سلام عليكم،
أنا طالبة في بلد أجنبي وأسكن وحدي. ارتديت الحجاب مؤخراً ومشكلتي هي أنني أشعر بالندم على تسرعي في اتخاذ قرار خطير كارتدائي الحجاب في بلد أوروبي وخصوصاً أني ما زلت صغيرة في السن، وقد جرت العادة في أسرتي أن ترتدي الفتيات الحجاب بعد الزواج. علماً بأن أمي محجبة و لكنها لم تشجعني أبداً وأعطتني نفس الحجج التي قدمتها عن صغر السن والغربة. لكن ذلك استفزني في البداية واعتبرت المسألة تحدٍّ أقبل به بكل شجاعة.
لأكون صادقة، لم يكن الأمر أبداً بهذه البساطة؛ فقد كنت أعيش حينها تمزقاً بين تربيتي المتحفظة ونمط الحياة المستهتر الذي يعيشه الطلاب العرب هنا وهم في الحقيقة أصدقائي. شعرت أن قدميّ غير ثابتتين، أنني أميل للانزلاق. بدأ الشراب يطيب لي، ووقعت في حب شاب جزائري يهوى العبث، وبدا هو مهتماً بي، خفت أن أتجاوز معه الحدود ثم يرميني كأي لعبة سئم منها... كما ترون فإن نيتي خالصة وأسبابي تكاد تكون مقنعة، لكن مع مرور الوقت تفرّق من حولي الأصحاب وانتقلت للسكن بمفردي، وما عدت أسهر وما عدت أراه إلا نادراً.
المشاكل بدأت من هنا؛ وحدتي جعلتني عصبية أغلب الوقت، وحجابي أصبح يربكني في تعاملي مع أصدقائي الشباب ويسبب لهم ما يسبب لي من الإحراج، وبدأت أحنّ لبعض المرح، واشتقت إليه كثيراً حتى أني دعوته للسهر معي في بيتي، ولعبنا الورق وتحدثنا حتى الساعة الواحدة ليلاً! ضحكت ليلتها كما لم أضحك منذ زمن طويل، وتمنيت لو أنه يبقى ولكنه ذهب لإكمال السهر في إحدى البارات وبقيت أنا أتعذب بتجميع صور الفتيات اللاتي عرفن سريره.
نفسيتي لم تعد سويّة، أصبحت معقدة لا أجيد التعامل مع أحد، وأدمنت مشاهدة الأفلام الإباحية وخاصة العنيفة منها، وأضرب نفسي وأعذب ثديي... موجات من الاكتئاب تجتاحني، وبدأت أشعر أن حجابي يخنقني!.
ساعدني أرجوك في أن أفهم حالتي، وأن أستعيد الثقة في نفسي وأتوقف عن مشاهدة تلك الأشياء البشعة.
ولكم كل وخالص الشكر والتقدير
25/03/2013
رد المستشار
الحجاب وانتشار الهوية الشخصية Hijab I identity Diffusion
مناقشة عامة General Discussion : هذه الاستشارة تبدأ بالتطرق إلى الحجاب وتسرّع مستخدِمَة الموقع إلى ارتداء الزي الإسلامي تحدّياً لوالدتها. بعدها تتحدث الاستشارة عن علاقتها بشاب وخوفها من تجاوز الحدود، وهي علاقة لا تخلو من الارتباك، وتشير الأخت إلى تفكيرها بصور الفتيات اللاتي عاشرن حبيبها. بعدها تتطرق إلى الحاق الأذى بالنفس واضطراب الحالة الوجدانية.إذا ما وضعت هذه الاستشارة على مكتب طبيب نفسي فستصنف في إطار الشخصية الحدّية. هناك إشارة واضحة إلى سعي الأخت الفاضلة لاكتساب هوية تقتنع بها أولاً وتتمسك بها في أي مكان وزمان، لكن ذلك لم يحدث. اكتساب هذه الهوية لا يكون بارتداء الحجاب ولا يوجد في مضمون هذه الرسالة ما يشير إلى أن الأخت مقتنعة بهوية إسلامية محافظة، على العكس من هذا أصبحت تضيق ذرعاً بها! أما عدم تخليها عن الحجاب فهو نفس السبب الذي حفزها على ارتدائه وهو تحدي الآخرين. في البداية تحدّت والدتها والآن تتحدى المجتمع. لبس الحجاب عن عدمه لا يعني شيئاً لمن حولها، إنما هي تخشى صدمة نرجسية مؤلمة إن خلعته.
علاقتها مع الفتى الجزائري تشير أيضاً إلى اضطراب العلاقات الشخصية. هناك وصف واضح لعبث الشاب الذي تعشقه، ويبدو أنه غير مقتنعٍ بها، فقلما ترى شاباً يصرح بعد سهرة مع زميلة له بأنه في طريقه لإكمال سهرته في ساعات الصباح المبكرة في بارات بعد منتصف الليل إلا لسببين:1- أنه لا يقول الحقيقة.2- عدم احترامه لزميلته.
الجزء الثالث من الرسالة يتطرق إلى اضطراب الحالة الوجدانية وسلوك إلحاق الأذى بالنفس. ضرب النفس يؤدي إلى إلحاق الأذى جسدياً، ومشاهدة الأفلام الإباحية يلحق الأذى بالنفس معنوياً، الأول ربما يساعد الآنسة على تشويه هويتها الجسدية، بينما الثاني يشوّه هويتها النفسية.قد تتصور الأخت أن لبس الحجاب هو السبب في عزلتها الاجتماعية وتخلّي الأصحاب عنها، لكن الحقيقة أن تخلّي الناس عنها كان لأسباب أخرى، وهذا بدوره دفعها إلى ارتداء الزي الإسلامي الذي لا تقتنع به لاستعماله بصورة غير شعورية لتبرير علاقاتها الاجتماعية.ارتداء الحجاب أو أي زي ذي رمزية دينية هو مسألة شخصية بحتة تقع ضمن الحرية الفردية، لا يقتصر الزي المحافظ على الدين الإسلامي، وترى النقاب شائعاً عند اليهود المتطرفين الذين يعرفون عالمياً بنساء طالبان. لا أحد يبالي بلباس المرأة في الغرب على عكس ما يتصوره كثر، والأغلبية المطلقة لا تبالي حتى بالنقاب، ولا أظن أن رومانيا تختلف كثيراً عن سائر البلاد الأوروبية في ذلك، كما أن لبس الحجاب لا يمنع الآخرين من التواصل مع الملتزمة به. هناك من تلبس الحجاب اقتناعاً منها بهوية جديدة تتمسك بها، وخير مثال على ذلك السيدة لورين بوث أخت زوجة توني بلير رئيس الوزراء البريطاني السابق التي تأثرت بالإسلام أثناء تواجدها في إيران، حيث تمسكت هذه المرأة- وهي بالمناسبة من أم يهودية وأب مسيحي- بهويتها الجديدة لعدة أعوام حتى هذا اليوم وهي على درجة عالية من الثقافة.فس حين هناك من تلبس الحجاب لعدم اقتناعها بهويتها في محاولة منها للهرب من واقع لا تعرف كيف تتعامل معه سواء لبست الحجاب أو لم تلبسه.هناك أيضاً من النساء التي لا تحتاج إلى حجاب أو نقاب أو زي آخر للتعامل مع واقعها ولتثبت وجودها اجتماعياً رغم أنف الجميع.التوصيات Recommendations:٠ شكراً على استعمالك الموقع.٠ قد تكون مقتنعة بالتحليل أعلاه أو رافضة له. إن كنت تسألين عن لبس الحجاب أو خلعه فهو بصراحة لا أهمية له، فهذا الأمر يقع ضمن حقوق الحرية الشخصية ولا حق لأي إنسان التدخل في ذلك أو نصيحتك بخصوصه، الناس تحترم وتتواصل مع المرأة أو الرجل دون الاكتراث لملبسهم.
٠ ليس هناك شك بأنك تعانين من عزلة اجتماعية، ربما تكونين غير مقتنعة بشبكتك الاجتماعية السابقة، لكنك أيضاً فشلت في العثور على شبكة جديدة. لا تزالين على اتصال بشاب غير مقتنعة به ولا أظنه مقتنع بك وربما حان الوقت للابتعاد عنه. قد يساعدك هذا في اكتساب توازن أفضل في الحالة الوجدانية.٠ لابد من التوقف عن سلوك إلحاق الأذى بالنفس، الجسدي منه والنفسي أيضاً كما هو مشار إليه أعلاه. هذا السلوك يؤدي إلى نوع من الإدمان وعليك التخلي عنه، وهو أيضاً يقع ضمن حدود إرادتك الشخصية.٠ لم تتطرقي إلى دراستك في رومانيا واقتناعك بها. العديد من الطلبة الجامعيين يعانون أحياناً من اضطرابات وجدانية بسبب الضغوط التعليمة الجامعية أولاً وعدم اقتناعهم ولو جزئياً بموضوع دراستهم ثانياً. إن كان الأمر كذلك فعليك بمراجعة هذا الجانب واتخاذ القرار الصائب بعد التشاور مع الآخرين.٠ يستحسن الحديث مع أحد المقربين أو مع معالج نفسي في الجامعة عن المعاناة التي تمرّين بها، ربما سيرشدك للحصول على المساندة الاجتماعية والتعليمية اللازمة في الجامعة والبلدة التي تسكنينها.٠ رغم أني تطرقت إلى الشخصية الحدّية إلا أنني لا أميل إلى تطبيب أزمتك النفسية، حيث يمكنك تجاوزها بسعيك الفردي واتصالك الاجتماعي.
وفقك الله.
التعليق: المشكلة هنا مش في الحجاب أختي
أنت لو فكرت في الحجاب فكرة إيجابية ستعرفين بعد مرور الوقت أنك أنت اللي فوق العالم وأن الحجاب زاد من قيمتك ورفع مستواك
المشكلة هي أنك من الأول ارتديت الحجاب عن غير اقتناع كافٍ فوضعت نفسك في تحدي والآن بعد أن رأيت نفسك قد ربحت التحدي، فهل من العقل أن تنسحبي وأنت في أول جولة
تقبلوا مروري