ابنتي والأنوركسيا تعاني ابنتي من الأنوركسيا وتعلمون علاماتها وهذا كان من عام وشهرين بالتحديد لا أطيل عليكم في النهاية ومنذ شهرين بالتحديد قامت طبيبة أمريكية بعلاجها سلوكيا كما أن هنا طبيب نفسي مختص يمكن أنكم تعرفونه اسمه عصام الأنصاري كتب لها لوسترال بعد الغداء بدأنا بنصف حبة بعد الغداء وبعد مداومة الدواء شهر أصبحت تأخذها حبة كل يوم بعد الغداء كما وصف لها دواء الريميرون نصف حبة كل يوم بعد العشاء .لا أخفي عليكم بعد شهرين من العلاج ابتداء من أمس الأول بدأت ابنتي في عدم التفكير الكثير في عدد الكالوري وأصبحت تطلب الطعام الذي حرمت نفسها منه كما لا اخفي عليكم دوري معها فقد كنت ملازمة لها ليلا نهارا أوصيها بان صحتها في النازل وأحاول أن اجعلها تأكل ولو القليل من الطعام .الآن هي مثقفة جدا وتعلم أن الموضوع ممكن أن يتحول إلى بوليميا ولكنها من خلال ملاحظتي لها تأكل دون أن يكون هناك شره، هل هذه بداية الشفاء أم ماذا وخصوصا أن العلاج بدأ منذ شهرين فقط .التفكير والوسواس الذي كان يحتم عليها البقاء بدون أكل لفترات وفترات غير الحرمان قد ضعف كثيرا .ماذا توصيني أيها الطبيب في هذه المرحلة أرجوك أن تهتم برسالتي لأنني في غاية الحاجة لكم الجماعة الأمريكان لا يحبون أن نتدخل وأنا أرفض ذلك .
أرجوك ساعدني كما أنني أريد أن أعلم هل دواء اللوسترال يؤثر على المدى البعيد .أرجوك المساعدة بالسرعة الممكنة وخصوصا أننا بطور العلاج .
مع جزيل الشكر .على فكرة نحن مصريون نعيش بالكويت.22/11/2005
الأخت العزيزة أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك ومتابعتك، ندعو الله أن يوفق فريق علاج ابنتك وعلى رأسهم الدكتور عصام الأنصاري، ونتمنى مثلك أن تكونَ تلك هي بداية الشفاء، ولا نملك ما دامت ابنتك الآن في طريق العلاج وقد ظهرت عليها بعض علامات التحسن الحمد لله، لا نملك إلا إعطائك بعض المعلومات عن المسار المرضي المعروف علميا بالنسبة لحالات القهم العصبي، وهي سطورٌ من دراسة لي في طريقها إن شاء الله للنشر -وفي الكويت الحبيبة أيضًا-: "ليسَ هناكَ في حقيقة الأمر مسارٌ مؤكَّدٌ يُستطاعُ التنبؤ به، فما بينَ من تستمر أعراضها شديدةً منذ بداية الاضطراب إلى أن تنتهي حياتها، وبينَ من يكتبُ لها الشفاء بعد فترةٍ قد تزيد على السنتين من المرض، بينَ هذين الطرفين توجدُ حالاتٌ يأخذُ فيها المسار شكلاً نُوَبِيًّا مع رجوع سلوكياتها المتعلقة بالأكل إلى وضعها الطبيعي بينَ النوبات، وتوجدُ حالاتٌ لا يحدثُ فيها مثل هذا الرجوع إلى السلوكيات الطبيعية بينَ نوبةٍ ونوبة، إلا أن كميةَ الطعام الذي تتناولهُ تقتربُ من المعقول بينَ النوبات." هذا إن كانت حالة ابنتك مطابقة للحالات القهم العصبي الغربية التي أجريت عليها تلك الدراسات.وكذلك نقدم لك بعض المعلومات العلمية عن نتائج العلاج العقاري والسلوكي لحالات القهم العصبي :"فمنذُ الستينات بدأت محاولات علاج القهم العصبي باستخدام مضادات الاكتئاب المتاحة في ذلك الوقت وهيَ مثبطات الإنزيم المؤكسد لأحاديات الأمين MAOI والتي أقترحُ لها اختصارًا عربيا هوَ مَمَامين (مثبطات مؤكسد أحادي الأمين)، ومضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقة Tricyclic Antidepressants، ومن المعروف عن عقاقير الاكتئاب القديمة تلك أنها تتسببُ في زيادة وزن مستخدميها على المدى الطويل، لكن ذلك التأثير لم يكن واضحًا في حالات القهم العصبي للأسف وينطبقُ نفس الكلام على محاولات علاج القهم باستخدام مضادات الذهان كما جُرِّبَ عقار الكلوميبرامين (الماس أو مثبط استرجاع السيروتونين غير الانتقائي SRI).، ولم تكن هناكَ نتائجُ مشجعة وإن سجل بعض التحسن في الدراسات التي استخدمت جرعاتٍ عالية. وفي عقد التسعينات من القرن الماضي أجريت عدةُ دراساتٍ لتجريب عقَّاقير الماسا خاصةً الفلوكستين، وبعد أن بينت الدراسات الأولية بعض التحسن خاصةً في منع الانتكاسة، تبينَ بعد ذلك عند عقد دراساتٍ تتم فيها المقارنة بالعقار الزائف(المموه) Placebo، أن التحسن لا يصلُ إلى مستوى الدلالة الإحصائية، وأن متابعة المرضى على مدى السنتين تثبتُ ذلك، ثم بينت دراسةٌ أحدثَ أن عقَّاقير الماسا لا تفيدُ المريضةَ بالقهم العصبي قبل استعادة الجسد لبعض الوزن على الأقل (72.5% من الوزن المثالي)، ولكن النقطةَ التي لابد من الإشارة لها هنا هيَ أن فائدةَ أيٍّ من عقَّاقير الماسا في حالات القهم العصبي إنما تكونُ تحسينَ الأعراض أو الاضطرابات المصاحبة لأعراض اضطراب الأكل مثل الاكتئاب الذي يوجد في أكثر من نصف الحالات ومثل أعراض اضطراب الوسواس القهري التي توجدُ في نسبة تصل إلى 20% من حالات القهم العصبي، كذلك فإن استخدام العقاقير في حالات القهم لابد أن يتم في إطارٍ من الوعي الكامل بالحالة الاستقلابية للجسد وبمستويات الكهارل فيه لأن الآثار الجانبيةَ للعقاقير يمكنُ أن تكونَ خطيرةً في مثل هذه الحالات، ولابد من تصحيح الكثير من مكونات الدم قبل المخاطرة باستخدام العقاقير، وهو ما يشيرُ إلى أهمية استعادة ولو جزءٍ من الوزن المفقود أولاً".وعودة إلى حالة ابنتك وإلى عقار الميرتازبين (الريمرون) الذي وصفه لها طبيبها المعالج وفقه الله، والميرتازبين هو أحد مضادات الاكتئاب من محموعة تعمل على السيروتونين والنور أدرينالين، وهو عقار اكتئاب طيب النتائج في كثير من حالات الاكتئاب والقلق، لكن استخدامه أو تفضيله على غيره من مضادات الاكتئاب في حالات القهم العصبي يرجع إلى ما اشتهر عنه من أثر جانبي قد يحدث وهو زيادة الشهية حتى أن الأكل يكونُ متكررا جدا خلال النهار وهو إن صادف حدوثه مع ابنتك بعد أن تزول أو تقل الوسوسة بالسعرات والجرامات فأكلت وعاودها الحيض فأمر طيب يجعل الأثر الجانبي عند الأغلبية علاجيا في حالة ابنتك لكن هذا أمرٌ في طور التجريب في حالات القهم العصبي وربما كان طبيبها مبدعا أو واسع الاطلاع على الجديد في استخدامات مضادات الاكتئاب لغير الاكتئاب.ويبدو من رسالتك أنك تخافين من وصول الأمر إلى النهام العصبي أو البوليميا كما تسمينه وكأن النهام في رأيك أخطر، والحقيقة ليست كذلك، فالنهام العصبي الأولى (وليس النهام التالي للقهم العصبي أي الذي يظهر كعرض بعد سنوات من القهم العصبي) أقل خطورةً وأفضل مآلا من القهم في معظم الأحوال، المهم أنني أنصحك بأن تتابعي مع فريق العلاج ولا تقصري، وأنصحك بأن تدلي ابنتك إلى قراءة المكتوب عندنا على مجانين ضمن باب البدانة والنحافة وشجعيها على قراءة: مقال الأكل في الإسلام وأيضًا فخ الصورة أول الملف فخ الصورة أول الملف متابعة واطمئني فما يزال لدي حسن ظن بمجتمعاتنا وأحسب أن بناتنا المريضات بالقهم العصبي أفضل مآلا من غيرهن، وأهلا وسهلا بك دائما فتابعينا بالتطورات الطيبة.