الحب بين الوهم والحقيقة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: أنا طالبة في كلية الطب سنة ثانية ومحجبة وملتزمة بالحجاب والجلباب وأصلي وأصوم...ومشكلتي بدأت في سنة أولى حيث كنت من المتفوقين وكثير من الطالبات والطلاب يسألونني عن الدراسة ولكني أحسست بميل اتجاه أحد زملائي....وكنت أحس بالذنب الشديد لذلك الإحساس، فقد كنت أعتقد أن الحب حرام وخاصة أني كنت أجد أن هذا الشاب أيضا يميل إلي وكنت ألحظ أنه لا يكلم أحد من البنات غيري ولا أعرف لماذا، ولست أنا من كان يبدأ الحديث معه إنما هو، وكان دائما يلقي التحية علي ويسألني عن امتحاناتي وعلاماتي، وأنا لا أنكر أنه ليس الشاب الوحيد الذي يسألني عن علاماتي وامتحاناتي، ولكنه الوحيد الذي لا يكلم أحد من البنات غيري، ولن أقول أنه الشاب الوحيد الذي أحسست بإعجابه فهناك كثيرين ومنهم من قالها صراحة وطلب التعرف إلي إلا أني رفضت لمعرفتي أن ذلك حرام...وقد كنت أبكي وأدعو الله أن يخلصني من ذلك الإثم، وإن كان هذا هو الحب الحقيقي أن يحميه من أي شيء حرام ويصونه حتى يصبح في الحلال...وفي الفصل الثاني من السنة الأولى أصبحت أراه ولا أتكلم معه وكأنني لا أعرفه، ولكني كنت أبحث عنه دائما وأريد رؤيته، وكنت أبحث كثيرا عن مواضيع الحب على مواقع مثل موقعكم، وعرفت أن الحب يأتي بعد معرفة شخصية الآخر وظروفها وأن الحب ليس حراما، وإنما ما قد ينجم عنه...وفي الفصل الصيفي سمعته صديقتي في المحاضرة، وهو يسأل زميله إن كان يراني أم لا، وكان يبحث عني في المحاضرة، وسأله صديقه لماذا لم أعد من المتفوقين وأجابه بأنه لا يعرف السبب، والمهم في الفصل الصيفي رجعنا نتحدث وقد قررت المعرفة أكثر عن شخصيته، وقد وجدت أن هناك قواسم مشتركة بيننا وأن حالته الاجتماعية والاقتصادية كحالتي فحالتهم المادية ممتازة وعدد أفراد أسرته كعدد أفراد أسرتي وما إلى ذلك من أمور وقواعد اجتماعية ودينية، وأنا لا أنكر أن هناك أشياء لا تعجبني فيه وإنما هذه الأشياء هي ليس أشياء مهمة في استمرار الحياة الزوجية بالنسبة إلي فأنا لا أعيرها اهتماما مثل ستايل اللبس أو أن يكون فائق الجمال، فأنا أراه متوسط الجمال...ونحن الآن في السنة الثانية وقد حاول التلميح لي مثل أن يسألني ماذا سأفعل في الاستراحة، وأي ساعة أخرج من البيت صباحا .. أي يريد أن يكون معي ولكني كنت أتهرب من الإجابة...والسؤال الآن إني تعلقت به وأحبه وأفكر به دائما لكني في نفس الوقت لا أريد أن نكون boyfrind &girlfrind لأن ذلك حرام.... ولا أريد أن نتحدث في الحب والإعجاب... ولكني أريد أن أتأكد من حبه فكل ما قلته قد يكون لا شيء أو بدون قصد منه... ولا أريد أن أعيش في وهم كبير ثم استيقظ منه بعد فوات الأوان...فإذا اعترف لي بحبه ماذا أقول له حتى يفهم بأني أحبه ولكني لا أريد الحرام؟؟وإذا لم يقل لي شيئاً عن حبه هل أسأله أنا حتى لا أبقى بين الوهم والحقيقة؟؟وهل ممكن أن يكون هذا مجرد حب مراهقة متأخرة؟ أو لأنني أحسست بأني مميزة لديه؟ مع أني أحسست بميل اتجاهه منذ البداية، وليس لأنه لا يكلم فتاة غيري فأنا أكلم شبابا كثيرين لكن في حدود الأدب وما يرضاه أهلي ومجتمعي، وكان يراني وأنا أكلمهم، ونحن لا نتحدث في الهاتف ولا يعرف رقم هاتفي حتى، ولا نتفق على موعد إنما نرى بعضنا في المحاضرات فقط، وكل هذا الحديث بين المحاضرات...وأنا أعتقد بأنه سيكون زوجا كفؤً لي وهناك إشارات أخرى على حبه لي ولكني لم أذكرها حتى لا أطيل عليكم أكثر، وعلى فكرة هو خجول بعض الشيء..وهناك مشكلة أخرى هي أني لا أستطيع التركيز في دروس السواقة أو المذاكرة بسبب انشغالي بماذا سأقول له،وإن كنت قد أخطأت عندما كلمته عن عائلتي وعن شخصيتي أم لا؟وأمي دائما تسألني إن كان هناك ما يجعلني عصبية أو مكتئبة ويؤثر على دراستي ولكني أجيبها بالنفي لأني لو قلت لها لن تفهم بأني حاولت نسيانه وأني لم أفعل شيئاً خطأ وأني ملتزمة بحدود الأدب معه ومع غيره. 30/09/2005
ابنتي الحبيبة..سوف تدرسين في كليتك أن هناك فرقا بين تشخيص الحالة وشكوى المريض!!فقد يشكو المريض من أعراض ويعطيك عليها الأدلة والبراهين من وجهة نظره ولكن بسبب خبرتك الطبية تتجهين مباشرة إلى التشخيص الصحيح وإن تشابهت الأعراض مع مرض آخر!!وكذلك سأفعل أنا فلقد استغرقتك تفاصيل كثيرة حول الحب ومن سيكون البادئ وكيف سيبدأ وماذا سيكون الرد ولقد كررت كلمة زوج وزواج ولكن كم مرة قالها هو؟!! سؤال مهم قد يصدمك.. قد يجعلك تفيقين.. أو لم تكوني تتوقعينه ولكن على أية حال هو نقطة حاسمة في الموضوع.فمن خلال تواصلي مع الفتيات والشباب وجدت فرقا كبيرا بينهما فما زالت معظم فتياتنا تختزلن الزواج في أقدم حلم في التاريخ...فستان الزفاف والحصان الأبيض الذي سيمتطيه فارسها فيخطفها فوقه لأنه اختارها دون الأخريات!! ولا تفكر بأكثر من ذلك إلا القليلات.أما الشباب فهم يحبون ويعشقون ولكن عندما يفكرون في الزواج تختفي معظم المساحات وتحتل مساحة المسئولية والتكاليف الصدارة!!فلقد أصبحت متطلبات الزواج المعروفة "كالمعجزة" وللأسف هم لا يملكون عصا موسى!!فالحب مشاعر غير مكلفة تعطي ثقة ومتعة وأمان ولكن دون مسئولية دون اختبار لتحديات الحياة وما أحوج الانسان إلى دفء المشاعر الرقيقة والحنان والحضن الذي يجد فيه السكن للقلب والنفس والجوارح فالحب ليس أمرا مهما في الحياة وإنما لا تصلح الحياة ولا يكتمل معناها بدونه!! ولكن دون إغفال ودون اختزال مخل لمسئولياته والتأهيل له نفسيا واجتماعيا وماديا وفسيولوجيا إذن هي لقطات متناثرة هنا وهناك تحتاج للم الشمل لكي نحصل على المشهد كاملا فنرى بوضوح وعليه تتحدد نوع العلاقة وبالتالي تحمل تبعاتها فلقد اتفقنا أن علاقة الزواج وعلاقة اللا زواج علاقتان مختلفتان اختلافا واضحا في بداياتهما ومساراتهما ونهاياتهما فلا تنسي ابنتي الغالية تلك النقاط:*.لا تفصلي الحب عن الزواج والواقع والمسئولية.*.ليس كل ميل أو إعجاب حبا حقيقيا-وهذا ملف كبير تستطيعين فهمه بالرجوع لروابط كثيرة تحدثا فيها حول تلك المشاعر من قبل- *.إذا تبينت لك جدية رغبته في الارتباط بك فهذا جميل ومنها إخبار الأهل ..السعي لعمل أثناء الدراسة أي وضوح للرؤية _وأنصحك هنا بأن يظل التواصل بينكما وسط الجموع على أن يتم الاتفاق على خطط واضحة بأوقات محدده ليتم قياس الإنجاز في طريق الزواج إذا تبين لك أنه جاد في الارتباط بك ولكن أمامكما الكثير من الوقت ليصبح مشروع الزواج قابلا للتطبيق فأنصحك بتجميد العلاقة مع إعطاء عهد بالانتظار ولكن دون علاقة فتكون فرصة لاختبار صدق المشاعر وصدق الرغبة في الارتباط-إلا إذا جد جديد- *.إذا تبين لك أن موضوع الزواج ليس ضمن مشروعاته أو أمرا بعيدا الآن فعليك أن تقطعي تلك العلاقة فورا دون أن يطارد أحدكما الآخر ولو عن بعد لأن الوضع المعلق معناه خسارة أشياء كثيرة منها الوقت والجهد والدراسة والمستقبل، وحينها تذكري أن طريق الصبر والعفة شاق وصعب ولكن رسولنا الكريم قال "حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات"، ويكون عليك حينها الاستعانة بالله والصحبة الصالحة واستثمار .استعيني بالله وقلبي معك