إغلاق
 

Bookmark and Share

الاسم:   منى 
السن:  
15-20
الجنس:   C?E? 
الديانة: مسلمة 
البلد:   سوريا 
عنوان المشكلة: آلام الحيض علاجها الحمل والولادة ! 
تصنيف المشكلة: أخرى: طبي إرشادي تعليمي Other Medical 
تاريخ النشر: 07/09/2003 
 
تفاصيل المشكلة

إنني أخاف جدا من الحمل والولادة فهل هناك حل؟؟؟  
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....  
بداية أحب أن أقول جزاكم الله خيرا ورزقكم جوار النبي في الجنة, وكم استفدت من آرائكم وأفكاركم .... وهذا ما شجعني على طرح قضية جوهرية بالنسبة لي وهي قضية محرجة لم أبح بها لأحد،
 
لقد بعثت قبلا استشارة بشأن الزواج ورد علي الدكتور أحمد عبد الله .... ولكن ما لم أذكره في تلك الاستشارة هي مسألة خوفي الشديد من الحمل والولادة وأشعر به خوفا مرضيا وأخشى أن يؤدي هذا الخوف إلى عزوفي عن الزواج رغم أن مشاعر الأمومة موجودة عندي بشكل كبير وأتوق لكي أصبح أما ولكنني أخاف آلام المخاض وآلام الحمل, وأشعر برعب شديد من يوم يأتي لأكون في غرفة التوليد.
 
أخاف تلك الآلام خاصة أنني كنت أتألم بشدة كبيرة أيام الدورة الشهرية, وكنت أرقد في السرير لشدة الألم لثلاثة أيام ومرات كنت أصرخ بشدة .... وهي آلام مبرحة, لست أريد أن أعيشها ... هل من الممكن أن أتغلب عليها, هل لهذه الحالة النفسية حل .....
 
هل من الممكن أن تسبب عسر في الولادة في المستقبل .. وعلى فكرة فأنا أشعر بالحياء الشديد لكتابة هذه الكلمات لكم وأعرف أنه حياء في غير موضعه وأخشى من الزواج لشدة حيائي أيضا ..... إننا حقا بحاجة لتربية جنسية سليمة وإنني أتابع جميع هذه المواضيع في إسلام اون لاين وأتمنى أن تغنوا هذه الصفحة بذلك أيضا, إننا بحاجة لإعادة الصياغة الاجتماعية لمجتمعاتنا وهذا لن يتم إلا إذا بدأنا بتربية هؤلاء الصغار تربية صحيحة ..... ولكم ألف شكر .....وجزاكم الله كل خير.
 
07/09/2003
.

 
 
التعليق على المشكلة  

 
الابنة العزيزة أهلا وسهلاً بك وشكرًا على ثقتك المتجددة دائما في صفحتنا استشارات مجانين،
لست أدري أي إحراج ذلك الذي تشعرين به فتتحملين الألم ولا تطلبين المساعدة؟ هذه أول ملاحظة آخذها عليك، لأن المفترض في فتاةٍ راجحة العقل مثلك أن تعرف ما لها وما عليها وأن تدرك وتفهم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما أنزل الله داءاً إلا أنزل له شفاء علمه من علمه وجهله من جهله" وقال صلى الله عليه وسلم "عباد الله تداووا ولا تداووا بحرام" صدق رسول الله.

ومعنى ذلك أننا مأمورون بطلب العلاج من أدوائنا أيا كانت تلك الأدواء، وأنا أعتقد أنك إذا خجلت أو منعك حياؤك من أن تسألي مستشارنا
الدكتور أحمد عبد الله، فإن حياءك أولى بمنعك من طلب العلاج من حالة عسر الطمث Dysmenorrhea تلك وهذا ما أريدك أن تتخلصي منه،


وبالمناسبة فإن عسر الطمث أو الآلام التي تصاحب نزول دم الحيض في البنات غالبًا ما تختلط فيها الأسباب الجسدية بالأسباب النفسية ما زال جدلٌ كبير قائمًا حول أسبابها ورغم ذلك فإن هناك كثيرًا من طرق العلاج لعل أفضلها هو الذي يعتمد على تنظيم المأكول قبل فترة نزول الطمث بأسبوع ومن ذلك تقليل تناول الأملاح والبروتينيات والإكثارُ من الخضراوات الغنية بالألياف بحيث نقلل من احتمال حدوث الإمساك وكذلك من احتقان الحوض.

وأما الملاحظة الثانية فهيَ أنك تربطين بين أمرين بعيدين عن بعضهما، لأن العلاج الأكيد الوحيد الذي نعرفه لحالة عسر الطمث هو الزواج والولادة، فهذا ما تعلمناه أثناء دراستنا للطب، وأما أن لذلك علاقةٌ بأن يكون الحمل متعبا أو أن تكونَ الولادة مؤلمةً فذلك ليس إلا نتيجةَ فهمك للأشياء بصورةٍ سطحية، أفلا ترين معي يا ابنتي العزيزة أن النساء تحملن وتلدن منذ أن خلق الله حواء؟ وهل لم تسمعي بأن المرأة في زمان جداتنا كانت تلد وهي في الحقل تساعدُ زوجها؟ أي أنها كانت تعمل وهي حامل وكانت تلد ببساطة شديدة وهي في الحقل! إذن ما الذي حدث؟ وما بالنا اليوم نسمع العجائب عن آلام النساء في الولادة ؟ وعن تعبهن أثناء الحمل؟

إن ما حدث حسب تحليلي الشخصي للموقف هو تغيرٌ-ضمن التغيرات العديدة التي طرأت على مجتمعاتنا- فعندما أصبحت الخدمات الطبية ميسورةً أصبح هناك نوع من الاتجاه إلى استثارة الشكوى وتضخيمها وجعلها تمت إلى المرض أكثر من كونها اختلافا طبيعيا بين الأفراد.

بمعنى أنه بعد أن كان(وما زال شائعا في مناطق عديدة في مصر) أن تلد المرأة في بيتها أصبح أو يكاد يصبح الاعتراف بأن امرأة ما وضعت مولودها في البيت أمرًا مخجلا لأنه يعني الفقر أو التخلف، كما أصبحت عدم متابعة المرأة الحامل مع الطبيب طوال أشهر الحمل تعني أيضًا التخلف أو الفقر مع أن هذا لم يكن موجودًا من قبل وكان النساء والأطفال أصحاء أكثر مما هم اليوم،

لا أريد أن أطيل عليك ولكننا بكل صدق وأمانة أفرطنا في تمثلنا للنموذج الطبي الغربي دون وعي. صحيحٌ أن هناك حالات حمل وحالات وضع توجد فيها مخاطر على صحة الأم أو على صحة الجنين لكن هذا الأمر ليس بالحجم الذي تصوره لنا البرامج الإرشادية الصحية، فهناك كما قلت لك فروق فردية ليس بين كل امرأة وامرأة فحسب بل بين كل حمل وآخر أو ولادةٍ وأخرى في نفس المرأة! وهناك بالتالي من يكونُ الأمر لديها بسيطًا وآمنا وغير مؤلم وهناك من يكون الأمر صعبا عليها ومؤلمًا وربما خطيرًا.

هذه ليست دعوة بالطبع لمقاطعة المتابعة مع الطبيب أثناء الحمل ولا للامتناع عن الولادة في المستشفى، لأن شكل حياتنا وبيوتنا أصلا قد تغير بحيث أصبحنا بوجه عام من رواد المستشفيات في مثل تلك الحالات، لكن ما أرمي إليه هو فقط أن الحمل ليس غالبًا مشكلةً للحامل وأن الولادةَ ليست دائمًا شديدة الألم، وأما ما هو أهم في حالتك فهو ألا رابط أصلا بين عسر الطمث وبين أن يكون الحمل أو الولادة مؤلمةً! والرابط الوحيد هو أن الحمل والولادة علاج أكيد بإذن الله لعسر الطمث.

وفي النهاية نقول لك أن ما تطمحين إليه من صفحتنا هو بالفعل أحد أهدافنا التي نسأل الله أن يعيننا في الوصول إليها، ونحتاج في ذلك بعد توفيق الله إلى أفكار ومشاركات النابهين من أمثالك، وفقك الله وخفف عنك آلامك ونصرك على خجلك حين يكونُ في غير موضعه، ودمت سالمةً لمجيبك

 
   
المستشار: أ.د. وائل أبو هندي