إغلاق
 

Bookmark and Share

غزة تدخل التاريخ من حيث يخرجون ::

الكاتب: وائل أبو هندي
نشرت على الموقع بتاريخ: 17/02/2008


عندما قررنا في أبريل 2004 أن نضيف إلى مجانين صفحة تهتم بالشأن الفلسطيني محاولين بذلك أن نقول أن علينا تقديم ولو جزء من المادة العلمية النفسانية وأساليب مواجهة الكرب المستمر الذي يعيش فيه أهلنا من بعد انتفاضة الأقصى..... في ذلك الوقت كنا نتخيل أن إتاحة شبكة الإنترنت التي نبث عبرها فعاليات مجانين ومواده هي أمرٌ واقع بغض النظر عن الواقع السياسي الموجود وأنه حتى في ظروف الحرب المستمرة من نوع ما يقوم به العدو الصهيوني، حتى في مثل تلك الظروف تبقى شبكة الإنترنت سليمة ومتاحة وتبقى الكهرباء حقا لكل بيت!.... وبعد ذلك بوقت غير طويل فَعَّلْنا جسر التواصل... وعلى نفس أساس افتراض الإتاحة الدائمة للولوج إلى الشبكة قلنا ربما عبر الإنترنت يتواصل أهلنا المحبوسون في بيوتهم بسبب حظر التجول..... لم يخطر ببالنا أن الحرمان من أساسيات الحياة اليومية ومتطلباتها لشعب بكامله هو أمرٌ سيوافق عليه العالم الجديد!

كان غريبا أن تسمح مصر ببقاء الحدود مفتوحة مع غزة، وبغض النظر عن من وصل بهم تفاؤلهم إلى درجة العبط فرأوا في ذلك استعادة لدور مصر -رحمة الله عليها- كنت أقول دائما المسألة ليست إلا فك زنقة وتعامل دبلوماسي مع الموقف بحيث تطمئن أمريكا وتهدأ إسرائيل وحتى يجد المصريون ما يلهيهم عن مأساة الإنسان في غزة... وقد كان فوز المنتخب المصري بكأس الأمم الإفريقية -على طريقة الأعور وسط العميان- ملهاة كبيرة رقص فيها المصريون وهللوا.... بينما تتابعت الملاحقات الأمنية للفلسطينيين الذين ربما ما يزالون في مصر وأغلقت الحدود تدريجيا بالضبة والمفتاح.... وتتابعت عمليات العدو الصهيوني اغتيالا وراء اغتيال!

ما تشهده غزة الآن من محاولة إخراج من الحياة في القرن الحادي والعشرين (وإلا ماذا نسمي قطع الكهرباء والماء النظيف والغذاء وكل شيء؟).... هذا الوضع غير المسبوق فيما أعلم والذي لا يعترض عليه صوت واحد عالٍ في العالم إلا الأصوات العالية دائما كصوت المحاصرين أنفسهم أي الأخوة في حماس وصوت سوريا وصوت حزب الله وإيران... لم يكن متوقعا من أحد من العرب غير ذلك ولكن يبدو أيضًا أن أحدا لا يسمع الأصوات الخافتة التي تطلقها منظمات حقوق الإنسان تصريحاتها وتحذيراتها وهو ما يعني أن الوضع مرشح للتدهور فهل هو بالضرورة سيكون تدهورا؟

ماذا يمكنُ أن يكون حادثا وأنا ككل الناس لا أكاد أستجمع شتات نفسي من تأملي في حال أهل غزة... والاختلال الاقتصادي الذي أصاب مصر بوجه عام بحيث اختفت سلع كثيرة من الأسواق لأنها كانت تهرب إلى رفح والعريش حيث تباع بالدولارات لا بالجنيه (آسف قلت حاجة عيب! قصدي العملة التي أصبحت تكسف كل مصري بعد أن كانت تسعده).... المهم أن اشتباكاتٍ حصلت وكلام هنا وكلام هناك... ومتشنج يقول أن الشعب المصري لا يرضى أن تقذف شرطته بالحجارة! شرطة الشعب المصري! يا له من تعبير مضحك مبكي! لا أظن أكثر الناس عبطا يصدقه....... الشعب ليس عبيطا لهذه الدرجة يا سيادة الوزير... صراحة لا أذكر من قال ذلك ولكن رأيته على الجزيرة.... بعدها حماس رايح حماس جاي تصريحات وتوضيحات ثم تغلق الحدود،..... المهم لا أكاد أستجمع شتات نفسي حتى يغتال عماد مغنيي... ولم أكن أعرف شيئا عنه من قبل (عادي لأني لست قارئا جيدا ملما بتاريخ المقاومة الإسلامية في لبنان)............

المهم والمفاجئ كان إعلان الحبيب حسن نصر الله وهو يؤبن الشهيد أن حزب الله (ينصره الله) على استعداد لحرب مفتوحة مع العدو الصهيوني!...... أكثر ما يبهرني ويهزني عزة أمام ذلك الرجل هو صدق وعمق إيمانه بضعف الكيان الصهيوني! وإن بدا غير ذلك... إلا أن المثقفين الحقيقيين والدارسين لسيكولوجية الشعب الصهيوني يعرفون كم هي هشة تلك التي تسمى إسرائيل.... وطبعا حين يكون الكلام من رجل بحجم حسن نصر الله فإن الأمر جلل، يا ترى إلى أين ولبنان في وضعه المأزوم هذا؟؟

نعود للأهل في غزة ونقول؟ ماذا نقول ونحن غير واثقين من وصولنا لهم... أعرف أن انقطاع التيار الكهربي لابد غير كامل تماما وربما يزال هناك من يراسلوننا من فلسطين ولكن لأنها عندنا كلها فلسطين فلا ندري أهي غزة أم الضفة أم قلب فلسطين المسلوب؟ حقيقة لا ندري ما هو الحال عندكم وهل مجانين متاح؟؟

ثم نتساءل بعد ذلك لأي شيء يمكن أن يدفع الحصار أهلنا في غزة؟ لأي شيء أوصل الحصار إيران على المستوى التقني والعسكري؟ ولأي شيء أوصل الحصار كوريا الشمالية؟ ولأي شيء أوصل الحصار العراق؟؟؟ صحيح أن الحصار بهذا الشكل غير مسبوق في تاريخ الإنسانية الحديث، وهو لذلك يحتاج إبداعا أكبر للحلول... وأظن أهل غزة لها، وتحت الحصار يقول العارفون بالتغيرات النفسية التي تحدث أن معدلات الابتكار تزيد وصلابة الناس تزيد وربما مناعتهم، يحدث ذلك وإن قل الطعام وزادت خشونة الحياة، وكثيرا ما كنت أقول أن الحصار الذي يفرضه الغرب غالبا يعطي إضاءة لأنفسنا فنرى فيها ما يستحق أن يصنف إبداعا المهم هو الروح التي ترى الله سبحانه وتعالى في صفها إن حاصرتها تبدع وتفوز... وأرى أن غزة تدخل التاريخ من حيث يحاولون إخراجها وهذا فألي فاللهم اجعله بشراك للمرابطين في غزة وفي كل مكان.

واقرأ أيضًا:
حماس الآن أولى بالدعم نعم حماس / ماذا .... لو سلمت حماس؟؟ / لبنان لماذا؟ وفلسطين والعراق لا؟ / لبنان لماذا؟ وفلسطين والعراق لا؟ مشاركة
/ الاختيار دائما.......مدفوع الثمن / مغامرات في السليم، صبرك علينا شويه /الآثار النفسية للحروب على الأطفال / السلام حلم الطفولة في الشرق الأوسط / سامعين أفنان بتقول إيه !!! / إذا كان مجنوناً، فاللهم أكثر منهم / وحدة للتدريب على طب الكوارث بالزقازيق / دور الأخصـائي النفسـي في الأزمـات / الأطباء وإنقاذ مصابي الكوارث / مؤتمر قومي لطب الكوارث!  / المؤتمر القومي السابع لطب الكوارث / فريق مركز طب الأزمات مصر بخير / هذا الذي أفعله..المجد للمقاومة / شكرا منظمة الصحة وفي انتظار المزيد / تحيا كوريا الشمالية: يحيا حزب الله/ اغتيال الحرية: لبنان عروس العرب / رسائل فك الحصار 24 /7 /2006 / قانا...مذبحة إسرائيلية جديدة  / الإعلام الشعبي 30/7/2006 / سبقنا شعبولا، ولكن سوف نبدأ / إعترافاتي الشخصية: لماذا هم قصار القامة؟ / قانا وما بعدها بيروت يصل ويسلم



الكاتب: وائل أبو هندي
نشرت على الموقع بتاريخ: 17/02/2008