الأخ العزيز أحمد، أهلا بك على مجانين، يبدو أنك حديث عهد بصفحتنا، ولم تقرأ كثيرا من ردودنا السابقة التي أشرنا فيها بوضوح إلى المكانة التي يجب أن يوضع فيها الحب من قبل المقبل أو المقبلة على الزواج، ويمكنك أن تراجع في ذلك على سبيل المثال لا الحصر ما يلي من عناوين:اختيار شريك الحياة : هل من ضابط ؟على مائدة الاختيار : العقل والعاطفة.سنة أم شيعة هناك أسئلة أهم !سنة أم شيعة هناك أسئلة أهم ! مشاركةعصفور النور: جناح المتعة وجناح المسئولية.وأما ما قد نختلف معك فيه فهو قلقك من ما يصفه صاحب المشكلة الأصلية من عدم وجود مشاعر جنسية تجاه محبوبته برغم وجودها قبل ذلك تجاه من عرفهن في تاريخه الشخصي، ذلك أننا نعرف أن مثل ذلك الشعور كثيرا ما يكون عابرا، فالحب العذري أو المفرط الرومانسية كثيرا ما ينحي المشاعر الجنسية جانبا، ونعتبر الأمر مرحلة في طريق النضج العاطفي لعلاقة ما، والحقيقة أننا سمعنا مثل تلك الشكوى مرارا من محبين خاصة في مرحلة المراهقة-رغم أن الدافع الجنسي يكون أقوى الدوافع البيولوجية التي تحرك المراهق-، ولعل لذلك علاقة بالمفاهيم المغلوطة التي تحقر من شأن الموضوع الجنسي، فترى العاشق يربأ بمعشوقته أن تكونَ موضوعا للجنس، وهكذا حتى أذكر أننا أيام شبابنا الأولى كنا نتفكه على واحد من زملائنا كان يسمي البنت التي تعلق قلبه بها: "القمر"، ولم يكن يجرؤ على تخيلها بأي صورة كموضوع جنسي، بل إن أحدنا قال له ساخرا ذات مرة، وإن قدر الله لك أن تتزوجها ماذا تراك فاعل بها؟ فاحمر وجه صاحبنا ولكن الآخر لم يمهله وقال أظنك ستضعها على السرير مكتفيا بأن تصلي إلى جوار سريرها ودمتم! هذا الموقف المفرط في مثاليته غالبا ما يكون عابرا، وفي الحالات التي يزيد فيها عن الحد غالبا ما تقف العلاقة عاجزة عن النضج فلا تكتمل وكثيرا ما تنهيها الفتاة من جانبها، وعلى العكس من ذلك كثيرا ما نجد الفتاة خالية الذهن تماما من المسألة الجنسية في العلاقة حتى أنها لا تجرؤ على التفكير في الأمر بينها وبين نفسها، ولكنها غالبا ما تتغير نظرتها للأمور بعد الزواج، فتبدأ التفاعل الجنسي مع الزوج كنوع من الطاعة، ولكنها تنضج بعد ذلك، طبعا باستثناء الحالات المرضية المتطرفة، ولذلك علاقة بطريقة التربية في مجتمعاتنا التي تشبه الجنس بالغول الشنيع في مخيلة الفتاة العربية. ولا أريد أن أطيل في هذه النقطة، لكنني فقط أتوقع أن الأمر بالنسبة لصاحب المشكلة الأصلية ليس أكثر من مرحلة عابرة، لكننا معك في أنه إذا استمر بهذا الشكل فلا يصح أن يتزوج، وأهلا بك وبمشاركاتك دائما على مجانين.