الأستاذ الفاضل أحمد عبد الله، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته؛أود أن تتفضل ببحث قصتي التي سأحاول أن أختصرها بقدر ما أستطيع اسمي زينب 25 سنة من مواليد....، والدي ووالدتي من جنسيتين عربيتين مختلفتين نشأت في أسرة مفككة من أب وأم وستة أولاد اثنين منهما أكبر مني وأخت وجميعهم أصغر مني. حياتنا ليس فيها تفاهم ولا ترابط ولا هدوء مشاكل دائمة وتعصب وقرارات بدون تفاهم. بدأت أشتغل وأنا عندي 18 سنة حيث أن لدي سرعة بديهة وفهم ونشاط وشطارة، حصلت على 81% في الثانوية علمي ولم أكمل للظروف المادية التي اضطرتني أشتغل. وأريدك أن تعلم يا أستاذي بأنني خلوقة وبشهادة الجميع وأخاف ربي كثيرا. فجأة وجدت نفسي أخرج من حدود البيت والمدرسة إلى حدود عمل وناس ومسئولية، كنت ساذجة بكل معنى الكلمة لا أفهم شيء في أي شيء وثقتي عمياء في كل من حولي. لم أكن أعلم شيء حتى عن جسدي ولا شيء اسمه عذرية. في مرة شغلت شريط فيديو في البيت واكتشفت الصدمة كان أخي الأكبر يطالع الفحشاء وعندما رأيت العلاقة بين الرجل والمرأة صرخت وقلت (يؤلمها) لأنني رأيته يعاشرها من الأمام في حين أني لم أكن أعرف ذلك. مرضت بعدها فترة وكوابيس وكنت شديدة التشدد من أشياء كهذه أنها جريمة وقلة أدب ومصيبة وكيف يسمح لنفسه بمشاهدة شيء كهذا وهو عنده أخوات بنات. فقررت أن أكتشف أنه عندي فتحة في ذلك المكان وفعلت ولا أتذكر إن كان قد خرج مني دم أو لا. بعد ذلك اكتشفت من خلال كلام البنات عن الزواج حيث أنه بعد الثانوية الأغلب يتزوج، وعلمت بعدها بالمصيبة أنها كانت العذرية. تصور عندي 18 سنة ولا أعلم عن هذا الموضوع شيء. أنا حبوبة وحلوة ومن خلال العمل واجهت مضايقات كبيرة حيث أنني لا أعرف قول لا ولا أن أصفع شخص مجرد سكوت وبكاء وأخجل من الرفض أو الصراخ لأن هذا الشخص مديري أو أكبر مني.. إلى اليوم إني لا أعرف كيف أحمي نفسي. بحكم أن المدير كان يوصلني ويروحني وأغلب وقتي معاه، لعب بي وأخذ ما يريده ولحظتها خرج مني نقطتين دم فكانت مصيبتي أفظع. ولم يكن أهلي يحاولون حمايتي بأن يمنعوني من التأخير أو يوصلوني البيت والشغل... ثم تعرفت على شاب فيه كل مواصفات الأخلاق والدين والأدب، علمني ألبس العباية مع العلم أني كنت ألبس الحجاب ولكن على ملابس مثل الجينز والنص كم.. علمني الاحتشام وعدم مصافحة الرجال وممنوع أركب مع أحد غريب.. يعني كل ما تتخيله من احترام وصيانة المرأة فعله معي وهذا بعد أن كنت ارتحت له وصارحته بكل شيء في حياتي. كل شيء لأني كنت بحاجة أن يساعدني أحد.. أحبني أحمد وخطبني وهو من مواليد..... مع العلم بأنه (من جنسية خليجية للبلد الذي نشأت فيه) مدة خطوبتنا استمرت سنة ونصف بكل ما تتخيله من حب واحترام وخوف علي وحنان يعني صعب فعلا أوصف لك. تحمل عشاني كتير كتير كتير لدرجة أن مرة أخوي الأصغر عمل حادثة بسيارته وكان هناك شهود فأخذ قرض من البنك قيمته (1000 ريال عماني أي ما يعادل 25000 جنيه مصري) ليخرج أخي من السجن كغرامة وبدون إعلامي. حتى أنه من أحد خططنا أن نذهب للحج سويا وأشياء أخرى. سنة ونصف تحمل فيها كل مشاكل أهلي، حرمونا حتى من لبس دبلتين بسبب أنهم يريدوا المهر والشبكة والجواز كله مرة واحدة ولا تتصور الضغط طبعا.. في مرة ماما أهانته وقالت له ليس عندنا بنات للجواز وانسى الموضوع، يومها من الصدمة بلعت 24 حبة وكدت أموت وشفت العذاب، كل هذا من خوفي أن يبعد عني. المهم دخل جمعية وحصل مشاكل في الجمعية.. وفي اليوم المشئوم قلت له إيه الحل يا إما نأخذ قرض يا إما كل واحد في طريق وقلتها بدون قصد ومن خوفي إن أهلي يبعدونا عن بعض وهو كان رافض تماما موضوع القرض عشان نعيش حياة هادئة. ومن يومها تركني!!!!!!!!!!!!!!!!! تاريخ 17/3/2004 سنكمل سنتين منفصلين. شفت الموت والعذاب والضياع، لا أكل لا نوم بكاء مستمر، كرهت الدنيا وما فيها بالرغم من أنها كانت صدمة لكلا العائلتين وآخرتها بابا يقول لي عاجبك فضحتنا وبقيت زي المطلقة. في حين إن بابا لم يعطي أحمد ريق حلو أبدا ولم يحترمه دايما مديله ظهره. محاولات مستمرة في أن أصلح ما بيننا.. لم يقف أحد بجانبي ولم يساعدني أحد، حتى ماما لم تحاول ضمي في حضنها للتخفيف عني. عدنا إلى بعض مرتين وفي كل مرة كان يقول لي آسف حبيبتي لن أستطيع أن أتزوجك الآن؟! ويتركني مجددا، وفي بعض المرات كان يتصل بصديقتي ليطمئن علي ويطلب منها أن لا تخبرني. آخر محاولة أن أراه كانت من ستة أشهر تقريبا وعدنا إلى بعض كحبيبين فقط، اعتذر لي عن إهاناته لي وبعده عني وأنه ما زال يحبني موت ولكن مش ممكن. من شدة حبه لي كان يريد أن يقوم بوشم اسمي على ظهره ولكنه لما عرف أنه حرام بطّل. كان يبكي لمجرد أن يرى جرح بيسط في يدي مثلا وكان يقول لي دائما أنا خايف عليك كثير يا حبي، لما بدأت ألح عليه لماذا لا يريدني وألح وألح قال لي صعب أنسى ما حدث معك سابقا وعلاقتك القديمة. قلت له مش ممكن أنا شرحت لك كل حاجة وأنت حبيتني ونسيت وخطبتني قال خلاص الموضوع انتهى. طب إزاي الحب ده كله كان جاي منين مش ممكن من الهوا. وبدأ كل شيء يأخذ مسارا خطأ وحرام بيني وبينه، بدأت أشعر أنه ينتقم مني ومن أهلي ومن حبه لي ومن قلة الفلوس في نفسي أنا. بدأ يريدني ويغصبني ويا إما أشوفه عشان كده أو لا. وكنت أقول له سنتفاهم وأقابله وبعدها أعود غبية كما كنت لا أستطيع أن أتصرف ولا أن أحمي نفسي ولا حتى من حبيبي. وكانت المصيبة أنه يعاشرني من الخلف وليس من الأمام، عشان ما يحصلش حمل. أنا تعبانة وكل مرة برجع ببكي وبندم وأقول مش هقابله مرة أخرى ولكني لا أستطيع. أحبه بجنون وأنا متأكدة إن تصرفاته مش بسببه ولا باقتناع منه لأن الحب لا ينتهي ممكن نؤذيه نحن بأنفسنا بأسباب حولينا لكن... مع أننا في الغالب نروح سينما، نأكل، نتمشى.. وبعدها يعود للصمت الدائم والأسف.. والله يا أستاذ كان بيعمل كده عشان أكرهه وأبعد عنه لأنه حاول إبعادي كثير ولم ينفع وفي كل مرة كان يعتذر لي ويقول سامحيني غصب عني وأريدك تكرهيني وتبعدي عني لأني لا أستاهلك وأنا هندم لو ضعتي من إيدي.. بس أنت مش عاوزة تبعدي. كان ديما يقول لي وإحنا مخطوبين، لما طلبت منه مرة نتجوز بالمحكمة، قال لي: لا يا حبي أنا عاوزك عروسة أهلك يفرحوا بيك. أنا تعبانة ، حتى إنني بدأت آخذ حبوب اسمها Ludiomil – 25mg من عيادة نفسية . الله الوحيد اللي عالم بأني إنسانة محترمة وأخاف ربي وهو كمان، بس هل ممكن إنه الظروف هي اللي عملت فينا كده وإلا أهلي اللي أنا في داخلي لا يمكن أسامحهم أبدا.. أرجوك انصحني مع العلم بأني عطيته فرصة يفكر في حياتنا. وما هو وضعي إذا قبلت الزواج بآخر مع إن الفكرة دي الموت بالنسبة لي أرحم منها.. أرجوك يا أستاذ خليك جنبي وساعدني أنا وهو. اليوم الذي لا أسمع صوته فيه أرجع لحالتي وهي البكاء بأنين وصداع وضياع وممكن أعمل أي شيء عشان أشوفه أو أسمع صوته ولا أخرج من غرفتي ولا آكل.. ولا حاجة في حياتي من بعده أبدا. أنا تعبانة وندمانة وأخاف الله وهو أيضا لكنه في آخر مرة قابلته فيها قال لي: المشكلة لا عارفين نقرب ولا عارفين نبعد.