مَقامات الأربعاء (2)
مقامات الأربعاء (3) المقامة الثالثة!!
حدثنا يحيى بن حيّان وقال: الإنسان هو الإنسان, والاجتهاد هو العنوان, والفارق يعكسه المكان, ويدوسه بسنابكه الزمان, والعمل دليل وبرهان.
"وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون" التوبة : 105
وأضاف: "هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها" الملك : 15
وقال الرسول الكريم: "بادروا بالأعمال الصالحة".
فالعمل هو البيان, وشواهده العمران, ولابد من التعاون ما بين الإخوان والإخوان, لكي ترتقي الأوطان.
والهمة قوة, وقدرة على العلاء والنماء والرقاء, فما خابت الهمم المتآزرة, ولا تاهت الشعوب المعتصمة بحبل الأمان المتين.
"وبالهمةِ العلياءِ يرقى إلى العُلا...ومَن كان أرقى همّةً كان أظهرا"
والمجتمعات بهممها وأعمالها, فهذا تقدم لأنه صاحب همة متقدمة, وذاك تأخر لأنه صاحب همّةٍ متأخرة.
"بقدر الكدّ تُكتَسبُ المَعالي...ومَن طلبَ العُلا سهرَ الليالي"
وقال يحيى بن حيان: كان هناك شاب لا يحسب للوقت حسابه, ويلهو ويبدد أيامه ويرغب أن يكون في علياء المطامح والأفنان, وكلما حدثوه عن الجد والكد والاجتهاد أشاح بوجهه ونطق بأسباب كسله وخموله, وأن للوصول إلى العياء هناك ألف باب وباب, لكنه ما فكر بكيف يفتح منها باب, ومضى على نكرانه وأنسه وعدم اكتراثه بغده, حتى واجه مصيره ذات يوم, وقد رأى الذين من بعده قد سبقوه وانطلقوا في الحياة, وأسسوا لهم أعشاشا وسبلا للارتزاق والانطلاق, وهو متحين في محنته التي لا يجد منها مخرجا.
فانهار باكيا يحدث نفسه عن سفه عدم الطاعة والجد والمثابرة.
حتى صار ينطبق عليه القول:
"ومَنْ رامَ العُلا مِن غيرِ كدٍ ... أضاع العمرَ في طلبِ المُحالِ"
ومثل هذا العديد من المجتمعات والأوطان, التي نابزت العمل وأنكرت الجدّ وترامت في ميادين الخمول والكسل, فازدادت ضعفا على ضعف, وهونا على هون.
ولابد من القول:
"وما نيل المطالب بالتمني... ولكن تؤخذ الدنيا غِلابا"
وتلك مَقامة فيها نظر!!
ويتبع >>>>: مقامات الأربعاء (4)!!
واقرأ أيضاً:
بائع الورد/ ذاكرة المدن القديمة/ اكتمال/ قل هو الموت/ تناثر/ هوامش نص/ كوفاد/ يا روان!!/ أنا الإنسان/ طار قلبي!!/ لصوص!!/ أمّة العَقل!!/ إلاّ!!/ لُغةُ الضادِ وضادُ الأمّةِ!!/ سَعادةُ أمّةٍ!!