هناك قاعدة غريبة لـ(فرنسيس بيكون) أشهر فلاسفة العلوم الانجليز -والذي ظهر في (عصر النهضة الأوروبية)- يقول فيها: ( إن لكل منا كهفا من الأوهام يحيا حبيسا بداخله)، انظر معي إلى نفسك إنك تتصور أنك تنطلق في الحياة حرا طليقا.
للأسف هو تصور خاطئ، فأنت تسير وأنت تحيط نفسك بكهف من أوهامك الخاصة، بل ربما أنت لا تسير في الحياة وإنما تسير بداخل هذا الكهف -إن دق التعبير-
تأمل معي هذا الموقف:
- أنت تقف حائرا مرتبكا أمام مكتب مديرك، تخشى مواجهته لتسأله طلبا بسيطا
- بينما يقتحم زميلك مكتبه ويقضي طلبه وهو يضاحكه
- انظر معي إلى الأمر من الخارج.... واسرده كأبعاد مشهد مسرحي.
- رجل جالس فوق مكتب، يمسك بجريدة، حجرة مكتب، باب يقف خارجه رجل.
- ما الذي أغفلناه هنا؟
إنها أوهامك التي تعتصرك داخلها سجينا داخل كهفها -الذي يختلف عن كهف صاحبك-.
موقف آخر:
- أنت تقف مغشيا عليك على مقربة ممن تحب..... إنك تسهر تناجيها في خيالك ليال بطولها، ولا تجسر على اجتياز السنتيمترات التي تفصل بينكما الآن، لتكتفي بالوقوف مرتعدا كأي كتكوت مريض، لتجدها بعد مدة طالت أو قصرت.... تتباطأ ذراع من هو أقل منك وتضاحكه في سعادة مذهلة.
- ما الأمر؟...... إنها سلاسل أوهامك التي تقيدك داخل كهفك الخاص، وغيرها العديد والعديد من المواقف..... انظر إلى مشية المغرور...... نظراته.... لفتاته.
- يبدو أن كهفه سوبر لوكس.
- تستطيع أن تتذكر آلاف الأمثلة التي تبدو جلية أمامك يوميا، قد تسألني وماذا أفعل؟
- أشكرك لأنك قد أضحكتني....
- لو كان هذا الكهف ماديا..... واضحا أمام عينيك، وأنت بداخله بصورة محسوسة
- أفكنت أيضا ستنتظر حتى أحري لك جوابا يصل إليك في موضعك بداخله؟؟؟؟؟؟
واقرأ أيضاً:
أبو بثينة وابنها / غريزة الألم