بين الظاهر والباطن السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة : بداية أرجو من الله عز وجل أن يتقبل منكم ذلك العمل الرائع وأن يجزيكم عنه خير ما يجازى به عباده الصالحون وأن يجعله في ميزان حسناتكم يوم القيامة. كم هو جميل أن نرى على شبكة المعلومات الدولية موقعا بلغتنا الجميلة يبحث في مشاكلنا وحيرة أنفسنا من منطلق طب نفسى اسلامى أو إلى حد كبير إسلامي. وكم أعجبني حرية الحوار والمناقشة حول المشكلات ونوعية المواضيع في أبواب مقالات متنوعة وفلسطين يد بيد وبالطبع استشارات مجانينأأسف على إطالتي في تلك المقدمة التي أراها شهادة حق سأحاسب عنها يوم الحساب ولابد علينا نحن المسلمون والعرب أن نشجع كل ما هو متطور من منطلق ثقافتنا العريقة. أما مشاركتي فهي حول موضوع: أريد إتقان اللغة الإنجليزية مشاركة3
فأنا أتفق مع الجميع في أنه لابد لنا من إتقان اللغات الأجنبية ولا أقول الإنجليزية فقد وأن كانت هي اللغة الأكثر تداولاً في العالم الآن وأنا شخصياً ممن يحاولون إتقان اللغتين العربية أولاً ثم الإنجليزية وليس معنى كلامي هذا مثلاً أني لا أقف مع دعاة تعريب العلوم في دراستنا الجامعية بالعكس فأنا من أشد المناصرين لهذه الفكرة منذ أن كنت بالكلية. وحديثي للأخت لميس حفظها الله: أنا لي تجربة شخصية مع سلسلة دروس تعليم الإنجليزية بإذاعة بى بى سي اللندنية مع أنى لا أستريح لها في الفترة الأخيرة من ناحية تغيير سياستها في نقل الأخبار إلا أن هذه السلسلة أفدتني كثيراً ولو أنهم (وهم أدرى منا بأفضل طرق تعليم الإنجليزية عبر السماع) كانوا يرون أن سماع الأغاني الإنجليزية وسيله فعاله لتعلم اللغة الإنجليزية لكانوا أدرجوها في تلك السلسلة.ومن ناحية أخرى مادام هناك وسائل أخرى لإتقان اللغة الإنجليزية فلما ندخل في شبهات، فأنا لا أتحدث الآن عن الرأي الفقهي في سماع الأغاني ولكن الأفضل لنا مدام هناك بديل أن نترك ما فيه شبهه، وذلك ما حثنا عليه خير الأنام عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح الوارد في كتاب الأربعون النووية للإمام النووي (الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور مشتبهات.................) ولست في مقام توضيح مدى فائدة هذا لحديث الشريف على النفس.فالأفضل لنا أن نجتهد بشتى الوسائل لتعلم لغة قاومٌ يناصبوننا العداء ومن علم لغة قوم أمِن مكرهم وحديثي بالنسبة للأخت غدير بارك الله فيها: جزاك الله خيراً على حرصك الشديد على حفظ أخوانك القراء بتعاليم الدين. وبالنسبة لرد الأخت سناء عليك فأرى فيه شيئاً من التأثر ببعض الشخصيات الملتزمة التي أحياناً ما تكون صوره سيئة للإسلام وأنا شخصياً لا أرى ذلك في مشاركتك. أما بالنسبة للأخت سناء حفظها الله وبارك فيها: أبدى إعجابي الشديد بكى حيث فتاه في السادسة عشر من عمرها وتتحدث بذلك الأسلوب هي صورة متميزة للفتاه المسلمة العصرية التي نريدها فأرجو من الله لي ولك الثبات. لكن لي تعليق على مشاركتك أرجو منك أن تتقبليه منى: أولاً: أتفق معك في موقفك الأخير والمتميز من موضوع الاستماع إلى الأغاني سواء عربية أو أجنبية. ثانياً: أيضاً أتفقُ معك فيما يخص الدعوة فالاهتمام بالدعوة ليس حكراً على أحد ولا يوجد عندنا نحن المسلمين لفظ (رجل الكنيسة) بل كل مسلم هو مطالب بالدعوة إلى ذلك الخير الوفير الذي يفيد العالمين في الدنيا والآخرة، وأتفق خاصةً في ما يخص فقة الأولويات في الحياة عموماً وفى الدعوة خاصةً، فلا يجوز لي أن أنصح صديقي بفسخ العلاقة غير الشرعية التي يقيمها مع فتاة قبل أن أحثه على الحفاظ على الصلاة، أو بمعنى أدق كما قال الأمام الشهيد حسن البنا (الأصول فالفروع والأقرب فالأبعد والخالي قبل المنشغل.............) وأنصح كل أصدقائي قراء موقعنا الجميل أن يقرأوا كتاب فقه الأولويات للدكتور يوسف القرضاوى حفظه الله ثالثاً: أختلف معك في الحكم بالظاهر والباطن فأنت تقولين (للأسف أجد في كثير من المتدينين هذا الخطأ وهو أن لديهم صورة نمطية عن التدين فالتي يرونها تصلي ومحجبة ولا تسمع أغاني فهي متدينة والباقي لا، أو حين ترى الواحدة مثلا اثنتين تمشيان في الشارع واحدة محجبة وأخرى لا فسرعان ما تحكم بأن هذه متدينة وهذه لا..) وهذا حفظك الله قول في الكثير من الخطورة لأن ذلك قول عموم الناس عندما يشير إلى موضع قلبة ويقول (مادام هنا أبيض يبقى كده تمام) لا أختي فنحن شهود الله على الناس في الأرض ونحن ليس لنا إلا الظاهر أما الباطن فهو من خصوصية الإله عز وجل وأنا معك أنه أحياناً يكون ملتزم الظاهر فيه عيبٌ باطن ولكنة قاتل ولكن غدا ما أخذنا بوجهه نظرك هذه فمعنى ذلك أن نساوى بين الملتزمة بتعاليم ربها من حجاب وعفة وغير ذلك بمن لا تلتزم لا بزى شرعي ولا عفة ولا حياء، أنت تذكرينني بصديق كان لي وأنا في أولى كلية فكان يقول لي في خبث (أتعلم تلك الفتاة المحجبة هذه تتمنى عمل علاقة مع أي شاب على العكس من تلك غير المحجبة التي هي طبيعياً تتحدث معنا وتعاملنا دون أي تزمت فأنت لو نظرت بداخلها لوجدت بداخلها بركانا يغلي أما الأخرى فهي بالفعل تعبر معنا عما يدور بداخلها)، معذرة أخت سناء إن كنت أطلت في تعليقي عليك لكنى للأسف لا أجيد الحوار بالكتابة وأرجو أن تتقبلي كلماتي. أحبائي القائمين على ذلك الموقع الجميل أعتذر لكم على الإطالة وجزاكم الله خيراً السلام عليكم ورحمة الله وبركاته27/1/2005
الأخ العزيز..... الدكتور بلال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : شكرا لك على تعليقاتك على مشاركات موضوع "أريد إتقان اللغة الإنجليزية"، ذلك الموضوع الذي حظي بمشاركات عديدة أغلبها ترك لب المشكلة واتجه لمناقشة موضوعات أخرى مثل الحكم الشرعي للغناء والتدين والحجاب والظاهر والباطن وغيرها.وهذه التعددية في الآراء ميزة نعتز بها خاصة أنها تمت بشكل راق التزم دائما بموضوعية الحوار وآدابه واحترام الرأي الآخر والقدرة على رؤية الموضوع من كافة جوانبه، كما أن تلك التعددية دليل على حيوية الحوار والتفاعل بيننا . واسمح لي أن أنتهز هذه الفرصة للتعليق على مجمل ما جاء من مشاركات حول هذا الموضوع خاصة ماله دلالة عامة على طريقة تناولنا للأمور: لقد نسينا تقريبا موضوع المشكلة الأصلي "كيف نتقن اللغة الإنجليزية" وانشغلنا ببحث حرمة الأغاني، ثم نسينا موضوع الأغاني واستدرجنا إلى موضوع التدين وطريقة الحكم على المتدينين، وهكذا انتقلنا من شئ لآخر عدة مرات وتركنا جوهر الموضوع، وهذا يحدث في الكثير من أمور حياتنا، والمثل الأكثر وضوحا في ذلك هو موضوع الحرية، فقد عشنا قرونا نهمل تطبيق مبادئ الحرية والشورى بسبب عدم قدرتنا على حسم الخلاف حولها (أي الشورى) وهل هي معلمة أو ملزمة، واستشرى الاستبداد والفساد في مجتمعاتنا بسبب غياب الحرية وغياب الشورى وغياب الديموقراطية في مجتمعاتنا وأصبح العالم الخارج ينظر إلينا (بحسن نية أو بسوء نية) على أننا مرضى نحتاج للرعاية والتأهيل لأن مجتمعاتنا تمثل بؤر استبداد وسط عالم ديموقراطى تسوده مبادئ الحرية والتعددية بدرجات متفاوتة , ونحن مازلنا غارقين في التنظير حول قضايا فرعية خلافية لا ترقى إلى جوهر الموضوع ونحن لا ننكر على من شاركوا وشاركن حول هذا الموضوع غيرتهم على المبادئ الإسلامية بل نسعد بذلك ونطمئن له وبه, ولكن في نفس الوقت نخشى أن تتحول بعض المسائل الخلافية الفرعية إلى أصول ننشغل بها عن حل المشكلات الأساسية وعن حركة الفعل الحضاري الملموس والمؤثر ولقد فطن إلى هذه الإشكاليات علماء أفاضل فوضعوا دراسات قيمة حول موضوع الغناء والموسيقى واختلفوا فيه من الحرمة إلى الحل بشروط, وهذا يضعه في دائرة الأمور الخلافية التي نقدر فيها لكل عالم رأيه, ومع هذا نحرص على أن لا تضيع أوقاتنا الثمينة في الاستماع للغناء طول الوقت أو معظمه (في حالة افتراض حله بشروط) أو الاختلاف حول حكمه, فالعمر قصير والمهام هائلة والوقت أمانة نسأل عنها يوم القيامة أرجو مراجعة موضوع الغناء والموسيقى للدكتور، يوسف القرضاوى في كتاب فتاوى معاصرة فقد أورد فيه الآراء المختلفة بشكل موضوعي وأحيل الذين شاركوا إلى موضوع أنماط التدين للاستزادة حول هذا الموضوع الذي أثارته بعض المشاركات وأشكرك يا دكتور بلال مرة أخرى وأشكر كل من شاركوا على فتح كل هذه الآفاق للحوار والمناقشة