في طب نفسي الأزمات تعبير مصطلح يصف المرحلة الأولى للأزمة بأنها "شهر عسل Honey Moon " والقصد من المصطلح أن جهود الاهتمام، والمتابعة، والرصد، والإغاثة تصل إلى ذروتها... ثم في مرحلة تالية...... بخ !!!! تهبط الجهود من السماء إلى الصفر، وما تحته!!!
غياب التخطيط، وخور الهمم، والانشغال المشتت، وانعدام التركيز كلها أسباب مفهومة لهذا المشهد المتكرر!!!
تشتعل أزمة (مذبحة بورسعيد، أطفال دهسهم القطار في الصعيد، جنود مخطوفون في سيناء) ويتحمس البعض مشكورين، و"هوب" نذهب وراء حماسنا، ونلتقط الصور، ونستمع للناس، ونتخذ قرارات ذاتية بالاهتمام والمتابعة... ثم... بخ العظيمة المصرية المعتادة!!!
حتى اختلف المؤرخون حول العمر الحقيقي للأخت ريما "المتعوده دايماً" أن ترجع لعادتها القديمة!!!
لذلك قاومت –بشدة– المبالغة في الفرح بالرحلة الرائعة التي قام بها نفر من النشطاء والإعلاميين إلى سيناء، وأهلنا فيها، وعادوا منها بملاحظات، ومعلومات، وذكريات من المهم رصدها، وتوثيقها، والاطلاع عليها!!
أولا: هذه ابتداءً هي الروح التي انتصرت بها بدايات ثورتنا حين يعتبر أحدنا نفسه مسئولا عن أمر ما خارج نطاق وظيفته "اللي بياكل منها عيش" حين لا يقول: "أنا مالي"، أو لا يقول: "مش شغلي"، ويتحرك ليعرف بنفسه دون تسليم أو اعتماد على عرضحالجية، وكذبة، وفقراء المواهب فيما يسمى بالإعلام!!
ودون انتظار لما يسمى بالدولة!!! أو ما يسمى بالمسئولين!!
طبعا ستبذل بعض الجهد لتنصت وتسأل، وتنظر بنفسك، وترصد لتفهم بدلا من أن تكون ببغاءا تردد ما تسمع!!
أي ما يلقيه في سمعك عرضحالجية، وكذبة، وشمامين الشاشات بوصفه معلومات، وهو ليس كذلك ..."إلا قليلا"!!!
مطالعة ما كتبه العائدون من الرحلة يكشف بجلاء أن هناك مسارات أخرى للتفكير والتغيير، هناك واقع مختلف ودنيا أخرى غير ما نراه على الشاشات!!!
ثانيا: الشكر موصول لهؤلاء الرواد على هذه المبادرة، وربما ليس دورهم إكمال السير، والتركيز في نفس الملف!!
لكن بالتأكيد ما لم يركز بعضهم على الأقل- أو غيرهم في ملف سيناء، ويركز آخرون في كل ملف من الملفات التائهة، سنظل رهينة كذب العرضحالجية، وبؤس الفاسدين المجرمين المسئولين جيلا وراء جيل مما آلت إليه الأمور!!!
لدينا في مصر الكفاءات والخبرات والطاقات نحتاج للعزيمة والمبادرة والعمل الجماعي.. وشكرا.
واقرأ أيضًا
على باب الله: على الربابة بغني/ على باب الله:الخوف