الطب النفسي في العالم كله، هل يقضى على المشكلة؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ أنا في الواقع لن أعرض مشكلة محددة، ولكنني أود معرفة رأيكم في أمر....
من خلال زيارتي لموقعكم قرأت تحت عنوان الطب النفسي، شبهات وردود الكثير من المواضيع التي استطعت بواسطتها {وبواسطة مواضيع أخرى من مصادر مختلفة} أن أُكون فكرة واضحة عن الطب النفسي وبشكل خاص أصله وامتداده في الشريعة الإسلامية وكيف أن العلاج عند الطبيب النفسي لا يتعارض مع العلاج بالقرآن والرقية والطب النبوي ولكن.... شاهدت على قناة......... الفضائية مند حوالي ثلاثة أسابيع أو أكثر برنامج "........"، وكان ضيف الحلقة السيد....... "معالج بالقرآن والأعشاب"، قال أنه يعالج الأمراض العضوية بما فيها الأمراض المستعصية كالسرطانات {عافاكم الله}، ويعالج أيضا الأمراض النفسية بأنواعها وذلك بقراءة القرآن على المريض ونصحه بقراءة آيات وأذكار معينة كما يصف للمريض أعشابا معينة بنسب محددة، وقال عن علاجه للحالات النفسية أنه يعالجها بشكل تام ونهائي وكامل بينما يعجز الطب النفسي في العالم كله عن القضاء على المشكلة النفسية بشكل تام وكامل، وأن كل ما يفعله الطبيب النفسي هو وصف عقاقير للمريض هي في الواقع مهدئات ومسكنات ولا يحصل المريض على حل نهائي لمشكلته؟؟
فكرت أنه ربما يقصد علاج الحالة النفسية بالعقاقير فقط {كما يحدث في بعض البلاد العربية} لكنه قال {{الطب النفسي في العالم كله}} والمعروف أن العلاج النفسي في مختلف بلاد العالم يشمل العلاج المعرفي والسلوكي والعلاج بالحوار وغيرها من الطرق والوسائل الناجحة غير العقاقير ثم ماذا عن العالم غير المسلم الذي بالتأكيد تطور لديه العلاج بالأعشاب لكنه لا يعرف العلاج بالقرآن؟
هل من الممكن أن يحل العلاج الروحاني في العالم غير المسلم {بالاستعانة بما جاء في الكتب السماوية أو بغير ذلك} محل العلاج بالقرآن أم أن الطب النفسي في العالم غير المسلم مهما تطور، فلن يقتلع المشاكل النفسية من جذورها؟
أود معرفة رأيكم في هذا الأمر ولكم جزيل الشكر.
ملاحظة: لدى اهتمام بالطب النفسي والأمراض النفسية وبدأ هذا الاهتمام عندما أصيبت صديقة لي بمرض الاكتئاب، فكنت أساعدها على تفهم مشكلتها ومحاولة تجاوزها بتزويدها بمعلومات عن المرض من الإنترنت واستفدت من موقعكم كثيرا حيث تعرض المعلومات فيه بشكل واضح وسهل ومفيد.
جزاكم الله خيرا
ووفقكم للخير دائما.
09/04/2004
رد المستشار
الحمد لله الذي رزقنا هذه الشبكة العنكبوتية التي يمكن أن تكون مثل المائدة المباركة التي أنزلها الله على المسيح عليه السلام وأتباعه فكانت لهم عيدا ورحمة.
والله... ينبغي أن نحتفي ونحتفل بهذه النعمة الجليلة –وإن قلبها بعضنا نقمة– لأننا نتواصل عبرها.
فقولي لي بربك كيف كان من الممكن أن نتلاقى حول هذه المعاني النافعة، وأنت حيث أنت، ونحن هنا، والآلاف بل والملايين من المتاح اليوم أن ترانا وتتواصل معنا، ومع بعضها البعض، الحمد لله على هذه النعمة ولعلنا نشكرها بالاستفادة منها ونشر المعرفة بها وعبرها، والترويج لموقعنا هذا وغيره من المواقع النافعة، لعل العملة الجيدة تطرد السيئة.
الأخت الكريمة؛
لا تعارض بين ما قرأته وسمعته وشاهدته، لكن التعميم بطبيعته يحمل شبهة الخطأ لأنه لا يمكن أن يكون الضيف الكريم -الذي قال بالتعميم– قد اطلع على "كل" أنواع العلاجات في كل أقطار العالم وثقافاته، ولا ينبغي أن ننقلب من التحيز الأعمى ضد الذات، وهو ما يقع فيه بعضنا حين يتناسى تراث حضارتنا وعلومنا، ولا يعرف إلا المدارس والأساليب الغربية في العلاج، لا ينبغي أن ننقلب إلى التحيز ضد العالم لصالح الذات، لأن الانقلاب بالانحياز ضد العالم لصالح الذات هو أيضًا غير دقيق وغير علمي وغير عادل.
ماذا يعرف ضيفنا هذا وماذا نعرف كلنا عن المدرسة الصينية التقليدية للعلوم التطبيبية؟!!! وكنت قد زرت إحدى المستشفيات التي تعالج بهذه الأساليب حين كنت في "بكين" ولديهم الكثير الجدير بأن نتعلمه، وماذا يعرف وماذا نعرف عن المدرسة الهندية؟!
وعن مدارس كثيرة متنوعة، وعلاجات متعددة يتناول كل واحد منها الإنسان أو المرض من زاوية، فالناس تمرض وتتعالج منذ الأزل في أفريقيا وأمريكا اللاتينية وغيرها، ورسولنا أرشدنا –صلى الله عليه وسلم– فقال "الحكمة ضالة المؤمن إن وجدها فهو أحق الناس بها" ولم يقل: الحكمة عندكم وحدكم، وكل ما في العالم غيرها باطل!!!
وهذا بالنسبة للطب النفسي وغيره، والطب النفسي الغربي الحديث قد أبدع علاجات، ومازال يجتهد ويبحث بدأب ورغبة في المعرفة، نفتقدها رغم أننا تاريخيا كنا أهل البحث العلمي الحقيقي الذي يرى الإنسان بمفهوم شامل، في الصحة والمرض، وواجبنا أن نبحث ونتطور، ونتدرج في حركة العالم فتفيدوا وتستفيدوا فهل تعتقدين أن الضيف الكريم يقول كلمته تلك بهذا التعميم بناء على بحث علمي استقصائي يتيح إطلاق أحكام هكذا؟!!
أنا شخصيا أشك، وأسعد إن ثبت لي عكس ظني، الإنسان فيه أبعاد متعددة تعالجها الأساليب المتعددة، ودور الطبيب النفساني الحقيقي أن يتعلم عن الإنسان ونفسه، وعن الأمراض المختلفة، وكيفية إدراكها، وتشخيصها، وفي هذا كلام يطول حول فاعلية ومصداقية طرق التشخيص، وتحديد المرض، ومن ثم يتعلم عن العلاجات المختلفة، ولا يغني علاج عن علاج، ولا بحث علمي دقيق متجرد عن بحث آخر، والأفضل لنا أن نستعيد تقاليدنا في الانفتاح على العالم بثقافاته، وتحري الدقة في البحث العلمي؛
بل نحن تقريبا لا نبحث حاليا شيئا جادا، بل نكرر ما يقوله غيرنا، ولا فارق يسن أن يكون هذا الغير غريبا، أو يكون الغير هو النقل البارد للتراث العلمي القديم عندنا دون تفاعل أو تمحيص المطلوب وضع هذا وذاك تحت مجهر النظر العلمي، والتجريب والنقد بدلا من الظن باحتكار المعرفة الصحيحة، لأن الظن –كما يقر القرآن بحق– لا يغني عن الحق شيئا.
كوني على صلة بنا، لنستفيد من اهتماماتك هذه، ودعينا نفكر كيف؟!!، وتابعينا بأخبارك.
* ويضيف الدكتور وائل أبو هندي: الأخت العزيزة السائلة أهلا وسهلا بك، وشكرا على ثقتك بصفحتنا استشارات مجانين، لقد كثف أخي وزميلي الدكتور أحمد عبد الله، رده عليك، وليس لدي من إضافة سوى التنبيه إلى نقطة غاية في الأهمية في نظري في حالة انفتاحنا على ثقافات الأمم وعلومها، وهذه النقطة هي الفرق بين حال من ينكفئون على علوم الآخرين وثقافاتهم مبتدئين من رفض ما لديهم حتى وإن كان رفضا غير واع مثلما حدث للتيار السائد في معظم العلوم مع الأسف، وذلك منذ عهود الركود فالاستعمار، فقد كان لسان حالنا هو لسان حال من يحاول أن يثبت أن ديننا حق بدليل أن العلم الغربي اكتشف كذا، فإن وجد تعارضا دخله الشك فيما لديه حتى ولو كان وحيا أو حديثا صحيحا، هذا الحال يختلف عن حال المسلمين الأوائل والذين كانوا يأخذون من قراءة الوحي هاديا ومرشدا لهم لقراءة الكون أي من نصوص العلم الإلهي هاديا لهم ومرشدا في قراءة نصوص العلم المادي في الكون المنظور، فلم يكن أئمتنا العظام مثلا يقيمون أحاديث سيد الخلق عليه أفضل الصلاة والسلام في ضوء كلام من أطلقوا عليه اسم المعلم الأول وهو أرسطو، وإنما العكس تماما كان موقفهم ولعل في المقالات التالية:
الماء والنساء، ماء المرأة في الإرجاز
المس واللبس والسحر في العيادة النفسية
لعق الأصابع بعد الأكل/لعق الأعضاء مع الجنس
في باب مقالات متنوعة على موقعنا مجانين ما يبين لك الفرق بين الموقفين، وحين يشير الدكتور أحمد عبد الله إلى وجوب العودة إلى الانفتاح على العالم بثقافاته فإنما يقصد أن ننفتح وقد تخلصت عقولنا من قابليتها للاستعمار تلك القابلية التي ضيعت قرونا من حياة وإسهام ثقافتنا، وأحيلك في النهاية إلى بعض من الردود التي وردت على صفحتنا استشارات مجانين لتناقش هذه النقاط:
السحر والشياطين وقول الأطباء النفسانيين
السحر والشياطين وأمة المساكين
خطيبتي والجن !! "التفكير الخرافي"
إذاعة القرآن الكريم لم تخرج العفريت !!!
بين الرقاة - مس قرين؟؟! أم وسواس قهري؟؟!!!
الجن المخفي وادعاء العلم بالغيب : مشاركة
التلبس بالجن: مسرحيةٌ نعيشها ...! مشاركة2
وفي النهاية أشكرك على هذه الإفادة الرائعة وأتمنى أن تتواصلي مع موقعنا مجانين.