إغلاق
 

Bookmark and Share

الاسم:   عبد الله 
السن:  
20-25
الجنس:   ??? 
الديانة: مسلم 
البلد:   مصر 
عنوان المشكلة: تأخير الزواج...ظلم أم وجهة نظر 
تصنيف المشكلة: نفس اجتماعي: مشكلات الشباب Youth Problems 
تاريخ النشر: 12/07/2004 
 
تفاصيل المشكلة



ظلم أم وجهة نظر؟؟!!


لي سؤال أود أن تجيبوني عليه...
لماذا يصر الأهل على رفض فكرة ارتباط الشاب في سن صغير (24 عاما مثلاً) حتى وإن كان قادراً ماليا ومعنوياً على تحمل مسئوليات أسرة، حتى وإن كان الارتباط ليس أكثر من مجرد خطوبة, حتى وإن جمع بين الطرفين الحب, لا لأي سبب سوى (إن محدش بقى بيتجوز صغير كده والراجل لازم يتجوز مش أقل من 29 سنة).

ولماذا ينظر الآباء لاحتياج الشباب للزواج على أنه احتياج جنسي فقط, لإشباع رغبة... مهملين تماماً الجانب العاطفي, ومهملين أن كثيرا منا يسعى للزواج بحثاً عن الاستقرار المعنوي... حتى أن أحدهم قال على سبيل الدعابة طبعاً-:

عاوز تخطب, تخطب ليه وأنت صغير كده (24.5 عاماً!!) وتقعد تجيب في هدايا لخطيبتك سنة وسنتين...
يا أخي إن كان على الستات يا مكتر الستات دلوقتي (المعنى واضح طبعاً... يقصد الجنس في الحرام)...
وأكرر أن هذا الحديث كان على سبيل الدعابة, وإن كان يتضح فيه مدى الاستخفاف برغبة هذا الشاب، والأعجب من هذا... أن هذا الأب الذي يرفض فكرة ارتباط ابنه... هو نفسه أحب وتزوج في سن لا يتعدى 25 سنة...

والأعجب والأعجب أنه يعيش حياة عائلية وعاطفية سعيدة... لم تؤثر عليها المتاعب التي تواجه أي شاب يرتبط صغيراً (صغيرا كما يقول الآن)... لا لشيء أكثر من مجرد أن الحب الذي جمع بينه وبين الإنسانة التي أحبها ذلل له الكثير من الصعوبات...

ليس هذا فقط بل كان له الفضل في دفعه للأمام وتحقيقه ما وصل إليه الآن (إلا إنه يرفض أن يعترف بهذا في أغلب الأحوال قائلا أن هذا الارتباط أخره عن مزيد من النجاح ومزيد من الطموحات) أليـــــــــــــس ذلك هو قمة الظلم!!... ألم يكن هؤلاء الآباء شباباً في يوم من الأيام؟!!... أم أنهم كانوا من جنس آخر لا يشعرون بما نشعر به!!...

إن قلبي يمتلئ بالغيظ والضيق... نعم الأمر لا يمسني الآن... ولكن ربما يمسني غداً وحين إذ لا أعرف ماذا سأفعل؟
أرجو أن تفيدوني.

11/6/2004

 
 
التعليق على المشكلة  


الأخ العزيز؛ عبد الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
يبدو أن والدك الكريم ينطلق في رأيه من خبرته الشخصية فهو يشعر أنه تزوج مبكرا فحرمه ذلك من تحقيق طموحات ونجاحات كان يمكنه تحقيقها (في رأيه) لو كان حرا من قيود الزواج ومسئولياته, وهو يريدك أن لا تقع في الخطأ الذي وقع فيه, ويرى ( كما فهمت من رسالتك ) أن تتريث قليلا لكي تحقق مزيدا من النجاحات في حياتك العملية مستفيدا من حريتك الآن في الحركة والسفر وغيره, وهي وجهة نظر جديرة بالتأمل خاصة في ظروفنا الحالية شديدة التعقيد وشديدة الصعوبة, فهو يريدك أن تبدأ حياتك الزوجية في وضع أكثر قوة وأكثر استقرارا وأكثر نضجا.

وهناك دافع لا شعوري يمكن أن يلعب دورا في هذا الموضوع وهو أن بعض الآباء ربما ينزعجون من فكرة زواج أبنائهم لأن في ذلك إعلان بأنهم سيصبحون أجدادا, أو أن أبناءهم حين يتزوجون سيستقلون بحياتهم ويبتعدون عنهم وهم (الآباء لا يريدون ذلك), وهذا يمكن أن يعطل نمو الأبناء دون قصد.

أما أنت فترى أن الزواج في سنك (24 سنة) لا يعتبر زواجا مبكرا خاصة وأنك قادر من الناحية المادية والمعنوية وترى أن في زواجك استقرارا نفسيا وعاطفيا يساعدك على مزيد من النجاح, وهذه أيضا وجهة نظر جديرة بالاحترام, فلا شك أن الحرمان العاطفي والجنسي يؤدي إلى حالة من التشتت والانشغال والقلق تختلف من شخص لآخر حسب درجة هذا الحرمان وإلحاحه. ومن الناحية الشرعية فإن التبكير بالزواج مفضل وذلك لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج".


والاختلاف بين وجهة نظرك ووجهة نظر أسرتك يتركز حول مدى الاستطاعة, فأنت قانع بمستوى معين من الاستطاعة في حين أنهم يرون أن تحقيق مستوى أعلى من الاستطاعة مطلوب في هذا الزمن وفي تلك الظروف حيث لم يعد وجود المسكن والمأكل هما كل شيء. والأمر كما ترى نسبي وقابل للأخذ والرد, والمشكلة هنا هي في درجة ونوعية التواصل بينك وبين والدك بحيث تستطيع إقناعه بوجهة نظرك أو تقتنع أنت بوجهة نظره أو تصلا إلى حل توافقي يجمع بين ميزات الرأيين.


وهذه المشكلة في التواصل هي التي تجعلك في حالة غضب وغيظ وتشعر أنك مقهور على شيء لا تجد له مبررا غير تحكم الآباء في مصير وقرارات أبنائهم حتى في هذا السن (24 سنة) والذي كان يستوجب قدرا كبيرا من الحرية قياسا على مجتمعات أخرى تعطي الحرية لأبنائها قبل ذلك بكثير.

ومن خلال هذه الرسالة أتوجه بنداء إلى الآباء، أتمنى أن يصلهم وهو أن يتعاملوا مع أبنائهم على أنهم راشدون ولهم عقول ناضجة وقلوب نابضة وأن لهم الحق في التحاور والتواصل مع الآباء والأمهات دون تسفيه لأرائهم أو تقليل من شأنهم, وأن يقللوا من وصايتهم عليهم ليسمحوا لهم بالنضج وتحمل المسئولية في سن مبكر ولا يدفعونهم للتمرد عليهم ظاهرا أو باطنا أو الغضب منهم أو عصيانهم.

وأوصيك باحترام وجهة نظر والدك ومناقشته فيها دون خوف مذكرا إياه (في تواضع واحترام) بالنصوص الدينية الداعية للتبكير في الزواج ومطمئنا له على أن زواجك سيدفعك إلى مزيد من النجاح الذي يرجوه لك ومستشهدا بتجربته الشخصية في الزواج المبكر وكيف أنها كانت ناجحة في نظر الكثيرين, وأن الزواج يحمل معه البركة والرزق والتوفيق لأنه يحقق مراد الله ويحقق مطالب الفطرة السوية.

* ويضيف
الدكتور وائل أبو هندي الأخ العزيز أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا جزيلا على ثقتك، ليست لدي إضافة بعد ما تفضل به الأخ المستشار الدكتور محمد المهدي غير إحالتك إلى الرد السابق على استشارات مجانين تحت العنوان التالي:
السن المناسب للزواج

وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين نقطة كوم فتابعنا بأخبارك.

 
   
المستشار: د. محمد المهدي