بسم الله الرحمن الرحيمالسلام عليكم ورحمة الله وبركاتهأما بعدأود أن أشكر الدكتور وائل أبو هندي على جهوده العظيمة فيما يقوم به من توعية ومساعدة لنا, وجزاه الله خيرا.أنا فتاة أبلغ من العمر 20 عاما, وزني 59 وطولي 150 لست أعاني من السمنة بل من زيادة الوزن, ودائما أحلم أن أكون نحيفة جدا حتى أشتري الثياب التي أحبها, وحتى أرضي المجتمع من حولي, فمنذ أن كنت طفلة صغيرة أذكر كيف كانت أمي تشتري لي طعاما خاصا من الصيدلية للرجيم, والأدوية والأعشاب المتنوعة, وجربت حميات عديدة آخرها فقدت 9 كيلو لمدة أسبوعين ومن ثم ارتفعت 12 كيلو. فزادني ذلك إحباطا, لكني بعد التأرجحات المستمرة في وزني حيث يوجد في خزانتي ملابس بكل المقاسات بحسب الوزن الذي أكون فيه اقتنعت تماما أن التنحيف وهم وخيال, وعندما وجدت برنامجكم شعرت أن ذلك ما أبحث عنه حقا لأن علاقتي بأكلي سيئة, فدائما آكل وأنا أشاهد التلفاز, أحاول أن آكل فقط المأكولات المخصصة للرجيم أو الأقل بالسعرات الحرارية وأخاف مثلا من تناول الخبز الأبيض وأشعر بتأنيب الضمير إذا تناولته, ولكني أيضا أحب الحلويات كثيرا...... ولكني أحاول الابتعاد عنها دوما أما إذا اقتربت فآكلها بشراهة وأنسى نفسي من ثم أندم ندما شديدا, وآكل بسرعة فائقة حيث أشعر بالشبع بعد 7 دقائق وإلخ من الأخطاء.والآن أنوي أن أتابع برنامجكم لأنه مستوحى من السنة النبوية المطهرة وأنوي أن يكون أكلي عبادة كما لم يكن كذلك من قبل أبدا وسأحاول أن أحب شكل جسدي. أو بالأحرى أنا أحبه ولكن أشعر أن المجتمع لا يرضى به لذلك سأحاول أن أكسر قيود المجتمع بإذن الله.الصعوبة التي أواجهها حاليا في تنفيذي للبرنامج هو الأكل ببطء, فلا أتصور أن أمضي نصف ساعة لكل وجبة, ألا ترى أنه وقت طويل؟ !!وأيضا ماذا عن التنازل عن وجبة العشاء؟ هل تنصح بذلك أم لا؟مرة أخرى شكرا جزيلا وأتمنى أن أتواصل معكم دائماأحلامملاحظة: إذا أردتم نشر هذه الرسالة فأرجو عدم إظهار بريدي الإلكتروني, شكرا.2/8/2005
الابنة العزيزة أهلا وسهلا بك على موقعنا وشكرا على ثقتك وإطرائك، منسب كتلة الجسد لديك يساوي: 26.2 كجم للمتر المربع، وصحيح أنك في أول فئات من يسمونهم زائدي الوزن، ولكنك سقطت في فخ هوس النحافة منذ زمان بعيد، وها ما أشرنا إليه في مقالنا: هل هي البدانة؟ أم غول البدانة؟، فكثيرات يتعذبن ليس لأنهن بدينات ولكن لأن أجسادهن قابلة للزيادة أو لأنهن زائدات الوزن قليلا فما بين منسب كتلة جسد 25 و 30 يسمى أصحاب تلك الأجساد زائدي الوزن وهذا ظلم كبير لأن المهم هو أن يكون جسدي طيعا معي في كل أنشطتي فلا يعيقني، وتستثنى من الأنشطة التي خلقنا لنقوم بها مسألة اختيار الزي الموافق للموضة أو للمقاسات الشائعة، لأن المفترض هو أن نلبس ما يناسب أجسادنا التي خلقها الله وجعل لكلٍّ نقطته المحددة Set Point، وليس أن نضبط أجسادنا على مقاسات تضعها بيوت الأزياء، واقرئي هنا رؤية المرأةِ لجسدها من منظور اجتماعي وأيضًا البدانة من الجمال إلى القبح والبدانة من الصحة إلى المرض وكلها مقالات على قسم البدانة والنحافة. من الواضح طبعا أنك قرأت كثيرا من مقالات البدانة والنحافة، لكنني أجد أنك تسألين أسئلة مهمة في استشارتك هذه منها استغرابك أن يكون ما ننصح به في برنامجنا هو البطء في الأكل ولماذا نصف ساعة، ورد ذلك من ناحية علمية هو أن من المعروف فسيولوجيا أن المعدة الطبيعية تقوم بعد ما بين 20 و30 دقيقة من بداية الكل بإرسال إشارات تنم عن الشبع إلى المخ بغض النظر عن الكمية التي أكلناها، فالشبع يختلف عن الامتلاء الذي يمكن أن يصل إليه الآكل خلال أقل من خمس دقائق، ولهذا فإن الأكل ببطء كما السنة النبوية المطهرة يعني أننا سنعرف الشبع الذي غالبا لا نعرفه لأننا نعرف فقط الامتلاء، بكلمات أخرى فإن الشعور بالشبع لا يعتمد على امتلاء المعدة بقدر ما يعتمد على فترة اشتغالها بالطعام! أترى فهمتني؟؟؟ وعرفت أهمية ما نطلبه وننصح به من ذوي المشكلات مع أجسادهم؟ واقرئي نصائحنا لمتبعي برنامج جدد علاقتك بأكلك وجسدك. إلا أن من المهم أن تعرفي أن كثيرا من المفاهيم المغلوطة لديك عن الأكل وعن الجسد لا يمكن إصلاحها فقط من خلال مجانين لأن التفاعل الشخصي بينك وبين معالج ذي خبرة باضطرابات الأكل والحمية المنحفة مهم أيما أهمية ويمكنك أن تقرئي مبدئيا : ماذا نفعل مع الطعام في الأوقات الحرجة ؟ و أفش خلقي في الأكل وأيضًا: أولا لا تعبدي الصورة وثانيا تابعينا وأما سؤالك عن إهمال وجبة العشاء فلا ننصح في المرحلة الأولى من البرنامج بذلك لأننا في تلك المرحلة نهدفُ إلى محاولة إعادة الإيقاع الطبيعي للتفاعل بين الجسد وصاحبه، كما نهدف إلى تعلم سلوكيات جديدة تجاه الأكل وهذا أمرٌ يحتاج وقتا وتكرارا للتمرين والتدريب، كل ذلك إضافة إلى الصبر والمثابرة لأن ضبط ما انفرط من سلوكياتنا طوال أعوام ليس أمرا بسيطا.... ! وليس من أهداف المرحلة الأولى من البرنامج أن ينقص الوزن ولا حتى أن يثبت... بل هو أحيانا قد يزيد في الخارجين من متاهة الحمية وكل بمقدار ما ابتعد عن جسده وعن طبيعة أكله وفطرته السليمة في التعامل مع المأكول، إلا أننا عندما نصبح قادرين على معرفة الجوع وكيف يعبر جسدنا عنه وماذا نفعل عندئذٍ، ومعرفة الشهية وكيف نتعامل معها وكذلك معرفة الفرق بين الشبع والامتلاء وكيف أن الامتلاء ليس من شروط الشبع ولا الشبع من نواتج الامتلاء، فهذا غير ذاك، عندما نصل إلى القدرة على الدخول في المرحلة الثانية من البرنامج يصبح بمقدورنا عندئذ أن نغفل وجبة العشاء، ويصبح بإمكاننا ما نصدق بالفعل به قول سيد الخلق عليه الصلاة والسلام "نحن قوم لا نأكل حتى نجوع وإذا أكلنا لا نشبع"، وقوله صلى الله عليه وسلم "ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطنه حسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه فإن لم يفعل فثلث طعام وثلث شراب وثلث للنفس" صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم، رواهُ الترمذي والنسائي وابن ماجه، هذه الأحاديث التي يعجز أغلب مسلمي اليوم عن الرقي لمستواها بينما يحفظها فقهاؤنا ويرددونها وكأنها مسائل سهلة لكل واحد ما دام مؤمنا، فيزيدون الناس إحباطا عن غير قصد كما بينا من قبل في موضع لا أذكره الآن، وحقيقة الأمر أن كثيرا من الآداب في التعامل مع الأكل والجسد لازمة قبل الوصول إلى مثل هذا المستوى، الذي نسأل الله أن ينعم على من يتبعون برنامجنا المقترح بالوصول إليه فيكونُون بالحق أقوياء مع الشهوة في غير إهدار لحق الجسد.أهلا بك إذن متبعة جديدة لبرنامجنا فتوكلي على الله ولا تتسرعي واصبري وثابري، ولا تجزعي عند الهفوات المتوقعة في بداية محاولتك الالتزام بالبرنامج، وحبذا لو سجلت ملاحظاتك كلها في ورقة صغيرة أو ملف على جهاز الكومبيوتر لتتمكني من مراجعته يوما، وقد يكونُ فيه ما ينفع الناس، وتابعينا بتطورات رحلتك الموفقة إن شاء الله مع مجانين.