السلام عليكم ورحمة الله
نعيش في مجتمع يعتقد بأنه مجتمع ملائـكي ويستطيع الحكم على أمر لا يعجبه بالسيء، مجتمعنا يعتقد أن قلوب الفتيات خالية من العاطفة وأنه يجب على ذلك القلب أن لا ينبض سوى بالأوامر التي يعتقدها ذلك المجتمع الغريب، للأسف كان ذلك اعتقادي لأنه من عاشر قوم 40 يوماً صار وأنا عشت في ذلك المجتمع منذ ولادتي، كنت أهزأ وأسخر من كل شاب يقول أنه يعشق فتاة، كنت أجزم أن كل فتاة أحبت إنسان ولو كان حباً عفيف أنها فتاة عاهرة، كنت ذلك المراهق الواثق من أنه لا يوجد فتاة تحادث شاباً إلا ولديها خلل وأنها لا تستحق العيش لأنها خاينة لأهلها وكنت أردد أنه لا يوجد الآن حب وأن الحب فقط اقتصر على قيس وليلى وعبلة وعنتر وعشاق ذلك الزمن.
تعلمت كثيراً في صغري أن من يهزأ بإنسان مبتلى يصيبه الله مثله لكن يبدو أنني لم أعي تلك النصائح لأنني كنت سليط اللسان على من يتحدث إلى فتاة وأقول له جملة مشهورة كثيراً في السعودية كل الشباب يرددها دون أن يعلم ماذا تعني وهي (إذا حبتك بنت بتحب غيرك أكيد) أو (أحب وحده لكن أتزوجها مستحيل) أو (كيف ما تخونك بعدين وهي خانت أهلها)، مع العلم أنني كنت أشعر بحاجة إلى فتاة أو أعتقد أنني كنت أشعر بفراغ عاطفي لا أعلم أي تناقض كنت أعيش فيه قبل أن أتحدث بقصتي إليكم ياخبراء علم النفس أرجوكم لا تعتقدوا أو تفسروا بأن حالتي حالة مراهق أو أنها كتلك الحالات التي نسمع عنها والتي شوهت معنى العشق.
والله ثم والله لم أتحدث بقصتي لأحد ولا لأقرب الناس (إلا لشخص من الجنسية الهندية لا يعلم ماذا يوجد في مجتمعنا وكان عن طريق الدردشة الخفيفة ولم أدخل معه في التفاصيل) خوفاً على حبيبتي من تتهم في شرفها (حسب العادات عندنا) أو أن يتلفظ عليها أحد بمجرد لفظ لذلك جعلت المعاناه بيني وبين ربي لأنه وحده يعلم مافي القلوب ولأنه لدي قاعدة ربما كانت الشيء الإيجابي الوحيد وهي (إذا حبيت وحده استرها) وبما أن موقع مجانين الرائع لا أحد يعرف آخر فيه قررت أن أستشيركم وأن آخذ برأيكم فقط فيما حدث ليس لأن أستشيركم ويشكك أحد في عشقنا ووفائنا لبعضنا أنا وتلك الفتاة فوالله لا يعلم إلا هو مدى ذلك العشق النقي الخالص لوجه الله الذي لا يتبعه أي مصلحة، ولأنه أمر منتهي ومفروغ بالنسبة لي وأنه عشق قلوب وعشق أرواح قد يكون نادراً في هذا الزمان.
البداية كنت عضواً في منتدى وهي كذلك، كنَا نحمل نفس الأفكار ونهزأ من الأعضاء الذين يتباهون بعشقهم لبعض، كانت ذات خلق وكان دائما ماتميل إلى المواضيع الإسلامية والتعلقيات في القسم الإسلامي وكنت مدمن كرة قدم واهتمامي في مواضيع أخرى، كانت شديدة التدين وربما لا تسمح لأحد بالاقتراب منها لدرجة فأعجبت بأخلاقها رغم كرهي لذلك التشدد، وكانت تعلق على ما أطرح ويعجبها طريقة تناولي للمواضيع، التقينا لأول مرة في الشات ويعلم الله أنني احترمتها واحترمت نفسي معها فبدأنا المحادثات السطحية الروتينية وكالعادة يأخذنا الحديث إلى أن يكتشف كل شخص صفات الشخص الآخر، أصبحنا نتحدث في أمور الحياة وعن صفات كل واحد فينا ولم نتحدث لو لحظة واحدة عن أي أمر يخص الإعجاب أو العشق فقط كان هناك تبادل للمديح استمرت تلك المحادثات فترة كان عمري حينها 20 عاما وكانت تكبرني بحوالي الثلاث سنوات كنا نكابر بشدة في أنفسنا بأن هناك إعجابا من الطرفين رغم أنه أصبح هناك نوع من الإدمان إلا أننا لم نعترف بذلك الشيء واستمرينا في تلك المحادثات مبررين ذلك بأنه صداقة ونحن في الأساس لا نؤمن بالصداقة بين الذكر والأنثى!!!
وقتها عاهدت نفسي أن لا أسيء إلى هذه الفتاة مهما طال الزمن أو أن يلحقها أي ضرر مني لأنها على خلق وتربية رائعة، لم يكن هناك أي ضغط على بعضنا بخصوص المحادثات اليومية يعني أن العلاقة قائمة على تقدير ومراعاة ظروف الآخر فمثلاً إذا كان أحدنا مشغول فالطرف الآخر لا يتضايق أو يضجر لأنه لم تتم المحادثة في نفس اليوم، في يوم من الأيام كنت على مشارف عمل جديد وكان هذا العمل طويل الوقت ولم أكن أملك حاسب في منزلي وبالتي من الصعب أن أذهب إلى المقهى كما كنت في عملي السابق فكنت أوهم صاحب العمل بأنني على رأس العمل وأسرق ساعة من أجل المحادثة مع تلك الفتاة، أخبرتها بذلك الأمر ولم يستطيع كبريائها أن يمنع دموعها ومن حسن الحظ أنني لم ألتحق بذلك العمل وقتها علمت أن هذه الفتاة تحمل في قلبها مكانة عظيمة وكنت أنا أيضاً أحمل لها هذه المكانة لكن الكبرياء قاتلة الله لم يكن يسمح لأحدنا بالتعبير.
غيرت في نظري مفاهيم التشدد وغيرت في نظريتي بأن أي فتاة تتحدث معك لابد وأن تتحدث إلى غيرك، فهمت أن لكل فتاة قلب ومشاعر وأنه ليست كل فتاة أحبت هي عاهرة! من الطبيعي أن كل من يقرأ هذه السطور يقول هذا سخيف يعشق إنسانة لم تتعدى علاقته به شاشة الحاسب، حتى أنتم ياخبراء النفس تقولون ذلك لكن والله أنه عشق روح لروح وقلب لقلب قبل أن يكون عشق لجمال أو لمصلحة لا أريد أن أطيل عليكم لكننا تعمقنا مع بعضنا وأصبحنا مدمنين لبعضنا دون الاعتراف بالحب نسهر الليالي حتى شروق الشمس ونكذب ما تقوله قلوبنا بأننا أصبحنا مجانين ببعضنا مع العلم أننا إلى الآن لم نتحدث إلى بعض بكلمة حب أو إعجاب واستمر المديح بيننا وكأن كل واحد منا يمدح صديق له، ولم تبدأ لحظة البوح بعد شجار حدث بيننا بسبب غيرتها التي لم تخفيها بسبب أنني تحدثت إلى فتاة أخرى هي لم تكن تطيقها فهي شديدة الغيرة بدرجة لا أستطيع وصفها، كانت ردة فعلها قوية جداً، حينها سألتها تحبيني؟؟
قالت لي أنا ما أحبك أنا أموت فيك ومن ذلك اليوم انفجر ذلك البركان الذي كان يختبئ في قلبي وقلبها، فعلا حالتنا تشبه شخص تائه في الصحراء شارف على الموت ووجد ماء بارد كيف ستكون ردة الفعل؟؟
استمرينا مع بعضنا وعشنا أروع دقائق حياتنا حب سري لا يعلمه إلا أنا وهي والله ثالثنا، حرمت على نفسي أن أضرها لا بصغيرة ولا بكبيرة فقد كانت تشاهد صوري وأنا لم أطلبها أي صورة لها لأنني لم أرضى عليها بالخطأ سلمتها قلبي واستلمت قلبها، كنا كل يوم نتحدث إلى بعض وإن كان أحدنا مشغول نكتفي بالرسائل، لم أتحدث إليها وأسمع صوتها سوى مرات قليلة أصبح كل واحد فينا يعرف أدق التفاصيل عن الآخر، أحدثها وتحدثني بأمور لا نستطيع التحدث بها مع أحد، لا أبالغ أننا أصبحنا كزوجين عن بعد لمدة لا تقل عن السنة والنصف ولن أخبئ أننا كنا وبعد فترة من العشق نتحدث بألفاظ جنسية تثيرني وتثيرها بل ونتخيل وكأننا في جماع حقيقي لكن لم يتغير شيء في العلاقة ولم تكن شرط تلك التخيلات يعني أننا لم نجعل حبنا رهينا لتلك التخيلات أو بالأصح لتلك المصلحة، كان عالم آخر لأننا طوال اليوم يطمئن أحدنا على الآخر.
وعلى كثرة الفتيات والتي أستطيع أن ألتقي بهم إلا أن قلبي كان أسيرا لهذه الفتاة كما كان قلبها أسير لي كنا نعلم بأنه سيأتي يوم وستنتهي العلاقة وكنا نمني النفس بالزواج لكن المصيبة كيف سأتقدم لها وماذا سأقول لأهلها وكيف سأتحدث مع أهلي بأنني أريد الارتباط بفتاة عرفتها عن طريق الإنترنت مع العلم أنها كانت في نفس المدينة التي أسكن فيها، كان لدينا يأس لكنني أخبرتها بأن لا تقلق حيال أهلي لأنني إن أزلنا عقبة أهلها سأزيل عقبة أهلي بطريقتي، وكما أخبرتكم بأن حب الفتيات في مجتمعنا كالزنا تماماً، كنا نخشى اللحظة التي سيأتي في رجل يتقدم إليها لكن لا نعلم ما هي الطريقة أصبح كل واحد منا مدمن ولا يستطيع التوقف عن ذلك الإدمان، ونحن نعلم أنها أيام وقد يأتي من يعكر صفونا لأنه شبه مستحيل التحدث إلى أهلها بهذا الأمر فقد كانت تقول لي (يمكن أنضرب إلين أموت) وأنا عاهدت نفسي بأن لا أضرها، الآن نحن بين نارين نار عشقنا ونار الفراق المنتظر، لم يكن لدينا أمل إلا معجزة من الله عز وجل لكنه لم يقدر ذلك.
بعد السنة والنصف أتى أول عريس لها وأخبرتني وأصبنا باكتئاب شديد فلا نستطيع ترك بعض ولا أريد أن يضيع عمرها وأنا السبب في ذلك، مرضت بشدة وأغمى عليها ومن رحمة الله رفض أهلها ذلك الشاب لأسبابهم الخاصة، فرحنا ولكني خشيت أن يمر بها العمر وهي معي دون أن أستطيع أن أفعل أي شيء بعدها بفترة تقدم لها قريب لها وتحدثت إليها وهي تبكي وحاولت إقناعها بأن ترضى بقدر الله وأنا أنفطر عليها حزناً لكنها رفضت وأرسلت رسالة للشاب دون علم أهلها بأنها لا تريد الارتباط في الوقت الحالي وذهب الشاب وغضب ولي أمرها بسبب ذلك، وأصبحت في حالة سئية بسبب ماحدث لتلك الطاهرة بسببي إضافة إلى ذلك عشقي المجنون لها، وفي يوم حلفتها بالله أن لا تضيع عمرها معي على الإنترنت وأنني عاهدت الله أن لا أكون سبب في ضرر لها وأجبرتها وبعد جهد جهيد على القبول بالعريس الثالث الذي سيتقدم لها.
ومع أنني اتخذت عهداً على نفسي بأن لا أضرها إلا وأنني قد سببت لها تعباً نفسياً بسبب حبها الشديد لي لكن لم يكن مقصودا ماسببته لها لدرجة أن أهلها ذهبوا بها إلى أحد المشايخ في السعودية خوفاً أن يكون قد صابها المس، أتى العريس الثالث وانتكست حالتي وحالتها علمنا أن هذا هو الفراق وهذه هي النهاية، كان هناك ضغط شديد عليها بالزواج من أهلها وضغط مني، قد يستغرب حتى الطفل مني كيف تعشق فتاة وتأمرها بالزواج، لكن ذلك أهون من أن تضيع بسببي، فقد تعبت وذهبت المستشفى مرات عدة بسبب هذا الموضوع آخر أيامنا لم تكن سعيدة فوالله كان الغم رفيقاً لنا في كل ساعة غير أننا نتشاجر شبه يومي على أتفه الأسباب.
وقبل ملكتها بيوم توادعنا الوداع الأخير وذهبت إلى ذلك نصيبها، كان الله في عونها فهي مجبورة أن تعيش مع شخص وقلبها مع آخر أما أنا فلعل الله من رحمة الله بي أنني لا أريد الزواج حاليا ولا زلت أدرس في الجامعة لذلك سأبقى وحيداً ولن أسمح لفتاة الدخول مكانها، وأحيانا أتوهم وأقول قد يحدث شيئا يرجعها لي حينها سأتزوجها بأي طريقة.
المشكلة أنها لازالت بين كل فترة وفترة بعيدة تراسلني لكي تطمئن علي وأنا لا أريد ذلك، لأنني لا أرغب بأن تكون تلك الفتاة الخائنة بنظر زوجها أو غيرها، فأصد عنها ولا أكلمها وأحاول أن أختفي عنها بشتى الطرق ولا أعلم مالقادم وقد قررت أن أغير كل شيء تعرفه عني كالفيس بوك ورقم هاتفي وغيره لكن لم أجده حل
ولا زلت في حيرة والله أعلم ما هو القادم هل تصرفي كان صحيحاً؟؟
أم أنني أخطأت، وماذا أفعل إذا أرسلت لي مستقبلاً؟
24/01/2013
رد المستشار
السلام عليكم؛
لسنا في وارد ولا موضع الحكم على الناس بما كان منهم ولكنا نحرص على توجيه ما سيكون. ليست كل فتاة تحب عابثة أو سيئة الخلق وطالما عارضت الازدواجية في المعايير الاجتماعية التي تسمح وتتسامح مع عبث الرجال وتحمل النساء عبء الإثم. قد يتعلق القلب دون إرادة منا ولكن يبقى سلوكنا تابعا لأحكام العقل فإن خالفنا العقل فنحن مسئولون عن هذه المخالفة.
كلاكما مسؤول عما ألم بكما من تعلق وما تبعه من ألم، وقد تكون مسؤولا أكثر منها عما آلت إليه العلاقة بينكما فهي لا تملك التقدم للزواج منك ولكنك كنت تملك هذا الحق وتخليت عنه لأسباب واهية تسوقها لنفسك لترضى عن ذاتك بحجة كيفية الإعلان عن تعارفكما، لقد نشئت في ثقافة الخليج المحافظة ولست من تلك الأسرة المنفتحة فكيف كنت تقضي الساعات معها وتتبادلان كلام العشق وما هو بعده دون أن تفكر بالارتباط بها أو كيف سمحت لنفسك بأن تنزلقا لهذا المستوى دون حتى وجود نية في الارتباط مكتفيا بتشجيعها على الزواج معتبرا أنها شهامة منك.
يجب عليك بالطبع قطع العلاقة معها كي تفسح لها المجال لتنسى وتستقر في حياتها التي اختارتها. أخبرها بقرارك هذا ولا تظهر لها معاناتك وذكرها بأن ما تلاقيانه من ألم هو كفارة للتجرؤ على حدود الله فلا تتمادوا. اقطع جميع وسائل الاتصال بينكما وتخلص مما قد يكون مخزنا عندك من رسائلها وانصحها بهذا أيضا كي تفسحا مجالا للنسيان ليس من أجلها فقط ولكن لمصلحتك أيضا فما الفائدة من لوعة القلب، وها قد عرفت أن القلوب تميل وتعشق ما بقي البشر أحياء فاعقل قلبك بعقال العقل إلا فيما أباح الله من الحلال البين.
واقرأ أيضًا على مجانين:
عندما يصلح الحب يصلح السلوك !
قصة من أجمل القصص
التعليق: لا أعرف ماذا تقصد بالضرر حين تقول (وأنا عاهدت نفسي بأن لا أضرها) ؟ أي ضرر أكبر مما ألحقته بها بالفعل حين ظللت في علاقة تعرف بينك وبين نفسك أنك لن تنهيها بطلب الزواج منها ؟ علاقة فيها ما يغضب الله (أصبحنا كزوجين عن بعد لمدة لا تقل عن السنة والنصف ولن أخبئ أننا كنا وبعد فترة من العشق نتحدث بألفاظ جنسية تثيرني وتثيرها بل ونتخيل وكأننا في جماع حقيقي ) ليست ضررا ؟!
في الحقيقة ألوم فتاتك لأنها لم تفطن لعزوفك عنها ولم تفطن لحقيقة أنك لم ولن تتزوجها ليس لأنك أصغر منها سنا وأنك ما زلت طالبا وإنما – هذا رأيي الشخصي - لأن نظرتك الأولى للفتاة التي تقع في الحب لم تتغير ولم تستطع كما تدعي أن تنسلخ من معتقدات مجتمعك، وهذا التمسته من بعض كلماتك .
عبرت أنت عن حالة مجتمع مضطرب في علاقته بالجنس الآخر حين قلت :
((حالتنا تشبه شخص تائه في الصحراء شارف على الموت ووجد ماء بارد كيف ستكون ردة الفعل؟؟))