ذهبت اليوم إلى طبيية الأسنان فقد أخبرتني في الأسبوع الماضي أن عليها أن تميت عصب الضرس ثم تحشوه، وقد كان الأمر هيناً في الزيارة الأولى مما شجعني على الذهاب اليوم، إلا أن الأمر اختلف هذه المرة فآلمتني حقنة التخدير قليلاً ثم ألمني إزالة الحشو السابق ثم أحضرت الطبيبة مجموعة إبر ولا أعرف ماذا فعلت ولكن شعرت بألم إذ يبدو أنها استخدمت معظمهم!!
وأثناء عودتي إلى منزلي القريب من العيادة وسنتي تؤلمني...
تأملت خلق الله سبحانه وتعالى وإبداعه في خلقه لنا، وسألت نفسي كيف تنمو الأسنان لأول مرة؟ وكيف يمكن أن يتحول الطعام الذي نتناوله ونحن أطفال إلى أشياء مختلفة فبعضه يصبح لحماً (عضلات) وبعضه أسنان وبعضه عظام... فكيف يحدث ذلك...
لم أجد إجابة فأنا لست طبيبة... ولكن الفكرة أن مجرد إصلاح ما خلقه الله أمر صعب ولا يصل إلى 1% من روعة خلق الله تعالى لنا، فحشو الأسنان يحتاج إلى تغيير كل عدة سنوات أما الأسنان التي خلقها الله تعالى فباقية إلى يوم الدين!!
ومن هنا كانت الوقاية خير من العلاج فيقول المثل درهم وقاية خير من قنطار علاج...
حينما كنت في عملي بالجامعة صباحاً تحاورت مع زميل لي حول دورنا في الوقاية وإصلاح أحوال بلادنا –الغالية علينا– وعليّ بقدر كبير جداً جداً...
ووصلنا أنه علينا أن نساعد الناس على معرفة معلومات بسيطة تساعدهم على الوقاية من الأمراض النفسية والعقلية...
فاقترحت عليه أن نبدأ بتكوين مجموعة من الطلاب لتحقيق هذا الهدف فيمكن مثلاً أن نجهز مسرحية بطلها مريض دمه خفيف –وإن كانت حالته مزمنة- وهو مقيم في مستشفى نفسي، فصاحبنا بدأت معه أعراض المرض على شكل عدم الاهتمام بنظافته الشخصية أو غسل أسنانه –لا أعرف ما حكاية الأسنان معي هذه الأيام- وبدأ يتوقف عن الذهاب للجامعة ويرسب بشكل متكرر ثم ظهرت عليه الأعراض الأشد فاعتقد أن الاخرين يضطهدونه ويريدون الفتك به وأن هناك من يستطيع أن يقرأ أفكاره ثم يذيعها عبر التلفزيون بمجرد ان تخطر على باله ويرى أشياء غيرموجودة، ويغلق على نفسه باب حجرته ليبقى فيها أيام و و و....... واستمرت هذه الأعراض المرضية دون أي تدخل من الأهل إلى أن أصبح يسبب لهم مشاكل كبيرة مع الجيران والأقارب والشرطة، فانتهى بهم الأمر إلى أن ذهبوا به إلى المستشفى ليتخلصوا من إزعاجه وينسوه أو قل ليتناسوه فبقي في المستشفى سنوات وسنوات!!....
هذه المسرحية تعكس واقعاً يراه كل من يزور المستشفيات النفسية الحكومية –ولا أقصد ان أعيب هذه المستشفيات- فبعضها يقدم خدمات مفيدة إلى حد كبير ولكن العيب الأساسي فينا!! أقصد في عدم اكتشافنا لبداية الأعراض المرضية التي تمثلت هنا في: عدم اهتمام المريض بنظافته وغسل أسنانه وتهذيب ذقنه وعدم ذهابه للجامعة ورسوبه المتكرر و و و........ ولم يدرك الأهل المرض إلا بعد مضي سنوات كان المرض العقلي (الفصام) قد استفحل خلالها...
إن المرض العقلي الذي يؤدي ان يقيم المريض في المستشفى له علاج بشرط أن يكتشف مبكراً مع الاصرار على أن يتناول المريض العلاج المناسب بانتظام ليعود إنسان طبيعي –إلى حد كبير- فيدرس وينجح ويعمل ويفيد نفسه وغيره بدلاً من المأساة المتكررة التي نشاهدها في المستشفيات النفسية حيث مرضى لم يتناولوا العلاج إلا بعد أن فات الآوان فكان تحسنهم طفيفاً مقارنة بمن ساعدهم الأهل مبكراً ..... وهذا دورنا نحن، نعم نحن أصدقاء مجانين دورنا أن ننشر هذا الوعي بين أصدقائنا وأهلنا وزملائنا، فحكوماتنا غير قادرة على أن تنفق على أفراد مرضى أصبحوا عالة عليها ونحن في حاجة إلى كل يد يمكن أن تبني وتعمر وتنهض بأمتنا فتعالوا نبدأ من الآن في حماية أنفسنا ومن نحبهم من المستشفيات النفسية، بل ودرونا أيضاً أن نعمل على الوقاية من هذه الأمراض من خلال التربية السليمة لأبنائنا.
واقرأ أيضاً:
لنحمي أسرنا من التفكك / من مستشفى شرم الشيخ الدولي ... أحييكم
وأثناء عودتي إلى منزلي القريب من العيادة وسنتي تؤلمني...
تأملت خلق الله سبحانه وتعالى وإبداعه في خلقه لنا، وسألت نفسي كيف تنمو الأسنان لأول مرة؟ وكيف يمكن أن يتحول الطعام الذي نتناوله ونحن أطفال إلى أشياء مختلفة فبعضه يصبح لحماً (عضلات) وبعضه أسنان وبعضه عظام... فكيف يحدث ذلك...
لم أجد إجابة فأنا لست طبيبة... ولكن الفكرة أن مجرد إصلاح ما خلقه الله أمر صعب ولا يصل إلى 1% من روعة خلق الله تعالى لنا، فحشو الأسنان يحتاج إلى تغيير كل عدة سنوات أما الأسنان التي خلقها الله تعالى فباقية إلى يوم الدين!!
ومن هنا كانت الوقاية خير من العلاج فيقول المثل درهم وقاية خير من قنطار علاج...
حينما كنت في عملي بالجامعة صباحاً تحاورت مع زميل لي حول دورنا في الوقاية وإصلاح أحوال بلادنا –الغالية علينا– وعليّ بقدر كبير جداً جداً...
ووصلنا أنه علينا أن نساعد الناس على معرفة معلومات بسيطة تساعدهم على الوقاية من الأمراض النفسية والعقلية...
فاقترحت عليه أن نبدأ بتكوين مجموعة من الطلاب لتحقيق هذا الهدف فيمكن مثلاً أن نجهز مسرحية بطلها مريض دمه خفيف –وإن كانت حالته مزمنة- وهو مقيم في مستشفى نفسي، فصاحبنا بدأت معه أعراض المرض على شكل عدم الاهتمام بنظافته الشخصية أو غسل أسنانه –لا أعرف ما حكاية الأسنان معي هذه الأيام- وبدأ يتوقف عن الذهاب للجامعة ويرسب بشكل متكرر ثم ظهرت عليه الأعراض الأشد فاعتقد أن الاخرين يضطهدونه ويريدون الفتك به وأن هناك من يستطيع أن يقرأ أفكاره ثم يذيعها عبر التلفزيون بمجرد ان تخطر على باله ويرى أشياء غيرموجودة، ويغلق على نفسه باب حجرته ليبقى فيها أيام و و و....... واستمرت هذه الأعراض المرضية دون أي تدخل من الأهل إلى أن أصبح يسبب لهم مشاكل كبيرة مع الجيران والأقارب والشرطة، فانتهى بهم الأمر إلى أن ذهبوا به إلى المستشفى ليتخلصوا من إزعاجه وينسوه أو قل ليتناسوه فبقي في المستشفى سنوات وسنوات!!....
هذه المسرحية تعكس واقعاً يراه كل من يزور المستشفيات النفسية الحكومية –ولا أقصد ان أعيب هذه المستشفيات- فبعضها يقدم خدمات مفيدة إلى حد كبير ولكن العيب الأساسي فينا!! أقصد في عدم اكتشافنا لبداية الأعراض المرضية التي تمثلت هنا في: عدم اهتمام المريض بنظافته وغسل أسنانه وتهذيب ذقنه وعدم ذهابه للجامعة ورسوبه المتكرر و و و........ ولم يدرك الأهل المرض إلا بعد مضي سنوات كان المرض العقلي (الفصام) قد استفحل خلالها...
إن المرض العقلي الذي يؤدي ان يقيم المريض في المستشفى له علاج بشرط أن يكتشف مبكراً مع الاصرار على أن يتناول المريض العلاج المناسب بانتظام ليعود إنسان طبيعي –إلى حد كبير- فيدرس وينجح ويعمل ويفيد نفسه وغيره بدلاً من المأساة المتكررة التي نشاهدها في المستشفيات النفسية حيث مرضى لم يتناولوا العلاج إلا بعد أن فات الآوان فكان تحسنهم طفيفاً مقارنة بمن ساعدهم الأهل مبكراً ..... وهذا دورنا نحن، نعم نحن أصدقاء مجانين دورنا أن ننشر هذا الوعي بين أصدقائنا وأهلنا وزملائنا، فحكوماتنا غير قادرة على أن تنفق على أفراد مرضى أصبحوا عالة عليها ونحن في حاجة إلى كل يد يمكن أن تبني وتعمر وتنهض بأمتنا فتعالوا نبدأ من الآن في حماية أنفسنا ومن نحبهم من المستشفيات النفسية، بل ودرونا أيضاً أن نعمل على الوقاية من هذه الأمراض من خلال التربية السليمة لأبنائنا.
واقرأ أيضاً:
لنحمي أسرنا من التفكك / من مستشفى شرم الشيخ الدولي ... أحييكم