هذه ترجمة لبرنامج جيفري شوارتز المكون من أربعة خطوات للعلاج الذاتي لمرضى اضطراب الوسواس القهري يهديها لنا د.محمد شريف سالم جزاه الله خيرا.
Four steps أربع خطوات:
إذا كنت ممن يعانون من أفكار وسواسية أو أفعال قهرية فسوف يحررك من تلك المعاناة أن تتعلم من التقدم المذهل لعلاج مثل تلك الحالات.
وعلى مدى العشرين سنة المنصرفة ظهرت الفعالية الشديدة للعلاج السلوكي في معالجة مرض الوسواس القهري، وإن مفهوم العلاج الذاتي كجزء من منهج العلاج السلوكي يعتبر دفعة كبيرة للأمام.
وفي هذا المختصر الوجيز سوف أعلمك كيف تكون أنت المعالج السلوكي لذاتك، وبتعلم بعض الحقائق الأساسية عن مرض الوسواس القهري وبإدراك أنه حالة طبية تستجيب للعلاج فإنك سوف تكون قادرا على التغلب على الدافع الملح لكي تقوم ببعض الأعمال القهرية وتسيطر كذلك على الأفكار الو سواسية المزعجة.
نحن نسمى هذا المنهج العلاج الذاتي المعرفي الحيوي السلوكي (Cognitive-bio behavioral self-treatment)، وكلمة (معرفي) مشتقة من مصطلح لاتيني معناه (أن تعرف) وتلعب المعلومات دورا هاما في هذا المنهج لتعلم أساليب العلاج السلوكي حيث أظهرت البحوث أن أساليب التعرض ومنع الاستجابة علاجا سلوكيا كبير الفعالية في علاج الوسواس القهري.
وخلال أسلوب التعرض ومنع الاستجابة التقليدي، يتعلم المريض تحت الإرشاد المستمر لمعالج متمرس، أن يعرض نفسه لمثيرات يكون من شأنها أن تزيد من حدة الأفكار الوسواسية وكذلك الدوافع الملحة للأعمال القهرية وبعد ذلك يتعلم كيف يقاوم الاستجابة لتلك الأفكار أو الأفعال القهرية.
فمثلا، الأشخاص الذين يعانون من أفكار التلوث يتم توجيههم لكي يتناولوا شيئا قذرا بأيديهم وبعد ذلك لا يغسلون أيديهم لثلاث ساعات على الأقل، لقد قمنا ببعض التحوير في هذا المنهج لكي تكون قادرا على أن تفعله بنفسك.
ويسمى هذا الأسلوب بمنع الاستجابة لأنك تتعلم فيه كيف تمنع الاستجابات القهرية المعتادة وتستعيض عنها باستجابات جديدة بناءة، ونحن نطلق على طريقتنا (سلوكية حيوية) لأننا نستخدم المعلومات الجديدة عن الأسس الحيوية لمرض الوسواس القهري لنساعدك على السيطرة على استجاباتك القلقة ونزيد من قدرتك على مقاومة الأعراض المزعجة لهذا المرض.
ويختلف علاجنا عن الطريقة الكلاسيكية في شيء واحد مهم وهو أننا طورنا طريقة من 4 خطوات تزيد من قدرتك لتقوم بالتعرض ومنع الاستجابة بنفسك بدون معالج.
والقاعدة الأساسية هي عندما تفهم كنه هذه الأفكار والأفعال القهرية تستطيع أن تتعلم كيفية السيطرة على المخاوف والقلق الناتج عن هذا المرض وبالسيطرة على مخاوفك تستطيع التحكم في سلوكياتك بطريقة فعالة أكثر، سوف تستخدم المعلومات الحيوية والإدراك المعرفي لكي تقوم بالتعرض ومنع الاستجابة بنفسك.
وتضم هذه الاستراتيجية 4 خطوات :
الخطوة الأولى إعادة التسمية Step (1) Relable
الخطوة الثانية إعادة العزو Step (2) Reattribute
الخطوة الثالثة إعادة التركيز Step (3) Refocus
الخطوة الرابعة إعادة التقييم Step (4) Reevaluate
والهدف هنا أن تقوم بهذه الخطوات يوميا وخصوصا الثلاثة الأول منها في بداية العلاج وأن تقوم بها بنفسك.
* الخطوة الأولى (Step (1) Relable) أَعِدِ التسمية (أعد تعريف أو تصنيف أو وصف أو تسمية الأحداث العقلية التسلطية أو الوساوس):
الخطوة الأولى والحاسمة هي أن تدرك وتعي الأفكار الوسواسية والأفعال القهرية، ولكنك لن تفعل هذا بطريقة سطحية ولكن عليك أن تعمل جاهدا للحصول على فهم عميق بأن هذه المشاعر المؤلمة هي عبارة عن شعور وسواسي أو دافع قهري وعليك أن تفهم تماما أنهما أعراض لاضطراب طبي مرضي، في حين أن الوعي والفهم اليومي يكون سطحيا وذاتيا في نفس الوقت إلا أن الفهم العميق والإدراك الكامل يكون أكثر دقة وتحديدا ويتم الوصول إليه من خلال الجهود المركزة، إنها تحتاج للإدراك الواعي والتسجيل العقلاني لعوارض الوسواس والأفعال القهرية.
٠ يجب أن تسجل وبالحرف مذكرة عقلية مثل (هذه الأفكار ما هي إلا وسواس وهذا الدافع ما هو إلا دافع قهري)
٠ يجب عليك بذل المجهود للسيطرة على الدوافع والأفكار المجهدة والناتجة بيولوجيا والتي تَنْفُذُ وبإصرار إلى الوعي.
وهذا يعني بذل الجهود الضرورية للحفاظ على الوعي بما نسميه: المُشاهدُ النزيه؛ قوة الملاحظة بداخلنا والتي تعطي كل شخص القدرة على إدراك ما هو حقيقي وما هو عبارة عن عرض ومقاومة الدوافع المرضية حتى تبدأ في التراجع والاختفاء، أي أن عليك أن تتخيل أنك اثنين أحدهما هو المشاهد النزيه الذي يصيب في تقييم الموقف مقابل الآخر الذي ضيفت الوساوس والأفعال القهرية كثيرا من جهده ووقته بلا فائدة.
إن هدف الخطوة الأولى هو أن تتعلم إعادة تسمية الأفكار النافذة والدوافع في عقلك إلى وسواس وأفعال قهرية وأن تفعل هذا بإصرار.
مثلاً: مرن نفسك على أن تقول: أنا لا أعتقد أن يدي قذرة أنا لدي وسواس أن يدي قذرة، أو أنا لا أشعر أنني في حاجة لأن أغسل يدي، أنا لدي دافع قهري لأن أفعل ذلك، وهذا يتم تطبيقه على كافة أشكال الوسواس والأفعال القهرية. يجب أن تتعلم أن تدرك وتعي الأفكار الوسواسية والدوافع القهرية لمرض الوسواس القهري.
إن الفكرة الأساسية هنا أن تسمي الأشياء بمسمياتها الحقيقية (مرض الوسواس القهري) وأن تفعل هذا بإصرار وأن تدرك وتفهم أن هذا الشعور ما هو إلا إنذار كاذب لا علاقة له بالواقع، وبالبحث ثبت أن هذه الدوافع نتجت عن عدم اتزان بيولوجي بالدماغ، وبتسميتك الأشياء بأسمائها الحقيقية ((الوسواس القهري)) ستدرك أن هذه ما هي إلا رسائل كاذبة من الدماغ، ويجب أن تدرك أن إعادة تسمية هذه الوساوس والأفعال القهرية لن تجعلها تذهب بعيدا.
في الحقيقة إن أسوأ شيء هو أن تحاول أن تجعلها تختفي والسبب أن هذه الوساوس والاندفاعات لها الأسس البيولوجية خارج سيطرتك وفقط الذي تستطيع أن تسيطر عليه، هو ردود أفعالك لها، وأن يكون الهدف هو كيفية مقاومتها.
وثبت بالبحث العلمي أنه من خلال العلاج السلوكي تستطيع في الواقع أن تغير الكيمياء الحيوية التي تسببت في مرض الوسواس القهري وأعراضه، ولكن يجب أن نضع في الاعتبار أن هذا يستغرق أسابيع إن لم يكن شهورا وهذا يحتاج إلى الصبر وجهودا مضنية.
إن محاولة إخفاء هذه الوساوس والاندفاعات في ثوان أو دقائق سوف تصيبك بالإحباط بل وستجعلها أسوأ، إن الهدف هو السيطرة على ردود أفعالك وليس السيطرة على الأفكار والاندفاعات القهرية نفسها.
يتبع>>>>>>: عزيزي مريض الوسواس: عالج نفسك بنفسك2
واقرأ أيضاً:
علاج وسواس الوضوء والصلاة معرفيا وسلوكيا / علاج الأفكار الوسواسية / الانتكاسات المرضية لمرضى الوسواس القهري