على باب الله: (أحداث كنيسة الإسكندرية ) ::

الكاتب: د.أحمد عبد الله
نشرت على الموقع بتاريخ: 10/11/2005

 
بداخلي قلق عميق وكبير من لغم رهيب مدفون في حاضر بلدي ومستقبلها والأجواء التي نعيشها وتحمل تكريسا للتخلف وضعف الفقه والفهم والبصيرة، وتشوش الإدراك والتفكير، وسرعة الغضب، ونزق السلوك.

هذه الأجواء تزيد من قلقي ورعبي الذي يتجدد كل حين تحت عناوين الفتنة الطائفية، ذلك الملف الذي نتعامل معه كما نتعامل مع غيره بخليط من العبط والاستعباط وغياب الحكمة والرشد.

ولا أنوي الآن أن أفكر أو أقلب في صفحات هذه الملفات، وهي كثيرة، لكنني تنبهت إلى جانب لم أقرأ لأحد تناوله في كتابة أو قول أو تعليق أو تحليل.

فالمظاهرات التي اندلعت في الإسكندرية لمحاصرة كنيسة، وللتعبير عن غضب جاء بسبب قرص ممغنط cd عليه مسرحية قام بالعمل فيها مجموعة من الهواة الشباب الأقباط، وما شاهدته من هذه المسرحية يحمل أفكارا تستحق الرد أكثر مما يحمل سخرية تستدعي النقد، ولكن هذا ليس حكما نهائيا لأنني لم أشاهد سوى العشر دقائق الأولى منها، والصوت غير واضح والتصوير بدائي بكاميرا واحدة ومن زاوية ثابتة!!

ما لفت انتباهي أن كل ما حدث كان نمطا أو مثالا على ما أحاول التوجيه إليه من خطورة الإعلام البديل، أو الإعلام غير التقليدي، ونحن هنا أمام منتج إعلامي لم ينتج عن مؤسسة إعلامية "متخصصة رسمية" أو شعبية، إنما هي مسرحية هواة، وتصوير هواة، والمنتج يصير جاهزا للنشر والتوزيع، وإثارة الغضب وردود الأفعال .

ولا أدري لماذا لم يرد الغاضبون بالمثل ؟!!
لماذا لم يفكروا مثلا في قرص مضغوط يروي القصة من وجهة نظر أخرى ؟!! لماذا فكروا في التجمهر بدلا من التصوير، والتظاهر بدلا من التمثيل والتأليف ؟!
هل ما زلنا بعيدين عن فهم لغة العصر وأدواته إلى هذا الحد ؟!
هل ما زلنا عاجزين عن إدراك فكرة الإعلام البديل في حين، أو على رغم أننا نعيشها ونمارسها حين نلتقط الصور بالمحمول، ونبثها هي والمقاطع الفيلمية بالبلتوث ؟!
هل مازلنا أسرى لفكرة القوة بمعناها الصلب الظاهر/حشود، مظاهرات، وأدوات قوة الإعلام والآراء والأفكار ؟!

الاثنين 7 / نوفمبر / 2005

*للتواصل:
 maganin@maganin.com

*اقرأ أيضاً :
على باب الله: رمضان العهد والوفاء / على باب الله: عن العسكرة والأقدمية  / على باب الله التعويذة  / على باب الله: الأصل والواقع  / على باب الله الحوار / على باب الله جواز سفر / على باب الله: الطريق إلى بودابست / على باب الله بودابست  / على باب الله: وداعا بودابست / على باب الله: بنية وبيئة / حوار مع أ.د أحمد عكاشة(3)