أولاد خطيبي
هناك شعور خفي بالذنب..!؟
السلام عليكم؛ أرسلت قبل عام تقريبا استشارة نشرت بعنوان أولاد خطيبي وردت على الدكتورة المتميزة أميرة بدران. اسمحو لي أن أكمل لكم مجريات الأمور بعد عام من زواجي، في الحقيقة إنني كنت مرتعبة من فكرة لقائهم خصوصا لقاء البنت ولكن الحمد لله مر اللقاء بخير ولكن التواصل بيننا كان قليلا جداً كلمات معدودة فهم لا يجيدون العربية وأنا لا أجيد الإنكليزية كانوا خجولين بعض الشيء تناولوا الطعام وتحدثوا مع أبيهم وشاهدوا فلما كعادة الأجانب وغادروا.
دعيني أعطيكي ملامح عنهم، فالشاب الأكبر بالعشرين من عمره يعمل ومستقل بذاته هادئ وسكوت ورسمي جداً بالتعامل تشعرين وهو جالس كأنه على أهبة المغادرة ولا يكف عن العبث بهاتفه، والبنت بالثامنة عشر تعمل وتدرس وأيضاً شبه مستقلة لا تهتم بشكلها ولا بأناقتها أبدا فقط تهتم بالدراسة والعمل وتشعر حين تراها أنها أكبر من عمرها تكره سيرة الزواج عالمها صديقاتها ولا يكفون عن السخرية واللهو والعبث، والأصغر ولد بالثانية عشرة يحب اللعب واللهو وبدين جداً ويحب الأكل.
جميعهم مؤدبون جداً معي ولكن شعرت أنهم يضعون خطا بيني وبينهم فليس هناك من حميمية بيننا أبدا الحق أنني كنت متوقعة استمرار العلاقة وقدومهم دائماً ولذلك استأجر زوجي بيتا بغرفتين ليأتوا ويناموا عندنا ولكن الحق أن الغرفة ما زالت فارغة تماماً، دعيني أخبرك أمرا، قبل أن يقرر زوجي الزواج حاول أخوة طليقته أن يعيدوهم لبعض لكن زوجي رفض رفضا قاطعا والحق أنها امرأة لا تطاق وسليطة اللسان بشكل مقزز وكم شتمتني برسائل الجوال لزوجي واكتشفت ذلك بالصدفة ولكن لم أبال.
وأحيطك علما عندما انفصل زوجي عنها ترك لها البيت الكبير الذي كان قد أنفق عمره وهو يعمر فيه ولم يأخذ منه إلا ثيابه وأخبرها أن هذا البيت ليعيش الأولاد فيه معها وأوصاها أن يظل هناك تواصل مع الأبناء، كل شيء كان على ما يرام، وحين كان الأولاد يزورون أباهم ويرونه يغسل ويطبخ كانوا يقولون له يجب أن تتزوج أي أنهم كانوا مدركين أن أباهم عاجلا أم آجلا سيتزوج وحين قرر زوجي الزواج لم يعترضوا أبدا وحين تزوجنا بالفعل جن جنون طليقته ولا ندري السبب وأصبحت تحارب زوجي بطرق عدة أهمها الأولاد، فهي تمنعهم من رؤية أبيهم وتأخذ الهاتف من الولد الصغير المشكلة الآن ليس فيها فحسب بل بالأبناء الذين لم يعودوا يرغبوا بالتواصل مع أبيهم فهو يتصل عليهم عشرات المرات ويترك لهم رسائل نصية وصوتية وبدون فائدة!!
آخر مرة تم اللقاء في رمضان!! وحين يعاتبهم خصوصا البنت تتحجج بالدراسة والعمل أشعر كأنهم يعتبرونه طفلا فيقولون أي كلام فقط لتسكيته مع أن زوجي أب ولا أروع!!
لا أدري ماذا أفعل؟! هناك شعور خفي بالذنب وأنا لا أتحمل حزن زوجي ذات مرة بكى أمامي فتقطع قلبي نصحتني صديقة لي بأن أتحدث معهم هل هذا حل؟ أشعر أنهم سيقولون لي بكل بساطة لا تتدخلي.
ماذا تنصحينني؟ لقد أصبحت أفكر بالإنجاب فقط من أجل أن أسعد زوجي ولعل وعسى هذا الطفل أن يلم شمل الأخوة بأبيهم.
ماذا تنصحينني؟
26/12/2013
رد المستشار
أولا مبروك على زواجك.. مبروك على حبك ورضاك بزوجك....
ثانيا: لازلت أراكي متوترة وتحملين هما لكل ما هو آت، فلقد كنت تحملين هم الزواج وهم اللغة وهم لقاء أولاده؛ والحمد لله فأنت سعيدة معه، ولم تكن اللغة بالعائق الذي كنت تتصورينه حين يأتي اللقاء، وكان اللقاء عاديا بلا كره بلا صراعات....
فجزء من القصة بداخلك أنت يا عزيزتي؛ فأولاده رغم محاولات والدتهم سيعرفون حقيقة تقبلك لهم ورغبتك في التعرف عليهم ولكن سيأخذون وقت فلا ضير، وشعورك بالذنب شعور ليس في محله؛ لأنهم كانوا على علم بضرورة زواج أبيهم بعد انفصاله عن أمهم....
ولقد قلت بنفسك أن الولدان كانا فرحين لأن أبوهما لن يعيش عازبا، فما تتصورينه في الغالب يكون في حجم أكبر بسبب توترك أنت، ناهيك عن أن تغيرهم بسبب زواج أبيهم لو كان حقيقيا فهو لا يرتبط بك أنت كشخص ولكن مرتبط بزواج أبيهم بالأساس؛ فهم بدون وجودك في حياة والدهم مستقلون في حياتهم وتزوجت أمهم من آخر؛ فما هو محلك أنت من الاعراب في تلك الحالة؟ لا شيء؛ ولكن تظل المعاملة الجيده واللقاء الحميمي وابتسامك في وجههم عندما يزوروكما هو الذي سيعجل بفهمهم حقيقة رغبتك في التواصل الجيد معهم؛ فكوني كما أنت -تلاقيهم بحب- تعرضين عليهم التواصل....
ويمكنك أن تضيفي للعلاقة معهم التلقائية والتعامل معهم بفهم لمراحل عمرهم المختلفة وستجدي عجبا، أما فكرة الإنجاب فلا يمكن لأحد أن يقرر لك هذا القرار من عدمه ولكن بالمصارحة والنقاش مع زوجك؛ لأنه قرار يحتاج للمشاركة بينكما والتعرف على كل الأبعاد التي تحيط به بشكل واقعي؛ فقد يكون هو القرار الأفضل لكما الآن، وقد يظهر أن تأجيله لفترة هو أفضل الحلول؛ فإنجاب طفل يحتاج مناخا نفسيا وعائليا مريحا وطيبا لينمو الابن فيه باستقرار....وفقك الله....