الغيرة مشهد جانبي لطلب العدالة مشاركة
الفصل السابع عشر
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يَقِفَنَ أحدُكُم مَوقِفَاً يُضرَبُ فيه رجلٌ ظُلماً، فإن اللعنة تنزل على من حضَرَهُ حيثُ لم يدفَعُوا عنه"- أخرجه الطبراني، فإذا رأيت إساءة نزلت بأخيك أو مهانة وقعت عليه، فأره من نفسك الاستعداد لمناصرته، والسير معه حتى ينال بك الحق ويُرَدُ عنهُ الظلم.
روي عن النبي صلى الله عليه وسلم: "من مشى مع مظلومٍ حتى يُثبِت لهُ حقَه، ثبَّت اللهُ قدمَيه على الصراطِ يومِ تَزِلُ الأقدَام"– أخرجه الأصبهاني.
وهذا الواجب العظيم يزداد تأكيدا إذا كنت ذا جاه في المجتمع، أو صاحب منصب تحفٌه الرغبة والرهبة، إن للجاه زكاة تؤتى كما تؤتى زكاة المال، فإذا رزقك الله سيادة في الأرض أو تمكينا بين الناس، فليس ذلك لتنتفخ بعد انكماش، أو تزدهي بعد تواضع، إنما يسر الله لك ذلك ليربط بعنقك حاجات لا تُقضَى إلا عن طريقك، فإذا أنت سهلتها قمت بالحق المفروض، وأحرزت الثواب الموعود، وإلا فقد جحدت النعمة وعرَّضتها للزوال.
روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن للهَ عِندَ أقوامٍ نعماً أقرَّها عندَهُم ما كانوا في حوائجِِ المسلمين ما لم يَملّوهم، فإذا ملّوُهم نقلها إلى غيرهم"– أخرجه الطبراني.
واستخدام المرء جاهه لنفع الناس ومنع أذاهم ينبغي أن يتم في حدود الإخلاص والنزاهة، فإن فعل أحد ذلك لقاء هدية ينتظرها فإن أجره قد قبضه عاجلا في حياته الدنيا، وتأكًل بعمله السحت.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من شفع شفاعة لأحد فأهدى له هدية عليها فقبلها، فقد أتى بابا عظيما من أبواب الكبائر" – أخرجه أبو داود.
يتبع >>>>>>>>>>> مِن نواقض الأخوة