الكاتب: د.أحمد عبد الله نشرت على الموقع بتاريخ: 27/03/2006
والموبايل هو المحمول أو الجوال أو النقال كما يقول عليه أهلنا في تونس والمغرب العربي.
فكرت أن الزمان قد تغير، ونحن ينبغي بالتالي أن نفهم هذا جيدا ونتعامل معه، أي ينبغي أن نتغير، ليس بالضرورة في الاتجاه الذي يدفعنا إليه الزمان، وليس بالضرورة عكسه، ولكن ربما في اتجاه ثالث ورابع وخامس مختلف أو أفضل من اتجاه الزمان وعكس الزمان، وربما مع هذا أو ذاك أحيانا!!
حركة الزمان فيها تفكيك نراه، وفيها تجمع أشياء، وأصوات وأصداء تحتاج لمن يعرف اللغة فيصل المعاني، ويفك الرموز.
يلح على ذهني إدراك جديد كل امرأة فيه بمثابة مدينة، وبعض المدن موحش، وبعضها فوضوي، وبعضها شديد الحداثة، يتعامل فيه الناس بالإيماءات، ولا يتواصلون إلا بالمسجات أي رسائل المحمول!!! نساء، مدن، أنماط، أمزجة.
القفز من خبرة لخبرة، ومن مكان لمكان، ومن شخص لشخص هل هذه طريقة لها مذاقها وحلاوتها أم هي هروب من الذات أو من إقامة علاقة حقيقية بشيء !!
وهل هذا القفز هو التعبير المناسب للتعامل مع العصر ؟!! أم هو التغبير الذي يدفعنا إليه فننساق ونفقد حلاوة من حلاوات الإنسان ؟!!
ما هي القيمة الحقيقية في أن ندرك أن التحدي هو في الروح المادية للعصر وفي تجلياتها على العلاقات والاتصالات والمشاعر والأحاسيس وأنماط العيش والثقافة وحتى رؤيتنا للدين ولله ؟!!
ثم عندما أسلك أتورط في الاندفاع مع تيار العصر أو أحاول أن أعاكسه، وأعتقد أنني هكذا أفعل شيئا !! شوية يغلبني التيار وشوية أعاكسه !!
هل يمكن إنجاز شيء أصيل دون تجربة ذاتية مكثفة وعميقة وبطيئة أحيانا ؟!! أم أن العصر يتيح هضما أسرع، وإنتاجا أكبر ؟!!
سهر صديقي أمس حتى الرابعة فجرا فتخلف عن موعدنا الصباحي، سألته بتحب ولا إيه يا عبده ؟!! قال لي : حد يحب في زمن الموبايل ؟!!!
ممتلئا بشدو "صفوان بهلوان" الذي كان ملعلعا بالأمس، أغالب الشجن الذي شعرته حين قالت لي إحداهن : بعد عشر سنوات لن يكون هناك شيء كهذا !!
لكنني فوق هذا وذاك مطمئن أن ما ينفع الناس وحده سيمكث في الأرض.
المواد والآراء المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
Copyright @2010 Maganin.com, Established by: Prof.Dr. Wa-il Abou Hendy - , Powered by
GoOnWeb.Com