوجب علينا أن نكون أمامهم دون أي خلافات وهي تحادثني وتمازحني وكأن شيئا لم يحصل...
أما أنا أتكلم معها رغما عني ولا أشعر بالسعادة في المكان الذي تتواجد هي فيه أبدا بل أشعر بالكآبة والحزن والكراهية ورغم كل ذلك إذا سافرت أنا تسافر بعدي مباشرة وإذا اشتريت قطعة أثاث فإنها تشتري مثلها مباشرة وإذا نويت أن أقضي ما أفطرت في رمضان تقرر أن تقضي هي أيضا!! وإذا عملت ريجيم تفعل هي أيضا!! حتى أنها تقتبس أسلوبي بالكلام والتعامل!! نعم لم أكن أنزعج من تقليدها وأشعر بأنه أمر عادي... ولكني أحس أن العدوى بدأت تنتقل لي وأشعر بالغضب عند تقليدها هذا الواضح أنا لم أعرف معنى الكراهية قبل ذلك لم أكن أكره أحد لذلك أريد حل لمشكلتي حتى لا أشعر بالحزن وأن حياتي في بيتي الخاص غير مستقرة بسبب أنها قد تدق بابي بأي لحظة وأضطر أنا إلى التعامل معها وكبت غضبي منها حتى أني أقرف أن آكل شيء هي صنعته... أجد نفسي أبغض كل شيء من طرفها!
وجزاكم الله خيرا
13/01/2013
رد المستشار
حياك الله؛
تعلمين عزيزتي أن الحياة لا تخلو من المنغصات، فما هو أسلوك المفضل في التعامل مع هذه المنغصات والمشكلات، وهل هو مناسب في التعامل مع هذه القريبة المزعجة. تتعدد استراتيجيات التعامل المناسبة حسب التفضيلات الشخصية وحسب نوع المشكلة، وفي مشكلتك الحالية أرى أن التجاهل هو أفضل استراتيجية.
لن تتخيلي مقدار سهولة التخلص من شعورك بالضيق بمجرد تغيير فكرتك عن الأمر. اقتربت منها وهذا السلوك السوي ولكن لم يعجبك ما عرفته عن شخصيتها وهو ما يتطلب منك أن تقنني علاقتك بها فلا مجال في العلاقات الأسرية للقطيعة. اشغلي نفسك بوضع قواعد للتعامل معها فلا تبادري بالذهاب لمنزلها دون تنسيق سابق على الهاتف وكذلك اطلبي أن تكون زيارة منزلك مهما كانت خاطفة ومختصرة متفق عليها مسبقا هذا يسمى رسم القواعد ووضع القوانين وليس فقط فيما يخص الزيارات بل لغيرها من جوانب التعامل، ستقاوم تطبيقها ولكن مع الوقت سيتعودون أسلوبك إن فرضته بسعة صدر وصبر ولا تجعلي هذه القوانين مقصورة عليها بل على الأقارب الآخرين ممن يسكنون بجواركم، فالقرب أحيانا يزيد من فرص الاحتكاك بدل أن يحقق الألفة والود المنشودان.
لا تتركي لها مجال لتنغص عليك عيشك أو تعكر مزاجك فذلك هدر غير مبرر لطاقتك، راجعي نفسك وحددي قيمتها في حياتك، هل هي مهمة لتحرصي على رضاها أو تتأثري برأيها، تذكري بأن رضا الناس غاية لا تدرك. ذكري نفسك بالآية الكريمة "ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض" تعلمي من سلوكها السالب تقدير سلوكك الموجب واحرصي على مد جسور الود بينك وبين غيرها من الأقارب المحيطين بك، اجعلي من سلوكها السالب نحوك دافعا لتكوني أكثر رقيا في التعامل من باب استغلال طاقتك النفسية بما هو مفيد.