السلام عليكم
لم أعرف بالضبط متى بدأ مرض زوجتي ولكن سأبدأ من أول زواجي حينما بدأت أفكر في الزواج كنت قد بدأت في الثلاثينات من عمري وأنا من بلد ساحلي وفكرت فيها فهي قريبة لي من القاهرة وكنت أزورهم من وقت للآخر وهي أصغر مني ب10 سنوات وكانت خطوبة سريعة وتزوجنا بعد عام من الخطبة الجميلة وعشنا أيام حب جميلة لا تنسى حتى تم زواجي بها وكانت أسعد أيام حياتي كانت لي كل شيء وكنا نذهب نقضي الإجازة عند أهلها وهم دائما يقضون الصيف معنا خصوصا أن والدها كان يعمل بالخارج وبعد الزواج تقريبا أصبح بالمعاش فكان دائم الزيارة لنا.
حتى سألت عن دكتور ممتاز وذهبت إليه وشرحت له الحالة وقال لي أنها حالة شيزوفرنيا وأبلغني أن أحضرها له بمنوم وللأسف لم نستطع وعن طريق الدكتور الذي أرسله لتأخذ حقنة منوم بالعافية حتى ذهبت إلى مستشفى خاص للعلاج وبدأت علاج مكثف لمدة أسبوع حقن وجلسات كهرباء وفي اليوم الثالث بدأت تتسائل عن أولادها وزرناها جميعا وكانت سعيدة بنا وكانت معاملتها مختلفة والحمد لله؛
رجعت بعد أسبوع على أن تأخذ العلاج بالمنزل وتكمل الجلسات وللأسف كنت أعطيها العلاج ولا تأخذه وليس بوقت طويل حتى عادت الانتكاسة مرة أخرى وبعد عام تقريبا تكرر نفس السيناريو مرة أخرى بالمستشفى لمدة أسبوع بإشراف د/ عادل الشعشاعي وبعد خروجها هذه المرة كانت أسوأ معاملة منها لي فحدث لي حادث سيارة وللأسف لم تسأل أو تهتم وأحداث أخرى وفاة والدتها ولم تراها بل عزلت نفسها عن أي قريب أو حتى زميل لها ومنذ أكثر من ثلاث سنوات وهي في حجرة لوحدها تغلق بابها ليلا بالمفتاح لخوفها من الغدر بها وأخذها إلى المستشفى
وفققكم الله
رد المستشار
يسرني أن أرحب بك "محمد" على الموقع وطرحك لمشكلتك بهذه الصراحة والوضوح إنك على قدر من الثقافة ورغبتك الأكيدة في الوصول إلى حل دون إخفاء أي معلومة قد تعوق حلها، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، ونسأل الله العلي الأعلى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يُصلح لك زوجك، وأن يبارك لك فيها، وأن يُعينها على التخلص من تلك السلبيات التي باتت تنغص عليك حياتك وتكدر عليك صفوك، كما نسأله تبارك وتعالى أن يرزقك مزيدًا من الصبر والحلم والأناة والاحتمال حتى تأخذ بيدها إلى الطريقة المثلى التي ترضيك.
أولا أذكرك بقول الله تعالى: "وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خيرا لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شرا لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون" ( سورة البقرة : 216)،
وأذكرك بقول الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم: "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون" (سورة الروم:21) فتشير الآية وفق تفسير الجلالين إلى أن "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا" فخلقت حواء من ضلع آدم وسائر الناس من نطف الرجال والنساء "لتسكنوا إليها" وتألفوها "وجعل بينكم" جميعا "مودة ورحمة إن في ذلك" المذكور "لآيات لقوم يتفكرون" في صنع الله تعالى.
تعتبر الاضطرابات النفسية ذات تعقيد خاص متى ما فقدت إحدى الحلقات اللازمة للعلاج والتي تتمثل في:
1. المريض نفسه.
2. أسرة المريض.
3. المؤسسة العلاجية.
هذا المثلث ضروري جداً توافر أضلاعه في العملية العلاجية لكي نصل بإذن الله عز وجل إلى تقديم أفضل الخدمات علاجياً وتدعيماً وتأهيلاً, وإذا لم يتوفر لأحد تلك الأضلاع فإن الخدمات تكون مبتورة وبها خلل والمريض سيكون هو الضحية الأولى.
لذا فإن للأسرة أهمية كبرى في مساعدة المريض الفصامي للخروج من معاناته وحمايته من نفسه ومن الآخرين.
وهناك أهمية كبرى لدور الأسرة في تخفيف معاناة المريض، لذا فإن تعامل الأسرة الواعي المتفهم لوجود مريض فصامي بين أفرادها, ولديها المعرفة الكافية بالاضطرابات النفسية وكيفية التعامل مع المريض الفصامي, وتوفير المعلومات الوافية لأعضاء الأسرة من أخوة وأخوات وأقارب ومدهم بآلية التعامل السليم معه.
إن الاضطرابات النفسية إذا ما قورنت بالأمراض العضوية تعتبر معقدة لتتداخل عوامل وأسباب عدة قد تكون (نفسية واجتماعية وجسمانية وروحية أو جميعها معاً) في تكوينها وتعزيز استمراريتها, ولذلك يمضي المختصون في دراستها وقت طويل لبناء خبرة كافية في تشخيصها وبالتالي تقديم خدمة علاجية مناسبة للمصابين بها.
ولهذا فإن سبل التعامل هي أساليب سلوكية يتم استعمالها بغرض مساعدة المريض على التكيف مع جزئية معينة من المرض أو الوصول للحل إن وجد ولا تمثل بحد ذاتها علاجا شافيا، وهي بذلك تختلف عن الأسلوب العلاجي الذي يحتاج دراسة وخبرة لتطبيقه.
ويتضح أن للأسرة دور كبير في تخفيف معاناة المريض واستمرار استقرار حالته والحد من الانتكاس للمرض, ولكن لا تغني هي وحدها من دون المتابعة ومراجعة الجهات العلاجية المختصة, وأخذ بنصائح ومشورة المختصين، وذلك عندما تلاحظ التغيرات السلوكية التالية على المريض على سبيل المثال لا الحصر:
٠ الغضب الشديد من غير مبررات وكذلك ممارسة بعض السلوكيات العدوانية أو العنف الزائد.
٠ اضطراب في النوم (زيادة أو نقصان).
٠ اضطراب في الأكل (زيادة أو نقصان).
٠ التغير الواضح في الشخصية (التفكير – السلوك).
٠ صعوبة التكيف مع المشكلات والنشاطات اليومية (عدم الذهاب للعمل – عدم المشاركة في المناسبات الاجتماعية).
٠ الشعور بالقلق والتوتر الشديد المستمر.
٠ الشعور المستمر بالاكتئاب والضيق ونوبات من البكاء.
٠ الشعور المستمر بالسعادة القصوى والنشوة.
٠ وجود أفكار أو محاولات انتحارية.
وسوف أتطرق للحديث عن اضطراب الفصام بشيء من التفصيل, حيث يعتبر من أخطر الاضطرابات العقلية التي تصيب الإنسان وتسبب له المشاكل التي تعزله وتبعده عن أهله وأصدقائه وتدفعه إلى العزلة والانطواء, وليس فقط المرضى ولكن كذلك أسرهم يتأثرون بسبب المرض.
فالفصام مرض عقلي يتميز باضطراب في التفكير والوجدان والسلوك وأحيانا الإدراك، ويؤدي إذا لم يعالج في بادئ الأمر إلى تدهور في المستوى السلوكي والاجتماعي كما يفقد الفرد شخصيته وبالتالي يصبح في معزل عن العالم الحقيقي.
لكن الشيء الواضح أن الفصام مرض يجعل المصاب يجد صعوبة في التفريق بين الشيء الحقيقي والغير حقيقي أو الواقعي وغير الواقعي، وكذلك فإن الفصام مرض يؤثر على المخ ويصيب الإنسان الطبيعي في مراحل الحياة المختلفة.
وهناك علامات وأعراض قد تلاحظها الأسرة أو بعضاً منها على المريض ولكن لا يعني أنه إذا تم ملاحظة أي عرض أن يتم الحكم بأنه مريض فصامي لذا يجب التأكد من وجود أعراض أخرى وذلك لمدة معينة يعلمها المتخصصون.
علامات تتم ملاحظتها من قبل الأسرة:
1. تدهور في النظافة الشخصية.
2. الاكتئاب
3. النوم المفرط أو عدم القدرة على النوم أو التقلب بين النقيضين.
4. الانسحاب الاجتماعي والعزلة.
5. التغير الفجائي في طبيعة الشخصية.
6. التدهور في العلاقات الاجتماعية.
7. الإفراط في الحركة أو عدم الحركة أو التقلب بين الحالتين.
8. عدم القدرة على التركيز أو التعامل مع المشاكل البسيطة.
9. التدين الشديد أو الانشغال بالسحر والأشياء الوهمية.
10. عداء غير متوقع.
11. عدم المبالاة حتى في المواقف الهامة.
12. الانحدار في الاهتمامات العلمية والرياضية.
13. إساءة استخدام العقاقير والكحوليات.
14. النسيان وفقدان الممتلكات القيمة.
15. الانفعال الحاد تجاه النقد من الأسرة والأقارب.
16. نقص واضح وسريع في الوزن.
17. عدم القدرة على البكاء أو البكاء الكثير المستمر.
18. الحساسية غير الطبيعية للمؤثرات "الأصوات والألوان والإضاءة
19. الضحك غير المناسب.
20. التصرفات الشاذة.
21. اتخاذ أوضاع غريبة.
22. تعليقات غير منطقية.
23. حلق شعر اليد أو الجسم.
24. جرح النفس أو التهديد بإيذاء الذات.
25. إطالة النظر بدون رمش أو الرمش المستمر.
26. العناد وعدم المرونة.
أعراض اضطراب الفصام كالتالي:
1. اضطراب التفكير.
2. اضطراب الوجدان.
3. اضطراب الإرادة.
4. الضلالات.
5. الهلاوس .
6. اضطرابات السلوك.
وفيما يلي توضيح مختصر عن الأعراض المذكورة أعلاه:-
1. اضطراب التفكير:
لا يستطيع المريض الاستمرار في موضوع واحد لمدة طويلة (تطاير الأفكار), وصعوبة إيجاد المعنى بسهولة (يحوم حول الموضوع ولا يستطيع الدخول في صلب الموضوع الذي يرغب الحديث فيه), يمتزج لديه الواقع مع الخيال, بالإضافة إلى عدم القدرة على تحديد ماهية المشكلة (لا يستطيع التفكير تجريديا) ويعاني كذلك من ضغط الأفكار فيشكو من ازدحام رأسه بأفكار متعددة (لا يستطيع التعبير عنها), إدخال الأفكار يعاني المريض من أفكار دخيلة عليه من قوى خارجية تريد تسخيره للعمل معها, أو العكس تلك القوى تسحب أفكاره وتستخدمها وقد تذيعها حيث يشكو المريض من سرقة أفكاره وإذاعتها في الراديو، ونقلها للتلفزيون ونشرها في الجرائد.
2. اضطراب الوجدان:
حيث تقل قدرته على الاستجابات الانفعالية، وينقص شعوره بالألفة والعطف والحنان مع أسرته وأصدقائه.. بعكس طبيعته الأصلية, ثم مع تقدم المرض يزيد التبلد ويفقد القدرة على الاستجابات الانفعالية، وينعدم تجاوبه مع الآخرين وقد يفقد القدرة الانفعالية تماماً مع الجمود العاطفي ويظهر عدم التناسب الانفعالي (يدل على شدة و طول المرض).
3. اضطراب الإرادة:
فقدان قوة الإرادة وعدم مقدرة المريض على اتخاذ أي قرارات... (يتذبذب في الدراسة والعمل والزواج), وإذا أهمل المريض لفترة طويلة يفقد إرادته ويفقد الإحساس بذاته وقد يعتقد بانتمائه إلى عالم النبات أو الحيوان أو الجماد.
4. الضلالات:
الضلالات (الهذاءات): (جزء من محتوى التفكير)
تعريف الضلالة: اعتقاد خاطئ مرتب ومنسق يؤمن به المريض إيماناً راسخاً، لا يحيد عنه، مع استحالة إقناعه منطقياً بعدم صحته.
ومن أنواعها:-
٠ ضلالات الاضطهاد: يبدأ المريض في الشكوى من أن الناس تتعقبه وتكيد له وتعامله معاملة سيئة.
٠ ضلالات العظمة: يؤمن المريض بأنه أذكى أو أقوى البشر وأن لديه قدرات خارقة ليست لدى العامة من البشر.
٠ ضلالات التأويل أو التلميح أو الإشارة: يقتنع المريض أن كل حركة تصدر ممن حوله / أو الأخبار/ أو الإذاعة تصدر للإشارة والتلميح إلى تصرفاته.
5. الــهـلاوس:
اضطراب في الحواس فالمريض قد يسمع أو يشم أو يحس أو يرى أو يتذوق أشياء غير موجودة من الأساس, فقد يتم ملاحظته وهو يتحدث لنفسه ولكنه في واقع الأمر يتحدث لأشخاص يراهم...
6. اضطرابات السلوك:
حيث ينعزل مريض الفصام عن الآخرين ويفضل أن يكون لوحده في غالب الوقت, مما يفقده كثيرا من مهارات التواصل مع الآخرين وقد يصل به الأمر إلى عدم الخروج نهائياً لممارسة الحياة كالعمل أو العلاقات والمناسبات الاجتماعية, هذا بالإضافة إلى فقدان الاهتمام بالذات فلا يحرص على نظافة مظهره وبدنه.
معاناة الأسر بالتعامل مع مريض الفصام:
"أسرة مريض الفصام تعاني كما يعاني المريض أو أكثر من معاناته وتكون دائماً في حيرة من أمرها".
ففي بداية اكتشاف الأسرة أن لديهم مريض يعاني من الفصام، يكونون في حالة من الصدمة والحزن والحيرة، وقد يصل الأمر إلى الإنكار التام للمرض "هذا لا يمكن أن يحدث في عائلتنا" وبالتالي يـُهمل المريض ويُعزل من المجتمع، أو الاهتمام الزائد والقلق غير المبرر والحماية الزائدة التي قد تعيق العملية العلاجية مما يُؤدي إلى اعتماد المريض على الأسرة بدلاً من الاعتماد على نفسه.
لذا فالتوازن في التعامل بين الحماية الزائدة أو الإهمال مطلب أساسي لاستقرار حالة المريض واعتماده على نفسه من جهة واستمرار الرعاية الصحية من قبل الأسرة من جهة أخرى.
دور الأسرة في العملية العلاجية لمريض الفصام:
فالدعم الأسري له دور كبير في استقرار المرضى وتحسن حالتهم وبالتالي مساعدة المريض نفسه من الانتكاسة، لذا هناك عدة مفاهيم على الأسر مراعاتها منها:
٠ ثقافة المجتمع بالمرض النفسي.
٠ الوصمة من المرض النفسي.
٠ أهمية الانتظام بالعلاج والمتابعة بالعلاج والمراجعة.
٠ العلاقة والتواصل المستمر مع الطبيب وأعضاء الفريق المعالج.
فالأسرة ليست المسؤولة الوحيدة لإصابة مريضها بهذا المرض وأن هذه مشيئة الله وقدرته أولاً وعلى الأسرة أن تتعامل مع مريضها بطريقة علمية حتى تصل به إلى بر الأمان، ولكن الأدهى من ذلك أن بعض الأسر تبدأ في عزل مريضها عن المجتمع بالتالي تساهم في تدهور الحالة.
للأسف فكثير من الأسر بمجرد أن يبدأ مفعول العلاج النفسي الدوائي مع المريض ويبدأ في التحسن والاستقرار يبدأ عدم الحرص بالانتظام في تناول مريضها الأدوية المصروفة، وكذلك الانقطاع عن المتابعة في العيادات الخارجية مما يساعد على انتكاسة المريض وزيادة معاناته.
فهناك دور هام للأسرة في مساعدة المريض من انتكاسة المرض بما أن مرض الفصام يعتبر من الأمراض المزمنة والتي تحتاج رعاية على مدى وقت طويل, فهذا يعني أنه من المحتمل الانتكاسة للمرض في أي وقت وتحت أي ظروف, لذا على الأسرة عندما تلاحظ أي تغير قد يطرأ على مريضها سواءً من ناحية (الشخصية –الأفكار – العزلة – الكلام غير المفهوم – الغضب من دون أسباب – رؤية أشياء أو أشخاص لا يرونها الآخرين – سماع أصوات لا يسمعها الآخرين – اضطراب في النوم – الإحساس الدائم بالمراقبة من قبل جهات خارجية– إهمال في النظافة الشخصية...) فعليها سرعة عرض المريض على الطبيب المعالج حتى لا تتفاقم المشكلة، فبمجرد ظهور بعض التصرفات المذكورة من المريض فإنه من المفيد أن تبحث عن النصيحة الطبية وذلك لأن بعض النوبات الحادة تحدث فجأة.
كما أن اختلاط المريض بالمجتمع أمر ضروري لمساعدة المريض على التعافي ومنع الانتكاس ولكن قد يحتاج المريض للوقت للتعود على الحياة الاجتماعية الطبيعية مرة أخرى، ولذلك لا تحاول أن تحثه على الاختلاط لأنه سوف يضطر بأسرع بهذه الطريقة… ومن الناحية الأخرى لا تتجاوز المعقول وتعزله من كل الاتصالات الاجتماعية.
كما لا تحاول تهديد المريض بعودته للمستشفى، ولا تضايقه وتنقد تصرفاته باستمرار وبدون مبرر كاف.
كما أنه لابد من مساعدة مريض الفصام على الآتي:
٠ مساعدة المريض للخروج من عالمه الداخلي:
إن من أعراض مرض الفصام العزلة والانطواء ونتيجة لذلك فإن المريض يرغب في العزلة التي تبدو له سهلة وأكثر أمانا المشكلة التي يجب عليك مواجهتها هي أن تجعل العالم من حوله أكثر جاذبية هذا سوف يتطلب تفهم أو إدراكا من جانبك، إذا ابتعدت عنه أو تجاهلته أو تكلمت عنه في وجوده كأنه ليس موجودا… عندئذ فإنه سوف يكون وحيدا ولن يجد في نفسه حافزا لكي يشارك في الحياة من حوله وفي الجانب الآخر إذا دفعته في وسط الحياة الاجتماعية بينما يشعر هو بالخوف من مقابلة الناس الذين لا يعرفهم، وإذا لم يستطع التحمل فإن ذلك سوف يدفعه للعودة إلى عالمه الداخلي والانطواء مرة أخرى، اذهب معه إلى الأماكن العامة الهادئة وافعل الأشياء التي لا تكون مثيرة أو مقلقة أكثر من اللازم، شجعه على متابعة الهوايات والمشاركة فيها إذا رحب بذلك.
٠ الدعم والتحفيز:
يجب أن تعطي المريض حوافز بصورة منتظمة إذا بدأ يخرج من عزلته ولكن يجب أن تكون الحوافز مستحقة ومناسبة لما يقوم به المريض، فإنك عندما تكافئ شخصا غير جدير بهذه المكافأة فإن هذه المكافأة تكون مؤذية ومهينة، وربما يفرح بهدية لا يستحقها في البداية لكنه بعد ذلك سوف يفقد الثقة حتى إذا كان يستحق المكافأة بحق، لذا يجب أن تشجع المريض لكي يساعد نفسه قدر المستطاع، لا تدلل المريض وفي الوقت نفسه لا تدفعه إلى مواقف أو أماكن من المؤكد أن يفشل فيها.
٠ الاحترام لإنسانية المريض وعدم السخرية:
يجب ألا تجعل أفكار المريض موضع سخرية، وعندما لا تكون موافقا على أفكاره أظهر ذلك بطريقة تسمح له بالمحافظة على كرامته، أعطه الاحترام بأن تصمم على أن يحترمك شخصيا، كإنسان ناضج فإن له الحق أن يتوقع منك أن تطبق تصرفات الكبار على تصرفاته بالرغم من كونه مريضا، إذا أهانك يجب أن تخبره بأنك قد أهنت وأنك لا ترضى عن ذلك.
٠ لا تسأل المريض أن يتغير:
لا فائدة من أن نطلب من المريض أن يغير تصرفاته، أنه يتصرف كما يتوقع أنه صحيح لأنه مريض وليس لأنه ضعيف أو جبان أو أنانيا وبدون أفكار أو قاس…
أنه لا يستطيع كما أن المريض الذي يعاني من الالتهاب الرئوي لا يستطيع أن يغير من درجة حرارته المرتفعة لو كان عنده بعض المعرفة عن طبيعة مرضه "ومعظم المرضى يعلمون بالرغم من أنهم يعطون مؤشرات قليلة عن معرفتهم للمرض" فإنه سيكون مشتاقا مثلك تماما لأن يكون قويا وشجاعا ولطيفا وطموحا وكريما ورحيما ومفكرا، ولكن في الوقت الحالي لا يستطيع ذلك هذا الموضع هو أصعب ما قد يواجه الأسرة، وعليهم أن يفهموه ويقبلوه ولا عجب أنه يأخذ جهدا كبيرا لكي تذكر نفسك أنه "المرض" عندما تكون مثلا الهدف لعلامات العداء المرضية من الأخت، أو عندما تكون الوقاحة والخشونة والبرود هو رد أخيك لك لما تقدمه وتفعله له ولكن يجب أن تذكر نفسك دائما أن هذا هو جزء من المرض.
٠ ساعد المريض لكي يعرف ما هو الشيء الحقيقي
المريض النفسي يعاني من عدم القدرة على التمييز بينما هو حقيقي وما هو غير حقيقي ربما يعاني كذلك من بعض الضلالات (الاعتقادات الخاطئة)، ربما يعتقد أنه شخص آخر، أو أن بعض الغرباء يريدون إيذاءه أو أن هناك قوى خارجية تقوم بالتصنت عليه وعلى أفكاره، إنه يدافع عن هذه المعتقدات الخاطئة بالطريقة التي قد يدافع بها أي فرد عن معتقداته.
من وراء دفاع المريض حيرة ما بين الحقيقي وغير الحقيقي، إنه يحتاج مساعدتك لكي تظهر الحقيقة ثانية أمامه، ويحتاج أيضا أن تجعل الأشياء من حوله بسيطة وغير متغيرة بقدر الإمكان، وإذا ظل يراجعك مرة بعد مرة عن بعض الحقائق الواضحة، يجب أن تكون مستعدا بسرعة وبصبر وحزم بسيط لكي تشرح له الحقيقة مرة أخرى، يجب ألا تتظاهر بقبول الأفكار المرضية والهلاوس كحقيقة واقعة، وفي الجانب الآخر لا تحاول أن تحثه على التخلص منها ببساطة قل له أن هذه الأفكار ليست حقيقة ودع الأمر عند هذا الحد من المناقشة عندما يفعل أشياء لا تقبلها لا تتظاهر بقبولها إذا تضايقت من سلوكه قل له ذلك بصراحة ولكن وضح له أنك متضايق من سلوكه وليس منه شخصيا، وعندما يقوم بسلوك لا يتنافى مع الواقع يجب أن تكافئه عليه.
لكي تساعده على معرفة الحقيقة يجب أن تكون صادقا معه، وتشرح له عن ماذا تقصده بشكل واضح، وعندما تكون غاضبا لا تقل له أنك لست غاضبا.
تجنب خداعه حتى مهما كانت المواضيع من وجهة نظرك بسيطة، واعلم أنك بهذا تجعل التعلق الضعيف بالحقيقة أقل يقينا... فإذا لم يجدوا الحقيقة والواقع بين هؤلاء الذين يحبونهم فأين يجدونها؟
ملاحظات هامة لأسرة المريض:
٠ حافظ على عهودك للمريض دائما.
٠ يجب التأكد من أن المريض يتناول الدواء الموصوف له حسب ما وصفه الطبيب وفي مواعيدها حتى لو كان معترضا عليها وحتى لو كان يبدو متحسنا ولا يحتاج إليها "من وجهة نظر المريض أو أسرته"، لأن الطبيب يعلم ما هو الأفضل للمريض وأين مصلحته، ولذلك فإن إرشاداته يجب أن تنفذ بدقة.
٠ إذا كان هناك مواعيد محددة ودقيقة للمريض لمقابلة الطبيب يجب التأكد من المحافظة على تلك المواعيد حتى لو كان المريض لا يريد أن يذهب في المواعيد المحددة للطبيب وعلى الجانب الآخر لا ترهقه.
٠ اجعله يعرف أنك تساعده في الكبيرة والصغيرة وأنك سوف تكون دائما بجانبه لمساعدته عندما تستطيع وأنك لن تتخلى عنه.
٠ إذا كانت لديك أسئلة عما يجب أن تفعله للمريض اتصل بأحد أعضاء الفريق المعالج بالمجمع للاستفهام عنها.
٠ إذا حصل أن تناول المريض أي دواء غير الموصوف له من قبل الطبيب فيجب إعلام الطبيب بذلك.
وفقك الله لما هو خير
اقرأ على موقعنا:
الفصام: الشيزوفرينيا
شيزوفرينيا
أنواع الفصام (2)
الفصام: الأسباب المرسبة (2)
الاضطرابات الفصامية
الفصام ذلك المعلوم ...... المجهول
هل الفصام ..... هو ازدواج الشخصية ؟!!!
تعتعة نفسية: عندك فصام يعني إيه(2)
الفصام: مشاكل تشخيصية أخرى
* ويضيف أ.د وائل أبو هندي الأخ الفاضل أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على الثقة، لدي فقط تعقيب عن علاقة والد زوجتك يرحمه الله بالموضوع فغالبا كان هو مصدر العلاج بالنسبة لابنته المريضة والمستجيبة استجابة جيدة على العقاقير سمحت لكما بأن تعيشا أحلى الأيام كما وصفت ... ثم حين توقف يرحمه الله عن إعطائها العقاقير زادت الحالة سوءا ... وهنا أشير إلى أن استمرار المريض فاقدا للاستبصار هو قصور كبير في العلاج، فليس فقد زوجتك الاستبصار بمرضها إلا تقصيرا في العلاج تمنحه العقاقير لأسر كثيرة فيها كحالات زوجتك من تنتكس أو ينتكس بعد وفاة أحد الوالدين لوقف العقاقير... وأتمنى واقعيا أن تتاح الرعاية الطبنفسية المتكاملة لمرضى الفصام بالشكل الذي أشارت إليه مجيبتك.
التعليق: Delutiona disorder occur in the middle age patients in contrast to shizophrenia.Moreover,the main complain in this case is delusion,